محمد الرويحل ـ آرسطو ونظريته مع العرب

يقول أرسطو في كتاباته « أن أصل عبادة الحاكم هو الشرق ، وأن الشرقيين خلقوا ليكونوا عبيدا لحكامهم ..» انطلاقا لقول فرعون « يا أيها الملأ ما علمت أن لكم إلها غيري ..» ولكن أرسطو لايعلم بأن التوق للحرية غاية انسانية كبرى وأنها جزء من الطبيعة الانسانية وحق أصيل من بين كل الحقوق التي وهبها الله لخلقه ، بل وليست هبة يمنحها الحاكم لشعبه متى أراد وينزعها منهم متى شاء ، والله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا وكما قال سيدنا عمر رضي الله عنه « متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا « ، كما أن أرسطو لا يعلم بأن نور الحرية انبثق من الشرق ليعم بنوره على بقية الاتجاهات وينعم بها أحفاده من الغربيين ، إلا أن هذا الحق قد تعرض ويتعرض للاغتصاب والسلب عبر التاريخ الذي شهد صراعا داميا بين أصحاب هذا الحق ومغتصبيه من أجل استعادته، وأثبت التاريخ القديم والمعاصر بأن الحكام مارسوا ويمارسون سلطتهم كامتياز لهم ليدمجوا شخصياتهم الوظيفية بشخصية الدولة الاعتبارية ليصبحوا هم الدولة والدولة هي الحكام ولم تتمكن الشعوب الحية من اجبار الحكام على التخلي عن هذه الفكرة إلا بعد صراع مرير وطويل منهم من نجح في انتزاع حقه ونقل السيادة والسلطة للشعب ومنهم ما زال يناضل حتى يومنا هذا ، كما أن الحكام منهم من اتعظ وأعاد حق الشعب للشعب ومنهم من مازال يكابر ويغتصب هذا الحق ..

وصدقية نظرية أرسطو بأن أصل عبادة الحاكم هو الشرق كانت قبل الإسلام وأن كنت أتفق معها الآن حيث غالبية شعوب العالم نجحت في انتزاع حريتها وكرامتها وسيادتها باستثناء شعوب الشرق التي ما زالت مستعبدة، ولكني اختلف مع تلك النظرية لجزمي بأنها لم تكن لصيقة بشعوب الشرق دون غيرها بل هي نتيجة تآمر وتعاون أحفاد أرسطو من الغربيبن مع من تولوا شؤون أبناء وشعوب الشرق حيث ما أن يثوروا لنيل حقوقهم تجد الغرب من أحفاد أرسطو هم من يخمد ثورتهم ويتآمر عليهم ، حتى نجح أحفاد أرسطو بخلق ثقافة الاستعباد لدى فئة بعينها من فئات شعوب الشرق لا تعرف معنى للحرية ولا تؤمن بحق أن تنعم بها ..
يعني بالعربي المشرمح
لولا الغرب من أحفاد أرسطو لما نشأ لدى الشرق فئة تؤمن بسيادة الحاكم المطلقة وعصمته عن الخطأ وعدم معرفتها لطعم الحرية والكرامة وعدم إيمانها بحقوقها الأصيلة ولما كانت تبحث عن سيدٍ تخلقه ليتسيد عليها ويستعبدها فتجعل منه الوطن والسيادة وتتغنى بطغيانه وظلمه لها وترقص لممارسته الدكتاتورية والقمع، وتمنيت لو أن الخواجه ارسطو حيا ليرى عدم إيمان أحفاده من الغرب بحق الشعوب الأخرى بانتزاع حقوقها وكيف يتآمر أحفاده على تلك الشعوب ، كما تمنيت لو علم بأن شمس الحرية قد أشرقت من الشرق لينعم بها أحفاده في الغرب الذين يبذلون كل ما لديهم ويتآمرون لمنع نورها عن الشرق مصدرها الأصلي وذلك خوفا على مصالحهم دون أن يؤمنوا بمبدأ حق الشعوب الأخرى.