مفتي السعودية: مخابرات عالمية صنعت جماعات التطرف

حذر مفتي عام السعودية من التساهل في جرائم القتل، مؤكدا أن الجماعات المتطرفة التي تدعي الإسلام، هدفها الإفساد في الأرض، وأنها أدوات في أيدي أجهزة مخابرات عالمية.
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس البحوث العلمية والإفتاء، إنه لا يليق بمؤمن أن يقدم على قتل مؤمن آخر عمدا، مبينا أن الإيمان الصحيح يتوجب عليه احترام دماء المسلمين، وأن هذا ينافي كمال الإيمان ويدل على نقصانه. وأضاف خلال خطبة يوم الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط العاصمة السعودية الرياض، أن السنة النبوية حذرت من ارتكاب جريمة القتل العمد، وأمرت باجتناب الموبقات السبع، ومنها قتل النفس.
وأبان آل الشيخ أن الدماء أول عمل يحاسب عليه المسلم يوم الحساب، وأن الشريعة الإسلامية حذرت من قتل المسلم ولو كان بالإشارة والنصح أو التوجيه، ومضى يقول: «إياك ثم إياك أن تنخدع بدعوات الشيطان بأنه في حال وفائك بأولياء الدم أن ذلك ينجيك من العذاب في الدار الآخرة، ولا تظن أنه بمجرد تسليمك الأموال الكبيرة لهم أن ذلك ينجيك من عذاب الآخرة».
وزاد: «الشريعة الإسلامية أتت بالرحمة والإحسان، وإن المسلمين عاشوا مع غير المسلمين بكل ألفة ومحبة، أما أولئك الذين يشوهون الإسلام بأعمالهم الإجرامية وأعمالهم السيئة، فإن تلك الأمور تخالف الشرع».
وذكر رئيس هيئة كبار العلماء «نسمع ونشاهد مناظر بشعة وصورا مسيئة لجرائم القتل التي تقدم عليها النفوس الشريرة والأيدي الخبيثة، والتي تعد العدو الأول للإسلام، وأن تلك الجرائم يجري تصويرها في وسائل الإعلام، ويصور كيف أن المسلمين يقتل بعضهم بعضا، وأن تلك الفئات التي تقوم بعمليات القتل متربية على أيدي مخابرات عالمية، ويكون همها الأول سفك دماء المسلمين، وأن ما يقومون به جرائم كبيرة وبلاء، وأن الشريعة الإسلامية بريئة من تلك الأعمال الإجرامية، وكل مسلم حق يرفضها».وعدّ مفتي المملكة أن تلك الجماعات غطت جرائمها بالإسلام مدعية أن ما تقوم به جهاد إسلامي، ومضى يقول: «يظن هؤلاء أن ما يقومون به جهاد، بل إن ما يقومون به ظلم وعدوان ولا يعد جهادا»، محذرا شباب المسلمين من الاندفاع إلى تلك الدعوات المتطرفة، وإن تلك الجماعات المتطرفة تحمل نيات إفساد في الأرض.
وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أكد أن الاعتداء على رجال الأمن في الحدود الجنوبية للبلاد، أخيرا، أمر لم يراعِ حرمات النفس، ولم يراعِ حرمات شهر رمضان المبارك، مفيدا بأنه لا يعد جهادا.
وقال في حينه: «إن هناك فئة من الناس لم تراع حرمات المسلمين، ولم تراع شهر رمضان المبارك، وذلك بالاعتداء على رجال الأمن في الحدود الجنوبية»، لافتا إلى أن «ذلك يأتي في إطار طاعتهم للشيطان عبر تفجير أنفسهم، وقتلهم الأبرياء بغير حق»، مؤكدا أن «تلك التصرفات خاطئة، ودليل على جهل وضلالة»، مبيّنا أن «ما قاموا به لا يعد جهادا في سبيل الله»، ومضى يقول: «أي جهاد ذلك الذي يدّعونه ويجري عبر قتل الأبرياء وتدمير الممتلكات والإفساد في الأرض، هذا باطل وتصور خاطئ».
وأضاف أن قتل الأبرياء وتدمير الممتلكات والإفساد في الأرض أمور خطيرة، وأن ما يقوم به هؤلاء المفسدون مدبر مع منظمات إجرامية يديرها أعداء الإسلام كيفما شاءوا، وأن المسلمين ما أصيبوا بأعظم من أن يكونوا ضد بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، وأن أعداء الإسلام نجحوا في تفريق الأمة وتشتيت صفوفها، وأن تلك الجرائم خطيرة ولا خير فيها، وتعتمد على مذهب الخوارج، وأن أعداء الإسلام غيروا فكر من قام بذلك الاعتداء ولم يأبهوا بحرمة الشهر الكريم، ولا بنفس وعرض.

 

 

 

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط