«الجيش الحر» يفتقر إلى الدعم لبــــــــــــسط الأمن في منبج
الجيش الحر يحاول إدارة المناطق التي سيطر عليها.
ينصرف عناصر الجيش السوري الحر، الذين باتوا يبسطون سيطرتهم على مدينة منبج، الى إعادة تشكيل جهاز الشرطة تدريجياً حتى يتصدوا لارتفاع معدل الجريمة والسرقات وعمليات القتل، لكن تعترض مهمتهم الجبارة هذه عوائق تتمثل بحاجتهم الماسة الى الأموال والمعدات.
فقد أخرج هؤلاء المتمردون أجهزة الأمن السورية من منبج في شمال سورية في يوليو الماضي، لكن المجرمين عادوا اليها عندما استعادت هذه المدينة هدوءها.
وأنشأ الثوار وحدة مؤلفة من 50 «شرطياً من الثوار» لبسط سلطة دولة القانون في منبج، القريبة من الحدود التركية، والبعيدة 80 كلم شمال مدينة حلب، التي تشهد معارك طاحنة منذ منتصف يوليو. ويقود نواة جهاز الشرطة هذا (أبومحمد) المسؤول المنشق عن الشرطة، الذي أتى من منطقة اخرى من سورية.
وقال (أبومحمد) في احد مكاتب المركز الإداري الأساسي في المدينة «يعتقد بعض المواطنين ان الحرية تعني عدم وجود مؤسسات، لكن لا». وأضاف «بين تحرير منبج واليوم حصلت بالتأكيد أخطاء وانتهاكات وجرائم، وبدأ عدد المجرمين يتزايد لأن السلطة المخولة اعتقالهم غير موجودة». وأوضح «لذلك نسعى الى تنظيم قوة من الشرطة من الثوار لمكافحة الجرائم والتعديات على الحقوق».
وكان اعضاء هذه القوة الجديدة في عداد اجهزة أمن النظام، وقد انشقوا جميعاً. ولم يشاركوا في «أعمال ضد المتظاهرين وضد الشعب»، كما قال (أبومحمد) الذي أكد أن «الذين يستطيعون الالتحاق بوحدة الشرطة هذه هم الذين خدموا في السابق في اجهزة الأمن والشرطة، ولا تتوافر لنا الآن امكانية تشكيل متطوعين جدد».
وعدا عن العناصر، تفتقر الشرطة ايضا الى الأموال والمعدات. وقال احد عناصر الشرطة «ثمة سيارة هي من نوع تويوتا لاند كروزر، لكنها تستهلك كثيراً من البنزين ولا تتوافر لدينا الأسلحة». وأقيم جهاز قضائي جديد لمواكبة عمل الشرطة مع نيابة وقضاة وسجن في الطبقة السفلى لأحد الفنادق.
ويتجلى الاستخفاف بالنظام على المدخل من خلال صور الرئيس بشار الأسد الملصقة على بلاط بهو الفندق وفي طبقته السفلى حتى يدوسها الداخلون والخارجون. وقال محام اصبح احد قضاة النيابة، ان الاجراءات القضائية مستوحاة من القانون الفرنسي وادخلت عليها تعديلات حتى تتسم بالسرعة المطلوبة.
وأضاف المحامي محمد عثمان الذي يجلس وراء مكتبه في بهو الفندق «نظامنا القضائي مدني وعقوبتنا هي السجن». وأكد أن «ثمة مجموعة من المحامين للمحاكمات والتحقيقات والأحكام، ونستعين بشيوخ في لجنة التحكيم».
ويعرب هذا المحامي ايضا عن اسفه لعدم توافر الأموال الضرورية لمواجهة التحدي الكبير الذي يشكله بسط الأمن في هذه المدينة التي كان عدد سكانها نحو 100 الف فر عدد كبير منهم منذ اندلاع الانتفاضة على الأسد قبل 19 شهراً.
وشدد المحامي على القول ان «مشكلتنا مالية. وعناصر الشرطة هم ارباب عائلات ويحتاجون الى المال الذي لا يحصلون على شيء منه». وفي الطبقة السفلى يستجوب محققون رجلاً بتهمة سرقة دراجات نارية، وفي غرفة اخرى مقفلة يجلس 10 سجناء او يتمددون على فرش.
ويسود الهدوء في الخارج خلافاً لحلب، حيث تتواجه القوات الموالية والكتائب المتمردة. اطفال يلهون في الشارع. ويرتب رجل علب السجائر التي يبيعها. ويدخن مسنون وهم جالسون على صناديق الخضار في متجر.
وقال احد سكان منبج، غياث الحسن، (23 عاماً) ان الأمن يعود الى المستوى السابق قبل سيطرة المتمردين على المدينة. لكن اذا كانت المعارك قد توقفت، مازال يتعين على المدينة مواجهة الغارات الجوية التي تشنها طائرات النظام.
طهران فشلت في التعامل مع تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية
«أزمة العملة» تهدد بانهيار الاقتصـاد الإيراني
آلاف الإيرانيين تظاهروا في سوق طهران تنديداً بانهيار قيمة الريال
في سبتمبر وأوائل أكتوبر من هذا العام، دخلت العملة الإيرانية ( الريال)، في حالة من «السقوط الحر» لدى مقارنتها بقيمة العملات الرئيسة في العالم، وبالذهب، ويبدو أن الحكومة الإيرانية، وكذلك البنك المركزي الإيراني، عاجزان عن وقف تدهور قيمة العملة.
وأثلجت هذه الواقعة صدري إسرائيل والولايات المتحدة، الخصمين التقليديين لإيران، اللذين عزيا أزمة العملة الى نجاح العقوبات التي أصابت الاقتصاد الايراني بـ«الكساح» و«الشلل» والإصابة «في مقتل»، وغيرها من النعوت التي أطلقها المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون. وفي 30 من سبتمبر الماضي نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، قوله «إن العقوبات على ايران، التي انطلقت العام الماضي، قفزت إلى مستوى جديد»، وإن الاقتصاد الإيراني «لم ينهَر ولكنه على وشك الانهيار»، ويضيف أن الإيرانيين «يعانون صعوبات اقتصادية كبيرة نتيجة للعقوبات»، وبالمثل في ايجاز صحافي يومي في الأول من هذا الشهر تبادلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند الحديث التالي مع الصحافيين:
سؤال: فقدت العملة الإيرانية نحو ربع قيمتها الأسبوع الماضي وحده، فهل الوزارة سعيدة بذلك؟ وهل يعكس ذلك فعالية العقوبات ضد إيران، وما وجهة نظرك؟ ردت فيكتوريا بقولها ان فهم الوزارة يتلخص في أن العملة الإيرانية انخفضت إلى أدنى مستوى تاريخي لها مقابل الدولار من خلال التداول غير الرسمي للعملات.
هذا الابتهاج والتباهي بنجاح العقوبات تلاشى عندما طرح الصحافيون السؤال نفسه لكن بصيغة مختلفة على وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، بعد بضعة أيام، إذ ردت كلينتون في مؤتمر صحافي حول مدى فعالية العقوبات في «إيلام» الشعب الإيراني بقولها «أعتقد أن الحكومة الإيرانية تتحمل المسؤولية عما يجري داخل إيران، وهي التي تتخذ القرارات الخاصة بها، وهذه القرارات لا علاقة لها بالعقوبات المؤثرة في الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد، ولكن يمكن تدارك ذلك على المدى القصير إذا كانت الحكومة الإيرانية على استعداد للتعامل مع مجموعة (5+1) وبقية المجتمع الدولي بطريقة صادقة».
ما كانت تحاول كلينتون قوله على ما يبدو، أن أزمة العملة حدثت بسبب سوء إدارة الحكومة الإيرانية وليس العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، هناك ايضا الكثير من التفسيرات المختلفة بشأن الأزمة الاقتصادية الأخيرة في إيران، لاسيما السقوط الحر للريال، الا أن الجزء الأكبر من هذه التفسيرات يركز على ما يبدو على تأثير العقوبات الصارمة المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة ـ حليفة اسرائيل ـ والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن عناد الحكومة الإيرانية، بقيادة الرئيس محمود أحمدي نجاد، في التعامل مع العقوبات.
ويعتمد إلقاء المسؤولية على اي طرف من الأطراف على المنظور السياسي الذي ينظر من خلاله المحلل الى الأوضاع. معارضو نجاد يلقون باللوم عليه، فعلى سبيل المثال يعتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، المنافس السياسي لنجاد، أن 80٪ من المشكلة في إيران تعود إلى سوء الإدارة و20٪ بسبب العقوبات. وبالمثل أظهر استطلاع لرأي الاقتصاديين الإيرانيين من قبل وكالة أنباء العمل الإيرانية في الثاني من أكتوبر ،2012 أنهم يلومون الحكومة الإيرانية على «تسونامي انهيار العملة».
وفي واقع الأمر اثارت السياسات الأخيرة للبنك المركزي، وكذلك وزارة المالية، حفيظة الكثير من الإيرانيين، فمع انخفاض قيمة الريال وارتفاع التضخم تبنى البنك المركزي مجموعة معقدة من أسعار الصرف: سعر صرف ثابت للدولار 12 ألفاً و260 ريالاً لأغراض استيراد بعض المواد الأساسية، وسعر السوق الحرة أو السعر العائم للسلع غير الضرورية، ومعدل يقل 2٪ عن سعر السوق الحرة للسلع المصنفة بين هذين المستويين، وعلاوة على ذلك أنشأ البنك المركزي في 23 سبتمبر الماضي «مركزاً لصرف العملة» يوفر الدولار بسعر السوق ناقص 2٪. الا ان هذا المركز فشل حتى الآن في تهدئة السوق بسبب عدم توفير البنك المركزي ما يكفي من العملات.
واجه الريال الإيراني متاعب جمة في العامين الماضيين، وظهرت أول أزمة رئيسة في سبتمبر من عام ،2010 حيث انخفض سعر الريال خلال يومين من 10 آلاف و850 إلى 13 ألف ريال للدولار، ثم تحسن ليصبح 12 ألف ريال مقابل الدولار.
الأزمة التالية للريال حدثت في سبتمبر من عام ،2011 عندما انخفضت العملة الإيرانية إلى 13 ألف ريال للدولار الواحد، ونتيجة لتدخل البنك المركزي في أكتوبر من عام 2011 ارتفعت العملة الإيرانية لتصل الى 10 آلاف و750 ريالاً لكل دولار، الا انها انخفضت في ديسمبر من عام ،2011 ومرة أخرى لتصل إلى 15 ألفاً و150 ريالاً للدولار الواحد.
في 18 يناير ،2012 ذكرت وكالة «فرانس برس» أن سعر صرف العملة الإيرانية انخفض الى 18 ألف ريال للدولار الواحد. وذكر التقرير أيضاً أنه تم استدعاء وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، شمس الدين حسيني، ومحافظ البنك المركزي، بهماني محمود، أمام البرلمان الإيراني لشرح الوضع، وأنهما «وعدا بالعمل على كبح جماح سعر الصرف».
في 22 يناير ،2012 ذكرت وكالة «أسنا» الإيرانية للأنباء ان العملة الإيرانية انخفضت الى 20 ألف ريال للدولار الواحد، وفي اليوم التالي ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن «سعر صرف الريال وصل إلى أدنى مستوياته اليوم ليبلغ 21 ألف ريال للدولار».
عدم استقرار
إن فرض عقوبات على إيران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، جاء نتيجة للضغوط الإسرائيلية، حيث أثرت هذه العقوبات سلباً في الاقتصاد الإيراني. وهذا ما يفترض ان تفعله هذه العقوبات «المعوقة»، «المشلة»، أو «القاتلة» من زعزعة للاستقرار الاقتصادي، وإلحاق الألم بالمواطنين، وإحداث حالة من الذعر وأعمال الشغب، وقلب نظام الحكم في إيران، وتنصيب الولايات المتحدة وإسرائيل حكومة صديقة لهما في البلاد، ولعل هذا هو السبب الذي جعل البعض، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يهدد إيران بشكل مستمر بعمليات عسكرية، وتهدف هذه التهديدات في الغالب لجعل هذه العقوبات أكثر قسوة وإيلاماً، وتهدف أيضاً إلى إيجاد أجواء من الخوف وعدم الثقة في القطاعات المالية والإنتاجية للاقتصاد الإيراني.
وقد أظهرت هذه الأزمة ان الحكومة الإيرانية والبنك المركزي الايراني غير كفؤين في التعامل مع تأثير هذه العقوبات، إذ يصرح بعض المسؤولين الإيرانيين في بعض الأحيان بأن العقوبات الأميركية الأوروبية هي بمثابة إعلان حرب اقتصادية على إيران، لذلك يمكننا ان نقول ان ايران تتعرض لحرب اقتصادية تنجم عنها الضغوط التضخمية الراهنة، الا ان العديد من المسؤولين الإيرانيين على أعلى مستوى من السلطة يرفض قبول هذا الافتراض، وظل البعض يتفاخر بعدم فعالية العقوبات، خصوصاً المسؤولين العسكريين الإيرانيين، الذين ظلوا يتحدثون مراراً وتكراراً عن هجوم عسكري وشيك على إيران من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، أو كليهما، وكيف أن ايران يمكنها ان تصمد أمام مثل هذا الهجوم وتستطيع الرد عليه. مثل هذا الكلام في الواقع تستغله إسرائيل وحليفيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأغراضهم الخاصة.
تواجه ايران عقوبات قاسية لا ترحم وتهديدات بالحرب، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار المالي، وقد يتطور هذا بسهولة إلى أزمة اقتصادية ضخمة واضطراب تليه اضطرابات اجتماعية، وما لم تأخذ الحكومة الايرانية هذه العقوبات على محمل الجد، وتتخذ إجراءات جذرية لتهدئة السوق، سيستطيع خصوم إيران تحقيق ما يسعون الى تحقيقه.
أبدت دمشق، أمس، استعدادها لتشكيل لجنة أمنية للتواصل المباشر بين سورية وتركيا بناء على اقتراح روسي، فيما تشهد الحدود بين البلدين توتراً متصاعداً، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إصلاح الأمم المتحدة التي تقف موقف العاجز في سورية، مؤكداً أن مجلس الأمن الدولي «يفتقد العدالة».
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، إنها ناقشت مع السفير الروسي في دمشق «استعدادها لإنشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة، في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا».
ويعكس هذا الموقف «ترحيب سورية» بما اعلنه وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) امام مجلس الاتحاد الروسي في 10 أكتوبر الجاري، حول ضرورة اقامة آلية للتواصل الامني المباشر بين سورية وتركيا، بحسب ما جاء في البيان.
وشهدت العلاقات بين سورية وروسيا من جهة، وتركيا من جهة اخرى، توتراً في الايام الاخيرة، بعد إرغام انقرة، الاربعاء الماضي، طائرة سورية مدنية قادمة من موسكو على الهبوط لتفتيشها، واتهامها بنقل معدات عسكرية الى النظام السوري.
وردت دمشق بنفي هذه الاتهامات، في حين اكدت موسكو على لسان لافروف ان الطائرة كانت تنقل «معدات رادار مشروعة» بالكامل.
وكان لافروف شدد قبل حادثة الطائرة المدنية السورية، على ضرورة وجود «قناة تواصل مباشر» بين سورية وتركيا.
وقال للصحافيين في موسكو «تظهر التجربة انه في حال وجود توترات بين بلدين مجاورين، فالسبيل الافضل لتخطيها هو تأسيس قناة تواصل مباشر»، بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الروسية.
وأضاف «أعرف ان الطرف السوري مستعد لذلك، وأنا واثق بأن الطرف التركي مستعد ايضاً، ستسمح خطوة مماثلة على الاقل بإلغاء الشروحات والتفسيرات المحورة، نتطلع الى تشجيع شركائنا ليصبح الامر موضع التنفيذ».
وشهدت الحدود بين سورية وتركيا في المدة الاخيرة ارتفاعاً في حدة التوتر بعد تكرار حوادث سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، ما دفع انقرة الى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد. كما قامت مقاتلة تركية، أول من أمس، بإبعاد مروحية سورية اقتربت من الحدود، وكانت مكلفة قصف بلدة عزمارين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين.
وفي اسطنبول، دعا أردوغان، أمس، إلى إصلاح الأمم المتحدة التي تقف موقف العاجز في سورية.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله، إن «انعدام العدالة هو أحد الأبعاد المهمة للمشكلات العالمية، فمجلس الأمن وغيره من المؤسسات العالمية، تفتقد العدالة، ولا أحد يستطيع أن يقول إن الأمم المتحدة قائمة على أساس عادل»، مشدداً على أهمية إصلاح الأمم المتحدة لتأسيسها على مبدأ العدالة.
وقال إن «خمس دول فقط داخل الأمم المتحدة قولها معتبر، ومجريات العالم كله تعود لقرار هذه الدول، لكن ألا توجد وجهات نظر مختلفة عن هذه الدول؟ هل قراراتها تشمل العالم بأسره؟ لابد من إصلاح الأمم المتحدة».
وأضاف أن مجلس الأمن الذي نعتبره مؤسسة قادرة على تأسيس الأمن والعدالة «بقي تحت تأثير بعض الدول، وهم مع الأسف يحاولون أن يسيطروا على آلية اتخاذ القرار».
وتطرق أردوغان إلى الأزمة السورية، فأشار إلى وجود وضع مأساوي منذ 20 شهرًا، مضيفاً «ماذا فعل مجلس الأمن؟ اليوم في سورية قتل 30 ألف شخص بأعمار متراوحة دون تفريق بين مسن وشاب، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين تتجاوز 100 ألف».
وقال أردوغان إن الأمم المتحدة تقف موقف العاجز في سورية، و«موقفها عبارة عن منح الضوء الأخضر لنظام (الرئيس بشار) الأسد لكي يستمر في القتل والمجازر»، مضيفاً أن «مجلس الأمن لا يستطيع أن يضع سياسة فاعلة، فهو يفتقد شرعيته أمام المظلومين، العدالة حاجة للسوريين، وحق للسوريين، وليست حقاً للأسد».
30 ٪ نسبة اكتمال تحويل مناولة الحاويات من «ميناء زايد»
ميناء خليفة يستقبل أول صادرات «بروج»
شحنة «بروج» تضمنت 700 حاوية بولي إيثلين.
أعلنت شركة مرافئ أبوظبي عن وصول أول شحنة من مادة البولي إيثلين التي تنتجها شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية (بروج) إلى ميناء خليفة، التي سيتم تصديرها إلى خارج الإمارات عبر الميناء لاحقاً.
واستقبل الميناء أكثر من 700 حاوية من مادة البولي إيثلين التي تم نقلها من مصنع بروج للبتروكيماويات في منطقة الرويس، التي تبعد نحو 250 كلم عن مدينة أبوظبي على متن السفينة «بازم 2».
ويأتي الإعلان في وقت بدأت مرافئ أبوظبي تحويل الأعمال الخاصة بمناولة الحاويات من ميناء زايد الذي كانت تستخدمه شركة «بروج» لتصدير شحناتها من مادة البولي إيثلين إلى متعامليها حول العالم؛ إلى ميناء خليفة، الذي يعد أول ميناء شبه آلي في المنطقة.
وبلغت نسبة الإنجاز في عملية التحويل نحو 30٪ وفقاً لبيانات مرافئ أبوظبي الأسبوع الماضي، أي قبل الموعد المحدد بشهرين.
وحملت «مرافئ أبوظبي» بعد وصول شحنة البولي إيثلين إلى ميناء خليفة الحاويات وخزنتها في منطقة الحاويات داخل الميناء، باستخدام الرافعات النصف آلية، ليصار إلى تصديرها في وقت لاحق إلى متعاملي «بروج» في الأسواق العالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بروج للتسويق والمبيعات»، ويم رولز، الذي كان في استقبال سفينة الحاويات في ميناء خليفة، إن «ميناء خليفة يوفر لـ(بروج) مركزاً مثالياً وعملياً ومنخفض الكلفة لتوزيع وتصدير مجموعتها الواسعة من الحلول البلاستيكية التي يتم إنتاجها في مصنع الرويس»، مضيفاً أن «إرسال منتجاتنا من البولي إيثلين والبولي بروبيلين عبر ميناء خليفة يمكننا من خدمة متعاملينا في آسيا وبقية الدول بشكل أفضل، ونتطلع قدماً لمساهمة ميناء خليفة في تعزيز وتنمية الأعمال الخاصة بـ(بروج) سعياً لتطوير صناعة البلاستيك العالمية».
وتنتج (بروج) حالياً نحو مليوني طن سنوياً من البولي أوليفينات في مصنعها الكائن في منطقة الرويس، وتعتزم الشركة توسعة وزيادة إنتاجها ليصل إلى 4.5 ملايين طن سنوياً مع حلول منتصف عام 2014».
ويعد ميناء خليفة أحدث موانئ أبوظبي اللوجستية، حيث جرى تخصيصه ليستوعب حركة مناولة الحاويات في ميناء زايد، وكذلك لاستقبال الشحنات الخاصة بمدينة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد)، وبحلول عام ،2030 سيكون ميناء خليفة أحد أكبر الموانئ العالمية، إذ ستصل طاقته الاستيعابية السنوية في ذلك الوقت إلى 15 مليون حاوية نمطية، و35 مليون طن من الشحنات المتنوعة.
وعبر تحويل حركة مناولة الحاويات إلى ميناء خليفة الكائن في منتصف المسافة ما بين أبوظبي ودبي، ستعزز شركة مرافئ أبوظبي من الأعمال الخاصة بالسياحة البحرية والشحنات العامة في أبوظبي من خلال الارتقاء بقدرات الموانئ والمرافق التابعة لها.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«مرافئ أبوظبي»، مارتن فان دي ليندي، إن «هذا الإعلان يؤكد على الدور الحيوي الذي بدأ ميناء خليفة بتقديمه، والمتمثل في خط تجاري للسفن البحرية يربط أبوظبي بشكل مباشر بالعديد من الأسواق والمناطق العالمية، وذلك بعد وقت قصير من تحويل الأعمال الخاصة بمناولة الحاويات من ميناء زايد إلى محطة الحاويات في ميناء خليفة، ليقدم بالتالي قيمة إضافية مهمة للاقتصاد المحلي.
وصلت السفينة «كوستا نيو رومانتيكا»، الأسبوع الماضي إلى دبي، مدشنة بداية موسم السياحة البحرية في الإمارة، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري ويستمر حتى 10 يونيو ،2013 إذ من المتوقع أن يستقبل مرسى السفن السياحية التابع للدائرة بميناء راشد خلاله 115 سفينة تحمل أكثر من 400 ألف مسافر بحري.
ووصلت السفينة قادمة من ميناء أبوظبي الثلاثاء الماضي، وخلال إقامتها في دبي تم مناولة أكثر من 1000 راكب، واتجهت بعدها إلى ميناء خصب في 11 أكتوبر الجاري.
وكانت شركتا «عايدا» و«كوستا كروز» العالميتان بدأتا اتخاذ دبي منطلقاً لعملياتهما السياحية البحرية عام ،2006 وانضمت إليهما شركة «رويال كاريبيان» في سنة ،2010 وابتداء من الموسم الجاري، وتحديداً في الثالث من نوفمبر المقبل، ستنضم للشركات الثلاث شركة «تي يو آي» بسفينتها «ماين شيف 2» لتكون بذلك الشركة الرابعة التي تتخذ من دبي مركزاً لنشاطاتها السياحية البحرية.
وسيصل عدد رحلات «ماين شيف 2» إلى دبي خلال الموسم الجاري إلى 20 رحلة تحمل خلالها أكثر من 75 ألف مسافر بحري، أما شركة «كوستا كروسيير» الإيطالية، إحدى أهم شركاء السياحة البحرية في دبي، فسيكون لها سفينتان تنظم كل منهما رحلات تستغرق أربع وخمس وسبع ليال انطلاقاً من دبي إلى موانئ في المنطقة.
وإلى جانب تلك الشركات السياحية الأربع، فإن الموسم الجديد سيشهد سفناً سياحية من 15 شركة من مختلف أنحاء العالم، وهو الأمر الذي يؤكد المكانة التي باتت دبي تتمتع بها وجهة سياحية متميزة في قطاع السياحة البحرية.
أعلنت «سامسونغ للإلكترونيات»، الشركة المتخصصة في قطاع التقنيات الرقمية، أنها ستعرض مجموعتها الشاملة من حلول العرض المرئي في «أسبوع جيتكس للتقنية 2012»، الذي يُقام في الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي.
وستعرض «سامسونغ» شاشة العرض الشفافة «إن إل 22 بي»، وشاشة «إل إي دي ـ إل إف دي (إم إي 75 بي)» قياس 75 بوصة، وشاشة العرض الضخمة ثلاثية الأبعاد (فيديو وول 3 دي)، إضافة إلى عرض مجموعتها من حلول اللوحات الإعلانية الرقمية (إل إف دي) والتلفزيونات الذكية (الفئتين السابعة والثامنة).
وقال بيان صدر عن الشركة أمس، إنه يمكن لمجموعة حلول العرض المرئي من «سامسونغ» أن تستخدم بشكل فعّال في قطاعات متنوعة مثل: التعليم، والمؤسسات الحكومية، والضيافة، والرعاية الصحية، والطيران، وتجارة التجزئة، والشركات، ومراكز التسوق، كما يمكن استخدام شاشة العرض الشفافة وشاشة «إل إي دي ـ إل إف دي» في متاجر البيع بالتجزئة لتزويد المتعاملين بتجربة تفاعلية، كما يمكن استخدام شاشة
«إل إي دي ـ إل إف دي» بقياس 75 بوصة كلوح إلكتروني في المدارس لتعزيز عملية التعليم المتاحة للطلاب. وستشتمل منصة عرض «سامسونغ» في «جيتكس» على «حلول القاعات الدراسية التفاعلية الذكية»، إذ تعرض مجموعة من منتجات الشركة التي تضم: اللوح الإلكتروني، والكمبيوتر اللوحي «سلايت بي سي»، والأجهزة اللوحية، وتقع منصة العرض في (القاعة 6 ـ منصة 5).
شيفروليه تطلق الجيل الثاني من «تريل بليزر» أوسطياً
«تريل بليزر» تتوافر بخياري الدفع الثنائي أو الرباعي
أطلق صانع السيارات الأميركي العملاق «شيفروليه»، أخيراً، الجيل الثاني من سيارته الرياضية المتعددة الاستعمالات ومتوسطة الحجم «تريل بليزر» في أسواق الشرق الأوسط، والتي كشف عنها تجريبياً للمرة الأولى في أسواق المنطقة خلال فعاليات معرض دبي الدولي للسيارات، الذي أقيم أواخر العام الماضي.
وارتكز الصانع الأميركي على هندسة «جنرال موتورز» العالمية الجديدة للمركبات متوسطة الحجم ورباعية الدفع «الهيكل فوق الإطار»، لتجمع طرز «تريل بليزر» الجديدة قدرات الحمل والقطر التي تتمتّع بها المركبات الرياضية متعددة الاستعمالات المبنية وفق هذه الهندسة، مع القيادة السلسة والفاعلية التي تميز سيارات «كروس أوفر».
وفي الداخل، جاءت سيارة الجيل الثاني بمستوى من الرحابة يعد الأفضل ضمن فئة السيارات التي تتسع مقصورتها الداخلية لسبعة ركاب بالغين، من حيث المرونة المتمثلة في ثلاثة صفوف من المقاعد المنفصلة القابلة للطي أو التسطيح في الوقت ذاته.
وتتوافر «تريل بليزر» بفئتي الدفع الثنائي والرباعي، بمحرك مكون من ست أسطوانات سعة 3.6 لترات مع توقيت متغير لعمل الصمامات يتناغم مع ناقل حركة أتوماتيكي من ست سرعات في إيجاد توازن مثالي بين القوة والأداء والفاعلية في استهلاك الوقود مع معدلات تصل إلى 12.2 لتر/100 كلم، وتنتج عن المحرك الجديد استطاعة ميكانيكية تصل إلى 236 حصاناً، وعزم يبلغ 329 نيوتن/متر.
وعلى صعيد التقنيات الحديثة، زود «تريل بليزر» الجديد بنظام التحكم على المنحدرات «إتش دي سي»، الذي يؤمن نزولاً سلساً ومضبوطاً على المنحدرات القاسية، بحيث لا يحتاج السائق للضغط على دواسة الفرامل.
«اتصالات» أرجأت قطع الخدمة عن آلاف المتأخرين عن التسجيل في «رقمي هويتــي».. وتطلق «فلوس» محفظة إلكترونية هاتفية
تحويل الأموال عبر «المتحرك» بيــن إمارات الدولة يونيو المقبل
العبدولي: جهاز الإمارات للاستثمار قدم للحكومة مشروع قانون بشأن تحويل «اتصالات» إلى شركة مساهمة عامة.
قالت مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» إنها أرجأت إلى إشعار آخر قطع الخدمة، الذي كان مقرراً بعد غدٍ، عن الآلاف من مشتركيها الذين لم يسجلوا بيانات هواتفهم المتحركة ضمن حملة «رقمي هويتي» في مرحلتها الأولى، التي تضم 1.5 مليون مشترك.
وأوضحت المؤسسة أنها ستضطر إلى قطع الخدمة عن المشتركين المتخلفين عن التسجيل في حال استمرارهم في عدم الاستجابة للحملة، التي أطلقتها هيئة تنظيم الاتصالات بهدف تحديث بيانات متعاملي مشغلي الاتصالات في الدولة، موضحة أنها تبحث حالياً تحفيز المتعاملين على التسجيل بوسائل شتى.
وكشفت «اتصالات» أنها ستطلق للمرة الأولى في يونيو المقبل عملية تحويل الأموال عبر الهواتف المتحركة داخلياً في إمارات الدولة المختلفة، تمهيداً لإطلاقها خارجياً في مرحلة لاحقة.
ولفتت المؤسسة إلى أنها بصدد إطلاق مجموعة من الخدمات اليومية عبر الهواتف المتحركة، إذ سيتم إطلاق أولها في معرض «أسبوع جيتكس للتقنية 2012»، الذي تبدأ فعالياته اليوم، وتتعلق بتوفير بطاقات المواصلات العامة عبر الهاتف المتحرك، فضلاً عن خدمات أخرى توفر إمكانية الدفع الفوري عبر الهاتف المتحرك، وتوفير تطبيقات أنظمة بطاقات الحماية للدخول إلى المباني عبر الهاتف المتحرك، وهما خدمتان ستتاحان للمشتركين قريباً، ويمكن تجربتهما في جناح «اتصالات» بالمعرض.
وأوضحت المؤسسة أن جهاز الإمارات للاستثمار قـدم للحكومـة مشروع قانون بشأن تحويل «اتصالات» إلى شركة مساهمة عامة، ما يفتح الباب أمام تملك الشركات الوطنية والأجانب في «اتصالات» للمرة الأولى، لافتة إلى أن المشروع ينتظر موافقة مجلس الوزراء.
وأشارت «اتصالات» إلى خلافات تجارية تعرقل بدء فتح الشبكات ـ أو ما بات يعرف بـ«كسر الاحتكار الجغرافي» ـ بين «اتصالات» وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، لافتة إلى أن المؤسسة تتطلع إلى الحصول على قيمة إيجارية عادلة لشبكتها من الألياف الضوئيـة، خصوصاً بعد أن ضخت استثمارات هائلة فيها جاوزت 15 مليار درهم.
«رقمي هويتي»
مسؤولية اجتماعية
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، صالح العبدولى، إن «المؤسسة تعتبر المسؤولية الاجتماعية جزءاً رئيساً من استراتيجيتها العامة، وتفرد لهذا الجانب أهمية كبرى، بحيث أصبحت المؤسسة واحدة من أكثر الشركات نشاطاً في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة»، لافتاً إلى أن «(اتصالات) قدمت خلال السنوات الأربع الماضية نحو 1.5 مليار درهم سنوياً موزعة في شكل 1٪ من إيرادات لصندوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و250 رعاية دوري اتصالات للمحترفين، و250 مليون رعايات مختلفة».
«الجيل الرابع»
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، صالح العبدولى، إنه «من المتوقع أن ترتفع نسبة المناطق التي ستغطيها شبكة الجيل الرابع في عام 2013 إلى أكثر من 85٪، إذ سيشمل هذا العام أيضاً تعزيز التغطية الداخلية للمباني والمراكز التجارية والمطارات، وغيرها من المباني المهمة»، مضيفاً أن «المرحلة الأولى من مد شبكة الجيل الرابع شملت نحو 80٪ من المناطق المأهولة في الدولة من خلال 1000 محطة تقريباً، بينما تغطي شبكة الجيل الثالث حالياً نحو 99.8٪ من المناطق المأهولة بالسكان، وذلك من خلال أكثر من 5500 محطة، فيما تواصل (اتصالات) توسيع شبكة الجيل الثالث بالتزامن مع المرحلة الثانية من مد شبكة الجيل الرابع، إذ تمت ترقيتها مرات عدة، ليتمكن المشتركون من الانتقال بين شبكة الجيل الثالث وشبكة الجيل الرابع بشكل أكثر سلاسة».
وأشار إلى أن «(اتصالات) أنهت وبنجاح اختبار السرعة الأعلى على مستوى العالم في تقنية الجيل الرابع لشبكة الهاتف المتحرك، إذ تم الوصول إلى سرعة 300 ميغابت/ثانية، وذلك من خلال تفعيل تقنية (ميمو 4*4)، كما توفر شبكة (اتصالات) للجيل الرابع الحالية سرعات تصل إلى 150 ميغابت/ثانية، إلا أن الأجهزة المتوافرة بالأسواق حالياً لا تدعم هذه السرعة».
التوطين
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، صالح العبدولى، إن «المواطنين يشكلون نحو 90٪ من مجموع الإدارة العليا في المؤسسة، فيما ناهز عدد المواطنين العاملين فيها 3000 موظف، يشكلون نسبة 41٪ من إجمالي موظفي المؤسسة، كما تولى نحو 70 من الكفاءات الوطنية قيادة شركات الاتصالات التابعة لها في 16 دولة موزعة على قارتي آسيا وإفريقيا»، مشيراً إلى أن «(اتصالات) أصبحت أحد الروافد الأساسية التي تغذي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالكفاءات المطلوبة داخل الدولة وخارجها». ولفت إلى أنه «على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها (اتصالات) في هذا المجال، إلا أن طموحها أكبر من ذلك». وذكر أن «(اتصالات) ملتزمة بإتاحة الفرصة الكاملة أمام الشباب المواطن في (اتصالات) وفي كل الشركات التابعة لها، وفي أي توسع لها في أي دولة، وذلك حتى نرى أن العنصر المواطن بات يحتل المكانة التي يستحقها». وأكد أن «التوطين في المؤسسة نوعي وليس مجرد نسب وأرقام، كما أن (اتصالات) تنظر إلى الآليات والبرامج التي تنمي وتجذب المواطنين».
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، صالح العبدولى، إن «المؤسسة لن تقطع الخدمة بعد غدٍ عن الآلاف من مشتركيها المتخلفين عن تسجيل بياناتهم ضمن حملة (رقمي هويتي) في مرحلتها الأولى التي تضم 1.5 مليون مشترك».
وأضاف العبدولي، في لقاء مع صحافيين في أبوظبي، أن «(اتصالات) ستضطر في النهاية إلى قطع الخدمة عن المتخلفين عن التسجيل في حالة استمروا في عدم الاستجابة للحملة»، مشيراً إلى أن «المؤسسة تبحث وسائل عدة حالياً لتحفيز المتعاملين على التسجيل في الحملة، إذ تتصل بهم وتبعث لهم رسائل تدعوهم للتسجيل، وقد تلجأ إلى السماح للمتعامل باستقبال المكالمات من دون القدرة على الإرسال قبل قطع الخدمة نهائياً في حالة الاضطرار إلى ذلك». وأوضح أن «التسجيل في مصلحة المتعامل، إذ قد يؤدي استخدام شخص آخر شريحته إلى وقوعه في مشكلات قانونيـة، كما أنه في مصلحة الشركة حتى تتعرف إلى المتعامل الذي تتعامل معه، إضافـة إلى فائدة عامـة تتجلى في الحفاظ على الأمـن في المجتمع».
خدمات جديدة
وقال العبدولي إن «(اتصالات) ستطلق للمرة الأولى في يونيو المقبل عملية تحويل الأموال عبر الهواتف المتحركة داخلياً في إمارات الدولة المختلفة، تمهيداً لإطلاقها خارجياً بعد ذلك للتيسير على المواطنين والمقيمين على السواء».
وذكر أن «(اتصالات) تعتزم قريباً إطلاق مجموعة كبيرة من الخدمات اليومية عبر الهواتف المتحركة، أولها يتعلق بتوفير بطاقات المواصلات العامة عبر الهاتف المتحرك، وتقوم الخدمة على تمرير الهاتف على قارئ إلكتروني يقرأ بيانات بطاقة الدفع التي جرى تزويد الهاتف بها مسبقاً، وسيجري إطلاقها خلال معرض (أسبوع جيتكس للتقنية 2012)، الذي تنطلق فعالياته اليوم، فضلاً عن توفير إمكانية الدفع الفوري عبر الهاتف المتحرك، وتوفير تطبيقات أنظمة بطاقات الحماية للدخول إلى المباني عبر الهاتف المتحرك، وهما خدمتان ستكونان متاحتان للمشتركين في المستقبل، ويمكن التعرف إليهما وتجربتهما في جناح (اتصالات) بالمعرض».
وأفاد بأن «المؤسسة تعتزم تقديم خدمة، أطلقت عليها اسم (فلوس)، للدفع عبر الهاتف المتحرك بالشراكة مع أحد المصارف العاملة في الدولة، إذ سيتم إطلاقها قريباً على نطاق تجاري بعد استيفاء التراخيص كافة من المصرف المركزي»، موضحاً أن «(فلوس) ستوفر خدمات التعاملات المالية وخدمات تعبئة الرصيد، إضافة إلى خدمات القيمة المضافة، مثل دفع الفواتير وشراء السلع وتحويل الأموال محلياً، وذلك خلال المرحلة الأولى من إطلاقها، على أن توفر في المرحلة الثانية خدمة تحويل الأموال دوليا».
ولفت العبدولي إلى أن «(اتصالات) تعتزم إدخال تقنية (إم 2 إم) التي تتيح للمتعاملين مراقبة وإدارة وتطوير الأجهزة في منشآتهم ومنازلهم عن بعد عبر الهاتف المتحرك، من دون الحاجة إلى تخصيص فريق عمل في موقع تواجدها، إذ إن (اتصالات) بصدد توفير خدمات وحلول جديدة باستخدام هذه التقنية مثل حلول الرعاية الصحية، حلول التحكم والمراقبة للمباني والتحكم في استهلاك الطاقة وغير ذلك»، لافتاً إلى أن «تطوير شبكة (اتصالات) للهاتف المتحرك للجيل الرابع، الأسرع في العالم حالياً، ستمكن من توفير التطبيقات المتعددة المبنيـة على تقنيـة (إم 2 إم)».
وأشار إلى أن «قيمة التعاملات المالية التي تمت عبر (بوابة اتصالات للدفع الإلكتروني) ضمن المنطقة في عام 2011 بلغت أربعة مليارات درهم».
«آي فون 5»
وقال العبدولي إن «(اتصالات) تعمل بشكل وثيق مع شركة (آبل) لتوفير جهاز (آي فون 5) بشكل يضمن توافقه مع شبكتها المحلية، استعداداً لإطلاقه في الإمارات منتصف نوفمبر المقبل، إذ سيتمكن مستخدمو الجهاز من الاستمتاع بمزايا شبكة الجيل الرابع من (اتصالات)، التي تدعم سرعات نقل بيانات تصل إلى 150 ميغابت/ثانية، وستتوافر شرائح (نانو سيم) في جميع نقاط بيع (اتصالات) بالتزامن مع إطلاق الجهاز، وسيتم الإعلان عن أسعار وتفاصيل الباقات الخاصة بالجهاز في حينه».
«مساهمة عامة»
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«اتصالات» أن «جهاز الإمارات للاستثمار قدم للحكومة مشروع قانون، أخيراً، بشأن تحويل (اتصالات) إلى شركة مساهمة عامة، ما يفتح الباب أمام تملك الشركات الوطنية والأجانب فيها»، موضحاً أن «الأمر في النهايـة متروك للحكومـة التي تملك 60٪ من (اتصالات)».
الاحتكار الجغرافي
وكشف العبدولي عـن خـلافات تجاريـة بشـأن التحاسب تعرقل التوصل إلى اتفاق بين «اتصالات»، وشركـة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» حول فتح الشبكات، أو ما بات يعرف بـ«كسر الاحتكار الجغرافي بين المشغلين».
وأوضح أن «المشغل الآخر غير مطالب بإنشاء شبكة جديدة، وإنما الوصول إلى اتفاق يضمن حقوق المؤسسة ومساهميها في ظل حجم الاستثمار الهائل الذي تم إنفاقه على شبكة (اتصالات) للألياف الضوئية، والتي جاوزت استثماراتها 15 مليار درهم».
وأكد أنه «من الناحية الفنية، (اتصالات) جاهزة لبدء الربط بين الشبكات مع المشغل الآخر، وبقي الاتفاق على الأمور التجارية فقط»، موضحاً أنه «لابد من أخذ مصالح المؤسسة ومساهميها في الحسبان، إذ إنه عملاً بالأطر والأعراف التجارية المعمول بها في قطاعات الاتصالات الإقليمية والعالمية، فإن (اتصالات) تتطلع إلى الحصول على قيمة إيجارية عادلة لشبكتها تعوضها عن جزء من قيمة الاستثمارات التي ضختها فيها، خصوصاً أن نسبة عوائد «اتصالات» من هذه الاستثمارات محدودة حتى هذه اللحظة بسبب قصر المدة الزمنية بين ضخ هذه الاستثمارات وجني الأرباح».
تبادل الأرقام
وحول خاصية تبادل الأرقام مع «دو»، قال العبدولى إن «(اتصالات) تعمل مع بقية الأطراف لتذليل العقبات الفنية بغية تقديم الخدمة بأفضل صورة للمشتركين، وسيتم إطلاق الخدمة عند جاهزية بقية الأطراف»، مشيراً إلى أن «السياسة التنظيمية التي تدير عملية تبادل الأرقام هي سياسة محكمة ودقيقة تتسم بوجود جدول زمني يحكم عملية نقل الرقم منذ تقدم المشترك بالطلب وحتى تنفيذه، ويمر تنفيذ كل طلب من خلال الأطراف الثلاثة».
وقلل العبدولي من تأثير عملية تبادل الأرقام في فتح السوق، على الرغم من أهميته، موضحاً أن «الأثر لن يكون كبيراً على المشغلين في الدولة، وذلك بالنظر إلى تجارب الدول الأخرى التي طبقت هذا النظام، إلى جانب وجود نسبة تشبع عالية في انتشار الهاتف المتحرك، وكذلك إدارة عملية المنافسة بشكل (صارم) من الهيئة».
إنترنت
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«اتصالات» أن «عدد مستخدمي الإنترنت عبر شبكة المتحرك لدى المؤسسة زاد على 1.2 مليون مشترك، إذ إن مستقبل الخدمات سيتركز على حلول البيانات»، مشيراً إلى أن «دخل المؤسسة من المكالمات يعادل 70٪، ومن البيانات نحو 30٪، لذلك تعمل اتصالات على إضافة مزايا جديدة للخدمات والحلول التي نقدمها، خصوصاً مع تشبع السوق».
وذكر أنه «سيتم الإعلان قريباً عن إطلاق باقة جديدة بسرعة نقل بيانات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية، وسيجري توفيرها للمتعاملين قريباً، كما ستتيح المؤسسة قريباً ولأول مرة في الدولة الهاتف الثابت الذكي الذي يتيح الدخول إلى الإنترنت»، مشيراً إلى أن «عدد مشتركي الإنترنت الثابت وصل إلى 800 ألف مشترك، منهم 500 ألف مشتركون في باقات (إي لايف).
وبين أن «نسبة انتشار الألياف الضوئية على مستوى الدولة بلغت 78٪، ونعتزم الوصول إلى نسبة 90٪ في العامين المقبلين لتكون الإمارات بذلك في مقدمة دول العالم المرتبطة بشبكة الألياف الضوئية»، لافتاً إلى أن «الكابل المستخدم في مد شبكة الألياف الضوئية يستطيع تأمين 2.5 مليون مكالمة صوتية في الوقت نفسه».
وأفاد بأن «(اتصالات) قامت ببناء أحدث بنية تحتية معلوماتية متكاملة تربط مدارس إمارة أبوظبي بشبكة الألياف الضوئية بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم من خلال نحو 14 ألف منفذ للوصول إلى الإنترنت، وهو أعلى رقم يتم تركيبه في مشروعٍ واحد على مستوى الشرق الأوسط، واستغرق إنجاز المشروعِ 1.7 مليون ساعة عمل تم خلاله مد كوابل يغطي طولها الإجمالي المسافة بين أبوظبي ولندن.