مشاري العدواني ـ إن كان حرام بنحرقه !

في فيلم (العار) الذي كتبه المؤلف المصري الساخر، محمود ابوزيد، هناك مشهد يبين لك الصراع المرير بين الحلال والحرام، والخير والشر، والنزعة الانسانية والطمع والجشع، فحينما اكتشف الشقيقان رئيس النيابة والطبيب، بعد وفاة والدهم  الورع التقي النقي الحاج، لم يكن الا تاجر مخدرات كبير ! وبان كل العز والدلال الذي كانوا يعيشونه، ما هو الا نتاج ثمن بيع السموم، التي يطالب الابن رئيس النيابة دائما باعدام تجارها، والتي يعاني الشقيق الاخر الطبيب بالمصحة العقلية من علاج المرضى الذين اوصلتهم تلك السموم الى مرحلة الجنون !  في البداية رفض الشقيقان استيعاب الصدمة، ولكنهم بعد فترة تفكير ونزعة شيطانية مريضة قرروا مشاركة الشقيق الاكبر في اتمام ادخال شحنة المخدرات الكبرى الى البلاد، فدار حوار بينهم حول الحلال والحرام، فحلل لهم الشقيق الاكبر القصة،بقوله عن تدخين المخدرات (ان كانت حلال بنشربها وان كانت حرام بنحرقها) ! بهذا المفهوم وبتلك العقلية قدم لنا المؤلف كيف يتم التلاعب وتطويع الحرام وتحليله من اجل راس المال ايما كان مصدره !

… وبما اننا في اطار الحلال والحرام والمخدرات، الحرب القذرة التي تشنها بعض الدول على دولة الكويت والتي كما هو واضح بأن معالي نائب رئيس مجلس الوزراء و وزير الداخلية، محمد الخالد، اصبح راس الحربة فيها مع بقية رجال مكافحة المخدرات بالكويت، فإنه ولأن السياسة ليس بها حلال او حرام، وكل شيء متاح فيها، فإنه بعدما اصر نايف العجمي على الاستقالة وبهذا ضاعت فرصة اعادة هيبة المجلس من خلال اقصائه باستجواب !
تم تداول اسم الوزير محمد الخالد، لكي يكون ضحية بيت عز مجلس الامة الحالي، بجانب وزير آخر! بكل بساطة تتم الان تطبيق نظرية كويتية جديدة من صنف فاخر وهي …. ان كان قوي بنحرقه، وان كان ضعيف نقوي المجلس من خلال حرقه!!