إيطاليا تعترف بـ «الائتلاف السوري» ممثلاً شرعياً

المعارضة تتخذ من القاهرة مقراً.. والقوات النظامية تقصف الفوج ‬46 عقب سقوطه بأيدي «الحرّ»

إيطاليا تعترف بـ «الائتلاف السوري» ممثلاً شرعياً

أب يحمل ابنه عقب إجرائه جراحة بعد إصابته بطلق ناري في كتفه خلال اشتباكات بمعرة النعمان.
أب يحمل ابنه عقب إجرائه جراحة بعد إصابته بطلق ناري في كتفه خلال اشتباكات بمعرة النعمان.
 

اعترفت إيطاليا، أمس، بـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري. فيما أعلن رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، اختيار مصر مقراً رئيساً للائتلاف. في حين قصفت القوات النظامية بالطائرات الحربية مقر الفوج ‬46 في ريف حلب، إثر سيطرة الجيش السوري الحر عليه، أول من أمس.

وقال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، خلال مؤتمر صحافي في قطر، أمس ، مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إن بلاده تعترف بالائتلاف المعارض للنظام في دمشق، «ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وأضاف «لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف اطياف المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وفرنسا هي أول دولة غربية تعترف بهذا الائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري»، وتشير علناً الى احتمال تسليمه اسلحة. ورداً على سؤال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة باللغة الانجليزية حول احتمال قيام اوروبا بإرسال اسلحة الى المعارضة السورية، اجاب مونتي «هذا ليس انعكاساً مباشراً لعملية الاعتراف». وأضاف من دون توضيحات «يجب اخذ عوامل اخرى في الاعتبار».

إلى ذلك، قال أحمد معاذ الخطيب، إن الائتلاف المعارض قرر ان تكون مصر المقر الرئيس له.

ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية عن الخطيب قوله عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد عمرو في القاهرة، إنه طلب من عمرو تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية الموجودة في القاهرة، الى جانب «تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر، حيث نعتبرها الأم والجهة الأقرب لنا». وقال «إن مصر اعترفت بالائتلاف في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ أيام»، في رده على سؤال حول ما إذا كانت مصر قد اعترفت بالائتلاف أم لا.

وعما إذا كانت هناك اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، أكد الخطيب «أنه ليس هناك أي اعتراض على شيء طالما يصب في مصلحة الشعب السوري». وأضاف الخطيب أن «مصر تفتح يدها للشعب السوري».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان مقتضب، إن وزير الخارجية أعرب عن «استعداد مصر لتقديم جميع أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة».

واعترفت جامعة الدول العربية بالائتلاف الوطني السوري بصفته «الممثل الشرعي للمعارضة السورية، والمحاور الاساسي للجامعة العربية». فيما اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي به بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري».

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن «الفوج ‬46 في ريف حلب الغربي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية من القوات النظامية، اثر سيطرة مقاتلين من كتائب عدة على اجزاء كبيرة منه».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، أن الفوج «بنسبة ‬90٪ منه تحت سيطرة المقاتلين»، مشيراً إلى ان الفوج عبارة عن قاعدة مساحتها ‬12 كيلومتراً مربعاً تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، لاسيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون أخيراً. وقال مصدر عسكري سوري في حلب، إن «القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء أمس (الأحد)»، مشيرا الى ان «الهجوم كان كبيرا»، وان المقاتلين المعارضين استخدموا «أكثر من خمس دبابات وقذائف هاون وقذائف اخرى صاروخية، ما اضطر الجيش الى الانسحاب تدريجياً».

وأوضح المصدر ان الجيش بدأ يقاتل من المنازل القريبة من الفوج. و«عندما أدرك حجم الهجوم، انقسمت القوات الى وحدات صغيرة، وانسحبت الى قواعد اخرى قريبة».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور، بحسب المرصد «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة على الاطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان، يرافقها سقوط قذائف على المنطقة في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة»، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر الماضي.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، وقعت مواجهات مسلحة، أمس، بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المعارضون أخيراً. وقال المرصد في بيان، ان تسعة مقاتلين اصيبوا بجروح في الاشتباكات، بينهم اربعة من «وحدات حماية الشعب الكردي»، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وان الاشتباكات اندلعت اثر «هجوم على حاجز لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي». وأوضح مدير المرصد، ان تظاهرة سبقت الاشتباكات، وطالبت بخروج المقاتلين غير المتحدرين من رأس العين من المدينة.

وقال ناشط كردي يقدم نفسه باسم هفيدار في بريد إلكتروني، ان هناك «احتقانا منذ أيام بين الطرفين في المدينة»، وان «أحد عناصر الجيش الحر أحرق علماً تابعاً لحزب الاتحاد الديمقراطي، ما أدى إلى ردة فعل من الجهة الأخرى، التي قامت بحرق علم للجيش الحر». وأفاد المرصد في بيان لاحق بأن «قناصاً من مسلحي الكتائب المقاتلة اطلق النار على رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في رأس العين عابد خليل»، ما ادى الى مقتله.

وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك، العميد عبدالله الدرعاوي، وأربعة من عناصر الشرطة، عندما اطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك، الذي يضم مقار الادارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد.

في هذا الوقت، يستمر التوتر في دمشق وريفها منذ اكثر من اسبوع، وسجل صباح أمس، بحسب المرصد السوري، قصف على منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق والبلدات المحيطة بها، مصدره القوات النظامية. كما تعرض حي الحجر الاسود في جنوب مدينة دمشق للقصف. كما سقطت أربع قذائف هاون، أمس، في منطقة المزة في دمشق اقتصرت أضرارها على الماديات.