محمد الوشيحي ـ حبل حشد

أيها الحشديون، أو بعض الحشديين، ما الذي حدث لكم؟ قتلى وجرحى ومصابون، والرماة فوق الجبل، والمقاتلون عند بئر الماء، والنساء تولول، والأطفال يصرخون… وليلتكم طويلة… ما الذي حدث لكم؟ أين النبل والفروسية في الاختلاف؟
وقبل أن أغوص في غبة الموضوع، أقول لمن يقرأنا من على الشاطئ، أو من خارج الكويت، ويجهل معنى كلمة “حشد”: حشد، أو الحركة الشعبية الديمقراطية، هي تيار سياسي معارض، يرتدي القميص رقم عشرة، فهي ميسي المعارضة، المسؤول عن بناء الهجمات وتسجيل الأهداف وإمتاع المتابعين.
هي حركة تضم عدداً من ذوي المخالب والأنياب، من النواب السابقين والناشطين، ويتعاطف معها الكثير من الناس، من خارج التنظيم، ومنهم محدثكم، أو كاتبكم.
وأزعم أنها أكثر حركة سياسية تعرضت لقصف السلطة وأدواتها. وبسبب حشد تورمت أرصدة بعض الموالين للسلطة، وانتفخت كروش البعض، لذلك نرى ارتفاع نغمة الشماتة فيها، بعد استقالات مجموعة من أعضائها، مع أن استمرار هذه الحركة قوية ومتماسكة، هو من مصلحة “طفيليات السلطة”، لكن الطفيليات لا تمتلك عقلاً راجحاً، لذا انهالت شماتتهم عليها بعد الاستقالات. علماً بأنني لست ممن يرفضون الشماتة في الأمور السياسية، ولا الرياضية.
جميل… لنعد إلى موضع استقالات حشد، التي شغلت الناس، فتركوا ما حدث ويحدث في النفط، مصدر رزقهم الرئيسي، من تعيينات حزبية سياسية، وانصرفوا عن مواضيع الاستجوابات المقدمة من أحد أعضاء البرلمان، وتناسوا كل شيء، وصبوا كل تركيزهم على استقالات بعض الحشديين.
كلنا كنا نعلم أن انفصام العرى بين فريقي حشد أمرٌ واقع لا محالة، كلنا كنا نرى مَن “يحزّ الحبل”، وأيقنّا أن الحبل سينقطع لا شك، في أقرب فرصة، أو أقرب هزيمة داخلية.
عن نفسي، لست حزيناً لما حدث، بل على العكس، لطالما طالبت بأن يرتدي كل إنسان القميص الحقيقي الذي يمثله، ويخلع قميصه الذي يرتديه، إن تغيرت قناعته به. وأتمنى أن يعم هذا الأمر التيارات السياسية، ومنها، على سبيل المثال، التجمع السلفي، الذي يصر أعضاؤه على إبقاء الحبل الواصل بينهم، حتى وإن ألصقوه بـ”صمغ الورق”، وإلا فبالله عليكم، ما الرؤى المشتركة التي تجمع خالد السلطان ود. عبداللطيف العميري، وأنصارهما، بالوزير الدكتور علي العمير؟ ولا أدري لمَ لا يستقيل العمير من التجمع السلفي، ويشكل تياراً سياسياً يجمعه بنبيل الفضل والحريجي وسعدون حماد وعسكر العنزي وعبدالله معيوف، وبقية المتوافقين مع أفكاره ورؤاه؟
على أن اللافت، أو المضحك، في ردود الأفعال على استقالات بعض أعضاء حركة حشد، هو تباكي أنصار السلطة على “وجه المعارضة الذي تم تشويهه، بسبب أفعال حشد!”، أي والله. ويا دنيا يا دنية.