محمد الرويحل ـ وماذا بعد إغلاق الصحف !

مسلسل الاستيلاء على كل مقومات الدولة مستمر ويستمر ولن يقف عند هذا الحد بل سيصل لكل ما لم يخطر ببال أحد ، فبعد أن استولوا على مؤسسات الدولة وسخرّوها لصالحهم ولمصالحهم جاء دور الصحافة خاصة تلك التي لا تدور في فلكهم وتعمل ضد مصالحهم ولكشف فسادهم.

هكذا هم المتنفذون الفاسدون لن يتركوا دولة القانون والدستور تسود ولن يسمحوا لكائن من كان أن يقف بوجه مصالحهم ونفوذهم أو يعرقل مخططاتهم لذا كرسوا كل امكانياتهم للاستيلاء على مقومات الدولة ومؤسساتها ليسخرّوها لخدمتهم وخدمة مصالحهم ولكي تكون عصاهم التي يضربون بها كل من يقف ضدهم أو يخالفهم ويفضح أهدافهم لذا كان ما حصل وسيحصل لصحيفتي عالم اليوم والوطن نصيب من تلك الضربات.
فما يعني هذه الفئة الفاسدة هو الاستحواذ على مقدرات الامة وأموالها دون الاكتراث لسيادة القانون او الدستور ودون أعتبار لكيان الدولة ومؤسساتها فلا يهمهم من الدولة سوى أموالها وخضوع مؤسساتها لهم للاستيلاء على تلك الأموال ، وبعد أن تمكنوا من كل مفاصل الدولة وأذرعتها أصبحوا يمارسون فسادهم بشكل فاضح وطغيانهم بشكل سافر دون أي اعتبار للأمة وغضبها ودون أي اكتراث أو خوف من القانون والدستور.
ولو لاحظنا قضية اغلاق صحيفتي عالم اليوم والوطن دون غيرها من الصحف الأخرى التي خاضت بذات التفاصيل التي خاضتها تلك الصحيفتين وذات القضية التي تطرقت لها ولكن بصورة معاكسة ولأطراف مختلفة فمن تحدث عن تلك القضية في بعض الصحف ونشرت له ليس كمن تحدث عن ذات القضية في تلك الصحيفتين وهو الأمر الذي يبين للمتابع مدى قوة وتأثير هؤلاء المتنفذين وسيطرتهم على القرار في الدولة ..
يعني بالعربي المشرمح:
لم يعد فقط الدستور الذي بجيوبهم بل أصبحت الدولة وبكل مؤسساتها بجيوبهم أيضا ، والشعب وأرادته بجيوبهم ، حتى أصبحوا هم الدولة وهم الشعب وهم القانون وهم الدستور ولا عزاء لدولة القانون والمؤسسات ولا عزاء لشعب فقد إرادته ولم يعد يملك سوى الثرثرة في وسائل التواصل الأجتماعي.