6 أسباب وراء فوز رومني على أوباما فـــــــــي المناظرة

6 أسباب وراء فوز رومني على أوباما فـــــــــي المناظرة

67٪ قالوا في استطلاع إن رومني تفوّق على أوباما.
67٪ قالوا في استطلاع إن رومني تفوّق على أوباما.

استناداً لاستطلاعات الرأي التي شملت عينات ممن شاهدوا أول مناظرة بين باراك اوباما، الرئيس الاميركي المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، ومنافسه المرشح الجمهوري مت رومني، فإن الاخير خرج على ما يبدو منها فائزاً على اوباما. وقالت شبكة التلفزيون الاميركية (سي إن إن) في استطلاع لها إن 67٪ من المشاهدين يعتقدون أن رومني هو الفائز في المناظرة، مقابل 25٪ قالوا إن اوباما كان الافضل والفائز. كما أشارت محطة تلفزيون «سي بي اس» إلى أن 46٪ من الناخبين المترددين الذين لم يحسموا امرهم بعد قالوا إن رومني كان الفائز والافضل في المناظرة،مقابل 22٪ قالوا إن الرئيس اوباما كان الافضل والفائز.

وطبقاً لصحيفة واشنطن بوست فإن أداء رومني كان الأفضل والأقوى في المناظرة لستة اسباب:

السيطرة الشكلية

أتاح المذيع الذي أدار المناظرة للمرشحين الفرصة لمحاورة ومناقشة بعضهما بعضاً، والتحدث معاً مباشرة حول الموضوعات المهمة والرئيسة، والتعبير عنها بمفرداتهما وعباراتهما، وتبادل الردود بشكل مطلق وبنهايات مفتوحة، وهذا ما جعل الافضلية لرومني الذي قام بأداء أكثر فاعلية، وحسماً من اوباما الذي كان مركزاً على الهجوم الذي كانت فاعليته أقل في توقيت كثر فيه طابع النقاش على أساس خطوة الى الخلف وخطوة إلى الأمام.

أوباما لم يأخذ وضعاً مناسباً على المسرح

كان من الواضح أن أوباما لم يتخذ وضعه المناسب على خشبة المسرح أو أنه لم يحصل على الوضعية التي تتيح له الحصول على أفضل وقت ممكن. وكان اوباما خافضاً رأسه، بينما كان رومني يتحدث، وكان في ردوده يكتفي بالتوقف أو الإشارة والإيماءة «وكأنه يعني الموافقة والقبول»، وكان يبتسم بتكلف أثناء حديث رومني، بل إنه بدا كأنه يعترف ببعض النقاط التي أثارها منافسه بشأن خفض العجز في الميزانية الاميركية، ولم يقدم الصورة «كاملة» للرئيس الاميركي، ولم تكن كل هذه لحظات قوة لاوباما، بل كانت تشبه تنهدات آل غور المرشح الديمقراطي أمام منافسه الجمهوري جورج دبليو بوش في مناظرتهما عام .2000 وباختصار فإن اوباما لم يكن مرتاحاً في مجمل المناظرة، وهذا ما حصل.

سياسة الاستباق والوقائية

أدرك رومني من البداية أنه ذاهب إلى مناظرة سيتعرض فيها للهجوم، لموقفه من زيادة الضرائب على الطبقة المتوسطة، وذلك طبقاً لدراسة يتم الاستشهاد بها كثيراً، وانه يفضل طبقة الاغنياء ويميل نحوها، لذا فقد استبق الامور وسارع الى التأكيد أنه لن يزيد الضرائب على أبناء الطبقة المتوسطة، بل كرر أكثر من مرة أن اوباما هو نفسه الذي سيزيد الضرائب على الطبقة المذكورة، كما اكد الامر ذاته بالنسبة للفقراء «على نقيض ما كان معروفاً عنه بعدم اهتمامه بالفقراء»، أي أن رومني حقق تقدماً في نقاط وموضوعات كان هناك اعتقاد واسع انها نقاط قوة لأوباما، وتزيد من نسبة شعبيته في استطلاعات الرأي.

أوباما لم يتحدث في النقاط الكبيرة والمهمة التي يريدها

لو قيل لنا قبل المناظرة إن اوباما سيثير موضوع إنقاذ شركات السيارات وتصفية اسامة بن لادن زعيم القاعدة، وإنه لن يشير الى خطأ رومني الذي تحدث فيه عن أن 47٪ من الاميركيين يعيشون عالة وعبئاً على الدولة، فهذا يعني أننا نحن المشاهدين مجانين واغبياء، لكن هذا هو ما حدث، فقد ظهر اوباما كأنه غير ميال الى الاشتباك مع رومني، ولم يسجل أي تفوق ملموس أو تميز واضح على رومني، ولم يوجه إليه أي ضربة قوية.

التوقعات كانت متواضعة

كان هناك سبب يدفع حملتي اوباما ورومني إلى خفض سقف توقعاتهما من المناظرة، وهذا أمر له أهميته، فاستطلاعات الرأي أظهرت أن نسبة كبيرة من الأميركيين توقعت خروج أوباما قوياً ومنتصراً منها، وان ما سيحققه رومني سيكون متواضعاً، لكن هذا لم يكن يعني انه لن يخوض نقاشاً جاداً وإيجابياً، وهذا ما حدث، وكان متوقعاً أيضاً أن المرشحين سيمران بانعطاف وانحناء، وما حدث هو ان رومني كسب في هذا الانعطاف.

رومني تجنب التعثر

تلونت حملة رومني ببعض الأخطاء في القول والتصرف بين حين وآخر، ما سبب له حرجاً، لكن حديثه في المناظرة كان طليقاً ومباشراً وخالياً من اية أخطاء، ما سمح له بالتركيز على إثارة اأمور أخرى مهمة كان هو بحاجة لاثارتها.


مواقف أوباما ورومني حول قضايا المجتمع

في ما يلي عرض موجز لمواقف المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية الاميركية، باراك أوباما وميت رومني، حول القضايا الاجتماعية:

الإجهاض ومنع الحمل

ميت رومني: يرغب في إلغاء القرار التاريخي الصادر عن المحكمة العليا، والمعروف بـ«رو ضد واد»(1973)، الذي شرّع ونظم الاجهاض في كل الولايات الاميركية. وهو يؤيد منع الاجهاض إلا في حالات الاغتصاب وسفاح القربى أو في حال تعرض صحة أو حياة الام للخطر.

وسيوقف رومني إعانة مراكز التخطيط العائلي. وانتقد ايضا اصلاح النظام الصحي الذي قام به أوباما، لانه يرغم أرباب العمل، وبينهم المؤسسات الدينية، على تغطية تكاليف منع الحمل.

أوباما: يدافع عن حق الاجهاض، ويعتقد أن خيارات المرأة الصحية هي قرار شخصي تتخذه مع طبيبها من دون تدخل رجال السياسة.

الشواذ

رومني: يرفض الزواج بين مثليي الجنس والزواج المدني، ويؤيد اجراء تعديل دستوري يعرّف الزواج كاتحاد بين رجل وامرأة. وعارض إبطال القانون الذي يمنع الاشخاص الذين يجهرون بأنهم من مثليي الجنس من دخول الجيش، لكنه أعلن انه لن يعود الى هذا الموضوع.

اوباما: كان اول رئيس اميركي يعلن تأييده لحق مثليي الجنس بالزواج، لكن بصفة شخصية. وأكد أن هذا القرار بالسماح أو عدمه يعود الى الولايات.

القنب الهندي

رومني: يعارض التشريع الفيدرالي للقنب الهندي، لاسباب طبية كما هي الحالة في ولايات عدة مثل كاليفورنيا.

أوباما: أعطى الامر للوكالات الفيدرالية بعدم التدخل ضد مراكز القنب الهندي «الطبي»، لكن مديريها شكوا منذ ذلك الحين من تزايد القمع، كما انه يعارض ايضا عدم تجريمها.

الأسلحة النارية

رومني: له تفسير صارم للتعديل الثاني للدستور الذي يحمي حق الاميركيين في امتلاك سلاح. ويعارض أي تشريع فيدرالي جديد يفرض قيوداً على شراء الاسلحة النارية. وقد تلقى دعم اللوبي النافذ لصانعي الاسلحة النارية.

أوباما: يؤكد احترامه للتعديل الثاني، لكنه يرغب في تعزيز عمليات التحقق في سوابق شراة الاسلحة.

الخلايا الجذعية

رومني: يؤيد الابحاث حول الخلايا الجذعية البالغة، لكنه يعارض استنساخ الأجنّة.

أوباما: أطلق منذ الاشهر الاولى من حكمه الابحاث حول الخلايا الجذعية الجنينية.

الديانة

رومني: هو مورموني يصلي كل مساء قبل النوم، وغالباً ما يذكر الله في خطاباته، مؤكداً أن «حقوقنا لم تعطنا إياها الدولة، بل الخالق».

أوباما: يؤيد فصل الدين عن الدولة، ويؤكد «تمسكه الشديد» بحرية الديانة، بصفته مواطناً ومسيحياً، كما يؤكد لجوءه الى نصائح رجال الدين لارشاده في مهمته.

عقوبة الإعدام

رومني: هذه المسألة نادراً ما تم التطرق إليها خلال الحملة، ولم يقترح اي مرشح إلغاءها. وقال «اعتبر عقوبة الاعدام تنحو الى منع بعض الجرائم الاكثر فظاعة».

اوباما: كان في الماضي يعارض عقوبة الاعدام، لكنه يؤيدها ايضاً للجرائم «الاكثر فظاعة»، معتبراً أنه يتوجب أن تبقى حالة نادرة.