مشاري العدواني ـ حبيبي برشلوني !!

 لدي صديق عاد قبل أيام من مدينة برشلونة الاسبانية، التي كانت في يوم من الايام جزءا من الدولة الاسلامية في جنوب غرب أوروبا، ثم حررها المسيحيون، ثم عادت للمسلمين ثم حررها المسيحيون وبين كر وفر، وسكره وفكرة، ضاعت لحانا، وضاعت الدولة الاسلامية !

وكالعادة اعشق وادعو بالحل والترحال، لأي صديق يحضر لي معه (صوغه) هدية السفر، والعكس صحيح للأصدقاء المسافرين (الجطل) الذين استخسر اتحمد لهم على السلامة!
المهم بعد السلامات والتحية ورؤيتي للكيس الذي يحمله، قلت بس شكلها هدية محرزة وإذ به احضر لي من مدينة برشلونة، معقل النادي الكتلوني، وقلعته وملعبه (الكامب نو) قميص لنادي (ريال مدريد) الغريم التقليدي، بل العدو الاول لنادي برشلونة ! وبعد التفحص، والتقحص، اتضح بأن القميص (مش اصلي) ورسمي، وتقليد درجة عاشرة لا يباع حتى بسوق الجمعة !!
صديقي كويتي، عربي البصر والبصيرة، فلذلك استنكر وشجب، تلك الفعلة من البائع البرشلوني، الذي غشه، وباعه قميص تقليد، لعدو مدينته واهله الاول، ريال مدريد ! شخصيا سأبلع سذاجة صديقي، الذي ذهب يشتري من معقل الشياطين … قمصان الملائكة !
لكنني لن ابلع، ولن اصدق معدل السذاجة، التي يعاني منها بعض رواد الف باء السياسة الكويتية حاليا، الذين يستنكرون ويشجبون، تسارع وتيرة، التعيينات، والتنفيعات، والمناقصات، وتسديد الفواتير التي تقوم بها الحكومة، لمؤيديها من شيوخ، وتجار، ونواب مجلس بوصوت، ومن قادة فرق الطبول والمزامير!
يعني هل كنتم تتوقعون مثلا بأن السلطة لن تقدم على تلك الافعال بعد المقاطعة للانتخابات؟!! وهل كنتم تتوقعون ايضا بأن السلطة لا تعلم في قرارة نفسها بأن بعض تلك (الحلوق الفاسدة) ممن أيدها، وممن اعلنوا بأن التصويت بالانتخابات، هي مسألة حياة أو ممات من اجل الكويت، الوطن والنظام، ليس في أغلبهم ممن طفحوا على السطحين الاعلامي والنيابي، هم مجرد شوية جمبازية … إن لم ترمي لهم (النقوط) قلبوا عليها؟!! 
نحن في مرحلة تسديد فواتير رؤوس الفريق الأزرق الذي شارك الانتخابات وكان ضد الفريق البرتقالي المقاطع، وخلال الايام القليلة القادمة ستزداد وتيرة الفواتير… لحد اننا لن نستطيع ان نلحق على رصدها كلها، لأن موعد النطق بحكم المحكمة الدستورية المتعلق بالصوت الواحد اقترب،والرؤوس بالفريق الازرق خائفين من تغيير خطة السلطة بل (الكسرة) باللحظات الاخيرة، فلذلك هم يضغطون من أجل قبضهم للثمن، ثمن تشجيعهم الخطايا السلطوية!
 

qanone@yahoo.com

twitter@ qanone