منى عبدالجليل ـ قناة ومذيع " بربع .. ! "

بسبب الفضاء المفتوح ارتفع سقف معايير الجودة الخاصة بالبرامج، فصار الذوق صعباً ودقيقاً وأنيقاً.

أشير بدءا.. الى أننا لسنا ضد شخوص حية أو ميتة أو قنوات {داثرة أو مهمة}..! ولكننا بصدد تعليق بسيط على بعض ما يُعرض علينا ونحن «نفرفر القنوات» التلفزيونية.

برنامج فني ونقدي يقدَّم على قناة فضائية كويتية..! هذا ما قرأته على الإنترنت بعد تصاعد حدة الوتيرة النقدية لمذيعة البرنامج، بسبب اللغط الذي دار بينها وبين أهل الفنانة بعد ظروف ما، لم نعرف مدى حقيقتها بسبب كثرة الكلام الذي دار.

أيضا.. الفنانة لا تمتّ لي بأي صلة، وأنا أكنّ كل الاحترام لجميع مخلوقات الأرض، بدءا من خلية الأميبا ومن قبلها إلى ما شاء الله.. ما دفعني حقا لكتابة هذا المقال هو الغصب..! أو الفرض أو باللغة المضبوطة.. الإجبار.

أحيانا الواحد منا من باب الجوع يقبل أن يأكل وجبة يعلم أنها لا تمتّ بصلة لأي مطبخ، لأي ظرف يُجبَر ويفرَض على معدته ذلك الطبق. تخيّل نفسك ما أن تضع الملعقة أو الشوكة على المائدة، تلتفت إلى الطبق لتترجاك معدتك بأن تلفظ ما غصبت عليها.

وجود بعض البشر في بعض القنوات يشبه هذا الطبق، أما المعدة فتمثل العقل. هناك بعض المذيعين يسببون لك، ليس فقط، ترجيع للأكل إنما إسهال في المخ والقولون بسبب عدم إتقانهم لما يعرضون، بل وطريقة عرضهم. في رأيي المتواضع جدا، البرنامج يمثل ثلاثة أضلع مهمة: المادة المعروضة، أسلوب العرض، والأهم المذيع الجوكي القائد للمثلث.

في الوقت الحالي، وبسبب الفضاء المفتوح ارتفع سقف معايير الجودة الخاصة بالبرامج، فصار الذوق يمتاز بالدقة والأناقة والصعوبة. حتى الطفل وصل إلى أن يحلل ويميز الجيد من الرديء.

ما الذي يجعل مثل هؤلاء المذيعين «البوربع» يُفرضون على المشاهد؟ إذا كان كل مذيع يمثل سفيرا ونائبا لهذه القناة، وهي (القناة) من باب أولى عليها أن تختار من يمثلها بحكمة وحنكة، وتمثل ما يعرض على لسانها وسياستها واتجاهاتها. الإجابة سهلة يسردها لنا رضيع بيومين..! إنها القناة «بوربع»، هي أساس الخراب كله. وإلا ما فائدة قنوات تُصرف عليها أموال، وهي لا تتبنى إلا الفضائح وكلام الهذرة والدق والرقص؟ أكيد لكل هذا جمهوره، ولا ضير أن يكون بعض الترفيه المقنن والمؤدب، لكن أن تكون قيمة القناة مستمدة من فلسفة الانتشار السريع بأي تكلفة، وإن كانت على حساب القيم..!

حسافة على البعض الجيد، يكون في مثل هذه القنوات، فهي حتما تسيء إليهم، ولا تضيف إلا النقص في أرصدة مشاهديهم المميزين.

لمثل هؤلاء المذيعين «البوربع»، نقول ناصحين بكل حب ورحمة، ارحم حالك، ولا تعرض نفسك، فأنت بكل وضوح لا تصلح.. «يبا مو غصب..!».

ولمثل هذه القنوات نقول بصوت ميكروفوني.. أنتم من وضع نفسه في خانة خردة القنوات الفضائية..! ولا أكثر من هذا الحجم.