منى العياف ـ إلى مرزوق الغانم .. بدون تحية !

تذكرت بيت الشعر الرائع هذا الذي أبدعه أيليا أبو ماضي، ويقول فيه:
.. لو أعجب القمر المنير بنفسه
لرأيته يهوى الى الغبراء

تذكرته وانا أقرأ أخيرا اتهامات مزروق الغانم، التي يطلقها هذه الأيام كالسهام الطائشة.. معتقد بأن منصبه يتيح له ذلك، أو باحثا لنفسه عن سند يسند ظهره بعد سقوطه وسقوط مجلسه معنوياً في عيون الناس.. فنجده يتمترس خلف غرورٍ ليس الا كالرمال المتحركة التي تبتلع كل نجاح كما يقول الأديب طه حسين!.
٭٭٭
لا أخفيكم سراً.. أنني مع كل لقاء أو حديث لرئيس مجلس الأمة الحالي – الذي أطلق عليه بعض المغردين على «تويتر» اسم «الرئيس المؤقت» -، لم أعد أعبأ او اهتم بظهوره سواء عبر منصة الصحافة والاعلام، أو عبر شاشات التلفزيون، فهذا يعني أنني سأخصص كل مقالاتي له، فما أكثر تناقضاته وتقلباته وأخطائه وقصصه التي باتت تثير استياء وسخرية القاصي والداني!! ولذلك و«حشيمة لهذا المنصب».. تجدونني ألجم نفسي كثيراً عن متابعته ولا أعبأ بها الا اذا اضطررت.
حتى كان لقاء يوم السبت الذي اعلن عنه تلفزيون «الرأي» بشكل مفاجئ، موعداً ليتحدث فيه هذا الرئيس «الموصوف بالمؤقت»، في توقيت لا يخفى دلالته على أحد طبعاً، ذلك أنه في هذا الوقت كان «علي الراشد» و«صفاء الهاشم» سيعقدان مؤتمراً صحافياً، لتحديد موقفهما مما يجري على الساحة السياسية.
٭٭٭
الا انني بعد لقاء «مرزوق» عدت الى مشاهدة اللقاء، خاصة بعد ان تحدث المستقيلان د.عبدالكريم الكندري ورياض العدساني، وردا على رئيس المجلس.. كان مهماً ان اعيد مشاهدة اللقاء لأعيد اكتشاف هذه الشخصية من جديد، هذه الشخصية التي فاجأتنا بحصد رئاسة كرسي رئيس مجلس الأمة.. وهو منصب رفيع.. فصاحبه هو الرجل الثاني في الدولة، الذي أفقد «الكرسي» هيبته ومركزه وتاريخه.. ومثلما فعل في السابق وأدخل الكويت في نفق معاركه الصغيرة – وكانت بالرياضة – فانه اليوم يجرها لدخول معاركه التشريعية، ولا نملك في قرارة انفسنا الا ان نقول «الله يسامح اللي كان السبب»!!.
٭٭٭
ما استوقفني لم يكن مهاجمته لمسلم البراك بالعكس.. «أضحكني» هجومه عليه، لأنني أعلم كيف كان يبدو في حضرة «مسلم» في المجالس السابقة.. كان يبدو مذعورا يبحث عمن يختبئ خلفه، حتى لا يبدو لنا ذعره!.
في تلك المجالس كان مسلم وأصحابه في مواقع ومواقف أقوى.. وكانوا يمتلكون اغلبية، ولم يكن يقف أمامهم شامخاً لا تخيفه أغلبيتهم ولا يهزه صراخهم.. الا علي الراشد.
كنت يا «مرزوق» متوارياً آنذاك وتختبئ وراء الصامدين.. محاولاً الابتعاد عن «مسلم» وجماعته قدر الامكان، ورأيتك – في هذا الوضع المزري مراراً – بأم عيني؟!.
أتذكر ان آخر مره شهدتك فيها على هذا النحو كانت يوم استجواب الوزير مصطفى الشمالي، حيث لم يذكر التاريخ لك شيئاً في هذه الجلسة، التي تحمل فيها بكل جسارة وبكل قدرة ومن اجل الكويت نواب آخرون.. لا تطال قامتك قاماتهم!.. «واذا كنت ناسي أفكرك»!!.
٭٭٭
ما هذا الذي تفعله اليوم عبر قناتك التلفزيونية؟ تقف وراء الشاشات مستأسداً ومتحدياً مسلم البراك.. وهو الآن بلا حول ولا قوة.. وبلا حصانة.. فأين كنت في السابق؟ الآن تتحداه.. أما كان أمامك في عز مجده وسطوة أتباعه ومؤيديه والمؤتمرين بأمره في المجلس.. الآن تضحك على من؟! وتحاول ان تخدع من؟! بهذه المحاولة الرخيصة بأنك تتصدي لـ«الأغلبية المبطلة»، وأنك تعريها وتتصدى لها؟! أين كنت انت في ذروة المعارضة «للبراك».. و«السعدون»؟ اين كنت؟ تتفقد أموالك، ام تعقد صفقاتك، أم ترتب تحالفاتك.. ام تجهز رجالك وتحيك مؤامراتك وقتها كان هناك رجال آخرون يتصدون لمخطط ضياع الكويت، ويتفانون في ذلك، وكنت انت تلهو وتلعب بأموالك، وتخطط مع رفاقك لتغيير المشهد، حتى تأتي الآن لتظهر قوتك الجديدة.. ويصبح لك مكان الى جوار القيادة السياسية.. فتنبئها عن وجودك.. الذي كان هشاً قبل هذا المجلس الآخر.
٭٭٭
أين أنت.. وأين كنت وما الذي فعلت عندما قال «مسلم» للقيادة السياسية، عندما ألقى خطاب «لن نسمح لك»؟! أين انت عندما كادت الكويت ان تضيع، أنت كنت في مواقع أخرى تزيد جراح الكويت باطلاقك الرصاصات الخمس وتتحدى ارادة القيادة باقرار «الصوت الواحد».. أنت اليوم تأتي وتقول «لن نسمح باستمرار الاشاعات والضرب بالذمم والاعراض»!.
من هو الذي يطلق الاشاعات يا «مرزوق»؟ فأنت من اعتدت على اطلاق الاشاعات من حديثك عن «مراقبة مكالماتك»، الى الادعاء بأن «رشوة عرضت على شخص لينزل في دائرتي لاسقاطي» الى حديثك عن ضخ قطب حكومي مبلغ 10 ملايين، لأحد الوزراء السابقين، لكي يأتي بنواب يتحكم بهم بالمجلس، الى حديثك أخيرا عن الراغبين في الاستيلاء على الحكم، الى الكثير من الاتهامات التي أطلقتها والتي لا تحيا بدونها.. والغريب انك في كل ما أشعته من أمور خطيرة لم تكن الكويت لا في مقدمة ولا في مؤخرة ذهنك.. فهي ليست موجودة أصلاً.. انما هي موجودة في «مخباتك» لانها لو كانت موجودة لكان كل اتهام من هذه الاتهامات يجد طريقه الى التحقيق والنيابة ولكن هل تهمك الكويت؟ أم تبحث عن المفيد. الزبدة!!.
بسببك دفعت الكويت ثمناً باهظاً في حربك الصغيرة مع الرياضة.. وبسببك اليوم تدفع الكويت الكثير الآن بسبب محاولاتك جر السلطة التشريعية الى معاركك الخاصة!!.
٭٭٭
اليوم أنت تغير المواقع وتنتقل من مقاعد النواب الى مواقع المسؤولية، فترى في نفسك قوة وبأساً تتيح لك ان تتهم زملاءك بأن هناك «عرابا» يقود مؤامرة وان هؤلاء الزملاء، الذين اختلفوا مع توجهك.. ومع دورك بأنهم جزء من المؤامرة، رأيت ان هدفها تقويض الحكم واسقاط السلطات الثلاث؟! انت هنا تقصد (الراشد – الهاشم – الكندري – العدساني – القويعان) فهل هؤلاء هم الذين يسعون لتقويض السلطات.. وهم الذين كانوا مع الكويت وشاركوا بعد اقرار المحكمة الدستورية «الصوت الواحد»!!.
لم لا تحترم عقولنا حتى نحترمك؟ فاذا كنت ترى انهم متآمرون وهناك مخطط كما تقول فلتذهب الى النيابة وتبلغ عن المعلومات التي لديك للاطاحة بمؤسسات الدولة!.
٭٭٭
هذه مسؤوليتك اذا كنت رجلاً مسؤولاً، اما اذا لم تبلغ فان هذا يعني ان افتراءك غير صحيح!!.
وانا أتحداك ان تثبت كلامك هذا!! انت تحاول اتهام «الراشد» وارهابه بذلك، ألا تخجل مما تقول؟! لهذه الدرجة اعماك منصبك وصرت ترى الجميع يريدون استهدافك وتشويه سمعة المجلس بسببك، انت مسكين وأشفق على الكويت من ان يكون رئيس مجلسها بهذا الأفق الضيق وهذه النظرة السوداوية!!.
اسمح لي ان أقول لك انك لا تستحق هذا المنصب الذي لم تصل اليه بسبب تاريخك، فلا تاريخ لك!!.
أما تعهدك باسقاط الحكومة ورئيسها اذا تم عرض المستندات التي أعلن عنها «البراك» او الاساءة الى السلطة القضائية وكانت حقيقية، فدعني أبلغك أنا برسالة مباشرة وأقول لك نحن لا نحتاج منك أي تعهد، فالشعب قد تكون له كلمته آنذاك ولا نحتاج منك لأي موقف لأنك جزء من كل ما يحدث.. والله من وراء القصد!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!