90 مغرداً في “تويتر” يديرون الشائعات في بورصة الكويت

من المعروف أن أسواق المال العالمية تتأثر سريعاً بـ”الإشاعة”، وأحياناً هذه المفردة تهوي بشركات كبرى وتكبّدها خسائر فادحة، بيد أن تلك الإشاعة كانت في ما مضى تتداول عن طريق الصحف، لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعية بشكل خاص، كثر المحللون، وبدأ المستثمرون الصغار متابعة هؤلاء المحللين وأصحاب الشركات، خصوصاً في موقع تويتر، حيث إن أي تغريدة قد تصبح واقعاً وإن كان وهماً.

في سوق الأسهم بالكويت كأي سوق أخرى تتأثر بتلك التغريدات التي تخرج، تارة من المضاربين وأخرى من الذين يستأثرون بالشائعات والأكاذيب تارة أخرى.

صحيفة “القبس” الكويتية، سلطت الضوء على هذه الظاهرة، في ظل عدم كبح جماحها، وذكرت أن اللافت في اليومين الماضيين كيف أن شركات مدرجة ردّت على إشاعات متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي حول الإفادة من الغرامة التي دفعتها الكويت لشركة داو كيميكال.

وظهرت إفصاحات على موقع البورصة لشركة إيكاروس وشركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية تدحض تلك الاشاعات وتنفي مضمونها.

وأكدت في تقريرها أنه ربما تكون تلك الشركات تبرعت بالرد من دون طلب من هيئة الأسواق أو البورصة، والسبب هو خطورة الاتهامات التي تحتاج إلى رد.

وإذا ما كانت الجهات الرقابية طلبت الإفصاحات فحريّ بها أن تتوسّع في ذلك، لأن كمّاً هائلاً من المعلومات والإشاعات يُتداول يومياً على شبكات التواصل لاسيما “تويتر”، وفيها ما يتطلب إفصاحات حكماً.

تأثير نفسي

وفي السياق ذاته، أكد مدير عام شركة الاتحاد للوساطة المالية والخبير المالي فهد الشريعان في تصريح خاص لـ”العربية.نت” أن بعض التغريدات لها تأثير نفسي على بعض المتداولين الصغار، مشيراً إلى أن بعض المجاميع يستثمر مغرّدين بشدّ الانتباه ولكن ليس لاتخاذ القرار، بيد أن المغرد لابد أن يكون له تاريخ طويل في السوق حتى يمكن أخذ رأيه إذا ما افترضنا حُسن النية، كذلك يجب أن يكون رأيه آنياً في التداول اليومي وليس للغد والتكهنات.

ورأى الشريعان أن قضية تأكيد عمل مغرّدين يتابعونهم الآلاف يعملون لدى شركات في البورصة صعب جداً، خصوصاً إذا ما احترم المغرد تاريخه أو متابعيه.

وأوضح أن مَنْ يتلاعب بصغار المستثمرين عبر تلك المواقع يعتبر مخترقاً للقوانين وعليه يجب أن تكون هنالك قرارات تحمي هؤلاء المتداولين الصغار لأنهم الشريحة الأكبر في السوق.

وبيّن الشريعان أن المغردين في هذا الاتجاه حالهم حال أي شخص لديه متابعون كُثر، وله تأثيره، فالفنان يؤثر بمحبيه، وكذا الحال مع المحلل المالي مثلاً.

وقال الشريعان إنه من الصعب جداً أن تكون هيئة السوق حارساً على كل مغرّد، لكن إذا ما ثبت لها أن هذا المغرّد أو ذاك يقوم ببث الإشاعات ويوهم صغار المستثمرين تجاه أسهم معينة، فلابد من تطبيق القوانين وملاحقته قضائياً.

لكن التقرير أشار إلى أن مراقبين رأوا أن الهيئة لم تصل بعد إلى القدر المطلوب من المتابعة الحثيثة، وهي مازالت في أول الطريق على هذا الصعيد مقارنة بالسوق السعودية على سبيل المثال لا الحصر.

إيقاف سعودي مغرّد

ورصد التقرير على “تويتر” أحد المغردين السعوديين وهو يعتذر من متابعيه قائلاً: “نعتذر لعدم التواصل معكم فقد تم إيقافي من هيئة أسواق المال”، علماً بأن الاسم المستعار للمغرّد هو “أقوى التوصيات”، أي أنه كان نشطاً في بثّ توصيات أو أخبار وتحاليل عن أسهم في السعودية، لكن الهيئة أوقفته عند حده وفقاً للأصول.

وبحسب متابعة التقرير فقد رصد ما لا يقل عن 90 مغرداً في الكويت وهم يغامرون بإصدار توصيات وبث إشاعات وأقاويل تحث المتداولين على شراء هذا السهم أو ذاك، وهؤلاء ينشطون يومياً في الليل والنهار، إذ يكفي متابعة واحد أو اثنين منهم لكشف كل “الشبكة” التي لابد من إيقافها عند حدّها لأنها باتت “بوصلة” بالنسبة لصغار المتداولين الباحثين عن الثراء السريع كيفما اتفق.

ورأى التقرير أن “تويتر” مؤثر جداً على صغار المستثمرين، خصوصاً أن من يطلق الإشاعة قد يكون لديه عشرات الآلاف من المتابعين. وبات لهؤلاء تأثير لا يمكن تجاهله.

وطالب التقرير من هيئة السوق في الكويت رصد ألاعيب مغرّدين يعيثون فساداً بتوصياتهم التي تغرر بالبعض وتوقعهم في شرك التداول غير المبني على أسس فنية واستثمارية سليمة.

 

المصدر: العربية