منى العياف ـ سيناريو .. أشبه بفيلم “الحرام” !

سبق ان طرحنا عشرات التساؤلات للحكومة ولأقطاب الأزمة الحالية ولم نجد لها اجابة، واليوم أضيف الى تساؤلاتي تلك هذا التساؤل الأكبر: لقد ظهر قطب معارض من المشهور لهم بالجرأة في لقاء تلفزيوني تحدث فيه بثقة غير معهودة!! وقد استهل حديثه بقوله ان ما سوف يسمعه المشاهدون سيكون بالنسبة لهم كارثياً وبالفعل لقد صال وجال بالمعلومات واستدل بالأرقام المخيفة التي كانت أقرب شيء الى الخيال منها الى الحقيقة، ولم يترك احداً من أقطاب السلطات الثلاث الا وقد مسه جانب من الاتهامات!!.
٭٭٭
كان حديثه هذا أقرب الى ما كانت تتداوله الأوساط السياسية قبل شهور والأن وفي اطار التداعيات الخطيرة الناجمة عن الشهادة التي أدلى بها (الفهد) أخيرا وما يترتب عليها، أصبح في حكم المؤكد ان يكون كل ما تم تداوله يقيناً، يتجاوز مرحلة الشكوك الى التداعيات التي تقطع بذلك.. تأملوا ما حدث! بيان صادر من الديوان يليه بيان من النائب العام، ثم تعقد جلسة سرية، ثم تصريح لرئيس المجلس (يخوض في موضوع الأشرطة ويعرب فيه مسبقاً عن رأيه حول ما يتردد بشأنها مستبقاً كلمة القضاء) ثم بيان الفهد الذي يشكك فيما قاله رئيس المجلس، ثم جاءت وزارة الاعلام لتتصرف من دون حيادية بل بانتقامية شديدة، فتطلب من النائب العام اغلاق جريدتي «الوطن»، و«عالم اليوم»، ويتم احالة كاتبين بالوطن الى النيابة بزعم انهما «خاضا» بالشريط، وهذا عار عن الصحة، فنحن نراقب المشهد السياسي ونعلق على ما جاء فيه ونطرح تساؤلاتنا لعلنا نجد اجابة على ما يحدث من أحداث تتسارع تذكرنا بالقصص القديمة، التي يكون محورها دائماً قضية من قضايا «العيب او الشرف» أذكر هنا الفيلم المصري الشهير المعروف (الحرام) والذي قامت بتمثيله الفنانة القديرة فاتن حمامة، حيث «حملت سفاحاً» وكانت على مدى أحداث الفيلم تسعى الى محاولة مداراة هذه العيبة أو هذه الجريمة بعدة طرق حتى ظهرت الحقيقة وخرج طفل الخطيئة الى الدنيا، بعد ان قتلته بيدها وماتت هي بقربه!.
٭٭٭
مع اختلاف الوقائع بين الفيلم والواقع.. الى ان ما حدث يعطي مؤشراً بأن كل ردود الفعل التي حدثت فيما بعد تبدو أشبه بفيلم (الحرام).. حيث ان هناك من يريد ان يخفي جريمة فيرتكب سلسلة من الأخطاء والتي تتوالى يوماً بعد يوم، الى ان ظهر لها دخان.. وبدأ الناس يتساءلون عن مصدر النيران، ففي يقين الناس ان هذا الدخان له مصدر آخر هو النار المخبوءة التي لم تظهر بعد.. هو هذه «الفعلة» الكبيرة التي لم تظهر بعد والتي تسببت في هذه التداعيات المتسارعة للمشهد السياسي!.
٭٭٭
في غمرة هذه التداعيات كلها يأتي هذا المعارض المشهود له بجسارته ليزيدنا حيرة وحسرة.. لنكرر اسئلتنا التي سنظل نطرحها: لماذا لم يحرك أحد ساكناً لما قاله؟!.
لماذا لم يهرولوا – وأعني بهم – هؤلاء الشخصيات التي ذكرت أسماؤها وتم الطعن والتشكيك والتشهير بهم بسرقة المال العام علناً، لماذا لا يهرولوا للشكوى على هذا المعارض الجسور الذي أثخن جراحهم، فقد ذكرهم بالاسم وكان كلامه واضحاً للعيان، لماذا لم تنتفض هذه الشخصيات لكرامتها وتاريخها؟!.
أليس الموضوع يثير الغرابة؟!.
٭٭٭
ألم يكن غريباً المسارعة بالشكوى على صاحب حساب وهمي على أحد وسائل التواصل وذهبتم للنائب العام، فماذا أنتم اليوم فاعلون وصاحب الاتهام واضح وصريح ومعروف واتهاماته علنية؟!.
وماذا أنتم فاعلون حينما يتقدم مواطنون عاديون ومحامون بالشكوى الى النائب العام، لأنهم يريدون ان يعرفوا حقيقة ما قيل؟!.
لماذا يا اصحاب الشأن لا تنتفضون من اجل كراماتكم وتاريخكم، فاليوم قد وقع الضرر فعلاً، ومهما فعل رئيس المجلس بالاستباق على أحكام القضاء وأبداء رأيه الخاص حول الأشرطة والتسجيلات، والتي كان يفترض حسب الامانة ووفقاً للقسم الذي أقسمه، خاصة وانه يعتبر القدوة في موقعه هذا بان لا «يخوض» بموضوع الأشرطة، ولا ينقل ما حدث في الجلسة السرية (في مجالسه)، ولكن «لا شره عليه»!!.
٭٭٭
في النهاية كل تلك المحاولات والتصرفات لن تنفع ولن تعصم.. الحل هو مبادرتكم الشخصية وتوجهكم للنائب العام لأخذ حقكم ممن «ابتلى عليكم» خلافاً لذلك فلن تجدي ولن تنفع أي وسائل اعلامية ولن تمنع الأبواق الدعائية ولا حتى الـ«شبيحة» الذين يستأجرونهم.. في ترميم ما حدث من شروخ!!.
اما نحن فلا عزاء لنا بعد ان تم توزيع كل الاتهامات للسلطات الثلاث.. الله يستر بستره.. فمن ينقذنا مما هو قادم؟!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.