خبراء: «دبي المالي العالمي» بلغ مـرحلة النضج ويتمتع ببنية قوية

لا نية لتغيير البيئة التشريعية للمركز أو فتح مكاتب خارجية.. وسيقلّص الأصول الخـاصة بذراعه الاستثمارية

خبراء: «دبي المالي العالمي» بلغ مـرحلة النضج ويتمتع ببنية قوية

المنتدى ركّز على التغيرات الجذرية في البنية التجارية والاقتصادية والسياسية حول العالم.
المنتدى ركّز على التغيرات الجذرية في البنية التجارية والاقتصادية والسياسية حول العالم.

اتفّق خبراء ورواد أعمال على أن انتقال مراكز الجاذبية إلى الشرق في ما يتعلق بالتجارة والاقتصادات العالمية، منح «مركز دبي المالي العالمي» فرصة كبيرة للعب دور مهم على خريطة المراكز المالية العالمية.

وأضافوا في أوراق عمل قدموها أمس في «منتدى مركز دبي المالي العالمي لعام ‬2012»، والذي يحمل عنوان «انتقال مركز الجاذبية»، أن «دبي المالي العالمي» من أهم المراكز المالية في المنطقة التي تقع بين لندن وهونغ كونغ، وبات محور المال والأعمال، لما يقوم به من دور رئيس في إتاحة العمل ضمن إطار تنظيمي محكم عالمي المستوى، فضلاً عن أنه الوحيد في المنطقة الذي بلغ مرحلة النضج، ويتمتع ببنية تحتية أساسية قوية.

وركز المنتدى الذي عقد تحت رعاية سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي، على التغيرات الجذرية في البنية التجارية والاقتصادية والسياسية حول العالم، لمناقشة الفرص والتحديات التي تفرضها مثل هذه التغيرات، والتركيز خصوصاً على تزايد أهمية التجارة بين الهند والصين والشرق الأوسط، والتأثيرات الناتجة عن التغير في البيئة التنظيمية في الأسواق المتقدمة على قطاع الخدمات المالية عالمياً، ومناقشة التغيرات المصاحبة للقيادة المقبلة لدولة الصين، وتداعيات «الربيع العربي» على النشاط التجاري.

وكشف مركز دبي المالي العالمي عن عدم وجود نية لتغيير البيئة التشريعية التي يقوم عليها، باعتبارها أفضل وأنسب الأطر التشريعية العالمية، إضافة إلى عدم وجود حاجة لفتح مكاتب تمثيل خارجية له.

وأكد أنه سيصب اهتمامه خلال الفترة المقبلة على جذب شركات مالية، وسيبدأ تقليص الأصول الخاصة بذراعه الاستثمارية عن طريق التخارج وبيع أصول، خلال الفترة المقبلة.

استقرار مالي

الوفاء بالتعهدات المالية

قال رئيس مجلس إدارة سلطة مركز دبي المالي العالمي، عبدالعزيز الغرير، رداً على استفسار حول الوضع الاقتصادي لدبي، وتجاوزها أزمة الديون، إن «الذي ينظر إلى السنوات الأربع الماضية وكيف تعاملت دبي مع تعهداتها المالية، يدرك جيداً التعافي والنمو الذي حققته خلال السنوات الماضية، ما عزز الثقة في الإمارة بالوفاء بالتزاماتها المستقبلية».

وتفصيلاً، دعا رئيس مجلس إدارة سلطة مركز دبي المالي العالمي، عبدالعزيز الغرير، المصارف المحلية، إلى زيادة حجم الإقراض خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل زيادة الثقة في السوق الإماراتية.

وقال رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، إن «المصارف المحلية أصبح لديها نية لزيادة حجم الإقراض، خصوصاً في ظل ارتفاع حجم الودائع التي بلغت معدلات كافية، تدفع وتحمس المصارف إلى مزيد من الإقراض»، لافتاً إلى أن «إجمالي قيمة الأصول للمصارف الـ‬51 في الدولة، بلغ ‬1.6 تريليون درهم، تمثل نحو ‬120٪ من الناتج المحلي الإجمالي».

ولفت الغرير إلى أن «معظم المؤسسات المالية أضحت تتمتع بوضع مالي مستقر وحقيقي، كما تتمتع بميزانيات أكثر شفافية، وأكثر واقعية، ما يشجع المصارف على زيادة الإقراض»، مشيراً إلى أن جلّ الشركات بدأ في بناء مراكز مالية جديدة.

وأفاد بأن «سوق التمويلات في الدولة يعتمد على المصارف بشكل رئيس، وتمثل الحصة الكبرى، في وقت تمثل فيه حصة أسواق المال نسبة قليلة».

وكشف الغرير أن «التمويلات الخارجية تواجه عقبات عدة، أبرزها الشفافية، إذ لا تتمتع معظم الشركات بشفافية كاملة، فضلاً عن عدم الإفصاح عن ميزانياتها، ما يعرقل فكرة إصدار سندات أو صكوك»، موضحاً أن «الشركات تلجأ إلى منافذ أخرى، الأمر الذي سيبطئ من تنويع وسائل التمويل خلال السنوات الخمس المقبلة، نتيجة عدم استعداد الشركات لمثل هذه الأنواع من التمويل».

بنية قوية

وأكد الغرير أن «(مركز دبي المالي العالمي)، أصبح من المراكز المستقرة التي رتبت أوضاعها، وأسست بنية تحتية ومالية قوية ومناسبة لجذب المؤسسات المالية العالمية»، لافتاً إلى أنه يضم حالياً أكبر المؤسسات والشركات المالية العالمية، لاسيما اللاعبين الكبار في القطاع المالي العالمي.

وأشار إلى أن «عدد الشركات العاملة في المركز في نهاية أكتوبر ‬2011 بلغ ‬899 شركة، بينها ‬330 شركة مرخصة (حاصلة على ترخيص مالي)»، مضيفاً أن «الشركات الأوروبية تستحوذ على الحصة الكبرى، وتمثل ‬36٪ من إجمالي الشركات، فيما تستحوذ شركات الشرق الأوسط على نسبة ‬26٪، وأميركا الشمالية على ‬16٪، وآسيا على ‬11٪، وتتوزع النسبة المتبقية على أقاليم أخرى».

وأوضح الغرير أن «انتقال مراكز الجاذبية إلى الشرق يعطي (مركز دبي المالي) فرصة كبيرة للعب دور مهم على خريطة المراكز المالية العالمية»، مؤكداً أن المركز يسير دائماً في الاتجاه الذي يوفر فرصة مستقبلية، ويسعى إلى اقتناص الفرص المتاحة التي تدفعه الى مزيد من النمو والارتقاء».

وحول افتتاح المركز لمكاتب تمثيلية في الخارج، ذكر الغرير أن «المتعاملين مع المركز أصبحوا معروفين، وطرق التواصل معهم معروفة، ولا حاجة حالياً لإقامة مكاتب تمثيلية، إلا أن المركز يتواصل من خلال وسائل عدة، مثل إقامة منتديات اقتصادية، والمشاركة في منتديات عالمية، فضلاً عن الزيارات الفردية».

وبين أن «النمو في الإمارات والدول المجاورة له تأثير كبير في جاذبية المركز للشركات العالمـية، إذ يعزز ارتفـاع معدلات النمو في المنطقة والدول المجاورة، الوضع الاقتصادي للدولة، وأصبحت الإمارات المكان المناسب في المنطقة للاستثمار».

ولفت الغرير إلى أن «الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة عززت مكانة الإمارات الاقتصادية والاستثمارية، ما عزز بدوره مكانة مركز دبي المالي العالمي، وبات الوحيد في المنطقة الذي بلغ مرحلة النضج، فضلاً عن تمتعه ببنية تحتية أساسية قوية».

وأوضح أن «المركز سيصب اهتمامه خلال الفترة المقبلة على جذب شركات مالية، وعلى الترويج الخارجي، وسيقلص من التركيز على الاستثمار، عبر ذراعه الاستثمارية»، متوقعاً بدء تقليص الأصول الخاصة بالذراع الاستثمارية عن طريق التخارج، وبيع أصول خلال الفترة المقبلة.

وأكد أن «البيئة التشريعية التي يقوم عليها المركز من أفضل وأنسب الأطر التشريعية العالمية، وليس هناك أي نية لتغييرها، إذ تعتبرها معظم المؤسسات المالية الأنسب، كونها مشتقة من التشريع البريطاني».

انتقال الجاذبية

من جانبه، قال الرئيس المشارك لمجلس إدارة «دويتشه بنك آي جي»، آنشو جاين، إن «انتقال الجاذبية إلى جهة الشرق ساعد مركز دبي المالي العالمي على تبوؤ مكانة عالمية ومهمة على خريطة المراكز العالمية، ما دفع مركزنا الإقليمي في دبي للعب دور حاسم في استراتيجيتنا لتأسيس (دويتشه بنك)، شركة في السوق في منطقة الشرق الأوسط».

وأشار إلى أن «(دبي المالي العالمي) من أهم المراكز المالية في المنطقة والتي تقع بين لندن وهونغ كونغ، وقد حظي باهتمام وحضور واسعين في الحوارات التي تتعلق بالشرق الأوسط، لما يوفره من منصة عمل آمنة وفعّالة للشركات، تتيح تقدم وازدهار الاقتصاد في المنطقة».

وقلل جاين من تأثيرات الوضع في أوروبا في الاقتصاد الإماراتي، متوقعاً أن تظل منطقة اليورو سليمة.

وأوضح أن «إخفاقات المصارف لم تنشأ عن (خلل في الأعمال)، بل عن نقص رأس المال أو السيولة»، محذراً من التشدد في التنظيم الرقابي للقطاع.

بنية تحتية

إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط لدى «سيتي غروب»، فاروق سوسة، إن «الأوضاع الاقتصادية في دبي شهدت تحسناً كبيراً خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي بات واضحاً في قطاعات مثل، السياحة والتجارة، خصوصاً بعد تحقيقهما معدلات نمو ملحوظة».

وأضاف أن «القطاعين المصرفي والعقاري لم يتعافيا كلياً، ولايزالان يواجهان صعوبات، إلا أن التركيز على قطاعات بديلة دعم الحركة الاقتصادية في الدولة، ومنحها الكثير من الانتعاش»، مبيناً أن أسعار النفط المرتفعة لعبت دوراً مهماً وإيجابياً في الملامح الاقتصادية لدول الخليج.

وأكد سوسة أن «مشروعات البنية التحتية التي تبنتها الإمارات ساعدت بشكل كبير على زيادة حركة التعافي في الدولة، وسرّعت من نمو بعض القطاعات التي شهدت تراجعات كبيرة خلال سنوات الأزمة».

وتابع: «رفعنا توقعات النمو في دبي، بدعم من إعادة تقييم آفاق النمو في قطاعي البناء والعقارات»، مؤكداً أن «الانتعاش الاقتصادي والتقاط السوق العقارية أنفاسها، هو الخبر السار على المدى القريب»، لكنه حذر من ظهور مخاطر هبوط جديدة، مثل مخاطر ارتفاع المعروض، نظراً لوجود مشروعات أعلن عنها أخيراً.

الاعتماد على المصارف

في السياق ذاته، قال العضو المنتدب ورئيس تمويل المشروعات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك «إتش إس بي سي»، جوناثان روبينسن، إن «سوق الإمارات لاتزال تعتمد على المصارف كأحد أبرز مصادر التمويل، ما يقلل من فرص إنشاء سوق تتمتع بمزيد من مصادر التمويل، إذ تعتمد على المصارف بنسبة تتعدى ‬80٪، في وقت تعتمد فيه سوق الولايات المتحدة على المصارف بنحو ‬30٪».

وأضاف أن «البنية المالية المتطورة، والتشريعات التي تتمتع بها الإمارات، فضلاً عن المشروعات التطويرية العملاقة، تدفع الاقتصاد الإماراتي لإظهار مزيد من النمو، والثقة، ما يدعم مركز دبي المالي، لاعباً رئيساً في حركة الاقتصاد».

وذكر روبينسن أن «المركز بات محور المال والأعمال، لما يقوم به من دور رئيس وفعال في إتاحة العمل ضمن إطار تنظيمي محكم عالمي المستوى، يمكّن الشركات من مواصلة النمو على الرغم من التحديات التي يعانيها الاقتصاد العالمي». وأضاف أن «انتقال مركز الجاذبية له آثار مختلفة في الأعمال على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إذ شهدت الصين، مثلاً، بروز طبقة غنية وسطى جديدة، وتحولت العملة الصينية (الرينيمبي) إلى عملة عالمية، وهذه فرص جديدة تتعلق بمسار التوجهات الاستثمارية والتجارية في المنطقة».

«المشرق» يطرح قرض «ماجستيك»

«المشرق» يطرح قرض «ماجستيك»

القرض يقدّم مزايا تأمينية وائتمان للمستفيد منه.
القرض يقدّم مزايا تأمينية وائتمان للمستفيد منه.

أطلق بنك المشرق باقة قرض «ماجستيك»، مؤكداً أنه يمكن للمتعاملين من ذوي الدخل ‬5000 درهم، حداً أدنى، والتقدم بطلب القرض والحصول عليه في حساباتهم خلال ‬24 ساعة. وأضاف البنك في بيان له أمس، أن المتعاملين الذين يتقدمون بطلب القرض الشخصي، وتتم الموافقة عليه، سيحصلون على جهاز «ميني آي باد»، الذي يتيح لهم متابعة معاملاتهم المصرفية من أي مكان وفي أي وقت، والتمتع بمجموعة من حلول الدفع المصرفية.

وقال رئيس قسم الخدمات المصرفية الشخصية في «المشرق»، توران آصف، إن «البنك يحرص على الاستمرار في تقديم حلول مصرفية مبتكرة للمتعاملين معه»، لافتاً إلى أن «هذه الفترة من العام موسم أعياد وعطلات، ولذلك، فإننا نتوقع أن مجموعة من المتعاملين يتطلعون لقضاء عطلاتهم، إضافة إلى خطط السفر».

وبحسب «المشرق»، فإن هذا العرض صالح حتى نهاية العام الجاري، ويقدم أسعار فائدة تنافسية، وبطاقة ائتمانية مجانية للسنة الأولى من مجموعة بطاقات المشرق الائتمانية. ويقدم قرض «ماجستيك» للمتعاملين، تأمين «فقدان الوظيفة» في حال الظروف غير المتوقعة، إذ يضمن هذا التأمين تغطية أقساط القرض الشخصي حتى يحصل المتعامل على وظيفة أخرى، أو لغاية ستة أشهر.

كما سيحصل المتعاملون الذين يتقدمون بطلب الحصول على قرض «ماجستيك»، على الإعفاء من الحد الأدنى للرصيد في حساب إعادة الدفع، والإعفاء من الرسوم للسنة الأولى لتسهيلات «السحب على المكشوف» المتجدد.

خصومات على الأسمنت لمستحقي المساعدات السكنية

خصومات على الأسمنت لمستحقي المساعدات السكنية

 

خصومات على الأسمنت لمستحقي المساعدات السكنية
خصومات على الأسمنت لمستحقي المساعدات السكنية

 

وقعت دائرة الإسكان في الشارقة اتفاقية شراكة مع شركة الشارقة للأسمنت، لدعم المستفيدين من المساعدات السكنية بالحصول على المنتجات الأسمنتية بسعر مدعوم أقل من السوق، ما سيخفض من كلفة البناء.

جاء ذلك، خلال توقيع اتفاقية الشراكة بين دائرة الإسكان وشركة الشارقة للأسمنت، بحضور رئيس دائرة الإسكان، المهندس خليفة مصبح الطنيجي، ونائب رئيس مجلس ادارة شركة الشارقة للأسمنت، محمد عبدالله الخيال.

واتفق الطرفان على أن تبدأ عملية توريد الأسمنت المدعوم لعدد من المشروعات الجديدة كمرحلة مبدئية لقياس مدى استفادة مختلف الأطراف من الدعم، وتم تأكيد ضرورة مراجعة الآلية بعد مدة زمنية من بدء المشروع لبحث كيفية تطويرها، وكذلك مراجعة نظام التسعير مرة كل ثلاثة اشهر حتى لا تنخفض تحت سعر كلفة الانتاج.

منتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائب

مرافقون في كأس آسيا تحت ‬19 سنة يقارنون بين فريق الإمارات ومنــــتخبات آسيا

منتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائب

 

منتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائب
منتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائبمنتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائبمنتخب الشباب مدلّـل ولديـــــه عمال لحمل الحقائب

عدّ مرافقون للمنتخبات المشاركة في كأس آسيا تحت ‬19 سنة لكرة القدم التي اقيمت في إمارتي رأس الخيمة والفجيرة أخيراً، أن تمتع منتخب الامارات بوجود عمال مهمات يحملون حقائب اللاعبين والكرات ومعدات التدريب، هو نوع من الدلال لا يترك اي انطباعات إيجابية لدى عناصر المنتخب الذي خسر وخرج من الدور الاول، مثله كمثل المنتخبات الخليجية التي لاقت المصير نفسه وتمتعت بالميزة ذاتها، وهي السعودية والكويت وقطر.

وكشف المرافقون الذين خصصتهم اللجنة المنظمة لبطولة آسيا، لمتابعة البعثات المشاركة في البطولة، لـ«الإمارات اليوم» عن ملاحظات جديرة بالاهتمام للمنتخات التي رافقوها مثل اليابان وكوريا الشمالية والجنوبية واستراليا، وقارنوها بالمنتخب الاماراتي ليتضح أن هنالك فرقا كبيرا في طريقة التعامل الاداري مع اللاعبين، ما يعزز سلوك الانضباط والاعتماد على النفس بدفعهم إلى حمل امتعتهم وكراتهم، كما «يخلق نوعاً من تحمل المسؤولية، ويساعد على عدم الغرور والتكبر». وأكدوا أنه بالتواصل مع المسؤولين عن هذه المنتخبات وجدوا أن هذا السلوك نابع من حب واحترام اللاعبين لزملائهم وتحملهم المسؤولية، بينما لاعبو الامارات والخليج لديهم ما يسمى عمال مهمات ويعاملون بدلال ورفاهية. وشهدت البطولة تأهل المنتخبات الاربعة التي بلغت الدور نصف النهائي الى مونديال تركيا ‬2013، هي كوريا الجنوبية التي نالت اللقب، والعراق الوصيف ثم اوزبكستان واستراليا.

وأجمع كل المرافقين والمنظمين على دهشتهم من غياب عامل المهمات مع منتخبات شرق القارة جميعها، وهي كوريا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وأستراليا، مؤكدين أن اللاعبين يقومون بهذا الدور الذي لا غنى عنه في فرقنا الخليجية، مؤكدين أنهم شاهدوا اللاعبين «يتبادلون في ما بينهم جدول حمل معدات التدريب والمياه والكرات والملابس، فمن يحمل أثناء الذهاب يتغير أثناء العودة دون وجود أي عامل يقوم معهم ويساعدهم في هذه المهمة الحيوية والمهمة في فرقنا الخليجية». وقال مرافق المنتخب الكوري أحمد المطروشي «غالبا ما نجد من خمسة إلى سبعة عمال مهمات مع كل فريق لدينا، ويكون هناك ثلاثة عمال او عاملان أثناء السفر لحمل الحقائب والمعدات ومستلزمات اللاعبين، لكن مع منتخبات شرق القارة لا يوجد هذا الاختراع الذي يوجد من أجل رفاهية لاعبينا فقط».

إشادة اللجنة المنظمة

أكد المدير التنفيذي لنادي الإمارات والمنسق العام لمجموعة رأس الخيمة يحيى الشامسي، أن مشهد اعتماد لاعبي شرق آسيا على أنفسهم «نال إشادة اللجنة المنظمة بأكملها التي أكدت مدى الاحترام والتواضع عند هذه المنتخبات التي تؤكد على مدى الحب والاحترام في ما بينها، كما أن هذه المنتخبات تسلم الملعب بعد التدريب أنظف مما تسلموه دون ان يجدوا في ذلك عيبا أو خجلا».

وقال «إيماناً من نادي الإمارات بهذه الفكرة فقد تم تطبيقها بالفعل في فرق المراحل السنية حتى فريق ‬17 عاماً عن طريق منع عمال المهمام من التواجد في التدريب يومين في الاسبوع، يعتمد فيها اللاعبون على أنفسهم في نظافة المكان والتعامل مع معدات التدريب».

وأكد أن ذلك يعمل على خلق نوع من تحمل المسؤولية وعدم الغرور لدى اللاعبين في التعامل مع أشياء تعودوا دائما أن يقوم بها عمال مهمات في النادي».

 

عامل مهمات واحد

وأكد مدير منتخب الإمارات للشباب جمال بوهندي، أن المنتخب به عامل مهمات واحد فقط يساعد اللاعبين، مشيراً إلى أن عدم وجود عامل المهمات أمر إيجابي، لكن غير مؤثر في نتيجة المنتخبات، وقال «يوجد عامل مهمات في السعودية وقطر والكويت وخرجت هذه المنتخبات من البطولة، وهذا أمر غير مؤثر».

وأضاف «عدم وجود عامل المهمات ربما يؤتي ثماره إذا تم مع منتخبات الناشئين والأشبال، إذ يجعلهم يعتمدون على أنفسهم ويتحملون المسؤوليه، أما منتخبات الشباب والأولمبي والأول فمن الصعب تطبيقه، فمن غير المعقول أن أطلب من اللاعبين جمع الكرات وزجاجات المياه الفارغة بعد التدريب». وأشار إلى أنه يسمح للمنتخب خلال المعسكر بالخروج في المولات برفقة الجهازين الفني والإداري كل يومين أو ثلاثة لكسر حالة الملل، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج منظم من أجل تجهيز المنتخب نفسيا ومعنويا، لافتا الى أن «دور مدير المنتخب أو الإداري هو تأهيل اللاعبين نفسيا ومعنويا قبل التواجد داخل الملعب، وتأمين احتياجات اللاعبين وتجهيزها من كل الجوانب، ولا يتدخل إطلاقاً في الجانب الفني داخل الملعب».

احترام اليابان للوقت

وقال رئيس لجنة العلاقات العامة والاستقبال، علي أحمد الظهوري «من خلال وجودي مع منتخبي اليابان وكوريا الشمالية لاحظت عليهم الاهتمام بعامل الوقت بشكل يفوق الخيال، ولا يقتصر ذلك على اللاعبين فقط وإنما ايضا الجهازان الفني والإداري».

وأضاف الظهوري وهو أمين السر العام بنادي التعاون «ليس معنى ذلك تقديم الموعد، فعلى سبيل المثال إذا كان التحرك بالحافلة الساعة السابعة نجد المنتخبات موجودة في بهو الفندق الساعة ‬50:‬6، ولا يركبون الحافلة إلا في السابعة بالضبط، وعلى مدار أسبوعين هما عمر وجود هذه المنتخبات، لم نجد أي لاعب تأخر عن هذا الموعد».

وأشار إلى أن عامل الوقت مقدس لهذه المنتخبات حتى في أوقات تناول الطعام ونهايته والتواجد في الغرف، دون مراقب نهائياً، بل ان ذلك نابع من داخل هؤلاء اللاعبين وشعورهم بالمسؤولية.

الاهتمام بالنظافة

أكد مرافق المنتخب الياباني سعود الطنيجي أن المنتخب الياباني أبهره بتصرفاته، وسهل من مهمته كثيراً، كونها هي الأولى له في هذا المجال، لكنه شعر بالفخر بالتواجد مع هذا المنتخب، وقال «يتميز المنتخب الياباني بالعديد من الصفات الرائعة، يأتي في مقدمتها الاهتمام بالنظافة، فهم يسلمون المكان المتواجدين فيه أفضل مما كان، وهذا ينطبق عليهم داخل الملعب وخارجه وفي الفندق».

وأضاف «يحرص اللاعبون على جمع المهملات بعد التدريب الناتجة عن تناول العصائر والمياه والمستلزمات الطبية من أرضية الملعب، وجمعها في المكان المخصص لذلك، ولا يقتصر ذلك على لاعب واحد بل كل اللاعبين».

وقال «في أحد التدريبات وجد أحد اللاعبين مكان رش المياه بالملعب مفتوحاً وهو خارج حدود الملعب، فذهب وأغلقه بنفسه ثم عاد ليكمل التدريب في واقعة لم أشاهدها من قبل تحدث في ملاعبنا».

كما أشار الطنيجي إلى أنه عقب خروج المنتخب الياباني كان من الطبيعي أن ينتهي عمله بالبطولة، لكن تم استدعاؤه من قبل اللجنة المنظمة للتواجد مع أحد المنتخبات، ولم يتردد في قبول المهمة وذلك لشعوره بالمسؤولية والفخر لمرافقة مثل هذه المنتخبات».

التعامل مع الإعلام

أكد عضو اللجنة المنظمة خالد النقبي، أنه لاحظ على منتخبات شرق القارة التي أقيمت مبارياتها في ملعب الإمارات احترافية التعامل مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

وقال بحكم وجوده في المنطقة الإعلامية «تميز المنتخب الياباني على وجه الخصوص بوجود مكثف من رجال الإعلام سواء المرئية أو المسموعة في التدريبات أو المباريات، وعقب كل تدريب تجري وسائل الإعلام لقاءات مع اللاعبين والجهاز الفني، فنجد اللاعبين بعد التدريب يتوجهون للمنطقة المخصصة للإعلام ويتحـدثون مع الإعلاميين، ثم يعودون للفريق أو يتوجهون إلى الباص في موعـد محدد وثابت».

وأضاف «تعاني قنواتنا الرياضية في الحصول على حوار من لاعب أو مسؤول عقب المباريات، خصوصاً إذا كان الفريق مهزوماً، وهذا لم اجده مع هذه المنتخبات، وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل فرقنا، ولكن في العديد منها».

نقابيون أردنيون يتظاهرون ضدّ رفع الأسعار

نقابيون أردنيون يتظاهرون ضدّ رفع الأسعار

 

جانب من تظاهرة نظمها نقابيون في عمان.
جانب من تظاهرة نظمها نقابيون في عمان.

شارك نحو ‬500 شخص، أمس، في مسيرة نظمتها النقابات المهنية الأردنية احتجاجاً على رفع اسعار المحروقات، واقتربت من مبنى رئاسة الوزراء في عمان.

وانطلقت التظاهرة التي ضمت مئات النقابيين من امام مبنى النقابات المهنية في الشميساني (غرب عمان)، ظهر أمس، وصولاً الى قرب منطقة الدوار الرابع (مسافة ‬2 كم تقريباً) على بعد امتار قليلة من مبنى رئاسة الوزراء، حيث انتهت سلمياً.

وهتف المشاركون «اللي بيرفع بالأسعار بده البلد تولع نار»، و«ليش نسكت نسكت ليش ليش ما ظل لنا لقمة عيش»، اضافة الى «ذبحتونا عالحدين وغرقتوا الاردن بالدين». ورفعوا لافتات كتب عليها «لا لرفع الاسعار»، و«حذاري من جوعي وغضبي».

وانسحب من التظاهرة عدد كبير من المشاركين، بعد ان هتف البعض «الشعب يريد إسقاط النظام». ونفذت النقابات المهنية، أول من أمس، إضراباً جزئياً عن العمل احتجاجاً على قرار الحكومة رفع الدعم عن اسعار المشتقات النفطية. ومنذ نحو اسبوع اندلعت احتجاجات في الاردن بعد رفع اسعار مشتقات نفطية بنسب راوحت بين ‬10 و‬53٪، لمواجهة عجز موازنة عام ‬2012، الذي قارب ‬7.7 مليارات دولار. وأدت أعمال شغب رافقت الاحتجاجات على مدى الايام الماضية الى مقتل شخص وإصابة ‬71 آخرين بينهم رجال امن، فيما تم اعتقال ‬158 شخصاً، وتسجيل ‬100 حادث شغب وسرقة وتكسير ممتلكات عامة وخاصة.

إلى ذلك، قررت خمسة أحزاب قومية ويسارية في الأردن، أمس، العودة عن قرارها السابق بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في ‬23 يناير المقبل، بسبب ما وصفته «إصرار الحكومة على إجراءاتها الاقتصادية».

وقالت الأحزاب في بيان، إنه «نظراً للموقف الحكومي الرسمي المتصاعد في الإصرار على الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، وإدارة الظهر لكل المطالب الشعبية بالتراجع عن هذه الإجراءات، فإن الأحزاب الخمسة تقرر تعليق قرارها المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة».

وكانت أحزاب البعث العربي التقدمي، والبعث العربي الاشتراكي، وحزب الشعب الديمقراطي (حشد)، والحزب الشيوعي، والحركة القومية للديمقراطية المباشرة التي كانت مقربة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قررت في الـ‬10 من الشهر الجاري المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة.

إيطاليا تعترف بـ «الائتلاف السوري» ممثلاً شرعياً

المعارضة تتخذ من القاهرة مقراً.. والقوات النظامية تقصف الفوج ‬46 عقب سقوطه بأيدي «الحرّ»

إيطاليا تعترف بـ «الائتلاف السوري» ممثلاً شرعياً

أب يحمل ابنه عقب إجرائه جراحة بعد إصابته بطلق ناري في كتفه خلال اشتباكات بمعرة النعمان.
أب يحمل ابنه عقب إجرائه جراحة بعد إصابته بطلق ناري في كتفه خلال اشتباكات بمعرة النعمان.
 

اعترفت إيطاليا، أمس، بـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري. فيما أعلن رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، اختيار مصر مقراً رئيساً للائتلاف. في حين قصفت القوات النظامية بالطائرات الحربية مقر الفوج ‬46 في ريف حلب، إثر سيطرة الجيش السوري الحر عليه، أول من أمس.

وقال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، خلال مؤتمر صحافي في قطر، أمس ، مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إن بلاده تعترف بالائتلاف المعارض للنظام في دمشق، «ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وأضاف «لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف اطياف المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وفرنسا هي أول دولة غربية تعترف بهذا الائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري»، وتشير علناً الى احتمال تسليمه اسلحة. ورداً على سؤال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة باللغة الانجليزية حول احتمال قيام اوروبا بإرسال اسلحة الى المعارضة السورية، اجاب مونتي «هذا ليس انعكاساً مباشراً لعملية الاعتراف». وأضاف من دون توضيحات «يجب اخذ عوامل اخرى في الاعتبار».

إلى ذلك، قال أحمد معاذ الخطيب، إن الائتلاف المعارض قرر ان تكون مصر المقر الرئيس له.

ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية عن الخطيب قوله عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد عمرو في القاهرة، إنه طلب من عمرو تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية الموجودة في القاهرة، الى جانب «تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر، حيث نعتبرها الأم والجهة الأقرب لنا». وقال «إن مصر اعترفت بالائتلاف في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ أيام»، في رده على سؤال حول ما إذا كانت مصر قد اعترفت بالائتلاف أم لا.

وعما إذا كانت هناك اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، أكد الخطيب «أنه ليس هناك أي اعتراض على شيء طالما يصب في مصلحة الشعب السوري». وأضاف الخطيب أن «مصر تفتح يدها للشعب السوري».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان مقتضب، إن وزير الخارجية أعرب عن «استعداد مصر لتقديم جميع أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة».

واعترفت جامعة الدول العربية بالائتلاف الوطني السوري بصفته «الممثل الشرعي للمعارضة السورية، والمحاور الاساسي للجامعة العربية». فيما اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي به بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري».

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن «الفوج ‬46 في ريف حلب الغربي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية من القوات النظامية، اثر سيطرة مقاتلين من كتائب عدة على اجزاء كبيرة منه».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، أن الفوج «بنسبة ‬90٪ منه تحت سيطرة المقاتلين»، مشيراً إلى ان الفوج عبارة عن قاعدة مساحتها ‬12 كيلومتراً مربعاً تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، لاسيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون أخيراً. وقال مصدر عسكري سوري في حلب، إن «القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء أمس (الأحد)»، مشيرا الى ان «الهجوم كان كبيرا»، وان المقاتلين المعارضين استخدموا «أكثر من خمس دبابات وقذائف هاون وقذائف اخرى صاروخية، ما اضطر الجيش الى الانسحاب تدريجياً».

وأوضح المصدر ان الجيش بدأ يقاتل من المنازل القريبة من الفوج. و«عندما أدرك حجم الهجوم، انقسمت القوات الى وحدات صغيرة، وانسحبت الى قواعد اخرى قريبة».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور، بحسب المرصد «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة على الاطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان، يرافقها سقوط قذائف على المنطقة في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة»، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر الماضي.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، وقعت مواجهات مسلحة، أمس، بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المعارضون أخيراً. وقال المرصد في بيان، ان تسعة مقاتلين اصيبوا بجروح في الاشتباكات، بينهم اربعة من «وحدات حماية الشعب الكردي»، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وان الاشتباكات اندلعت اثر «هجوم على حاجز لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي». وأوضح مدير المرصد، ان تظاهرة سبقت الاشتباكات، وطالبت بخروج المقاتلين غير المتحدرين من رأس العين من المدينة.

وقال ناشط كردي يقدم نفسه باسم هفيدار في بريد إلكتروني، ان هناك «احتقانا منذ أيام بين الطرفين في المدينة»، وان «أحد عناصر الجيش الحر أحرق علماً تابعاً لحزب الاتحاد الديمقراطي، ما أدى إلى ردة فعل من الجهة الأخرى، التي قامت بحرق علم للجيش الحر». وأفاد المرصد في بيان لاحق بأن «قناصاً من مسلحي الكتائب المقاتلة اطلق النار على رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في رأس العين عابد خليل»، ما ادى الى مقتله.

وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك، العميد عبدالله الدرعاوي، وأربعة من عناصر الشرطة، عندما اطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك، الذي يضم مقار الادارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد.

في هذا الوقت، يستمر التوتر في دمشق وريفها منذ اكثر من اسبوع، وسجل صباح أمس، بحسب المرصد السوري، قصف على منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق والبلدات المحيطة بها، مصدره القوات النظامية. كما تعرض حي الحجر الاسود في جنوب مدينة دمشق للقصف. كما سقطت أربع قذائف هاون، أمس، في منطقة المزة في دمشق اقتصرت أضرارها على الماديات.

عائلة الدلو.. جمعتـهم مائدة الغداء وفرّقتهم صواريخ الأعداء

‬10 من الأسرة بينهم أطفال ونساء قتلتهم الطائرات الإسرائيلية

عائلة الدلو.. جمعتـهم مائدة الغداء وفرّقتهم صواريخ الأعداء

 

جثامين عائلة الدلو في مستشفى الشفاء بغزة.
جثامين عائلة الدلو في مستشفى الشفاء بغزة.

 

حين انخفضت الصواريخ الإسرائيلية إلى أدنى مستوى لها يوم الأحد الماضي ‬18 نوفمبر ‬2012، حصدت معها أرواح عائلة كاملة وهي مجتمعة على طاولة الطعام لتناول الغداء، فخلال حربها المفتوحة وغير المتكافئة على سكان قطاع غزة، مارست إسرائيل أسلوب الموت بـ«الجملة»، وأبادت عائلة الدلو المكونة من ‬10 أفراد، جميعهم من النساء والأطفال، لتلحق الطفلة سارة وأشقاؤها إبراهيم ويوسف وجمال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الثالثة بوالدتهم سماح، إلى جانب جدتهم وزوجة وأبناء عمهم، فيما اصطفت إلى جانبهم جثامين سيدتين ورجلين من عائلة المزنر التي يلاصق منزلهم بيت عائلة الدلو التي استهدفته الطائرات الإسرائيلية بصاروخين.

داخل ثلاجة الأموات في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كانت تفوح رائحة الموت، الأطفال الأشقاء الأربعة اجتمعوا للمرة الأولى على سرير واحد، مضرجين بدمائهم، وقد قتلت أحلامهم وانتهكت براءتهم، لتدحض إسرائيل بصواريخها الأكذوبة التي مارستها مراراً بأن حربها ضد ما تسميهم الإرهابيين وليس المدنيين.

ناصر صلوحة (‬16 عاماً) هو الناجي الوحيد من المجزرة التي طالت عائلة الدلو، وهو شقيق الشهيدة سماح وخال الأطفال الأربعة، كان قد لجأ إلى منزل شقيقته ليحتمي به من حمم صواريخ الاحتلال، لكنه لم يعلم أنه سيكون الشاهد الوحيد على أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق الأطفال والنساء في غزة.

يقول ناصر لـ«الإمارات اليوم» واصفاً ما حدث، وهو يرقد داخل مستشفى الشفاء بغزة لتقي العلاج، إثر الإصابة التي تعرض لها «كنت جالساً أنا وشقيقتي وأبناؤها في منزلها لتناول طعام الغداء، وفي الطابق الثاني توجد عائلة شقيق زوجها ووالدته، وفجأة سقط صاروخ على المنزل، ولم أجد نفسي إلا داخل حفرة وقد غطاني الركام والرمال».

ويضيف «حاولت أنفض كل هذا عن جسدي، وبعد محاولات عدة للخروج من الحفرة تمكنت من ذلك، لكن لم استطع التحرك، حتى نقلتني طواقم الإسعاف والطوارئ، ولحظتها لم يكن يعلم أحد أن هناك أطفالاً ونساءً تحت الركام، فأخبرتهم بذلك، ومن بعدها نقلت إلى المستشفى، وبعدها لم أر شقيقتي وأبناءها، لتكون آخر مرة شاهدتهم فيها ونحن نتناول طعام الغداء».

أما المواطن أحمد الغرباوي، وهو أحد شهود العيان على جريمة الإبادة الجماعية، فيصف المشاق التي واجهت طواقم الإسعاف والدفاع المدني وهم ينتشلون جثث الـ‬10 شهداء من عائلة الدلو، إذ تمكنوا بعد ثلاث ساعات متواصلة من انتشالهم من تحت الأنقاض التي هبطت تحت الأرض، وكانت جميع الجثث متهتكة ومقطعة.

حاولنا الحديث مع أحد أفراد عائلة الدلو، لكن الفجيعة التي ألمت بهم، والتي سترافقهم سنوات عديدة، منعتهم من الحديث، أو حتى الوجود في مستشفى الشفاء حتى لا يشاهدوا جثث الشهداء وهي مقطعة ومتهتكة.

من جهة أخرى، يقول وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة مفيد المخللاتي، لـ«الإمارات اليوم»، وهو يتفقد الضحايا من عائلة الدلو، إن «إسرائيل تقتل النساء والأطفال والعالم يقف متفرجاً أمام هذه الجرائم، فهذه الجريمة تكشف أكذوبة إسرائيل بأنها تقاتل ما تسميهم الإرهابيين، لكنها في الحقيقة تقتل وتبيد الأطفال والنساء، وتمارس إبادة جماعية بحقهم، فما لهؤلاء الأطفال الذين تُقتل أحلامهم وإنسانيتهم ذنب إلا أنهم فلسطينون وأبناء شعب ينادي بحقه المسلوب».

ويضيف أن «هذه الجريمة تثبت أننا نرضخ تحت احتلال لا مثيل له، والإنسانية بريئة منه ومن أفعاله، فدماء الأطفال والنساء ستكون لعنة على اليهود الذين سيتخدمون التكنولوجيا لحرق وقتل شعب أعزل».