وليد الغانم ـ نعتذر عن قبولك في الوظيفة .. لأن أبوك ما نحبه

تدرس الادارة العامة للتحقيقات آلية قانونية للخروج من «أزمة حكم نهائي» صدر من محكمة التمييز، ينص على إلغاء قرار لوزير الداخلية صدر قبل اربع سنوات (وبعد استجوابين لوزير الداخلية الاسبق، احدهما الاستجواب المشهور بعقد اللوحات الانتخابية)، بتعيين ما يقارب من 80 محققاً في الإدارة العامة للتحقيقات، بعد ان قام احد المتقدمين للوظيفة ممن لم يتم قبولهم برفع دعوى قضائية متظلما من هذا القرار، فصدر الحكم النهائي بابطال قرار التعيين – جريدة الراي 2014/8/13..

يقال ان احد اسباب رفض المواطن المتقدم للوظيفة خلافات شخصية سابقة بين والده واحد قياديي الداخلية، الذي وجد في رفض تعيين الابن فرصة للانتقام من الأب!

يعاني المواطن في الحصول على فرصة محايدة ومتكافئة في التعيين في الوظائف الحكومية المميزة، وبالرغم من لجوء بعض الجهات للاختبارات التحريرية كمعيار منصف بين المتقدمين للوظائف العامة، فان الواسطة مازالت تفرض نفسها كأقوى اسباب التعيين والترقية والبعثات الدراسية والمناصب القيادية، وهو أمر ينسف مبادئ العدالة الاجتماعية المفترضة في مرافق الدولة المؤتمنة عليها الحكومة ووزراؤها، فالواقع يؤكد ان الامور لا تسير غالبا، حسب تلك المبادئ..

يا ترى هل تنطبق شروط التعيين والترقيات والبعثات الدراسية على ابناء الشيوخ والوزراء والنواب والوجهاء في البلد؟ هل يستطيع المواطن ان يتقدم للفرص المحدودة معتمداً على كفاءته وتفوقه وخبراته من دون الحاجة للواسطة؟

قبل شهور اقيمت اختبارات ترقيات لوزارة التربية، والتي كان للواسطة اثر عظيم في انجاح بعض المتقدمين للوظائف الاشرافية، حتى ان احدهم افتخر انه جهز 9 واسطات قبل دخوله للمقابلة الشخصية، ولا عزاء لاصحاب النفوس الكريمة، الامر نفسه ينطبق على جهات اخرى كالفتوى والتشريع والنفط، واما معظم بعثات جامعة الكويت والتطبيقي فتفوح منهما روائح الشللية والقبلية والحزبية والطائفية بكل اشكالها الا من رحم الله..

الواسطة، اصبحت اداة ظلم للمواطنين الضعفاء أو الشرفاء، كما أنها غالبا ما تكون وسيلة رشوة سياسية ناجحة لبعض النواب، وفي حقيقتها دمار للمؤسسات الحكومية، وليس ادل على ذلك من التدهور العام لاداء المرافق العامة وتقهقر مشاريعها وفشل خطتها التنموية واحاديث الرشوة والفساد اليومية، فكلها نتائج حقيقية لآثار التعيين بالواسطة لمن لا يستحق..

ان الاصلاح الاداري الشامل يبدأ من بوابة التعيين، ومكافحة الفساد تبدأ من محاربة الواسطة، فمتى يتحقق ذلك؟ والله الموفق.