وليد بو رباع ـ حسن نصرالله والحماقة السياسية !

قبل بضعة سنين وفي عام 2006 عندما تصدى حزب الله في حربه ضد اسرائيل من اجل كرامة وطن ومقايضة للاسرى الفلسطينيين كنا كلنا بصوت واحد حزب الله بل ان كثيراً من المواليد قد سمو «بحسن» تيمناً بحسن نصرالله زعيم المعارضة الوطنية الا انه بعدها احتل بيروت ووجه اسلحة مقاومته إلى صدور اللبنانيين وقال لم ولن اعترف باتفاق الطائف ولبنان يخضع «لولاية الفقيه» حتى تدخل حزبه بكل صفاقة في شؤون البحرين الداخلية في دوار اللؤلؤة محاولاً تحويل البحرين المملكة الى جمهورية البحرين الاسلامية الخاضعة لولاية الفقيه بشعار حكم الاغلبية الديموقراطي وحكام البحرين «يسودون لا يحكمون».. بالوقت نفسه حسن نصرالله صم بكم عمي عما يحدث في ايران من قتل على المذهب وتغيير طوبوغرافي وتهجير مع تغيير حتى اي اسم عربي وهو يردد بعد كل هذا «سماحة الامام الاكبر رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية حماه الله»؟!
واذا كان بالامس ومع بداية الحرب في سورية وعندما وصلت السكين الى العظم وصار اسقاط النظام قاب قوسين أو ادنى من قبل «معارضة الحق» من الشعب السوري حتى تدخل ايران مباشرة لانقاذ حكم جزار الاسد وحتى لا تسقط سورية من فم ايران– مع وجودها في عمق الوطن العربي – ومع تدخل حزب الله في الحرب بسورية تنادى حسن نصرالله بان «الحوار» وهو الاساس في سورية لأن الحرب سوف تحرق اليابس والأخضر وتتحول الى حرب طائفية بالمنطقة بعدها وبعد تدخل ايران وحزبه وروسيا تنادى الى انه حتى ولو لم يذهب أحد يحارب في سورية سوف اذهب «وحدي» للحرب في سورية حتى لا يسقط النظام بعدها ومع لعبة خلط الاوراق التي لعبتها ايران وروسيا على الارض السورية فأدخلوا بالتنسيق مع استخبارات باقي الدول – داعش التكفيرية!! – خوارج العهد الجديد قال حسن نصرالله تجب محاربة التيارات التكفيرية وطردهم من ارض سورية وبعدها لننطلق جميعا للمحافظة على المسجد الاقصى وهي مسؤولية المسلمين؟!
فها هو اليوم وبحماقة سياسية يرى ان احداث طرابلس مشروع فتنة خطير في لبنان ولكن يردد بان النظام في مملكة البحرين لديه مشروع شبيه بمشروع «الاستيطان الصهيوني» ويجب الضغط على حكومة البحرين بسبب اعتقال الامين العام لجماعة الوفاق البحريني سماحة الشيخ علي سلمان وهي خطوة خطيرة وان هناك شعباً بالبحرين يطالب بحقوقه ومشروعه ومنها -1مجلس نيابي منتخب له كل الصلاحيات -2 شعب اختار السلمية في اول يوم! حسن نصرالله شرايك في احداث دوار اللؤلؤة؟! ثم يجلجل بان في البحرين سياسة أ – استيطان ب – اجتياح – تجنيس لتغيير هوية شعب البحرين، هـ – انتهاك حقوق الانسان وهذا ظلم وعدوان «رغم ان كل العالم قد نساهم– في البحرين – وحتى مع الربيع العربي يقف عند حدود البحرين واليوم كل رهانات السلطة قد خسرتها؟!».. يا أخي انا لا اقول لك ما هو رأيك فيما يحدث في ايران مقارنة لما يحدث في البحرين رغم ان البحرين يتمتعون بمحاكمات عادلة وحوار مع السلطة وهو ما لم يوجد ذرة منه في ايران!
ولكن «الحماقة السياسية» طفحت حتى اصبحت مكشوفة بلا اي حياء ومنطق وعقل وتنجر إلى الطائفية وعندما لا تتكلم عما يحدث في سورية وهو المشارك فيها! عندما يتحول هذا النظام السوري الى نظام هتلري في الالفية الثالثة بمساندة ايران وبغطاء دولي من روسيا حتى اصبحت انت ذراع ايران للفتك في الدم العربي وتشريد شعب وقتل اطفال ونساء واسقاط البراميل المحملة بالكيماوي والبارود على رؤوس شعب مدني اعزل يريد ايضا الديموقراطية وحكم الشعب ثم هل جزارين الاسد المختبئين خلف تنانير النساء عاملوا الشعب بكل مدنية ومشروعية واحترام لحقوق الانسان ام انهم ايضا دمروا بلد وهجروا شعباً وغيروا الطوبوغرافية بل حتى الاطفال سرقت عفويتهم وطمست براءتهم وهذا كله لم يحدث في البحرين الشقيق؟! الظاهر ان الحماقة السياسية أعمت عقول البعض عن قول كل الحقيقة فيما يحدث في سورية لأطفالها ونسائها وعجائزها اما ما يحدث للعرب بايران فحدث عنهم ولا حرج! الظاهر لم تعد سيد المقاومة والكرامة الوطنية بل اداة القتل ضد اطفال سورية ونسائها وشريك اساسي في تشريد الشعب وتهجيره بشكل طائفي بغيض يندى له الجبين، تطمس معه الكرامات وتسقط به الأقنعة بكل رجولتها بعد ان تحولت من اسلحة ضد اسرائيل الى اسلحة لأطفال ونساء سورية وذراعاً رخيصاً لسفك الدم العربي رغم ان في 2006 لا ايران ولا سورية ولا روسيا دافعوا معك في حربك ضد اسرائيل بل كانوا متفرجين «وأموال الخليج» عمرت ما دمرته حربك، فإذا كنت حراً بالأمس فأنت اليوم خادم لإيران رغم عروبتك فما عليك الا ان تخلع كفن المقاومة التي لها وقارها ومكانتها ومشروعيتها!