محمد الرويحل ـ الشليتي والسرسري !!

في عهد الدولة العثمانية انتشر فساد التجار وتلاعبهم بالأسعار في حقبة ما وفي وضح النهار ، فاشتكى المواطنون للدولة العلية التي قامت بتعيين موظف لمراقبة التجار وتلاعبهم بالأسعار وكانوا يطلقون عليه اسم الشليتي أو الشلايتي، الا أن التجار استطاعوا اخضاع الشليتي لسيطرتهم عبر رشاوى يتلقاها منهم فزاد فساد التجار وتذمر الناس الذي قدموا شكوى جديدة للدولة العلية بتهاون الشليتي مع التجار وتلقيه الرشاوى منهم الأمر الذي جعل الحكومة العثمانية تعين السرسري ليراقب الشليتية والتأكد من قيامهم بواجباتهم بالشكل الصحيح ، ولكن السرسرية الذين كانت مهمتهم مراقبة الشليتية خضعوا لسلطة التجار أيضا وللرشاوى منهم ، فأصبح المصطلحان الشليتي والسرسري يطلقان على الفاسدين وخصوصا موظفين الدولة.
الحقيقة أنني لم أكن أعرف بأن الشليتية والسرسرية هم الفاسدون من موظفي الدولة الذي يقبلون رشاوى التجار لغض الطرف عن فسادهم وكنت أعتقد بأن الشليتي أو السرسري مصطلحان يطلقان على المتسكع والمغازلجي دون أي رابط بينهما وبين الفساد والمفسدين.. 
لدينا في الكويت الكثير من الشلايتية والسرسرية والكثير من التجار الفاسدين الذي استطاعوا اخضاع الشليتي والسرسري لنفوذهم فيغضون الطرف عن فسادهم وفساد مشاريعهم ، ولنتخيل كم شليتي وسرسري يعيش بيننا في ظل كل هذه المشاريع الفاسدة ..

يعني بالعربي المشرمح

لقد ظلمنا المتسكعين والمغازلجية حين كنا نصفهم بالشلايتية والسرسرية لأن السرسرية والشلايتية الحقيقيين هم من يغضون الطرف عن فساد المفسدين ويجملون فسادهم ، وجعلوه ينخر أركان الدولة وساعدوا على انتشاره بصورة غير مسبوقة ، ولنا في كل مشروع للدولة شلايتية وسرسرية .. 

شرمحة حكومية

كعادتها حكومتنا لا بد وأن تخلق لنا أزمة جديدة لتشغلنا بها حيث اعتبرت استقالة الوزراء تختلف عن استقالة الحكومة الأمر الذي لم يقم رئيس الحكومة بتقديم استقالته رغم استقالة جميع وزرائه وهو ما سيدخلنا بأزمة دستورية جديدة.

 

 

 

@MOHDALROWEEHEL