صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب للمرة الأولى منذ ‬20 عاماً

صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب للمرة الأولى منذ ‬20 عاماً

 

حالات هلع في تل أبيب.
حالات هلع في تل أبيب.

سماع صوت صافرات الإنذار المرتفعة والمنخفضة التي تحذر من الغارات الجوية هو أمر شائع بالنسبة

للإسرائيليين في جنوب البلاد، لكن قبل اندلاع الصراع الأخير فإنه لم يسمع في تل أبيب منذ أكثر من ‬20 عاماً، حيث كانت آخر مرة خلال حرب الخليج عام ‬1991.

ويقول ايتان شوارتز، أحد كبار مستشاري عمدة تل أبيب رون هولداى، إن الصواريخ التي استهدفت تل أبيب، تلك المدينة الكبيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، يومي الخميس والجمعة وحتي أمس، كانت بمثابة «تصعيد خطير» في القتال بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة، فهذه الصواريخ تجعل ما يقرب من نصف شعب إسرائيل البالغ عدده ‬7.9 ملايين نسمة في مرمى نيران تلك الصواريخ، وذلك في ظل حقيقة أن عدد سكان مدينة تل أبيب الكبرى يبلغ ثلاثة ملايين نسمة.

وعلى الرغم من أن وسط المدينة يقع على مسافة ‬60 كيلومتراً، أي أقل من قيادة السيارة لساعة واحدة من حدود غزة الشمالية، فإن تل أبيب غالبا ما يطلق عليها «فقاعة» الترفيه التي يعيش سكانها في طي النسيان، وذلك عند أخذ الصراع مع الفلسطينيين في الاعتبار، لكن هذه الفقاعة انفجرت، الخميس الماضي، عندما سمع صوت صافرات إنذار وانفجارات فوق تل أبيب.

ومنذ بدأ الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ من غزة لأول مرة قبل ‬20 عاماً، فقد سقطت ‬13 ألف قذيفة في جنوب إسرائيل. وقد أنفقت الحكومة الإسرائيلية منذ ذلك الحين مئات الملايين من الدولارات لتحصين البيوت والمباني العامة هناك، وهو الأمر، جنبا إلى جنب مع نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، الذي ساعد على إبقاء عدد الضحايا منخفضا نسبيا.

وتحتوي العديد من المنازل في جنوب إسرائيل على غرف آمنة ذات جدران خرسانية سميكة للغاية لا يمكن اختراقها ولها أبواب مصنوعة من الصلب الثقيل. وهناك قانون إسرائيلي يلزم المقاولين ببناء غرفة واحدة في كل شقة جديدة في جميع أنحاء البلاد، لكن معظم المباني في تل أبيب قديمة وليس بها هذه الغرف.

وعندما يسمع صوت صافرات الإنذار في المدينة فإن سكان المدينة يكون لديهم ‬90 ثانية، وهو الوقت الذي يستغرقه صاروخ يطلق من غزة ليصل إلى تل أبيب، للعثور على مكان يحتمون بداخله.

فسكان بلدة بئر السبع لديهم دقيقة واحدة، في حين أن سكان بلدة أسدود الساحلية في جنوب البلاد لديهم ‬45 ثانية، أما المجتمعات المتاخمة لغزة فلا تملك إلا ‬15 ثانية قبل وصول تلك الصواريخ. وفي يوم الجمعة، أخذت صافرات الإنذار ركاباً في محطة قطارات تل أبيب على حين غرة، حيث هرع العشرات الذين كانوا ينتظرون القطار على رصيف المحطة بالخارج إلى داخل مبنى المحطة مرة أخرى، وما هي إلا دقائق معدودة حتى أعلنت الإذاعة الداخلية للركاب أن المكان أصبح آمناً وأنه يمكنهم أن يعودوا إلى الرصيف.

كارثة قطار أسيوط.. مقتل ‬48 تلميذاً واستقالة وزير النقل

كارثة قطار أسيوط.. مقتل ‬48 تلميذاً واستقالة وزير النقل

كارثة القطار أثارت غضباً شعبياً
كارثة القطار أثارت غضباً شعبياً

 

 

لقي ‬48 طفلاً مصرعهم، إضافة إلى سائق ومعلمة، إثر تصادم حافلة إحدى المدارس بمنطقة منفلوط بمحافظة أسيوط مع قطار بقرية المندرة، فيما قبل الرئيس المصري محمد مرسي استقالة وزير النقل محمد رشاد المتيني، ورئيس هيئة السكك الحديدية مصطفى قناوي، وأحال الأخير للتحقيق، وسط حالة من الغضب الشعبي.

وتفصيلاً، قتل في الكارثة ‬48 تلميذاً تراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات، إضافة إلى سائق الحافلة ومعلمة كانت برفقة التلاميذ. ونقل عن وكيل وزارة الصحة في أسيوط قوله إن الكثير من جثث الأطفال تحولت إلى أشلاء متناثرة، ما يجعل من الصعب تحديد هوية هؤلاء الضحايا.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إنه تم نقل المصابين والمتوفين إلى المستشفيات، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على خلفيات وملابسات الحادث، وتولت النيابة التحقيق. وأشار البيان إلى أن رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، أمر بسرعة اتخاذ الإجراءات بالنسبة للمتوفين، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.

وقال رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة المصرية عادل أبوزيد، إن جميع المتوفين محجوزون بمستشفى منفلوط المركزي تحت تصرف النيابة، وإن الـ‬13 مصاباً محجوزون أيضا بمستشفى أسيوط الجامعي، وتقوم الفرق الطبية بالمستشفى بتقديم الإسعافات اللازمة لهم.

وقال مصدر طبي إن عدد المصابين ‬28، منهم ‬27 طفلاً. وأظهرت صور الحافلة وقد قصمت نصفين بسبب قوة التصادم، ولطخت بقع الدماء مقدمة القاطرة، فيما تناثرت الحقائب والكتب المدرسية في مسرح الحادث. وقال مسؤولون إن حجم الدمار وتشوه الجثث جعل من الصعب التعرف إلى الجثث وإحصاءها.

وكلف الرئيس المصرى، رئيس الوزراء ووزيري الصحة والدفاع ومحافظ أسيوط والجهات التنفيذية بتقديم كل الإمكانات والعون لأسر ضحايا ومصابي حادث قطار أسيوط، كما أمر الرئيس بسرعة الانتهاء من التحقيقات، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث.

من جانبها، أعلنت وزارة النقل المصرية أن وزير النقل محمد رشاد المتيني قبل استقالة رئيس هيئة السكة الحديد المهندس مصطفى قناوي، وتحويله للتحقيق. وأوضحت الوزارة أن المتيني تقدم هو الآخر باستقالته لرئيس الجمهورية.

وقال محافظ أسيوط يحيى كشك، إن عامل المزلقان (نقطة العبور) سيد عبده رضوان، الذي كان نائماً، هو المسؤول عن الحادث، وترك المزلقان مفتوحاً فيما كان القطار يهم بالعبور، وفي الوقت نفسه تصادف مرور حافلة المدرسة، وأكملت طريقها بعد أن وجد سائقها المزلقان مفتوحاً. واعتبر كشك أن استقالة وزير النقل تعبير عن إحساسه العالي وإحساس حكومة الثورة بالمسؤولية، فيما أحال الرئيس المصري رئيس هيئة السكك الحديدية للتحقيق.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن أهالي القتلى نظموا احتجاجاً في مكان الحادث، مطالبين بمحاسبة المسؤولين.

 

النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

واشنطن ترى الإصلاحات الاقتصادية «شر لا بد منه»

النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.
النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.

حذّر رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور، أمس، من رمي البلاد إلى المجهول، مشيراً الى أنه هو المسؤول عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية التي لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا القيادة، فيما رأت واشنطن ان الاصلاحات الاقتصادية في الاردن، بما فيها زيادة أسعار المحروقات التي تظاهر ضدها آلاف الاردنيين هذا الاسبوع، «شر لا بد منه».

وتفصيلاً، قال النسور في مؤتمر صحافي في عمّان حضره عدد من ممثلي وكالات الأنباء العالمية، إن «الأردنيين يخافون من تفاقم الأمور في بلدهم، وإنهم أذكى من أن يرموا بلدهم نحو المجهول»، معتبراً أنه لن يكون هناك من رابح جرّاء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقال «خالفت رأي دائرة المخابرات العامة بتحرير أسعار المشتقات النفطية، أنا أقوى من المخابرات العامة.. أنا المسؤول عن تقارير الأجهزة الأمنية.. هم أوصوا ولكن القرار كان لي»، مشيراً الى أن «القرار (تحرير أسعار المحروقات) لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا تتحمّله القيادة.. أنا المسؤول عن هذا القرار والبديل هو الأسوأ».

وأضاف «لم نفاجأ بردة فعل الشارع تجاه القرار»، معتبراً أن «التراجع عن القرار سيؤدي إلى نتائج أسوأ من التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات.. ولا يمكن تأجيل مثل هذا القرار وإلا فإن الفأس ستدخل بالرأس».

من جهة ثانية، لفت النسور الى أنه «لا يوجد أي شرط خليجي لتقديم مساعدات الى الأردن، ولا توجد أية وعود سعودية جديدة لتقديم مساعدات للمملكة»، قائلاً «لست مسؤولاً عن الحديث عن أسباب عدم وصول المساعدات السعودية».

وأشار الى أن بلاده «لم تتسلم أية مبالغ من الدول الخليجية خلال العام الجاري، باستثناء وديعة كويتية موجودة بالبنك المركزي بقيمة ‬250 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية».

وأكد رئيس الحكومة الأردنية أن بلاده «ليس لها ذراع تؤذي إخوانها من دول الجوار»، وأضاف «إننا لم نتدخل مطلقاً في الشؤون الداخلية السورية، وإننا نعمل على حماية حدودنا الشمالية مع سورية»، معتبراً أن «هذا الموقف لم يوافق دول إقليمية ويوافق البعض الآخر، ولكن ما يهمنا حماية حدودنا».

من جانبها، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فكتوريا نولاند، أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أجرت اتصالا هاتفيا مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني «أشادت فيه بجهود الحكومة الاردنية لمواجهة التحديات الاقتصادية وبالتزام الملك إجراء اصلاحات».

وأضافت نولاند أن «زيادة اسعار الوقود ضرورية لمواجهة التحديات الميزانية للاردن والالتزام ببنود اتفاقه مع صندوق النقد الدولي». وتابعت ان «التحديات الاقتصادية للاردن مهمة والاصلاح الاقتصادي ضروري، هذا النوع من الامور مؤلم دائماً لكنه شر لا بد منه».

وكان الديوان الملكي الاردني ذكر أن كلينتون اشادت بـ«خارطة الاصلاح السياسي التي يقودها الملك ومساعي الحكومة في مجال الاصلاح الاقتصادي»، وأكدت «أهمية الشراكة الاردنية الاميركية»، إلا ان نولاند رفضت الربط بين ثورتي تونس ومصر في ‬2011 وما يجري حالياً في الاردن.

 

العدوان على غزة لن يقدّم حلولاً جـــذرية لإسرائيل

عملية «عمود السحاب» سياسية وليست عسكرية ومبيّتة منذ أشهر

العدوان على غزة لن يقدّم حلولاً جـــذرية لإسرائيل

المواجهة بين اسرائيل والفصائل في غزة ستؤدي إلى زيادة الحقد والكراهية بين الأجيال المقبلة .
المواجهة بين اسرائيل والفصائل في غزة ستؤدي إلى زيادة الحقد والكراهية بين الأجيال المقبلة .

 

 

يبدو أن الهجوم الأخير على قطاع غزة، والذي سمته إسرائيل «عمود السحاب» مبيت ومخطط له منذ أشهر، على الرغم من مزاعم الإسرائيليين أنه جاء رداً على إطلاق الفصائل الفلسطينية المتزايد للصواريخ على المستوطنات والمناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع. بل إن مصادر عسكرية اسرائيلية أكدت ذلك بصورة ضمنية، حينما قالت إن عملية «عمود السحاب» هي نتيجة «لمعلومات أمنية واستخبارية تم جمعها في الاشهر الاخيرة». كما ان هناك حضوراً متزايداً لجماعات إسلامية متطرفة تبدو راغبة في عدم الالتزام بسياسة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي التصعيد ضد إسرائيل رداً على ممارساتها العدوانية المستمرة بشكل يومي على الشعب الفلسطيني.

وكان من اللافت تمكّن إسرائيل من اغتيال قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، أحمد الجعبري، الرجل الذي كرس حياته لمحاربة إسرائيل، وهو ايضاً الذي فرض تنفيذ اتفاقية الهدنة خلال السنوات الخمس والنصف الماضية على الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وبكل المعايير فإن استمرار العدوان الاسرائيلي، وما يترتب عليه من إطلاق للصواريخ، يبدو تحدياً كبيراً للرئيس المصري محمد مرسي الذي أبدى غضبه إزاء إصرار إسرائيل على مواصلة عدوانها، وسارع الى التحدث مع نظيره الاميركي باراك أوباما في الوضع الاخذ في التفاقم في قطاع غزة، بل إن الرئيس مرسي بادر الى سحب السفير المصري من تل ابيب تعبيراً عن غضبه من العدوان الاسرائيلي، الذي قال «إن على اسرائيل ان تدرك ان مصر لا تقبل باستمرار هذا العدوان». كما انتهز رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل القصيرة لغزة ليطلب منه ابداء قدر اكبر من التضامن لمساعدة أهالي غزة في هذه الايام الصعبة، من خلال فتح معبر رفح بشكل كامل وعلى مدار الساعة، والسماح بدخول البضائع والسلع المختلفة بلا ادنى تحفظ، للتخفيف من الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.

وفي ظل معطيات المعادلة الراهنة في المنطقة، فإن المواجهة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لن تحل شيئا جذرياً، ولن تؤدي إلا إلى زيادة الحقد والكراهية بين الاجيال المقبلة من الطرفين. وقبيل بدء الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في يناير المقبل شعرت إسرائيل انها غير قادرة على تحمّل اطلاق المزيد من الصواريخ الفلسطينية عليها، فقررت ضرب غزة «بيد من حديد» لتشعر الاسرائيليين، خصوصاً في المناطق الجنوبية القريبة من القطاع أنها لا تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يحصل.

وطبقاً لحسابات محللين فإن عملية «عمود السحاب» سياسية وليست عسكرية. ربما أراد رئيس الوزراء (الإسرائيلي)، بنيامين نتنياهو، من ورائها ان يدعم موقفه في هذه الانتخابات ويسد أي ابواب لعودة محتملة لسلفه إيهود أولمرت.

ويقول بعض الاسرائيليين إن إسرائيل باغتيالها الجعبري تكون قد قضت بنفسها على فرصة او اكثر كانت قريبة الاحتمال لاتفاق هدنة يعمر طويلاً او اتفاق دائم لاطلاق النار، لأن الجعبري كان مؤهلاً وقادراً على ابرام مثل هذا الاتفاق وضمان الالتزام به. ويأتي العدوان الاسرائيلي على غزة بعد أيام من انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، التي اسفرت عن اعادة انتخاب أوباما الذي لم تتردد ادارته في اعلان موقفها الحازم والصريح في دعم أمن إسرائيل، وتأييدها لكل ما تقوم به لمنع تعرضها للصواريخ الفلسطينية.

بل إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وغيرها من مسؤولين اميركيين طلبوا من مصر استخدام نفوذها لدى حركة «حماس» لوقف اطلاق الصواريخ تمهيداً لوقف العنف. غير أن البعض في تل أبيب وواشنطن ذهب الى حد القول إنه ليس أمام أوباما من خيار او بديل آخر غير مساندة عملية «عمود السحاب»، وتساءلوا حول ما اذا كان نتنياهو قد ابلغ اوباما بأمرها مسبقاً.

غير أن إسرائيليين قالوا إن الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، أبلغ أوباما بتفاصيل عملية اغتيال الجعبري ومبرراتها، لكن هذا لم يمنع الادارة الاميركية من اعادة تأكيد موقفها المعروف بمعارضة الاغتيال المقصود، بما في ذلك اغتيال الجعبري.

وبالنسبة لاوباما فإنه إذا اراد إدانة الهجوم الاسرائيلي على غزة او عملية اغتيال الجعبري، فإنه ليس بحاجة إلى اكثر من التأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ولكن هذا «وبكل ما فيه من سهولة» فانه صعب وغير متيسر له، لان ادارته مازالت ماضية في سياسة الاغتيالات من خلال فرق من القوات الخاصة أو الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وغارات الطائرات بلا طيار في باكستان وافغانستان واليمن والصومال، وغيرها.

وحرص نتنياهو على ما يبدو على ضمان تأييد جميع القوى السياسية في إسرائيل لعملية «عمود السحاب»، بما فيها حزب العمل الذي قال زعيمه شيلي ياتشيموفيتش: «إن الاسرائيليين جميعاً متفقون بشأن الحرب على الارهاب».

ولا ينكر الطرفان، إسرائيل و«حماس»، أهمية الجهود التي يقوم بها المصريون في التوسط كل مرة لاعادة تثبيت الهدنة والتهدئة، غير ان هناك بعض الجماعات السلفية المسلحة التي ربما ضاقت ذرعاً بقيادة «حماس» وسيطرتها والتزامها بجهود الوساطة المصرية، وترغب في المزيد من التصعيد ضد اسرائيل، حيث يرى محللون اسرائيليون ان استمرار وجود «حماس» هو افضل بكثير من تنامي نفوذ تلك الجماعات. وأدت الصواريخ الفلسطينية الى ارغام سكان المستوطنات والبلدات الاسرائيلية التي طالتها الى قضاء معظم الوقت في الملاجئ والعيش في أجواء الخوف. من جانبهم، قال فلسطينيون ان الغارات الجوية التي يتعرض لها القطاع حولت حياتهم الى كابوس لا يطاق، وأدت الى نتائج أسوأ بكثير مما اسفرت عنه في اواخر ‬2008 واوائل ‬2009، وان الرعب الحقيقي يسيطر على النساء والاطفال ليل نهار، فالمباني والشقق والبيوت والنوافذ تهتز، وليس هناك مكان آمن يمكن الهرب إليه.

خيارات محدودة أمام الرئيس المصري لمساعدة غزة

خيارات محدودة أمام الرئيس المصري لمساعدة غزة

مرسي يسعى للتوصل إلى هدنة في غزة.
مرسي يسعى للتوصل إلى هدنة في غزة.

يسعى الإسلاميون في مصر لإبرام هدنة في غزة بقصد إظهار مدى نفوذهم الإقليمي وطمأنة الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات لبلادهم، لكن الخطاب شديد اللهجة الذي يوجهونه لإسرائيل بقصد استرضاء قاعدة مؤيديهم الغاضبة يرجح ألا يترجم إلى عمل جاد.

ويمثل صياغة رد على الهجمات الإسرائيلية على غزة معضلة للإخوان المسلمين الذين دفعوا بالرئيس محمد مرسي إلى المنصب، وظلوا لسنوات ينتقدون الرئيس السابق حسني مبارك لتقربه من إسرائيل.

ويواجه الإسلاميون الآن ضرورة أن يبقوا على معارضتهم التي استمرت عشرات السنين لإسرائيل، لكن مع موازنة ذلك مع واقع إدارة دولة من خلال تجنب تصعيد التوتر على الحدود، أو إغضاب الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات سنوية كبيرة للجيش المصري. وستغلب هذه الحقائق التي تتصل بالحكم في الوقت الحاضر على عملية صنع القرار، حتى وإن كان بعض المتعاطفين مع جماعة الاخوان المسلمين يحلمون على المدى البعيد بأن يعاد التفاوض على معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام ‬1979. وسحب مرسي الذي تسلم السلطة في يونيو الماضي سفير بلاده في إسرائيل، وزار رئيس وزرائه هشام قنديل غزة أول من أمس، لإبداء التضامن، لكن مبارك سحب السفير مرتين من دون أن يعرض المعاهدة للخطر.

وقال مسؤول كبير في جماعة الإخوان المسلمين تربطه صلات قوية برئاسة الدولة طالباً ألا ينشر اسمه إن «القيادة الحالية وجماعة الإخوان لا تريدان تقويض العلاقات مع أميركا». وأضاف أن غزة «ستظل قضية أمن قومي تنهض بمسؤوليتها المخابرات العامة المصرية. الرئاسة تتبع هذا الترتيب الآن». ولايزال الجيش الذي يتلقى مساعدات سنوية قدرها ‬1.3 مليار دولار من الولايات المتحدة أبرز الجهات المسؤولة عن ملفات الأمن القومي، مثل العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من أن مرسي أقدم على تحجيم نفوذه في أغسطس الماضي باحالة أكبر قائدين له إلى التقاعد.

وقال مسؤولون أميركيون في واشنطن إن مرسي أمضى شهوراً محاولاً تحديد موعد لمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتأكيد مؤهلاته كإسلامي معتدل، لكن دون جدوى. وبعد محادثته الهاتفية مع أوباما أصدر مرسي قراره بإيفاد رئيس وزرائه إلى غزة، وهي خطوة قال مسؤولون أميركيون ربما تكون نبعت من ضغط أوباما لفعل أي شيء ممكن لنزع فتيل الموقف.

وقال مسؤولون مصريون علموا بما دار في المحادثة إن الرئيسين لا يتفقان حول المسؤول عن الموقف في غزة، لكنهما يتفقان على ضرورة وقف التصعيد.

ويقول مسؤولون إسرائيليون في أحاديث خاصة إن الاتصالات الأمنية بين مصر وإسرائيل استمرت منذ الإطاحة بمبارك، وأيضاً بعد رئاسة مرسي، على الرغم من أن العلاقات التي كانت فاترة مع القاهرة صارت أكثر فتوراً. وقال مسؤول أمني في القاهرة: «في النهاية من شأن الطرفين أن يبرما اتفاقاً، سيكون في مصلحة الجميع». وأضاف أن المسؤولين المصريين يعملون من أجل إعادة العمل بالهدنة المنهارة بين حماس وإسرائيل. واجتمع وفد من مسؤولي المخابرات المصرية رافق قنديل مع ممثلين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقال المتحدث الرئاسي ياسر علي إن دبلوماسية التوصل إلى هدنة هي أحد المسارات التي تسلكها مصر.

وأمام مصر خيارات محدودة يمكن أن تضاف إلى الإجراءات الرمزية بدرجة كبيرة، مثل سحب السفير من تل أبيب أو حشد التأييد في جامعة الدول العربية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، والتي يمكن من خلالها إعادة بناء سمعة مصر مركز نفوذ دبلوماسي إقليمي، وهي شهرة خبت في عهد مبارك.

وقال محلل شؤون مصر بجامعة دورهام البريطانية، خليل العناني، إن «سحب السفير خطوة رمزية تقليدية اتخذها مرسي لمنع حدوث رد فعل شديد من جانب الإسلاميين في الداخل». وأضاف أن «الهدنة التي يحاول تحقيقها تبين أن الإخوان المسلمين واقعيون وعمليون وقادرون على تنحية فكرهم جانباً لمصلحة الحفاظ على سياسة خارجية راسخة». وحتى بعض الأصوات الأكثر مجاهرة بين المتعاطفين مع الجماعة حثت مؤيدي الجماعة على توخي الحذر، حتى إن كانوا تحدثوا بلهجة تصادمية بشأن المدى البعيد. وطالب الداعية صفوت حجازي الذي دعم حملة انتخاب مرسي «بالتحلي بالصبر الذي دعا النبي محمد الصحابة إلى التحلي به». وقال حجازي لبعض مريديه إن بناء دولة يحتاج إلى سنوات وسنوات من الجهد الدؤوب. وقال على موقع «فيس بوك» إن الجيش المصري لا يمكنه التدخل الآن، لأنه لا يمكن للمصريين أن يذهبوا إلى القدس للقتال. ومع ذلك يمكن لمصر أن تمارس المزيد من الضغط على إسرائيل من خلال تخفيف القيود على السفر من غزة وإليها، وهي قيود أبدت حكومة مرسي القليل من الرغبة في رفعها، ودمرت انفاقاً سرية مقامة تحت خط الحدود. وقال نائب رئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق والنائب البرلماني عن حزب «كاديما»، يسرائيل حسون، إن بإمكان مصر اتخاذ إجراءات دون قطع العلاقات. ولمح إلى ذلك أيضاً العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين مدحت الحداد.

وعلى امتداد سنوات كان الحفاظ على معاهدة السلام حجر الزاوية في سياسة مبارك الخارجية، وهو ما مكنه من الحديث إلى جميع الأطراف وأن يقوم بالوساطة. وقال العناني في اشارة الى مرسي «يحاول تجنب القضية الفلسطينية الاسرائيلية، الا ان عليه الآن مجابهتها».

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

 

أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه
أوباما يبدأ أولى جولاته الخارجية بعد إعادة انتخابه

 

يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما في بانكوك اليوم أولى رحلاته الخارجية منذ إعادة انتخابه في منطقة باتت تعتبر من الأولويات في السياسة الخارجية الأميركية، وذلك في مستهل جولة تشمل أيضا زيارة تاريخية إلى بورما.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، جعل أوباما من منطقة آسيا-المحيط الهادئ محورا رئيسيا في الدبلوماسية الأميركية. وهذا الأمر يشمل زيادة في التعاون العسكري مع استراليا، تايلاند وفيتنام، إضافة إلى إعادة نشر للقسم الأكبر من الأسطول الأميركي في اتجاه المحيط الهادئ بحلول عام 2020.

ومن هنا يبدو منطقيا اختيار أوباما لمنطقة جنوب شرق آسيا ليجري فيها أولى رحلاته إلى الخارج منذ إعادة انتخابه في السادس من الشهر الجاري، والخامسة إلى القارة منذ تسلمه مهامه الرئاسية في 2009. وتشمل الجولة تايلاند وبورما وكمبوديا التي يلتقي فيها قادة منطقة آسيا-المحيط الهادئ خلال قمة لهم في بنوم بنه.

وقال مساعد مستشار أوباما للأمن القومي بن رودس مؤخرا أن إبقاء أوباما على الدور المحوري لاسيا “سيكون جزءا أساسيا من الولاية الثانية للرئيس وفي النهاية (جزءا) من إرثه في السياسة الخارجية”.

وتعتبر تايلاند التي أهدت الرئيس الأميركي السابق ابراهام لينكولن فيلة خلال الحرب الأهلية الأميركية في أواسط القرن التاسع عشر، أقدم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.

إلا أن المملكة شهدت اضطرابات سياسية وانقسامات حادة في السنوات الأخيرة. وكان انقلاب عام 2006 دفع بالإميركيين الى تعليق علاقاتهم العسكرية لمدة عام مع بانكوك المستمرة منذ الحرب الكورية في الخمسينات.

ومع ذلك أشار وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي زار بانكوك أيضا هذا الأسبوع إلى دور بانكوك “كقائد اقليمي”.

وتعتبر القواعد الجوية والمرافئ في تايلاند حيوية بالنسبة للشبكة العسكرية الأميركية في آسيا، وينفذ البنتاغون فيها سنويا مناورات عسكرية من بينها عملية “كوبرا غولد” التي شارك فيها العام الماضي 13 ألف جندي من 24 بلدا.

وللمرة الأولى، قد تتم دعوة بورما للمشاركة بصفة مراقب في مناورات العام المقبل، في مؤشر جديد على التقارب بين الولايات المتحدة وبورما التي يجري أوباما فيها غدا زيارة خاطفة لكنها تحمل رمزية كبيرة.

ويلتقي أوباما في رانغون نظيره البورمي ثين سين الذي قام بعدد من الإصلاحات منذ حل المجلس العسكري الحاكم في مارس 2011، كما يلتقي اونغ سان سو تشي التي يؤشر منصبها الجديد كنائبة الى التغييرات الكبيرة في البلاد.

«ميد»: الفرص التجارية في أبوظبي ترتفع إلى ‬276 مليار درهم في ‬2013

«ميد»: الفرص التجارية في أبوظبي ترتفع إلى ‬276 مليار درهم في ‬2013

توقعات بنمو اقتصاد أبوظبي ‬6.5٪ في ‬2016.
توقعات بنمو اقتصاد أبوظبي ‬6.5٪ في ‬2016.

 

توقعت شركة «ميد للفعاليات» أن ينمو اقتصاد أبوظبي خلال عام ‬2013، بفضل فرص تجارية ضخمة تتجاوز قيمتها مبلغ ‬276 مليار درهم، مشيرة إلى أن هذه الفرص ناشئة في قطاعات البنية التحتية، النقل، الرعاية الصحية، التعليم، الصناعات الثقيلة، الكهرباء والماء، العقارات والبناء، المصرفية والمالية، والنفط والغاز.

وفي سياق متصل، أعلنت الشركة أنها تعتزم تنظيم «مؤتمر أبوظبي السابع ‬2012»، غداً، لمدة يومين، بدعم من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إذ سيتم الكشف عن آخر المستجدات المرتبطة بالموضوع بالتفصيل خلاله، وسيتمكّن المشاركون من معرفة المزيد من المعلومات عن المشروعات المقبلة وفتراتها الزمنية والميزانيات المخصصة لها.

وقال وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، محمد عمر عبدالله، الذي سيلقي كلمة الافتتاح في المؤتمر، إن «تقرير (آفاق أبوظبي الاقتصادية ‬2012 ــ ‬2016)، الذي أصدرته الدائرة أخيراً، ورد فيه أنّ اقتصاد الإمارة يمرّ بمرحلة جديدة من التقدم والتحسّن بسبب تنوّعه، بما يتوافق ويتماشى مع رؤية أبوظبي الاقتصادية ‬2030». وتوقع التقرير أن يبلغ إجمالي الناتج المحلي ‬3.9٪ في عام ‬2012، ليزداد تدريجاً ويصل إلى ‬6.5٪ في عام ‬2016، مع استمرار نمو استثمارات القطاع الخاص بعد تنفيذ البنية التحتية في المناطق الحرة ومناطق أخرى من الإمارة.

«إحصاء أبوظبي» يبدأ العمل الميداني في «مسح القوى العاملة»

«إحصاء أبوظبي» يبدأ العمل الميداني في «مسح القوى العاملة»

المسح يساعد صانعي القرار برسم سياسات لتوفير فرص عمل.
المسح يساعد صانعي القرار برسم سياسات لتوفير فرص عمل.

أعلن مركز الإحصاء في أبوظبي، في بيان له أمس، عن بدء العمل الميداني في مسح القوى العاملة في إمارة أبوظبي لعام ‬2012، الذي يهتم بتأسيس قاعدة بيانات حديثة ودقيقة حول القوى العاملة لأفراد المجتمع، من سن ‬15 سنة فأكثر، من حيث الخصائص الديموغرافية وربطها بالمهن التي يزاولونها والأنشطة الاقتصادية والقطاعات التي يعملون بها، وتوزيعهم إلى مشتغلين ومتطلعين، وتقسيمهم إلى أفراد داخل قوة العمل وخارج القوى البشرية.

وأكد المركز أن العمل الميداني سيبدأ اليوم ويستمر شهراً تقريباً، وسيعمل به نحو ‬350 موظفاً، بين باحث ومراقب ومشرف وإداري، غير موظفي المركز داخلياً من مراجعي بيانات ومسؤولين ومحللين.

وأوضح المركز أن عينة المسح ستغطي الإمارة بأقاليمها الثلاثة، أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، وتشمل الأسر المواطنة وغير المواطنة والأسر الجماعية ومعسكرات العمال، وتركز على الأفراد البالغين من سن ‬15 سنة فأكثر، مشيراً إلى أنه تقرر إجراء مسح القوى العاملة دورياً، انطلاقاً من أهميته الكبيرة على كثير من القطاعات، لذا سيتم البدء بتنفيذ مسح شامل لعينة متكاملة من قطاعات مختلفة في شهري نوفمبر وديسمبر من العام الجاري، ومن ثم سيتم تعديل العينة بما يتناسب مع المخرجات من المسح. وأوضح «إحصاء أبوظبي» أن المسح يوفر لراسمي السياسات وقطاع الأعمال والجمهور العديد من الفوائد القيمة، من أهمها تقدير حجم القوى العاملة وتوزيعها في إمارة أبوظبي حسب المناطق الجغرافية، وتقدير معدلات المشاركة بالنشاط الاقتصادي حسب الخصائص المختلفة مثل العمر، الجنس، الحالة التعليمية، الحالة الاجتماعية، المهن، معرفة مستويات الأجور ومتوسط ساعات العمل الأسبوعية، إضافة إلى تقدير حجم التشغيل وحجم ومعدلات البطالة حسب الخصائص المختلفة، والتعرف إلى الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية واتجاهات الباحثين عن العمل، ومتابعة التغيرات في معدلات التشغيل والبطالة، خصوصاً بين المواطنين، إضافة إلى توفير بيانات حديثة للقوى العاملة في إمارة أبوظبي، وبيانات عن المتعطلين وغير القادرين على العمل وغير الراغبين فيه حسب الخصائص الجغرافيـة، وكذلك توفير بيانات للتعـرف إلى متوسط ساعات العمل حسب المهن والنشاط الاقتصادي. وأفاد بأن استمارة مسح القوى العاملة ستتضمن بعض الأسئلة السريعة، مثل الخصائص الديموغرافية كالاسم ومحل الإقامة والحالة الاجتماعية والجنسية والنوع والعمر والحالة التعليمية، والحالة العملية وخصائص العمل والنشاط الاقتصادي ووسائل البحث عن العمل، لافتاً إلى أن بيانات المدلين بالبيانات ستعامل بسرية تامة اعتماداً على قانون الإحصاء لإمارة أبوظبي. ودعا المركز الفئات المستهدفة بالمسح إلى المشاركة الإيجابية، نظراً لما سيجنيه المجتمع ككل من ثمار قيمة، مثل مساعدة صانعي القرار في رسم سياسات لتوفير فرص عمل تستوعب الخريجين والعاطلين، بما يتناسب مع مؤهلاتهم العلمية وتخصصاتهم المهنية، ودعم استراتيجية مستقبلية حول التعليم تقلل الفجوة بين أعداد ومؤهلات وتخصصات الخريجين من جانب وحاجة سوق العمل من جانب آخر، إضافة إلى وضع البرامج التدريبية اللازمة لخدمة آليات العرض والطلب في سوق العمل، خصوصاً في ظل ما يشهده اقتصاد الإمارة من تطور ونمو غير مسبوق.

 

مليون درهم غرامة غش المجـــوهرات والأحجار الثمينة

إلزام الشركات بوضع علامة الجودة الإماراتية على منتجاتها اعتباراً من ‬2013

مليون درهم غرامة غش المجـــوهرات والأحجار الثمينة

المواصفة الجديدة تحد من الغش في بيع المجوهرات وتتيح التحقق من أماكن بيعها حتى بعد مرور سنوات.
المواصفة الجديدة تحد من الغش في بيع المجوهرات وتتيح التحقق من أماكن بيعها حتى بعد مرور سنوات.

 

انتهت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» من إعداد قانون جديد خاص بالاتجار في المجوهرات والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في الدولة، يستهدف الحد من عمليات التزوير والغش في هذه التجارة، محدداً غرامة تبلغ مليون درهم للتجار الذين يبيعون مجوهرات وأحجاراً كريمة مغشوشة.

وأشارت الهيئة إلى أنها قررت إلزام الشركات والمصانع بوضع علامة الجودة الإماراتية إجبارياً على منتجاتها المحلية والمستوردة اعتباراً من العام المقبل، لافتة إلى أنها ستبحث الشهر المقبل وضع أول مواصفات إلزامية متكاملة لمستحضرات التجميل والعطور.

قانون للمجوهرات

مواصفات للمصابيح والغسالات

أشار المدير العام بالإنابة لهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات»، محمد صالح بدري، إلى أن «(مواصفات) انتهت من إعداد نظامين جديدين للمواصفات القياسية للمصابيح والغسّالات الكهربائية سيطبقان للمرة الأولى في الدولة اعتباراً من يناير المقبل، وسيتم إعطاء مهلة ستة أشهر للالتزام بتطبيقهما تمهيداً لحظر استيراد وإنتاج مصابيح وغسالات رديئة الصنع تسرف في استهلاك الكهرباء والمياه اعتباراً من النصف الثاني من العام المقبل وأوائل عام ‬2014».

وقال إن «هذه الخطوة تستهدف خفض استهلاك الطاقة في الدولة بنسبة تصل إلى ‬25٪ بحلول نهاية عام ‬2014، بعد أن بدأ العام الجاري تطبيق مواصفات خاصة بترشيد استخدام الطاقة في المكيفات الكهربائية لتحقيق الهدف ذاته».

وتفصيلاً، قال المدير العام بالإنابة لـ«مواصفات»، محمد صالح بدري، إن «المجلس الوطني الاتحادي وافق على قانون خاص بالاتجار في المجوهرات والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في الدولة، وسيتم رفعه إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه خلال الفترة المقبلة، على أن يبدأ سريانه اعتباراً من العام المقبل في حال إقراره نهائياً».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «الهيئة تلقت العديد من الشكاوى من مستهلكين تشير إلى حدوث حالات غش في بيع الأحجار الكريمة والمجوهرات عن طريق بيع قطع مقلدة غير أصلية، لا يجاوز سعرها الأصلي دراهم معدودة، على أنها قطع أصلية قيمتها مئات الآلاف من الدراهم، ما يعد تضليلاً للمستهلكين»، لافتاً إلى أنه «تم اكتشاف بعض هذه الحالات بعد سنوات عند إعادة بيعها، أو تثمينها تمهيداً لبيعها مرة أخرى».

وأكد بدري أن «القانون يستهدف الحد من تجارة المجوهرات المزيفة وحماية المستهلكين من الغش والتزوير»، مشيراً إلى أن «القانون يبين كيفية التعامل مع الأحجار الكريمة من حيث العيارات المختلفة لها، وكيفية فحصها والتأكد من أنها مجوهرات وأحجار كريمة من عدمه، كما يشترط القانون الجديد على التاجر إعطاء فاتورة مفصلة للمستهلك، مبين بها اسم التاجر ومحل الشراء والعيار وكمية الذهب والأحجار الكريمة النقية وتاريخ الشراء، كما يشترط وجود دمغة على الذهب فقط، وشهادة في حالة الأحجار الكريمة، بحيث يسهل التحقق من أماكن بيعها في حالة وجود شكاوى تتعلق بها، حتى بعد مرور سنوات على شرائها».

علامة الجودة

وكشف بدري أن «(مواصفات) قررت إلزام الشركات والمصانع بوضع علامة الجودة الإماراتية إجبارياً على منتجاتها المحلية والمستوردة اعتباراً من العام المقبل، بحيث تدخل إلى أسواق الدولة السلع التي عليها العلامة فقط، للتحقق من جودة السلع المباعة، وذلك من أجل رفع جودة المنتجات المحلية والمستوردة التي تباع في أسواق الدولة، ومنح المستهلك حرية اختيار المنتجات الأفضل التي تحمل العلامة، ما يدل على أنها منتجات عالية الجودة».

وقال إنه «لا يوجد إلزام حالياً من جانب الهيئة للشركات والمصانع لوضع علامة الجودة الإماراتية بشكل إجباري على منتجاتها، بما فيها المنتجات التي حصلت بالفعل على علامة الجودة من (مواصفات)، بل الأمر يعد اختيارياً تماماً في الوقت الراهن، ومتروكاً للشركات نفسها».

ولفت إلى أنه «على الرغم من أن الأمر اختياري العام الجاري، إلا أن الهيئة تراقب من خلال مفتشيها التزام الشركات التي تضع علامة (مواصفات) للتحقق من التزامها التام بمعايير الجودة الإماراتية»، مؤكداً أن «هذه العلامة يتم منحها من الهيئة بعد التأكد من خضوع المنتجات لمواصفات الجودة الإماراتية فعلاً».

تشديد الغرامات

وذكر بدري أن «الهيئة تعمل حالياً على وضع قانون جديد لتشديد الغرامات على المنتجات التي تخالف مواصفات الجودة، ويجري حالياً التشاور مع وزارة العدل حتى تتناسب قيم الغرامات مع المخالفات تمهيداً لإصدار القانون العام المقبل»، موضحاً أن «القانون سيتضمن مخالفات تزيد على ‬100 ألف درهم ليشكل رادعاً للتجار للالتزام بالجودة، خصوصاً بالنسبة للسلع ذات الأولوية والأهمية الاستراتيجية للسكان».

ولفت إلى أن «(مواصفات) تتواصل مع وزارة الاقتصاد ودوائر التنمية الاقتصادية والبلديات ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة من أجل سحب المنتجات المخالفة رديئة الجودة التي لا تلتزم بالمواصفات القياسية الموضوعة من الأسواق، كما تم تشكيل فريق عمل مشترك للرقابة على أسواق الدولة ومسح الأسواق، بحيث يكون هناك تنسيق ووحدة في عمليات الرقابة للتحقق من الالتزام بالمواصفات».

وأشار إلى أنه «تم تشكيل لجنة من عدة جهات حكومية معنية بهدف دارسة السلع التي لا تخضع لمواصفات الجودة، تمهيداً لإخضاعها للمواصفات بهدف الحد من السلع الرديئة التي يجرى تداولها في الأسواق».

مواصفة لـ«التجميل»

وذكر بدري أن «مجلس إدارة (مواصفات) سيعقد اجتماعاً خلال ديسمبر المقبل لوضع مواصفات إلزامية متكاملة لمستحضرات التجميل والعطور، على أن يتم إعطاء المصنعين والمستوردين مهلة مدتها سنة للالتزام بهذه المواصفات بشكل إجباري، بحيث يبدأ سريانها بعد عام».

وأوضح أن «المواصفات الجديدة تتضمن اشتراطات للحفاظ على السلامة والصحة العامة»، مؤكداً أنه «لن يتم السماح بتداول أي منتج من العطور غير مطابق للمواصفات ولا يحمل شهادة مطابقة إماراتية بعد مرور المهلة، إذ ستخضع المصانع المحلية لرقابة ومتابعة من الجهات المختصة من بلديات ودوائر اقتصادية محلية، بينما ستتولى الجمارك في الدولة مهمة تطبيق المعايير على المنتجات المستوردة، ولن يتم السماح بدخول أي منتج لا يتمتع بالمعايير العالمية، وتلك المطبقة في الدولة».