محمد الرويحل ـ الشعوب الارهابية !!

جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة « نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف وان نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن تأخذنا أنفسنا بالتسامح وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي……….. الخ».

حين تقرأ تلك الديباجة للمنظمة الدولية تعتقد أخي العربي بأنك معني بما جاء فيها على اعتبار أن حكومتك قد صادقت على هذا الميثاق وأقرت به وعلى اعتبار انك انسان ضمن بني البشر خلقت لتعيش وتتعايش كبقية الناس بسلام في هذه الدنيا ولكن يبدو أن اعتقادك لا صلة له بالواقع الذي تعيشه ولا علاقة لهذا الميثاق بعرقك وانتسابك العربي حتى وإن كانت حكومتك قد وقعّت عليه وأقرت به حيث يكون قد فعلت ليشملها هذا الميثاق كحكومة فقط دون أن يشمل شعوبها بمعنى أن الحياة الكريمة والحقوق الأساسية للإنسان قد تنطبق فقط على الحكومات العربية دون شعوبها لذلك فالكائنات العربية لايشملها هذا الميثاق وهذا الالتزام والا لما شاهدنا ما يحدث في دول الربيع العربي من انتهاك ابسط حقوق الإنسان وهي حقوق العيش والحياة دون أن نرى تحركا من دول العالم التي صادقت على هذا الميثاق وتتبجح بحمايتها لحقوق الإنسان وحياته ..
ويبدو أن الشعوب العربية مخلوقات لا علاقة لها بالإنسان ولا حتى الحيوان أو أي مخلوقات أخرى على وجه الأرض أو في باطنها حتى تدافع عن حقوقهم المنظمات الدولية والحقوقية حين يتعرضون للظلم والقتل والقمع والاعتقال، واعتقد بأن الشعوب العربية لا ينطبق عليها صفة الإنسانية على اعتبار انها كائنات غريبة قد تكون من كوكب آخر كما أنها كائنات خطرة وإرهابية يجب محاربتها وإبادتها من هذا الوجود وذلك حسب مانراه من تعامل غالبية أنظمتها معها ومن صمت بقية حكومات العالم إزاء ما تتعرض له من ظلم وانتهاك لحقوقهم بل حتى المنظمات الحقوقية لا تحرك ساكنا حين يتعرضون لأبشع أنواع الامتهان والإبادة لأنها وببساطة بنظرهم مخلوقات غريبة عليهم ومصنفة بالخطرة والمتعطشة للدم والقتل والارهاب وتجب محاربتها وعدم منحها أية حقوق كبقية المخلوقات..
إذن نحن مخلوقات غريبة وعجيبة وإرهابية بنظر حكوماتنا وبقية دول العالم لذلك لا غرابة حين نرفض الديمقراطية التي تمارسها بقية الشعوب ولا نقبل بتداول السلطة من خلالها بالطرق السلمية حيث وصل بنا الامر ألا نقبل بالسلطة الا من خلال الاستيلاء عليها بالقوة وعبر قتل الآخر وتصفيته لدرجة أننا وحين أردنا تجربة تلك الممارسة الديمقراطية اللعينة ونختار من خلالها من يدير شؤوننا ويحكمنا وجدناها طريقة غير جديرة بنا ولا إثارة بها أو قتل وضحايا، الأمر الذي معه لا يمكن أن تصلح أحوالنا ولا تتلائم مع تركيبتنا أو حياتنا الغريبة المختلفة عن بقية المخلوقات فرفضنا تلك الممارسة اللعينة والتي لم تجلب لنا الا الحرية والكرامة فنتساوى وبقية المخلوقات الامر الذي لا نتميز عنهم بشيء لذلك اخترنا أن نعود لطبيعتنا وسيكلوجيتنا المختلفة والمتخلفة لنمارس الإرهاب من أجل حياة مثيرة وغريبة مليئة بالقتل والتصفية والاعتقال والإبادة وبهذه الطريقة نضرب عصفورين بحجر واحد حيث الاثارة والقتل والابادة وحيث نرهب ونرعب من خلاله تلك الافعال أعداءنا حين يرون قوتنا وقتلنا لبعضنا البعض.. 
ولأن هيئة الأمم المتحدة وقوانينها ومواثيقها لا تنطبق على الكائنات العربية ولا صلة لها بها لكونها كائنات غريبة وخطيرة وإرهابية حسب ما تصفه بها أنظمتهم ووفقا لقناعة حكومات تلك الدول فإن ما حدث ويحدث لشعوب الربيع العربي لم تكن يوما من الايام بمطالب إنسانية أو حقوقية ولا هي بشعوب ثائرة من أجل كرامتها وحريتها وحقوقها بل اعتبرت شعوبا إرهابية يجب قتلها وإبادتها دون هوادة ورحمة وفئة ضالة تجب إعادتها لصوابها وعودتها لعبوديتها والقبول بما يملى عليها من قبل أنظمتها الشرعية ووفقا لشرعية تلك المنظمة العالمية التي عزلت الشعب العربي عن بقية شعوب العالم وأسقطته من حساباتها الحقوقية ..
 
يعني بالعربي المشرمح:
 
الشعوب العربية ليست ضمن جداول الانسان ولا سجل لها في تلك المنظومة الدولية ولا حقوق لها كبقية المخلوقات التي تدافع عنها تلك المنظمة وغيرها من الهيئات الحقوقية في العالم بل حتى الحيوان له حقوق ومنظمات تقيم الدنيا ولا تقعدها أن مسها أذى أو انتهاك لحقوقها إلا الشعوب العربية المغضوب عليها حيث يعتقد بأنها كائنات خطرة قد تكون من كوكب آخر تجب محاربتها وإبادتها فلا يمكن التعايش معهم ولا يمكن السماح بأن يتأقلموا كبقية المخلوقات ليمارسوا حقهم في العيش والحياة الكريمة ولا يمكن القبول بأن يمارسوا حق الاختيار لمن يحكمهم ويدير شؤونهم كبقية العالم ووجب قتلهم حين قبلوا ليمارسوا ابسط حقوقهم ورضوا بالديمقراطية الغربية وقبلوا بأن يتداولوا السلطة بالطرق السلمية وعبر صناديق الاقتراع الامر الذي جعل العالم يتآمر عليهم ليصفهم بالارهابيين والقتلة فقط لأنهم أرادوا العيش كبقية شعوب العالم وأعتقدوا بأن الامم المتحدة قد شملتهم ضمن ميثاقها ليكتشفوا حقيقة هذه المنظمة وحقيقة واقعهم «الارهابي» الذي رسم وفرض عليهم ولا عزاء للكائنات العربية الارهابية ..
 
نقطة إرهابية
 
المجزرة التي حدثت مؤخرا في الغوطة الشرقية بنظر العالم ونظر الحكومات العربية عملية أرهابية ولا تعد مجزرة انسانية ولا علاقة لحقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة بها لأنها وقعت ضمن إطار الحرب على الارهاب ولأن الضحايا بها من الكائنات العربية الامر الذي سيدرج ضحاياها ضمن الوفيات في هذا اليوم ويكتفي العالم بالاستنكار والتنديد والمطالبة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ليس من أجل الضحايا وأهاليهم وشعوبهم بل أحتراما وتقديرا لإنسانية شعوبهم التي قد تعتبر صمتهم تأييدا لهذه الجريمة دون أي تقدير أو احترام للشعوب العربية أو لأهالي الضحايا .