مقتل 50 عنصراً من قوات النظام بتفجير سيارة في ريف حماة

قصف على أحياء في جنوب دمشق وتفجير عبوة ناسفة بحي المزة.. واشتباكات فـي حلب وحمص

مقتل 50 عنصراً من قوات النظام بتفجير سيارة في ريف حماة

صورة بثتها وكالة «سانا» تظهر مدنيين وعسكريين يتفقدون الأضرار الناجمة عن انفجار عبوة ناسفة في حي «المزة 86» في دمشق.
صورة بثتها وكالة «سانا» تظهر مدنيين وعسكريين يتفقدون الأضرار الناجمة عن انفجار عبوة ناسفة في حي «المزة 86» في دمشق.

قتل 50 عنصراً من القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها، صباح أمس، في تفجير سيارة مفخخة في ريف حماة، فيما تعرضت مناطق في جنوب العاصمة دمشق للقصف بالتزامن مع اشتباكات على أطرافها، بينما شهدت أحياء في مدينة حلب (شمال) اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر أكبرها في محيط فرع المخابرات الجوية. بينما قتل 11 شخصاً في تفجير عبوة ناسفة في حي المزة بدمشق. فيما تواصل المعارضة السورية اجتماعاتها في الدوحة سعياً لتوحيد صفوفها، وسط حراك دبلوماسي لم يتوصل بعد الى مخارج للازمة السورية، في حين اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاطراف «المؤثرة» في المعارضة بتشجيعها على مواصلة القتال بدلاً من دفعها الى الجلوس إلى مائدة المفاوضات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» إن 50 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا، صباح أمس، في انفجار سيارة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب في محافظة حماة وسط البلاد. وأوضح أن الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة، مشيراً الى ان «العملية نفذت بالتعاون مع كتائب أخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز». ويعتبر المركز اكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، بحسب المرصد.

وذكر المرصد ان الانفجار تسبب في دمار كبير في المكان.

من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول، ان «إرهابياً» فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية انعاش الريف، من دون ان تأتي على ذكر القوات النظامية.

وقالت ان «وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الارهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار»، وان «المعلومات الاولية تشير الى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 10 آخرين».

إلى ذلك، تعرضت مناطق في جنوب دمشق للقصف مع وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وقال المرصد إن حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة السورية تعرض، أمس، لقصف من القوات النظامية تزامن مع اشتباكات في الحي وحي التضامن الذي شهد حركة نزوح الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ويشهد المخيم منذ ايام امتداداً لأعمال العنف التي تدور في الاحياء الجنوبية للعاصمة والمستمرة بتقطع على الرغم من اعلان القوات النظامية السيطرة على مجمل احياء دمشق منذ يوليو الماضي.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري، أمس، بأن «إرهابيين أطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك، ما أدى الى استشهاد سبعة مواطنين». وذكر المرصد أن القذيفة أدت الى مقتل شخص واصابة عدد من الجرحى.

وكان المرصد أفاد باشتباكات على أطراف المخيم المجاور للتضامن والحجر الاسود، يشارك فيها مقاتلون فلسطينيون «بعضهم مع النظام وآخرون ضده».

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سقوط ثمانية أشخاص جراء سقوط قذيفة هاون على المخيم، تزامنا مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للنظام، ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد.

وفي حي المزة بدمشق أدى تفجير عبوة ناسفة، أمس، إلى مقتل 11 شخصاً واصابة العشرات بجروح، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

وأكد المرصد حصيلة القتلى، مشيراً الى أن بين الجرحى ثمانية على الاقل إصاباتهم خطرة، بالاضافة الى وقوع «أضرار مادية كبيرة» في مكان الانفجار.

وأورد التلفزيون في شريط اخباري «ارتفاع حصيلة التفجير الارهابي في حي مزة جبل 86 بدمشق الى 11 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء».

وكان التلفزيون اشار في وقت سابق الى أن التفجير «ناتج عن عبوة ناسفة زرعها ارهابيون في ساحة عروس الجبل المكتظة بالناس».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بتعرض مناطق عدة بينها دوما وعربين وحرستا وبساتين الغوطة الشرقية، لغارات جوية بالطائرات المقاتلة. وشدد النظام في الفترة الاخيرة حملته على ريف العاصمة، لاسيما في الغوطة الشرقية التي نزح منها غالبية سكانها.

وأكد أن المقاتلين المعارضين شنوا هجمات متزامنة فجر أمس، على حواجز للقوات النظامية في مناطق عدة في جنوب العاصمة منها أحياء القدم ونهر عيشة وشارع الـ30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، تحدث المرصد عن اندلاع النيران في محيط مبنى فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب) «الذي يشهد اشتباكات عنيفة». ونقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر في الهلال الاحمر السوري قوله، ان مستودعا رئيسا للمنظمة «احترق بالكامل» جراء اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.

ويضم المستودع البالغة مساحته نحو 1000 متر مربع، ادوية وأغذية ومواد تموينية وادى احتراقه الى فقدان «مواد الاغاثة الاكثر أهمية» كحليب الاطفال واغطية للشتاء، بحسب المصدر.

ونقل المراسل عن الصيدلي سمير (37 عاماً) في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء قوله، ان الاشتباكات هي «الأقوى» منذ بدء المعارك في المنطقة.

وأضاف «نعيش في رعب ليلي منذ نحو اسبوع. نسمع كل شيء: اشتباكات بالاسلحة الرشاشة، قصف بالدبابات، انفجارات».

كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند دوار الليرمون (شمال غرب)، وفي حي الاذاعة (جنوب غرب) ومحيط مطار حلب الدولي (جنوب شرق)، بحسب المرصد.

وفي محافظة حمص (وسط)، تعرض حي دير بعلبة صباح أمس، للقصف من قبل القوات النظامية تزامناً مع اشتباكات «في الحي الذي يشهد عملية عسكرية منذ أيام عدة»، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ما لا يقل عن 20 مقاتلاً معارضاً للنظام السوري، أمس، في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم»، في ريف ادلب. فيما تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها المعارضون في التاسع من أكتوبر الماضي، والتي تعرضت بدورها لغارات جوية أمس، بحسب المرصد.

سياسياً، استكمل المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعه في الدوحة المخصص لزيادة عدد الاعضاء وانتخاب هيئة عامة جديدة.

وتتجه الانظار الى «اجتماع تشاوري» يعقده المجلس الخميس المقبل مع هيئات وشخصيات معارضة بدعوة من جامعة الدول العربية وقطر، سيتناول ايجاد «جسم سياسي» جديد يضم كل أطياف المعارضة ويمهد لتشكيل حكومة في المنفى.

ودعت لجان التنسيق المحلية من جهتها في بيان، أمس، أي تشكيل سياسي جديد الى ان يضع في أولوياته «تأمين الدعم العسكري المنظم للثوار، فضلاً عن الدعم الإغاثي بعيدا عن الولاءات الشخصية». وكانت الولايات المتحدة دعت الى البحث عن بدائل اكثر شمولاً من المجلس الوطني، معتبرة انه لم يعد يمثل كل أطراف المعارضة.

وفي رد على هذا الموقف، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الداعمين للمعارضة السورية بحضها على مواصلة القتال، قائلاً ان البعض «يفضلون ان يوحدوا المعارضة ليس على قاعدة المفاوضات، وإنما على قاعدة مواصلة الاعمال القتالية».

وأضاف لافروف من القاهرة خلال مؤتمر صحافي، أمس، مع نظيره المصري محمد كامل عمرو «لسنا نحن الذين نملك تأثيرا حاسما على المعارضة السورية»، مشيراً إلى أن « الذين يتمتعون بهذا التأثير لابد ان يبذلوا الجهد لتنفيذ اتفاقيات ومبادئ جنيف» وتشجيع المعارضة على «الجلوس الى طاولة المفاوضات». وبدأ لافروف أول من أمس، جولة إقليمية، والتقى في القاهرة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.