مجزرة في داريا..و انفجاران في دمشق.. و«الحر» يكثّف هجماته
«هيومن رايتس»: قوات الأســــد تستخدم القنابل العنقودية
كثّف مقاتلو الجيش السوري الحر هجماتهم امس ضد مواقع للقوات النظامية السورية، التي لجأت إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي، في محاولة لاستعادة نقاط عسكرية سيطر عليها المقاتلون، ونفذت إعدامات ميدانية في دمشق التي شهدت انفجارين، فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القوات السورية أسقطت قنابل عنقودية روسية الصنع على مناطق مدنية بينما اكتشف أهالي داريا بريف دمشق مجزرة مروعة بعثورهم على 100 جثة لمدنيين أعدموا ميدانيا داخل المشفى الوطني على يد قوات الأمن والشبيحة.
وتفصيلاً، شن المقاتلون المعارضون صباح أمس هجوما جديدا على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب (شمال غرب)، في محاولة هي الثانية خلال يومين لاقتحام المعسكر الاكبر في المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية»، أدت الى مقتل مقاتل وإصابة 18 بجروح. واكتشف أهالي مدينة داريا بريف دمشق امس مجزرة مروعة بعثورهم على 100 جثة تعود لمدنيين أعدموا ميدانيا داخل المشفى الوطني على يد قوات الأمن والشبيحة التابعة للنظام السوري، وفق ناشطين.
ووثقت لجان التنسيق المحلية في سورية امس سقوط 163 قتيلا، بينهم سيدات وأطفال، وبين القتلى 120 سقطوا في دمشق وريفها، منهم 100 عثر عليهم في المشفى الوطني بمدينة داريا. وقالت الهيئة العامة للثورة إن جميع جثث المجزرة تعود لمدنيين أعدموا ميدانياً، مشيرة إلى أنه عثر عليهم مكبلي الأيدي.
وكان المقاتلون شنوا هجوماً على المعسكر المحاصر والقريب من معرة النعمان التي يسيطرون عليها، ولم يتمكنوا من اقتحامه مع لجوء القوات النظامية الى الطيران الحربي في صد الهجوم. واستمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل القوات النظامية في محاولة لاستعادة هذه المدينة الاستراتيجية، وهي معبر إلزامي لتعزيزاتها المتجهة الى حلب.
ورأى صحافي في وكالة فرانس برس جثة ممزقة لمدني وغارقة في الدماء جراء القصف على المدينة. كما قصف الطيران معر شورين القريبة من معرة النعمان، بينما تعرضت بلدة حيش للقصف، وسجلت اشتباكات عنيفة بالقرب منها، بحسب المرصد.
وتمكن المقاتلون المعارضون من قطع الطريق على رتل عسكري متجه الى معرة النعمان والاشتباك مع افراده في محاذاة بلدة حيش، إضافة الى رتل ثان متجه الى «القاعدة 46»، وهي ثكنة عسكرية استراتيجية محاصرة الى الغرب من حلب.
ويرى محللون أن الجيش السوري النظامي يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد، رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الاقل تسليحاً، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين المعارضين هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عديدة.
وضاعف المقاتلون من هجماتهم على المواقع الاستراتيجية التابعة للنظام، وسيطروا على كتيبتين للدفاع الجوي، إحداهما في بلدة ديرفول قرب مدينة الرستن بمحافظة حمص (وسط)، والاخرى قرب بلدة العتيبة في ريف دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن الاستيلاء على مواقع تابعة للقوات النظامية لا يقاس بأهميته الجغرافية، لأن المقاتلين المعارضين «لا يبقون فيها وقتاً طويلاً. لكن الاهم هو الاسلحة والذخيرة التي يستحوذون عليها جراء الهجوم».
واعتبر أن زيادة الهجمات على مراكز للدفاع الجوي تضعف قدرة النظام على الدفاع في حال تدخل جوي غربي.
في الأثناء قتل أكثر من 20 سورياً بنيران القوات النظامية، معظمهم في دمشق، حسب ناشطين أفادوا بانفجارين وقعا في حي المزة بدمشق.
وأوضح المركز الإعلامي السوري أن معظم القتلى أعدموا ميدانياً على يد الأمن السوري في حي القدم بدمشق. وأفاد الناشطون بأن الانفجار الأول وقع في منطقة الفيلات المتصلة في حي المزة غربي دمشق، والآخر استهدف تجمعاً للشبيحة في المنطقة نفسها، من دون إيراد مزيد من التفاصيل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «استشهد ثمانية مواطنين، بينهم طفلة وسيدتان، وأصيب نحو 13 بجراح بعضهم في حالة خطرة، وذلك إثر انفجار سيارة لدى مرور تظاهرة في مدينة النبك الواقعة على طريق دمشق حمص الدولي في محافظة ريف دمشق.
وأظهر فيديو بثه نشطاء على موقع يوتيوب ووزعه المرصد سيارة بيضاء محطمة وبابها الجانبي محترق، بينما اختفى بابها الخلفي بفعل الانفجار. وقال المرصد انه لم تتضح الجهة وراء الانفجار.
في المقابل، ذكر التلفزيون السوري أن سيارة مفخخة انفجرت فجر أمس على طريق المزة الرئيس، وأن الأضرار اقتصرت على الماديات. وأضاف أن السيارة التي كانت ملغمة بالمتفجرات ولم يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا.
في الوقت نفسه، قال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجار الذي سمع دويه في أرجاء العاصمة استهدف تجمعاً لعدد من سيارات الشبيحة، بينها سيارات تعود ملكيتها لأحد أبناء عائلة الأسد.
وفي تطور آخر، أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدتي الحولة وتلكلخ بريف حمص. كما بث ناشطون صوراً لقصف بقذائف الهاون على حي الخالدية بمدينة حمص. ويقول ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف جوي ومدفعي على بلدة الرستن بريف حمص. وفي حمص أيضاً، أعلن مسؤول سوري رسمي أن مجموعة مسلحة استهدفت حافلة تقل عمالاً شرق المدينة، ما أدى لمقتل أربع عاملات وإصابة ثمانية آخرين.
في الأثناء، أكد ناشطون أن الجيش الحر سيطر على قمة النبي يوسف بريف اللاذقية، بعد اشتباكات واسعة مع الجيش النظامي.
وقتل مدنيان في بلدة ربلة السورية المحاذية للحدود مع لبنان، أمس، جراء سقوط قذيفة هاون على شارع كانا به شمال شرق البلدة، أطلقها المسلحون السوريون المعارضون من العاصية قرب القصير. من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس إن قوات الحكومة السورية أسقطت قنابل عنقودية روسية الصنع على مناطق مدنية في الاسبوع المنصرم، بينما تقاتل لانتزاع مكاسب حققتها المعارضة.
وذكرت المنظمة في تقرير أن القنابل اسقطت من طائرات وطائرات هليكوبتر، وان كثيراً من الغارات وقعت قرب الطريق السريع الرئيس الذي يربط بين الشمال والجنوب والذي يقطع بلدة معرة النعمان في شمال غرب سورية. وسبق أن ابلغت هيومن رايتس ووتش عن استخدام سورية القنابل العنقودية، التي تحظر اغلب الدول استخدامها، في يوليو واغسطس الماضيين، لكن تجدد الغارات يظهر مدى عزم الحكومة على استعادة السيطرة على منطقة الشمال الغربي الاستراتيجي. وقالت المنظمة إن من البلدات المستهدفة معرة النعمان والتمانعة وتفتناز. وقال المنظمة المعنية بحقوق الانسان إن القنابل العنقودية استخدمت أيضاً في مناطق اخرى في محافظات حمص وحلب واللاذقية، إضافة الى مناطق قريبة من دمشق. وقال مدير الاسلحة بهيومن رايتس ووتش ستيف جوز، «بدا استخفاف سورية بسكانها المدنيين جلياً من خلال حملتها الجوية التي تشمل في ما يبدو إسقاط هذه القنابل العنقودية الفتاكة على المناطق المأهولة». وقال سكان من تفتناز والتمانعة القريبتين من معرة النعمان في مقابلات مع المنظمة ان طائرات هليكوبتر اسقطت قنابل عنقودية على بلدتيهم او قريباً منهما يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت هيومن رايتس ووتش عن مقيم في تقرير أن إحدى القنابل سقطت على التمانعة فانطلقت منها شظايا صغيرة انتشرت في المنطقة بين مدرستين. وقال الساكن «جمعنا القنابل التي لم تنفجر والتي لم تلمس مقدمتها الأرض».