منى العياف ـ المتآمرون على الكويت لم يحاكموا.. لماذا!؟

أخصص هذه المساحة اليوم لعدد من المحطات المهمة، نتوقف عندها بالشرح والتحليل، والاستذكار، لما لها من أهمية على حاضرنا ومستقبلنا.
ولنبدأ بمحطات متفرقة أعقبت استقالة (5) فرسان من مجلس الأمة، كل هدفهم كان الاصلاح ولا شيء غيره، وليس كما يردد الآخرون انهم كانوا جزءاً من مؤامرة لتقويض السلطات الثلاث، والانقلاب على النظام، هي محطة مهمة بالفعل، لأن الذين كالوا هذه الاتهامات لم يراعوا المصلحة العامة أبداً، ذلك انه اذا كانوا متآمرين فلماذا لم نر أياً من هؤلاء يحاكم أمام القضاء، كونه يتآمر على الدولة أو على أي من الأطراف الأخرى، الذين لمزهم وغمزهم رئيس المجلس؟!.
٭٭٭
هل الكويت واستقرارها وأمنها ومستقبلها أمر لا يهم سعادة رئيس مجلس الأمة، الرجل الثاني في الدولة على هذا النحو؟ وهل الأشخاص أهم من الدولة.. هل هانت الكويت الى هذا الحد.. فلا ينتفض رئيس المجلس ويسعى بنفسه لاقتياد المتآمرين لتقديمهم للقضاء متهماً أياهم بالخيانة العظمى؟ أم ان التآمر انتهى بعد ان قدموا استقالتهم من المجلس؟ ام انه كان مجرد كلام انشائي الهدف منه خلق هالة سوداء كثيفة الظلال خلف هؤلاء.
٭٭٭
ومن العيب انه لم يخرج علينا رئيس الحكومة أو وزير داخليته في مؤتمر صحافي ليشرحا للناس عن المتآمرين على البلد ولم يفسرا لنا أبداً أسباب امتناع الحكومة عن اتخاذ أي اجراء تجاه متآمرين يعبثون بأمن الكويت أم ان من روج لهذه الكذبة الشنيعة التي تنم عن (….) كان يتخيل ان الناس «سفهاء»، يسمعون ويرون ولكن لا يفقهون ما يدور حولهم، أو ان ملفا بهذه الخطورة يمكن ان يفتح بهذه الطريقة، وتعيش البلد كلها أجواء تفوح فيها رائحة الخيانات، مع هذا لن يسأل أحد أو يهتم بأن يعرف الموضوع وعلى ماذا انتهت القضية التي لم نعد نسمع عنها شيئاً مع انها قضية «خيانة ومؤامرة» و«انقلاب» على السلطات!.
٭٭٭
سحب الجناسي:
سحب الجناسي من بعض المعارضين بمثل هذه الانتقائية الكريهة ومن دون سند قانوني ستكون له تبعات مؤلمة في المستقبل وخصوصاً في نفوس أجيال من الشباب يرصد ما يحدث، وهل يعقل عاقل ان هذا الموضوع سينتهي هكذا ببساطة؟ وهل سيتوقف الناس عن التساؤلات عما اذا كان «البرغش» أو «أحمد الجبر»، جزءاً من المخطط التآمري؟ وهل هما بالفعل أم ان هناك اطرافاً أخرى.. ثم ماذا عن باقي الأطراف؟ فقد سبق ان كتبنا عن موضوع الجنسية وطالبنا بفتحه دون بهرجة اعلامية وانقاذ الكويت من المزورين ان وجدوا، ولكن التعامل معه بهذه الطريقة بالفعل يثير الاشمئزاز بكل تفاصيله لأن اذا كان لدينا نحن الكثير من الأسئلة المنطقية في هذا الموضوع، فما بالنا بالشباب المحايد، والذي استمع لهكذا أحاديث عن تآمرات وخيانات، ثم لم ير أحداً يقدم الى القضاء!! السؤال، ألسنا دولة مؤسسات؟!
انها بالفعل لكذبة كبيرة قضية الاصلاح، وستأتي الأيام القادمة لتؤكد كل ما كتبناه عن ان كرسي الرئيسين ومن يدورون بفلكهما وتغطيةً لاخفاقاتهم قد تسبب في تشويه الكثير من المبادئ والقيم والأصول وخلق حالة احباط ليس لها مثيل وغضب في نفوس شرائح كثيرة من المجتمع قد يجني ثمارها جيل جديد!!.
٭٭٭
معارضة..
لم تكد تمضي أربعة أشهر على خروج المعارضة الوطنية الحقة التي تراشقت مع الحكومة بأدوات دستورية كفلها لها الدستور، والتي آثرت التخلي عن كرسي مجلس الأمة من اجل مبادئ وطنية ليهنأ بها «الرئيس» وبعض نوابه وحكومته بقسط من الراحة والهناء.. الا وبدأنا نشاهد فصولاً مضحكة في الأداء البرلماني.. بوجود معارضة مصطنعة تمارس التهديد والوعيد للحكومة ووزرائها!! كم يشفق عليكم المراقبون السياسيون على هكذا مجلس، ولا أعنى الأغلبية فيه لكن «نواب الا الرئيسين» الذين نراهم اليوم يتوعدون الوزراء بإمطارهم باستجوابات وصلت عددها الى 6 استجوابات!!.
٭٭٭
قسماً بالله كم نحن سعداء بانكشاف «كذبة» هؤلاء.. وكم نشفق على هذا الوطن من الرقابة المصطنعة التي لا تثير حفيظة أحد سوى أصحاب المال والأعمال، ممن ساهموا في ان يصبح المشهد على هذا النحو المؤسف وبهذا الشكل.. فهنا تأتي المصالح الخاصة بعيدة تماماً عن مصلحة الكويت ولا عزاء لنا! ولكن انا على ثقة ان هذا المشهد الكريه لن يستمر.. ولن يبقى كما يتمنون ويحلمون، وإن طال أمده بعض الشيء!.
٭٭٭
حكومة..
تتردد أنباء قوية هذه الأيام يا سمو الرئيس بأنك بصدد اجراء تغيير وزاري قريباً.
ونحن نتذكر معك ونذكرك بالطبع ان آخر تعديل اجريته كان قبل 6 شهور، ألا يدعوك هذا الفشل الحكومي الذريع للتأمل والتساؤل؟!.
هل تعتقد ان الناس تستطيع ان تتقبل وتستوعب كل هذا الكم من التغيير.. في ظل غياب أي مردود ايجابي له؟.
٭٭٭
هل تعتقد ان الناس تستطيع ان تمنع نفسها من التساؤل عما اذا كانت هذه التغييرات عشوائية ام انها تتم وفقاً لخطة؟! أو أهداف؟!.
هل يجوز ان تستمر الكويت بهذا التخبط غير المحمود؟ العيب ليس في المعارضين الخمسة يا سمو الرئيس، فهم قد تركوا لك «المحمّل» كله، ولكن انعدام الرؤية والخطة والأهداف وغياب الانجاز وضياع البوصلة، والتقصير الشديد والاهمال الأشد ليس في هؤلاء المعارضين.. وليس عندهم.. ولم يتسببوا فيه.. فالسبب كان من مكان آخر!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.