محمد الوشيحي ـ الجامعة .. ومعنى كلمة بعض

صراخ، ونحيب، وضرب على الرؤوس بالكفوف، ومولد، والله حي، وبالروح بالدم، وتبادل ضرب بالكراسي، وهيصة… والسبب جملة في مقالتي السابقة، المعنونة بـ”خريجو الثانوية… إنه الخرطي المعتق”، وتحمل تلك الجملة كلمة “بعض” بين يديها، وترفعها فوق رأسها ليراها الكفيف قبل المبصر، لكن “بعض” اللاطمين، أكرر “بعض”، وبعض لا تعني “الجميع” ولا “الأغلبية” ولا “السواد الأعظم”، بل معناها “بعض”. صح؟ أقول: بعض اللاطمين تركوا موضوع المقالة المستحق، وتشعبطوا في الجملة، بعد أن سلخوا منها كلمة “بعض”، ودفنوها، ثم مسحوا آثارها بالديتول الخبيث، كي يتباكوا ويشتموا الكاتبجي “دفاعاً” عن الجامعة وسمعتها. بل إن أحد الدكاترة، ولا أدري هل هو أستاذ في الجامعة أم عابر سبيل، ركب حصانه الأبجر وغرد: “أساتذة الجامعة خط أحمر”، والحمد لله أنه لم يقل “لحومهم مسمومة”.
على أن هناك من خالفني في الرأي، وأبدى عتبه باحترام، ومنهم  الزميلة في هذه الجريدة، الدكتورة ابتهال الخطيب. ولها وللمحترمين وجب الرد والتوضيح، وإن كان من باب توضيح الواضحات… فأقول: بدءاً، لا أظن أنني بحاجة إلى الحديث عن اعتزازي بالصداقات التي تربطني ببعض أساتذة الجامعة، ومنهم الأفاضل د. جمعان الحربش ود. فيصل المسلم وبالطبع د. ابتهال الخطيب، وآخرون لا تتسع الصفحة لذكر أسمائهم، كي أؤكد أنني أقصد البعض عندما ذكرت كلمة “بعض”، وليس من بينهم، بالتأكيد، من لم يحترم مكانة أستاذ الجامعة.
أما حكايات التقديس والتنزيه والعصمة لأساتذة الجامعة، فلا علاقة لي بها ولا نسب ولا جيرة، لذا لا تعنيني ولا يهمني أمرها. سأنتقد الجامعة، ومستوى الجامعة المنحدر، وسياسات الجامعة، وانزواءها في الركن المظلم أثناء تنافس الجامعات العالمية على الصدارة، وغير ذلك. وليتنا رأينا غضبة كهذه على حال الجامعة الذي لا يسر الكارهين قبل المحبين. ولعل أحدث المصائب (لم أقل آخرها) هو ما جاء في تصريح وزير التعليم العالي قبل أيام، عن أن الوزارة، بعد انتهاء فترة مدير الجامعة الحالي، عرضت منصب المدير على نحو ستة من الدكاترة، لكن أحداً منهم لم يقبل. ومن يلومهم؟ جامعة مريضة، يرفض أهلها علاجها.
وبالعودة إلى الجملة، التي تظاهر البعض بالصدمة عند قراءتها، وراح يبالغ في رفع حاجبي الدهشة! رغم أن آخرين تحدثوا في وسائل الإعلام عن بعض أساتذة الجامعة الذين يستغلون مناصبهم لمساومة بعض البنات، ولم ينتفض أحد كما انتفض على مقالتي، أو على جملتي، فالقضية هنا؛ “مَن الكاتب؟”، لا “ما المكتوب”.
عموماً، للمحترمين، من كل الفئات، نؤكد احترامنا، وللمتلاعبين ميسمٌ يوضع على النار، نكوي به آذانهم الكريمة.