النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

واشنطن ترى الإصلاحات الاقتصادية «شر لا بد منه»

النسور يحذّر من رمي الأردن إلى المجهول

النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.
النسور يعلن مسؤوليته عن قرار رفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى الاحتجاجات.

حذّر رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور، أمس، من رمي البلاد إلى المجهول، مشيراً الى أنه هو المسؤول عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية التي لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا القيادة، فيما رأت واشنطن ان الاصلاحات الاقتصادية في الاردن، بما فيها زيادة أسعار المحروقات التي تظاهر ضدها آلاف الاردنيين هذا الاسبوع، «شر لا بد منه».

وتفصيلاً، قال النسور في مؤتمر صحافي في عمّان حضره عدد من ممثلي وكالات الأنباء العالمية، إن «الأردنيين يخافون من تفاقم الأمور في بلدهم، وإنهم أذكى من أن يرموا بلدهم نحو المجهول»، معتبراً أنه لن يكون هناك من رابح جرّاء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقال «خالفت رأي دائرة المخابرات العامة بتحرير أسعار المشتقات النفطية، أنا أقوى من المخابرات العامة.. أنا المسؤول عن تقارير الأجهزة الأمنية.. هم أوصوا ولكن القرار كان لي»، مشيراً الى أن «القرار (تحرير أسعار المحروقات) لا تتحمّله الأجهزة الأمنية ولا تتحمّله القيادة.. أنا المسؤول عن هذا القرار والبديل هو الأسوأ».

وأضاف «لم نفاجأ بردة فعل الشارع تجاه القرار»، معتبراً أن «التراجع عن القرار سيؤدي إلى نتائج أسوأ من التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات.. ولا يمكن تأجيل مثل هذا القرار وإلا فإن الفأس ستدخل بالرأس».

من جهة ثانية، لفت النسور الى أنه «لا يوجد أي شرط خليجي لتقديم مساعدات الى الأردن، ولا توجد أية وعود سعودية جديدة لتقديم مساعدات للمملكة»، قائلاً «لست مسؤولاً عن الحديث عن أسباب عدم وصول المساعدات السعودية».

وأشار الى أن بلاده «لم تتسلم أية مبالغ من الدول الخليجية خلال العام الجاري، باستثناء وديعة كويتية موجودة بالبنك المركزي بقيمة ‬250 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية».

وأكد رئيس الحكومة الأردنية أن بلاده «ليس لها ذراع تؤذي إخوانها من دول الجوار»، وأضاف «إننا لم نتدخل مطلقاً في الشؤون الداخلية السورية، وإننا نعمل على حماية حدودنا الشمالية مع سورية»، معتبراً أن «هذا الموقف لم يوافق دول إقليمية ويوافق البعض الآخر، ولكن ما يهمنا حماية حدودنا».

من جانبها، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فكتوريا نولاند، أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أجرت اتصالا هاتفيا مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني «أشادت فيه بجهود الحكومة الاردنية لمواجهة التحديات الاقتصادية وبالتزام الملك إجراء اصلاحات».

وأضافت نولاند أن «زيادة اسعار الوقود ضرورية لمواجهة التحديات الميزانية للاردن والالتزام ببنود اتفاقه مع صندوق النقد الدولي». وتابعت ان «التحديات الاقتصادية للاردن مهمة والاصلاح الاقتصادي ضروري، هذا النوع من الامور مؤلم دائماً لكنه شر لا بد منه».

وكان الديوان الملكي الاردني ذكر أن كلينتون اشادت بـ«خارطة الاصلاح السياسي التي يقودها الملك ومساعي الحكومة في مجال الاصلاح الاقتصادي»، وأكدت «أهمية الشراكة الاردنية الاميركية»، إلا ان نولاند رفضت الربط بين ثورتي تونس ومصر في ‬2011 وما يجري حالياً في الاردن.