فلكناز: مواطنون كثر يرغبون في لعب الرغبي

نادي جبل علي دراجونز بطل الدوري الممتاز

فلكناز: مواطنون كثر يرغبون في لعب الرغبي

فلكناز مع أبطال دوري الرغبي.
فلكناز مع أبطال دوري الرغبي.

كشف رئيس اتحاد الإمارات للرغبي، محمد فلكناز، في ختام بطولة الدوري الممتاز للرغبي، التي فاز بلقبها جبل علي دراجونز بعد تغلبه على منافسه المتميز أبوظبي هارليكوبنز بنتيجة ‬28- ‬12، فى المباراة النهائية، أنه «يتلقى اتصالات شبه يومية من شباب يريدون الانخراط في لعبة الرغبي، ونحن نرحب بهم في كل وقت، والباب مفتوح لكل المواطنين من كل انحاء الدولة بالانخراط باللعبة من اجل تأهيلهم للانضمام للمنتخبات الوطنية».

وقال فلكناز في تصريحات صحافية إن «حصول منتخبنا على الميدالية الفضية والمركز الثاني لبطولة غرب آسيا، التي استضافتها الدولة أخيراً، زادا من اقبال اللاعبين على الانخراط في اللعبة، ويرجع الفضل لرجال الصحافة والإعلام المقروء والمرئي والمسموع، فالكل يؤيد نجاحنا، ولهم الشكر جميعاً لمساعدتنا فى التعريف باللعبة ونشرها».

ونجح فريق جبل علي دراجونز القوي، في الفوز ببطولة الدوري، وجاء فريق دبي هاريكاينز في المركز الثالث، ودبي اكسايلز في المركز الرابع، ودبي واسبس في المركز الخامس، وأبوظبي ساريسنز في المركز الثالث، وقام رئيس اتحاد الإمارات للرغبي محمد فلكناز، بتوزيع الكؤوس والميداليات على الفائزين وسط حضور جماهيري كبير.

واعرب فلكناز عقب التتويج عن سعادته بنجاح الدوري الممتاز للعبة، وقال إنه كان حلماً أن نقيم دورياً إماراتياً للرغبي، فأصبح لدينا دوري ممتاز ودوري درجة أولى للعام الثالث على التوالي، وهذا يحسب للاتحاد وإداراته، ودوري قوي يضم العديد من اللاعبين المتميزين، وأصبح لدينا لاعبون مواطنون يلعبون في تلك الأندية ويشاركون في الدوري الممتاز والدرجة الأولى، وأصبحت اللعبة منتشرة ومعروفة بالدولة، ما انعكس على منتخبنا الوطني الذي يضم بين صفوفه عدداً متميزاً من اللاعبين المواطنين نجحوا في الحصول على المركز الثاني في بطولة غرب آسيا أخيراً، ما يدعونا إلى التفاؤل خلال الفترة المقبلة.

الأهلي يقهر الترجي ويتوج بطلا لدوري الأبطال للمرة الـ7 في تاريخه

 

الأهلي يقهر الترجي ويتوج بطلا لدوري الأبطال للمرة الـ7 في تاريخه

 

 

الأهلي يقهر الترجي ويتوج بطلا لدوري الأبطال للمرة الـ7 في تاريخه
الأهلي يقهر الترجي ويتوج بطلا لدوري الأبطال للمرة الـ7 في تاريخه


حقق النادي الأهلي المصري فوزاً مستحقا على منافسه نادي الترجي التونسي بنتيجة 2-1 في لقاء العودة بنهائي دوري أبطال افريقيا، وتوج الأهلي بطلا للقارة السمراء للمرة السابعة في تاريخ مشاركاته الإفريقية.

أحرز أهداف اللقاء للنادي الأهلي كلا من اللاعب محمد ناجي جدو في الدقيقة 43 من عمر المباراة، ثم عزز اللاعب وليد سليمان هدف فريقه الوحيد بهدف ثاني في الدقيقة 64، وأحرز للترجي هدفه الوحيد اللاعب الأسمر يانيك نيانج في الدقيقة 84.

وبمجموع نتيجة المباراتين ذهابا وإياباً يكون النادي الأهلي قد استطاع أن يفوز على الترجي 3-2 ليتوج بطلا للقارة ويلحق بركب الكبار في اليابان ممثلا للكرة الإفريقية بكأس العالم للأندية.

الشوط الأول:

بدات أحداث الشوط الأول بضغط أهلاوي منذ الدقيقة الأولى مما أصاب المضيفين بنوع من الارتباك حيث أنهم لم يتوقعوا المغامرة من الفريق الضيف في الدقائق الأولى.

وفي الدقيقة السادسة طالب لاعبو الأهلي حكم اللقاء باحتساب ركلة جزاء لصالحهم بعدما قام وليد الهشري باعتراض محمد ناجي جدو بشكل غير قانوني داخل منطقة الجزاء مما أدى لسقوط الأخير ولكن الحكم لم ينصاع لمطالبات اللاعبين وانتهت الهجمة وعادت الكرة للترجي.

ومن ركلة حرة مباشرة لصالح الأهلي احتسبها الحكم بالقرب من منطقة جزاء الترجي التونسي سدد عبد الله السعيد لاعب الأهلي بشكل جيد ومتقن ولكن نجم حراسة الممى للمكشخين كان في المكان والزمان المناسبين وأمسك الكرة بثبات.

وأعلن لاعبو الترجي عن تواجدهم داخل المستطيل الأخضر للمرة الأولى في الدقيقة 19 حينما احتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة للترجي في منتصف ملعب الأهلي على خلفية عرقلة وليد سليمان للاعب شاكر الزواغي، ونفذت الكرة داخل منطقة الجزاء وكادت أن تصيب المرمى لولا تدخل شريف إكرامي حارس المرمى الذي خرج من أسفل العارضة وشتت الكرة بعيدا عن منطقة الخطورة.

ويهدر عبد الله السعيد لاعب الشياطين الحمر بغرابة شديدة  في الدقيقة 21أول أهداف اللقاء عندم وصلت له كرة داخل منطقة الجزاء بشكل مثالي وهو خالى من الرقابة الدفاعية ولكنه أراد أن يسجل هدفا استعراضيا فقام بتسديد كرة نصف مقصية فخرجت اعلى عارضة مرمى الترجي وسط حسرة أقرانه والجهاز الفني على ضياع الفرصة.

وواصل معز بن شريفية حارس مرمى الترجي مسلسل التألق الذي بدأه في المباراة الأولى بمصر، وتصدى لتسديدة وليد سليمان في الدقيقة 24 وسط زخم من أقدام لاعبي الأهلي والترجي داخل منطقة جزاء الفريق التونسي.

وفي الدقيقة 30 سنحت فرصة تسديد لأحمد فتحي لاعب الأهلي من على حدود منطقة جزاء الترجي ولم يتوانى فتحي في تسديد الكرة ولكنه سددها في المدرجات الخلفية لمرمى بن شريفية، وكانت تلك التسديدة الفاشلة هي ثالث تسديدة لفتحي في الشوط الأول.

وكاد عبد الله السعيد الغير موفق أن يقتل الترجي بهدف أول رائع عندما مارس لاعبو الأهلي الضغط الممنهج على لاعبو الترجي داخل منطقة جزاء الأخير ومن خطأ في تمركز الدفاع وصلت الكرة للسعيد القابع داخل منطقة الجزاء ودون أن يفكر الأخير في توزيع الكرة لزميله أحمد فتحي الذي كان في وضعية أفضل سدد وكانت النتيجة أن خرجت الكرة بشكل سيء وانتهت الأزمة الترجاوية.

واستفاق الترجي في الدقائق العشر الأخيرة من عم الشوط الأول وقام بشن بعض الهجمات نصف الخطيرة وكان إحداها في الدقيقة 40 عن طريق يانيك نيانج الذي اخترق الجانب الأيمن للأهلي ودخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية أمسك بها إكرامي بشيء من عدم الثقة حيث أن الكة كادت أن تمر من بين قدمية.

وفي الدقيقة 43 يعلن محمد ناجي جدو لاعب الأهلي عن اول أهداف اللقاء عندما استغل جدو العرضية الأرضية التي نفذها السيد حمدي وحول الكرة داخل شباك التوانسة لتعلن عن الفرحة الولى للمصريين.

ويطلع حكم اللقاء المغربي بوشعيب الأحرش صافرة نهاية أحداث الشوط الأول بعد احتسابه دقيقتين كوقت بديل عن الضائع، بتقدم النادي الأهلي على الترجي بهدف واحد دون رد.

الشوط الثاني

دخل لاعبو الأهلي الشوط الثاني مثلما بدأوا الشوط الأول بالضغط المستمر وتضييق المساحات على اللاعب الذي بحوذته الكرة وقد أتت تلك الطريقة أكلها ولم يستطع لاعبو الترجي أن يغادروا منتصف ملعبهم حتى لا يصاب مرماهم بهدف ثاني إثر الهجمات المتلاحقة.

وفي الدقيقة 50 مارس عبد الله السعيد هوايته في تلك المباراة بإهدار الفرص التي لا يسمح بضياعها في مباراة مثل تلك ، تسلم السعيد الكرة داخل منطقة الجزاء ولكنه سدد في قدم الحارس التونسي دون أن يسدد في المرمى وعادت له الكرة مجددا ليسددها تلك المرة خارج الملعب.

وبعد فرصة السعيد تأتي فرصة يانيك نيانج التي انفرد فيها بالحارس وسدد من على حدود منطقة الجزاء ولكن الكرة لم تعرف طريقها للمرمى وخرجت إلى ركلة مرمى لصالح النادي الأهلي المصري صاحب السيادة والتقدم في المباراة.

يقود أحمد شديد قناوي الجناح الأيسر للنادي الأهلي في الدقيقة 60 هجمة عنترية مخترقا الجبهة اليمنى للترجي حتى وصل على حدود منطقة الجزاء وحول الكرة بشكل عرضي رائع لم تجد سوى رأس المتمركز داخل المنطقة السيد حمدي ولكن الكرة علت عارضة المرمى وخمدت نار الهجمة.

وجاءت الدقيقة 64 ليعلن خلالها لاعب الأهلي وليد سليمان عن هدف التعزيز الغالي، وبدأ سيناريو الهدف حينما تسلم سليمان الكرة خارج منطقة جزاء الخصم ثم راوغ الدفاع بشكل رائع ودخل بالكرة إلى منطقة الجزاء حتى بات مواجها للحارس وسدد على يساره في الوقت الذي توقعها الحارس على يمناه.

وللمرة الثالثة كاد يانيك نيانج أن يصيب مرمى الأهلي بتسديداته الرائعة التي تحمل مع دقتها قوة دفينة تجعل تعامل حراس المرمى معها صعب للغاية، وفي تلك الفرصة لم يتصدى شريف إكرامي للكرة بل أناب عنه القائم الأيسر للمرمى الذي تصدى ببراعة لتسديدة لو لمست الشباك لكانت مزقتها.

وعندما استشعر الجهاز الفني للنادي الأهلي أن الترجي بدأ في امتلاك الكرة قام باستخدام أول التغييرات وذلك بإشراك المخضرم محمد أبو تريكة وإخراج السيد حمدي.

ووسط ارتباك دفاعات الأهلي للمرة الأولى في المباراة كاد الترجي أن يحرز هدف تقليص الفارق وعودة الأمل في الدقيقة 70 ولكن صحوة شريف إكرامي جعلته يتصدى للكرة وسط الزحام ويحولها إلى ركنية لم يستفد منها فريق “الدم والذهب” فيما بعد.

وبدأ اليأس والاستسلام يدب في أوصال لاعبو الترجي وسط استحواذ شبه كامل للنادي الأهلي على مجريات الأمور في المباراة حيث وصلت التمريرات بين لاعبي الأهلي ما بين الدقيقة 75 والدقيقة 77 أكثر من خمسون تمريرة متواصلة دون أن يلمس الكرة أحد من لاعبي الفريق التونسي.

وكاد نجم اللقاء حسام غالي أن يعلن عن هدف ثالث للأهلي في الدقيقة 83 عندما وصلت له كرة بينية اخترقت عمق دفاعات الترجي داخل منطقة الجزاء ولكن تألق معز بن شريفية حال دون استغلال غالي للكرة بالشكل الأمثل وانتهت الهجمة دون خطورة تذكر على مرمى المكشخين.

وفي الدقيقة 84 يقلص يانيك نيانج فارق النتيجة بتسجيله هدف لصالح الترجي عندما استغل كرة عرضية داخل منطقة الجزاء وسط غفلة من لاعبي الأهلي وسدد مباشرة في المرمى المفتوح دون أن يستطيع إكرامي أن يتصدى لها ولا ملامة عليه في ذلك الهدف.

ويحصل النادي الأهلي في الدقيقة 87 على ركلة جزاء احتسبها بوشعيب الأحرش حكم الساحة إثر تعرض اللاعب دومينيك إلى العرقلة من قبل حارس مرمى الترجي داخل منطقة الجزاء، وانبرى لركلة الجزاء اللاعب محمد أبو تريكة وسددها بقوة على يمين الحارس الذي تعملق وزاد عن مرماه وحافظ على فارق الهدف.

واحتسب الحكم بعد انقضاء الوقت الأصلي للمباراة 6 دقائق كوقت بديل عن الضائع كانت احداثها كأنها أول ست دقائق في المباراة حيث كانت مفعمة بالإثارة والحماس ولكنها في الأخير انتهت دون جديد وأطلق الحكم صافرته معلنا عن نهاية أحداث الشوط الثاني والمباراة بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف للترجي، وإعلان تتويج الأهلي بطلا للقارة.

 

«سفير» للائتلاف السوري في باريس

الخطيب يعبر عن رغبته بعد لقاء هولاند في تشكيل حكومة تكنوقراط.. و«الحر» يسيطر على مطار قرب الحدود العراقية

«سفير» للائتلاف السوري في باريس

 

هولاند يتحدث إلى سفير الائتلاف منذر ماخوس (وسط).. والخطيب يصافح فابيوس في قصر الإليزيه.
هولاند يتحدث إلى سفير الائتلاف منذر ماخوس (وسط).. والخطيب يصافح فابيوس في قصر الإليزيه.

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، أن بلاده ستستقبل «سفيرا» للائتلاف السوري المعارض، وذلك بعد استقباله في قصر الاليزيه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، الذي عبر عن رغبته في تشكيل حكومة تكنوقراط تضم كل مكونات المجتمع السوري. ميدانياً استمرت أعمال العنف في مناطق سورية عدة، فدرات اشتباكات في حلب كبرى مدن الشمال، بينما سقطت قذيفة هاون في مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق التي تعرضت مناطق في ريفها للقصف، في حين سيطر الجيش الحر على مطار قرب الحدود مع العراق. وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة، قال الرئيس الفرنسي للصحافيين «سيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف»، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان أحد أعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند.

وأشار الخطيب إلى أن الحكومة الفرنسية رحبت بتعيين ماخوس المنتمي الى الطائفة العلوية «وهو من اكفأ الشخصيات السورية، وسيمثل الائتلاف هنا»، مؤكداً أنه من اوائل من نادوا بالحرية في بلاده.

من جهة أخرى، نقل هولاند عن الخطيب تأكيده أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف ستضم «مكونات سورية كافة»، خصوصاً المسيحيين والعلويين.

وأكد الخطيب أنه لا يرى عقبة أمام تشكيل حكومة انتقالية. وقال «ليست هناك مشكلة، فالائتلاف موجود، وسندعو الى تقديم ترشيحات من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام». وأضاف أن «الشعب السوري اكتشف بعضه، وكلنا يد واحدة، وكل الاشكالات الثقافية والعرقية سنحلها في ما بيننا».

ودعا هولاند معاذ الخطيب إلى إجراء محادثات في باريس، بعد أن أصبحت فرنسا أول قوة أوروبية تعترف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري، في خطوة إضافية تجاه دعم المعارضة السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن هولاند والخطيب بحثا وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين، وتشكيل حكومة موقتة. وتشكل خطوة الرئيس الفرنسي تحركا غير مسبوق في أوساط نظرائه الغربيين والعرب، إذ سيكون أول رئيس دولة كبرى يستقبل رئيس الائتلاف المعارض، وذلك بعد أربعة أيام من اعتراف باريس بالائتلاف بكونه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

ميدانياً، شهدت حلب اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون منذ فترة السيطرة على دوار الليرمون في شمال غرب المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن الاشتباكات تلت انفجار سيارة مفخخة، استهدف صباح أمس تجمعاً عسكرياً بالقرب من الدوار، بينما لجأت القوات النظامية إلى الطيران الحربي في استهداف المنطقة.

وفي دمشق، سقطت قذيفة هاون عند دوار فلسطين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، ما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الاخيرة، تتعرض مدينة حرستا للقصف من القوات النظامية، تزامناً مع اشتباكات تدور فيها، بينما تشهد سماء الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي السوري، بحسب المرصد.

وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية أغلقت الطرق المؤدية الى حي نهر عيشة ومنعت خروج الاهالي منه، وأغلقت كذلك طريق دمشق درعا الدولي، مع تسجيل انتشار مكثف لهذه القوات.

وفي محافظة دير الزور، قتل مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور، بحسب المرصد. وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار الحمدان العسكري في مدينة البوكمال الذي استهدفه مقاتلون بقذائف الهاون، في حين شنت الطائرات الحربية غارات على محيطه، بحسب المرصد.

وقال نشطاء إن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مطار تستخدمه قوات الرئيس السوري قرب الحدود مع العراق، في خطوة يقولون إنها ستسمح لهم بالحفاظ على سيطرتهم على بلدة البوكمال الحدودية التي سيطروا عليها في الآونة الأخيرة. وقال الناشط زياد الأمير إن قوات الأسد ردت بقصف المطار بواسطة مقاتلات.

صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب للمرة الأولى منذ ‬20 عاماً

صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب للمرة الأولى منذ ‬20 عاماً

 

حالات هلع في تل أبيب.
حالات هلع في تل أبيب.

سماع صوت صافرات الإنذار المرتفعة والمنخفضة التي تحذر من الغارات الجوية هو أمر شائع بالنسبة

للإسرائيليين في جنوب البلاد، لكن قبل اندلاع الصراع الأخير فإنه لم يسمع في تل أبيب منذ أكثر من ‬20 عاماً، حيث كانت آخر مرة خلال حرب الخليج عام ‬1991.

ويقول ايتان شوارتز، أحد كبار مستشاري عمدة تل أبيب رون هولداى، إن الصواريخ التي استهدفت تل أبيب، تلك المدينة الكبيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، يومي الخميس والجمعة وحتي أمس، كانت بمثابة «تصعيد خطير» في القتال بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة، فهذه الصواريخ تجعل ما يقرب من نصف شعب إسرائيل البالغ عدده ‬7.9 ملايين نسمة في مرمى نيران تلك الصواريخ، وذلك في ظل حقيقة أن عدد سكان مدينة تل أبيب الكبرى يبلغ ثلاثة ملايين نسمة.

وعلى الرغم من أن وسط المدينة يقع على مسافة ‬60 كيلومتراً، أي أقل من قيادة السيارة لساعة واحدة من حدود غزة الشمالية، فإن تل أبيب غالبا ما يطلق عليها «فقاعة» الترفيه التي يعيش سكانها في طي النسيان، وذلك عند أخذ الصراع مع الفلسطينيين في الاعتبار، لكن هذه الفقاعة انفجرت، الخميس الماضي، عندما سمع صوت صافرات إنذار وانفجارات فوق تل أبيب.

ومنذ بدأ الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ من غزة لأول مرة قبل ‬20 عاماً، فقد سقطت ‬13 ألف قذيفة في جنوب إسرائيل. وقد أنفقت الحكومة الإسرائيلية منذ ذلك الحين مئات الملايين من الدولارات لتحصين البيوت والمباني العامة هناك، وهو الأمر، جنبا إلى جنب مع نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، الذي ساعد على إبقاء عدد الضحايا منخفضا نسبيا.

وتحتوي العديد من المنازل في جنوب إسرائيل على غرف آمنة ذات جدران خرسانية سميكة للغاية لا يمكن اختراقها ولها أبواب مصنوعة من الصلب الثقيل. وهناك قانون إسرائيلي يلزم المقاولين ببناء غرفة واحدة في كل شقة جديدة في جميع أنحاء البلاد، لكن معظم المباني في تل أبيب قديمة وليس بها هذه الغرف.

وعندما يسمع صوت صافرات الإنذار في المدينة فإن سكان المدينة يكون لديهم ‬90 ثانية، وهو الوقت الذي يستغرقه صاروخ يطلق من غزة ليصل إلى تل أبيب، للعثور على مكان يحتمون بداخله.

فسكان بلدة بئر السبع لديهم دقيقة واحدة، في حين أن سكان بلدة أسدود الساحلية في جنوب البلاد لديهم ‬45 ثانية، أما المجتمعات المتاخمة لغزة فلا تملك إلا ‬15 ثانية قبل وصول تلك الصواريخ. وفي يوم الجمعة، أخذت صافرات الإنذار ركاباً في محطة قطارات تل أبيب على حين غرة، حيث هرع العشرات الذين كانوا ينتظرون القطار على رصيف المحطة بالخارج إلى داخل مبنى المحطة مرة أخرى، وما هي إلا دقائق معدودة حتى أعلنت الإذاعة الداخلية للركاب أن المكان أصبح آمناً وأنه يمكنهم أن يعودوا إلى الرصيف.

كارثة قطار أسيوط.. مقتل ‬48 تلميذاً واستقالة وزير النقل

كارثة قطار أسيوط.. مقتل ‬48 تلميذاً واستقالة وزير النقل

كارثة القطار أثارت غضباً شعبياً
كارثة القطار أثارت غضباً شعبياً

 

 

لقي ‬48 طفلاً مصرعهم، إضافة إلى سائق ومعلمة، إثر تصادم حافلة إحدى المدارس بمنطقة منفلوط بمحافظة أسيوط مع قطار بقرية المندرة، فيما قبل الرئيس المصري محمد مرسي استقالة وزير النقل محمد رشاد المتيني، ورئيس هيئة السكك الحديدية مصطفى قناوي، وأحال الأخير للتحقيق، وسط حالة من الغضب الشعبي.

وتفصيلاً، قتل في الكارثة ‬48 تلميذاً تراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات، إضافة إلى سائق الحافلة ومعلمة كانت برفقة التلاميذ. ونقل عن وكيل وزارة الصحة في أسيوط قوله إن الكثير من جثث الأطفال تحولت إلى أشلاء متناثرة، ما يجعل من الصعب تحديد هوية هؤلاء الضحايا.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إنه تم نقل المصابين والمتوفين إلى المستشفيات، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على خلفيات وملابسات الحادث، وتولت النيابة التحقيق. وأشار البيان إلى أن رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، أمر بسرعة اتخاذ الإجراءات بالنسبة للمتوفين، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.

وقال رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة المصرية عادل أبوزيد، إن جميع المتوفين محجوزون بمستشفى منفلوط المركزي تحت تصرف النيابة، وإن الـ‬13 مصاباً محجوزون أيضا بمستشفى أسيوط الجامعي، وتقوم الفرق الطبية بالمستشفى بتقديم الإسعافات اللازمة لهم.

وقال مصدر طبي إن عدد المصابين ‬28، منهم ‬27 طفلاً. وأظهرت صور الحافلة وقد قصمت نصفين بسبب قوة التصادم، ولطخت بقع الدماء مقدمة القاطرة، فيما تناثرت الحقائب والكتب المدرسية في مسرح الحادث. وقال مسؤولون إن حجم الدمار وتشوه الجثث جعل من الصعب التعرف إلى الجثث وإحصاءها.

وكلف الرئيس المصرى، رئيس الوزراء ووزيري الصحة والدفاع ومحافظ أسيوط والجهات التنفيذية بتقديم كل الإمكانات والعون لأسر ضحايا ومصابي حادث قطار أسيوط، كما أمر الرئيس بسرعة الانتهاء من التحقيقات، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث.

من جانبها، أعلنت وزارة النقل المصرية أن وزير النقل محمد رشاد المتيني قبل استقالة رئيس هيئة السكة الحديد المهندس مصطفى قناوي، وتحويله للتحقيق. وأوضحت الوزارة أن المتيني تقدم هو الآخر باستقالته لرئيس الجمهورية.

وقال محافظ أسيوط يحيى كشك، إن عامل المزلقان (نقطة العبور) سيد عبده رضوان، الذي كان نائماً، هو المسؤول عن الحادث، وترك المزلقان مفتوحاً فيما كان القطار يهم بالعبور، وفي الوقت نفسه تصادف مرور حافلة المدرسة، وأكملت طريقها بعد أن وجد سائقها المزلقان مفتوحاً. واعتبر كشك أن استقالة وزير النقل تعبير عن إحساسه العالي وإحساس حكومة الثورة بالمسؤولية، فيما أحال الرئيس المصري رئيس هيئة السكك الحديدية للتحقيق.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن أهالي القتلى نظموا احتجاجاً في مكان الحادث، مطالبين بمحاسبة المسؤولين.

 

النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

واشنطن ترى الإصلاحات الاقتصادية «شر لا بد منه»

النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.
النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.

حذّر رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور، أمس، من رمي البلاد إلى المجهول، مشيراً الى أنه هو المسؤول عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية التي لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا القيادة، فيما رأت واشنطن ان الاصلاحات الاقتصادية في الاردن، بما فيها زيادة أسعار المحروقات التي تظاهر ضدها آلاف الاردنيين هذا الاسبوع، «شر لا بد منه».

وتفصيلاً، قال النسور في مؤتمر صحافي في عمّان حضره عدد من ممثلي وكالات الأنباء العالمية، إن «الأردنيين يخافون من تفاقم الأمور في بلدهم، وإنهم أذكى من أن يرموا بلدهم نحو المجهول»، معتبراً أنه لن يكون هناك من رابح جرّاء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقال «خالفت رأي دائرة المخابرات العامة بتحرير أسعار المشتقات النفطية، أنا أقوى من المخابرات العامة.. أنا المسؤول عن تقارير الأجهزة الأمنية.. هم أوصوا ولكن القرار كان لي»، مشيراً الى أن «القرار (تحرير أسعار المحروقات) لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا تتحمّله القيادة.. أنا المسؤول عن هذا القرار والبديل هو الأسوأ».

وأضاف «لم نفاجأ بردة فعل الشارع تجاه القرار»، معتبراً أن «التراجع عن القرار سيؤدي إلى نتائج أسوأ من التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات.. ولا يمكن تأجيل مثل هذا القرار وإلا فإن الفأس ستدخل بالرأس».

من جهة ثانية، لفت النسور الى أنه «لا يوجد أي شرط خليجي لتقديم مساعدات الى الأردن، ولا توجد أية وعود سعودية جديدة لتقديم مساعدات للمملكة»، قائلاً «لست مسؤولاً عن الحديث عن أسباب عدم وصول المساعدات السعودية».

وأشار الى أن بلاده «لم تتسلم أية مبالغ من الدول الخليجية خلال العام الجاري، باستثناء وديعة كويتية موجودة بالبنك المركزي بقيمة ‬250 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية».

وأكد رئيس الحكومة الأردنية أن بلاده «ليس لها ذراع تؤذي إخوانها من دول الجوار»، وأضاف «إننا لم نتدخل مطلقاً في الشؤون الداخلية السورية، وإننا نعمل على حماية حدودنا الشمالية مع سورية»، معتبراً أن «هذا الموقف لم يوافق دول إقليمية ويوافق البعض الآخر، ولكن ما يهمنا حماية حدودنا».

من جانبها، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فكتوريا نولاند، أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أجرت اتصالا هاتفيا مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني «أشادت فيه بجهود الحكومة الاردنية لمواجهة التحديات الاقتصادية وبالتزام الملك إجراء اصلاحات».

وأضافت نولاند أن «زيادة اسعار الوقود ضرورية لمواجهة التحديات الميزانية للاردن والالتزام ببنود اتفاقه مع صندوق النقد الدولي». وتابعت ان «التحديات الاقتصادية للاردن مهمة والاصلاح الاقتصادي ضروري، هذا النوع من الامور مؤلم دائماً لكنه شر لا بد منه».

وكان الديوان الملكي الاردني ذكر أن كلينتون اشادت بـ«خارطة الاصلاح السياسي التي يقودها الملك ومساعي الحكومة في مجال الاصلاح الاقتصادي»، وأكدت «أهمية الشراكة الاردنية الاميركية»، إلا ان نولاند رفضت الربط بين ثورتي تونس ومصر في ‬2011 وما يجري حالياً في الاردن.

 

العدوان على غزة لن يقدّم حلولاً جـــذرية لإسرائيل

عملية «عمود السحاب» سياسية وليست عسكرية ومبيّتة منذ أشهر

العدوان على غزة لن يقدّم حلولاً جـــذرية لإسرائيل

المواجهة بين اسرائيل والفصائل في غزة ستؤدي إلى زيادة الحقد والكراهية بين الأجيال المقبلة .
المواجهة بين اسرائيل والفصائل في غزة ستؤدي إلى زيادة الحقد والكراهية بين الأجيال المقبلة .

 

 

يبدو أن الهجوم الأخير على قطاع غزة، والذي سمته إسرائيل «عمود السحاب» مبيت ومخطط له منذ أشهر، على الرغم من مزاعم الإسرائيليين أنه جاء رداً على إطلاق الفصائل الفلسطينية المتزايد للصواريخ على المستوطنات والمناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع. بل إن مصادر عسكرية اسرائيلية أكدت ذلك بصورة ضمنية، حينما قالت إن عملية «عمود السحاب» هي نتيجة «لمعلومات أمنية واستخبارية تم جمعها في الاشهر الاخيرة». كما ان هناك حضوراً متزايداً لجماعات إسلامية متطرفة تبدو راغبة في عدم الالتزام بسياسة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي التصعيد ضد إسرائيل رداً على ممارساتها العدوانية المستمرة بشكل يومي على الشعب الفلسطيني.

وكان من اللافت تمكّن إسرائيل من اغتيال قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، أحمد الجعبري، الرجل الذي كرس حياته لمحاربة إسرائيل، وهو ايضاً الذي فرض تنفيذ اتفاقية الهدنة خلال السنوات الخمس والنصف الماضية على الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وبكل المعايير فإن استمرار العدوان الاسرائيلي، وما يترتب عليه من إطلاق للصواريخ، يبدو تحدياً كبيراً للرئيس المصري محمد مرسي الذي أبدى غضبه إزاء إصرار إسرائيل على مواصلة عدوانها، وسارع الى التحدث مع نظيره الاميركي باراك أوباما في الوضع الاخذ في التفاقم في قطاع غزة، بل إن الرئيس مرسي بادر الى سحب السفير المصري من تل ابيب تعبيراً عن غضبه من العدوان الاسرائيلي، الذي قال «إن على اسرائيل ان تدرك ان مصر لا تقبل باستمرار هذا العدوان». كما انتهز رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل القصيرة لغزة ليطلب منه ابداء قدر اكبر من التضامن لمساعدة أهالي غزة في هذه الايام الصعبة، من خلال فتح معبر رفح بشكل كامل وعلى مدار الساعة، والسماح بدخول البضائع والسلع المختلفة بلا ادنى تحفظ، للتخفيف من الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.

وفي ظل معطيات المعادلة الراهنة في المنطقة، فإن المواجهة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لن تحل شيئا جذرياً، ولن تؤدي إلا إلى زيادة الحقد والكراهية بين الاجيال المقبلة من الطرفين. وقبيل بدء الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في يناير المقبل شعرت إسرائيل انها غير قادرة على تحمّل اطلاق المزيد من الصواريخ الفلسطينية عليها، فقررت ضرب غزة «بيد من حديد» لتشعر الاسرائيليين، خصوصاً في المناطق الجنوبية القريبة من القطاع أنها لا تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يحصل.

وطبقاً لحسابات محللين فإن عملية «عمود السحاب» سياسية وليست عسكرية. ربما أراد رئيس الوزراء (الإسرائيلي)، بنيامين نتنياهو، من ورائها ان يدعم موقفه في هذه الانتخابات ويسد أي ابواب لعودة محتملة لسلفه إيهود أولمرت.

ويقول بعض الاسرائيليين إن إسرائيل باغتيالها الجعبري تكون قد قضت بنفسها على فرصة او اكثر كانت قريبة الاحتمال لاتفاق هدنة يعمر طويلاً او اتفاق دائم لاطلاق النار، لأن الجعبري كان مؤهلاً وقادراً على ابرام مثل هذا الاتفاق وضمان الالتزام به. ويأتي العدوان الاسرائيلي على غزة بعد أيام من انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، التي اسفرت عن اعادة انتخاب أوباما الذي لم تتردد ادارته في اعلان موقفها الحازم والصريح في دعم أمن إسرائيل، وتأييدها لكل ما تقوم به لمنع تعرضها للصواريخ الفلسطينية.

بل إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وغيرها من مسؤولين اميركيين طلبوا من مصر استخدام نفوذها لدى حركة «حماس» لوقف اطلاق الصواريخ تمهيداً لوقف العنف. غير أن البعض في تل أبيب وواشنطن ذهب الى حد القول إنه ليس أمام أوباما من خيار او بديل آخر غير مساندة عملية «عمود السحاب»، وتساءلوا حول ما اذا كان نتنياهو قد ابلغ اوباما بأمرها مسبقاً.

غير أن إسرائيليين قالوا إن الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، أبلغ أوباما بتفاصيل عملية اغتيال الجعبري ومبرراتها، لكن هذا لم يمنع الادارة الاميركية من اعادة تأكيد موقفها المعروف بمعارضة الاغتيال المقصود، بما في ذلك اغتيال الجعبري.

وبالنسبة لاوباما فإنه إذا اراد إدانة الهجوم الاسرائيلي على غزة او عملية اغتيال الجعبري، فإنه ليس بحاجة إلى اكثر من التأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ولكن هذا «وبكل ما فيه من سهولة» فانه صعب وغير متيسر له، لان ادارته مازالت ماضية في سياسة الاغتيالات من خلال فرق من القوات الخاصة أو الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وغارات الطائرات بلا طيار في باكستان وافغانستان واليمن والصومال، وغيرها.

وحرص نتنياهو على ما يبدو على ضمان تأييد جميع القوى السياسية في إسرائيل لعملية «عمود السحاب»، بما فيها حزب العمل الذي قال زعيمه شيلي ياتشيموفيتش: «إن الاسرائيليين جميعاً متفقون بشأن الحرب على الارهاب».

ولا ينكر الطرفان، إسرائيل و«حماس»، أهمية الجهود التي يقوم بها المصريون في التوسط كل مرة لاعادة تثبيت الهدنة والتهدئة، غير ان هناك بعض الجماعات السلفية المسلحة التي ربما ضاقت ذرعاً بقيادة «حماس» وسيطرتها والتزامها بجهود الوساطة المصرية، وترغب في المزيد من التصعيد ضد اسرائيل، حيث يرى محللون اسرائيليون ان استمرار وجود «حماس» هو افضل بكثير من تنامي نفوذ تلك الجماعات. وأدت الصواريخ الفلسطينية الى ارغام سكان المستوطنات والبلدات الاسرائيلية التي طالتها الى قضاء معظم الوقت في الملاجئ والعيش في أجواء الخوف. من جانبهم، قال فلسطينيون ان الغارات الجوية التي يتعرض لها القطاع حولت حياتهم الى كابوس لا يطاق، وأدت الى نتائج أسوأ بكثير مما اسفرت عنه في اواخر ‬2008 واوائل ‬2009، وان الرعب الحقيقي يسيطر على النساء والاطفال ليل نهار، فالمباني والشقق والبيوت والنوافذ تهتز، وليس هناك مكان آمن يمكن الهرب إليه.

خيارات محدودة أمام الرئيس المصري لمساعدة غزة

خيارات محدودة أمام الرئيس المصري لمساعدة غزة

مرسي يسعى للتوصل إلى هدنة في غزة.
مرسي يسعى للتوصل إلى هدنة في غزة.

يسعى الإسلاميون في مصر لإبرام هدنة في غزة بقصد إظهار مدى نفوذهم الإقليمي وطمأنة الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات لبلادهم، لكن الخطاب شديد اللهجة الذي يوجهونه لإسرائيل بقصد استرضاء قاعدة مؤيديهم الغاضبة يرجح ألا يترجم إلى عمل جاد.

ويمثل صياغة رد على الهجمات الإسرائيلية على غزة معضلة للإخوان المسلمين الذين دفعوا بالرئيس محمد مرسي إلى المنصب، وظلوا لسنوات ينتقدون الرئيس السابق حسني مبارك لتقربه من إسرائيل.

ويواجه الإسلاميون الآن ضرورة أن يبقوا على معارضتهم التي استمرت عشرات السنين لإسرائيل، لكن مع موازنة ذلك مع واقع إدارة دولة من خلال تجنب تصعيد التوتر على الحدود، أو إغضاب الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات سنوية كبيرة للجيش المصري. وستغلب هذه الحقائق التي تتصل بالحكم في الوقت الحاضر على عملية صنع القرار، حتى وإن كان بعض المتعاطفين مع جماعة الاخوان المسلمين يحلمون على المدى البعيد بأن يعاد التفاوض على معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام ‬1979. وسحب مرسي الذي تسلم السلطة في يونيو الماضي سفير بلاده في إسرائيل، وزار رئيس وزرائه هشام قنديل غزة أول من أمس، لإبداء التضامن، لكن مبارك سحب السفير مرتين من دون أن يعرض المعاهدة للخطر.

وقال مسؤول كبير في جماعة الإخوان المسلمين تربطه صلات قوية برئاسة الدولة طالباً ألا ينشر اسمه إن «القيادة الحالية وجماعة الإخوان لا تريدان تقويض العلاقات مع أميركا». وأضاف أن غزة «ستظل قضية أمن قومي تنهض بمسؤوليتها المخابرات العامة المصرية. الرئاسة تتبع هذا الترتيب الآن». ولايزال الجيش الذي يتلقى مساعدات سنوية قدرها ‬1.3 مليار دولار من الولايات المتحدة أبرز الجهات المسؤولة عن ملفات الأمن القومي، مثل العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من أن مرسي أقدم على تحجيم نفوذه في أغسطس الماضي باحالة أكبر قائدين له إلى التقاعد.

وقال مسؤولون أميركيون في واشنطن إن مرسي أمضى شهوراً محاولاً تحديد موعد لمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتأكيد مؤهلاته كإسلامي معتدل، لكن دون جدوى. وبعد محادثته الهاتفية مع أوباما أصدر مرسي قراره بإيفاد رئيس وزرائه إلى غزة، وهي خطوة قال مسؤولون أميركيون ربما تكون نبعت من ضغط أوباما لفعل أي شيء ممكن لنزع فتيل الموقف.

وقال مسؤولون مصريون علموا بما دار في المحادثة إن الرئيسين لا يتفقان حول المسؤول عن الموقف في غزة، لكنهما يتفقان على ضرورة وقف التصعيد.

ويقول مسؤولون إسرائيليون في أحاديث خاصة إن الاتصالات الأمنية بين مصر وإسرائيل استمرت منذ الإطاحة بمبارك، وأيضاً بعد رئاسة مرسي، على الرغم من أن العلاقات التي كانت فاترة مع القاهرة صارت أكثر فتوراً. وقال مسؤول أمني في القاهرة: «في النهاية من شأن الطرفين أن يبرما اتفاقاً، سيكون في مصلحة الجميع». وأضاف أن المسؤولين المصريين يعملون من أجل إعادة العمل بالهدنة المنهارة بين حماس وإسرائيل. واجتمع وفد من مسؤولي المخابرات المصرية رافق قنديل مع ممثلين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقال المتحدث الرئاسي ياسر علي إن دبلوماسية التوصل إلى هدنة هي أحد المسارات التي تسلكها مصر.

وأمام مصر خيارات محدودة يمكن أن تضاف إلى الإجراءات الرمزية بدرجة كبيرة، مثل سحب السفير من تل أبيب أو حشد التأييد في جامعة الدول العربية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، والتي يمكن من خلالها إعادة بناء سمعة مصر مركز نفوذ دبلوماسي إقليمي، وهي شهرة خبت في عهد مبارك.

وقال محلل شؤون مصر بجامعة دورهام البريطانية، خليل العناني، إن «سحب السفير خطوة رمزية تقليدية اتخذها مرسي لمنع حدوث رد فعل شديد من جانب الإسلاميين في الداخل». وأضاف أن «الهدنة التي يحاول تحقيقها تبين أن الإخوان المسلمين واقعيون وعمليون وقادرون على تنحية فكرهم جانباً لمصلحة الحفاظ على سياسة خارجية راسخة». وحتى بعض الأصوات الأكثر مجاهرة بين المتعاطفين مع الجماعة حثت مؤيدي الجماعة على توخي الحذر، حتى إن كانوا تحدثوا بلهجة تصادمية بشأن المدى البعيد. وطالب الداعية صفوت حجازي الذي دعم حملة انتخاب مرسي «بالتحلي بالصبر الذي دعا النبي محمد الصحابة إلى التحلي به». وقال حجازي لبعض مريديه إن بناء دولة يحتاج إلى سنوات وسنوات من الجهد الدؤوب. وقال على موقع «فيس بوك» إن الجيش المصري لا يمكنه التدخل الآن، لأنه لا يمكن للمصريين أن يذهبوا إلى القدس للقتال. ومع ذلك يمكن لمصر أن تمارس المزيد من الضغط على إسرائيل من خلال تخفيف القيود على السفر من غزة وإليها، وهي قيود أبدت حكومة مرسي القليل من الرغبة في رفعها، ودمرت انفاقاً سرية مقامة تحت خط الحدود. وقال نائب رئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق والنائب البرلماني عن حزب «كاديما»، يسرائيل حسون، إن بإمكان مصر اتخاذ إجراءات دون قطع العلاقات. ولمح إلى ذلك أيضاً العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين مدحت الحداد.

وعلى امتداد سنوات كان الحفاظ على معاهدة السلام حجر الزاوية في سياسة مبارك الخارجية، وهو ما مكنه من الحديث إلى جميع الأطراف وأن يقوم بالوساطة. وقال العناني في اشارة الى مرسي «يحاول تجنب القضية الفلسطينية الاسرائيلية، الا ان عليه الآن مجابهتها».

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

 

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه
أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

 

يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما في بانكوك اليوم أولى رحلاته الخارجية منذ إعادة انتخابه في منطقة باتت تعتبر من الأولويات في السياسة الخارجية الأميركية، وذلك في مستهل جولة تشمل أيضا زيارة تاريخية إلى بورما.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، جعل أوباما من منطقة آسيا-المحيط الهادئ محورا رئيسيا في الدبلوماسية الأميركية. وهذا الأمر يشمل زيادة في التعاون العسكري مع استراليا، تايلاند وفيتنام، إضافة إلى إعادة نشر للقسم الأكبر من الأسطول الأميركي في اتجاه المحيط الهادئ بحلول عام 2020.

ومن هنا يبدو منطقيا اختيار أوباما لمنطقة جنوب شرق آسيا ليجري فيها أولى رحلاته إلى الخارج منذ إعادة انتخابه في السادس من الشهر الجاري، والخامسة إلى القارة منذ تسلمه مهامه الرئاسية في 2009. وتشمل الجولة تايلاند وبورما وكمبوديا التي يلتقي فيها قادة منطقة آسيا-المحيط الهادئ خلال قمة لهم في بنوم بنه.

وقال مساعد مستشار أوباما للأمن القومي بن رودس مؤخرا أن إبقاء أوباما على الدور المحوري لاسيا “سيكون جزءا أساسيا من الولاية الثانية للرئيس وفي النهاية (جزءا) من إرثه في السياسة الخارجية”.

وتعتبر تايلاند التي أهدت الرئيس الأميركي السابق ابراهام لينكولن فيلة خلال الحرب الأهلية الأميركية في أواسط القرن التاسع عشر، أقدم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.

إلا أن المملكة شهدت اضطرابات سياسية وانقسامات حادة في السنوات الأخيرة. وكان انقلاب عام 2006 دفع بالإميركيين الى تعليق علاقاتهم العسكرية لمدة عام مع بانكوك المستمرة منذ الحرب الكورية في الخمسينات.

ومع ذلك أشار وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي زار بانكوك أيضا هذا الأسبوع إلى دور بانكوك “كقائد اقليمي”.

وتعتبر القواعد الجوية والمرافئ في تايلاند حيوية بالنسبة للشبكة العسكرية الأميركية في آسيا، وينفذ البنتاغون فيها سنويا مناورات عسكرية من بينها عملية “كوبرا غولد” التي شارك فيها العام الماضي 13 ألف جندي من 24 بلدا.

وللمرة الأولى، قد تتم دعوة بورما للمشاركة بصفة مراقب في مناورات العام المقبل، في مؤشر جديد على التقارب بين الولايات المتحدة وبورما التي يجري أوباما فيها غدا زيارة خاطفة لكنها تحمل رمزية كبيرة.

ويلتقي أوباما في رانغون نظيره البورمي ثين سين الذي قام بعدد من الإصلاحات منذ حل المجلس العسكري الحاكم في مارس 2011، كما يلتقي اونغ سان سو تشي التي يؤشر منصبها الجديد كنائبة الى التغييرات الكبيرة في البلاد.