‬14.7 مليار درهم عائدات «دبي للتسوّق ‬2012»

«دبي للفعاليات»: المهرجان شهد زيادة ‬9٪ في عدد الزوار

‬14.7 مليار درهم عائدات «دبي للتسوّق ‬2012»

 

السياحة تشكل ركيزة أساسية للنمو.
السياحة تشكل ركيزة أساسية للنمو.

كشفت مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، أمس، عن نتائج دراسة شاملة لأبحاث السوق تناولت «مهرجان دبي للتسوق» والتأثيرات الاقتصادية المحتملة لدورته المقبلة، التي ستنطلق في الثالث من يناير ‬2013.

السياحة والضيافة

بلغ إجمالي عدد الزوار الدوليين والإقليميين الذين استقطبتهم دبي، خلال فترة «مهرجان دبي للتسوق‬2012»، ‬895 ألف زائر، ‬28٪ منهم جاءوا من أوروبا، و‬23٪ من دول خليجية، و‬16٪ من جنوب آسيا.

وسجل المهرجان نمواً في زيارات جنسيات خليجية بنسبة ‬30٪، وشمال إفريقيا وجنسيات عربية أخرى بنسبة ‬80٪، مقارنة بالأرقام المسجلة في مهرجان ‬2011. فيما زار ‬37٪ من سكان الإمارات الأخرى، دبي خصيصاً لحضور فعاليات المهرجان، واختار ‬43٪ منهم قضاء ليلتهم في دبي. وأعرب ‬95٪ من الزوار عن سعادتهم بزيارة دبي، بقولهم إنها كانت «رائعة» أو «جيدة» بنسبة ‬48٪ و‬47٪ على التوالي. ورغب ‬65٪ منهم في زيارة دبي مرة أخرى.


الإماراتيون يفضلون الإلكترونيات والعطور

صنّف الزوار الدوليون التسوّق على أنه نشاطهم المفضل في دبي، إذ يفضل ‬97٪ منهم قضاء وقته في التسوّق أو التطلع إلى الذهاب للتسوّق خلال فترة إقامتهم في دبي، على السياحة والذهاب إلى الشاطئ أو المسبح.

وشملت المشتريات المفضلة بالنسبة للزوار الدوليين الملابس والسلع الخاصة بالموضة والأزياء (‬83٪ اشتروا أخيراً، و‬46٪ يخططون للشراء أو توسيع عمليات شرائهم)، ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إضافةً إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.

وحازت سلع الإلكترونيات الاستهلاكية على أعلى نسبة شراء من قبل الإماراتيين، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر، والكمبيوتر المحمول، والأجهزة اللوحية، والهواتف المحمولة، إذ تم شراؤها من قبل ‬68٪ من المتسوّقين المحليين، مقارنةً بنسبة ‬61٪ مسجلة في عام ‬2011. وتفوقت مشتريات العطور ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة على مشتريات الأجهزة والسلع المنزلية، إذ حلتالأولى في المرتبة الثالثة ضمن قائمة المشتريات المفضلة لدى الإماراتيين.

https://i0.wp.com/media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2012/12/0200-1.jpg?w=980


ارتفاع عدد الزوار

شهد «مهرجان دبي للتسوق ‬2012» زيادة ملحوظة في عدد الزوار على مختلف الصعد، إذ ارتفعت نسبة الزوار من المقيمين في دبي من ‬1.32 مليون زائر إلى ‬1.54 مليون زائر، بينما ارتفعت نسبة الزوار من الإمارات الأخرى من ‬1.77 مليون زائر إلى ‬1.93 مليون زائر. كما ارتفعت نسبة الزوار الدوليين من ‬885 ألف زائر إلى ‬895 ألف زائر. وعلى الرغم من أن إجمالي الإنفاق شهد انخفاضاً طفيفاً بشكل سنوي، إذ بلغ ‬15.1 مليار درهم خلال «مهرجان دبي للتسوق ‬2011»، إلا أنه حقق ارتفاعاً ملحوظاً في قطاعي التسوّق والإقامة، فارتفع إجمالي حجم الإنفاق في مجال التسوق من ‬8.7 مليارات درهم إلى ‬8.9 مليارات درهم، في حين ارتفع الإنفاق في مجال الإقامة من ‬2.7 مليار درهم إلى ‬2.8 مليار درهم. وسجل قطاع النقل الخاص الانخفاض الأكبر، مقارنة بعام ‬2011، ويعود ذلك إلى زيادة عدد الزوار ممن يفضلون استخدام وسائل النقل العام مثل سيارات الأجرة، ونظام «المترو» على استئجار السيارات. وشهد قطاع الأغذية والمشروبات انخفاضاً طفيفاً في حجم الإنفاق خلال «مهرجان دبي للتسوق‬2012»، مقارنة بدورة عام ‬2011.

وأفاد بيان صدر، أمس، بأن الدراسة تستند على نتائج أبحاث معمقة تم إجراؤها أثناء فعاليات دورة «مهرجان دبي للتسوق ‬2012»، من قبل شركة «يوغوف» العالمية المستقلة للأبحاث، والتي أظهرت تحقيق المهرجان رقماً قياسياً من حيث عدد الزوار خلال دورته الـ‬17، إذ تجاوز عدد زوار الدورة الماضية ‬4.36 ملايين زائر، مقارنةً بنحو ‬3.98 ملايين زائر خلال عام ‬2011، بزيادة تبلغ ‬9٪.

وأظهرت نتائج الدراسة دور المهرجان الفاعل في دعم اقتصاد دبي عموماً، إذ فاقت العائدات المالية الإجمالية ‬14.7 مليار درهم، خلال فترة «مهرجان دبي للتسوّق «‬2012، أي ما يعادل مليار دولار أسبوعياً من أسابيع المهرجان.

واستطلعت «يوغوف» آراء ‬1293 شخصاً من الزوار الدوليين، و‬1202 شخص من سكان الإمارات طوال مدة المهرجان في الفترة بين الخامس من يناير إلى الخامس من فبراير ‬2012.

تصدر عالمي

وقال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، والرئيس الأعلى لـ«دبي العالمية»، إن «مدينة دبي تواصل مسيرتها بخطوات ثابتة وواثقة، نحو تصدر المدن العالمية على أكثر من صعيد»، مشدداً على أن هذه المسيرة نابعة من رؤية القيادة الحكيمة للإمارة منذ نشأتها وحتى أيامنا الحالية، والتي لطالما تمتعت بقدرتها على استشراف المستقبل والاستعداد له، من خلال التخطيط الاستراتيجي السليم، والاعتماد على الكفاءات المواطنة، والتصميم على تنفيذ الخطط الموضوعة كافة، مهما كانت التحديات.

وأضاف سموّه أن «ذلك اتضح جلياً حين كان العالم يعاني أزمة اقتصادية خانقة، وكانت دبي تطلق أضخم مشروعات البنية التحتية، مثل (مترو دبي)، و(برج خليفة) وغيرهما العديد من المشروعات العملاقة»، مستشهداً في هذا المجال بقول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي شرح التوجه الاستراتيجي وأساس النجاحات التي ميزت مدينة دبي بكلمات بسيطة، ولكنها خالدة في معناها وتأثيرها حين قال سموه إن «المستقبل لا ينتظر المترددين».

وقال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد إن «هذه المقولة تختصر بالفعل نهج دبي في تحقيق الإنجازات، والقفز بخطوات عملاقة نحو صدارة المدن العالمية»، مبيناً أن الإمارة، أصبحت بفضل رؤية الحكومة المستنيرة بوضع السياسات الرشيدة، وجهة رئيسة تستقطب الشركات العالمية الكبرى، ورجال الأعمال والسياح من مختلف أنحاء المنطقة والعالم على حد سواء.

وأفاد بأن «مشروعات دبي الاستثمارية في مجال البنية التحتية، وتجارة التجزئة، والضيافة، والنقل، والخدمات العامة، أسهمت في لفت أنظار العالم إليها، نموذجاً للاقتصاد الحديث»، مؤكداً أن «الجهود الكبيرة والاستثمارات الضخمة لحكومة دبي في البنية التحتية على مدى العقود الماضية، على الرغم من التحديات، تعد استثماراً مضموناً ذا عائدات معنوية ومادية إيجابية جداً تعود على القطاعات الحيوية في دبي كافة».

وذكر أن «قطاعي السياحة وتجارة التجزئة يعدان من المقومات التاريخية لتراثنا العريق ومسيرتنا الاقتصادية، ولايزالان يحتفظان بدورهما الجوهري في المشهد الاقتصادي الحالي، كما يشكلان مع قطاع الفعاليات، الذي يشهد نمواً مضطرداً، الركيزة الأساسية لاستراتيجية النمو المستقبلية».

وتابع سموّه أنه «في حين أن الجهود والمبادرات الحكومية الراميـة إلى تعزيز أداء هـذه القطاعات الحيويـة تؤتـي ثمارها، فإن دعم القطاع الخاص أيضاً لهذه الجهود يعد حجر الأساس في نجاحها، ومهرجان دبي للتسوق مثال حي على قدرة دبي على جمع القطاعين الحكومي والخاص في تآلف فريد يصب في مصلحة الإمارة محلياً وإقليمياً وعالمياً».

رفد اقتصاد دبي

بدوره، قالألا المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية فيألا دبي، سامي القمزي، إن «نتائج الدراسة تظهر أهمية المهرجان في رفد اقتصاد دبي، وترسخ من مكانته واحداً من أبرز الأحداث الإقليمية والعالمية، ناهيك عن بناء وتعزيز الدور القيادي الذي تضطلع به دبي إقليمياً، وترسيخ مكانتها، واحدة من وجهات التسوّق والترفيه العالمية»، مؤكداً أن «النتائج تعكس رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أصبحت دبي بفضل توجيهاته أكثر تميزاً وتألقا».

وأشار القمزي إلى تعاظم أهمية قطاع الفعاليات في رفد اقتصاد دبي عاماً بعد عام، إذ يسهم بشكل مباشر في دعم قطاعي التجزئة والسياحة في دبي، إضافةً إلى تعزيز قطاعي الضيافة والطيران والعديد من الشركات والقطاعات الأخرى.

وأضاف أن «الجهود المبذولة لتنمية القطاعات الاقتصادية كافة، بما فيها قطاعا تجارة التجزئة والفعاليات، ستتواصل من خلال نهج حكومي منسق، والعمل المستمر على تعزيز الشراكات المبتكرة بين القطاعين العام والخاص، الأمر الذي من شأنه ترسيخ موقعنا القيادي، والمضي قدماً في إرساء معايير جديدة لقطاعات التسوق، والضيافة، والمهرجانات والفعاليات، وبالتالي تحقيق رسالتنا المتمثلة في تهيئة بيئة تساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والوصول إلى مستويات مرتفعة من الرفاهية والرخاء الاقتصادي لسكان دبي».

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لـ«مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، ليلى محمد سهيل، إن «المؤسسة تواصل نهجها في ابتكار الأدوات والسياسات والاستراتيجيات الهادفة إلى دعم وتطوير قطاعي التجزئة والفعاليات، والارتقاء بأداء هذين القطاعين المؤثرين في الاقتصاد المحلي»، مؤكدة الحرص على انسجام الخطط الاستراتيجية للمؤسسة مع الاستراتيجية العامة للدائرة الاقتصادية في الوصول إلى التنمية الاقتصادية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل القومي غير المرتبطة بالقطاع النفطي.

وأوضحت أن «الدورة الحالية من المهرجان تنطلق تحت شعار الحملة التسويقية (دبـي أروع في مهرجانها)، وهو تعبير عن مدى الارتباط الوثيق للحدث بمدينـة دبي، إذ إن حركـة التطور والازدهار المتواصلين للإمارة، هي المحرك الأساسـي للابتكار والإبداع في مهرجان دبي للتسوّق».