محللون: الأخبار الإيجابية عززت ثقة المســتثمرين ودعمت صعود الأسهم

منها قرارات «الأوراق المالية» بشأن «أرابتك» وتقرير «التمويل الدولي» والتوزيعات النقدية

محللون: الأخبار الإيجابية عززت ثقة المســتثمرين ودعمت صعود الأسهم

 

ورصد المحللون عدداً من الأخبار الإيجابية في الأسبوع الماضي، التي يتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي في أداء الأسواق، ومنها إعلان «معهد التمويل الدولي» ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للإمارات خلال عام ‬2012 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، ليمثل نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات دول الخليج مجتمعة، فضلاً عن عزم بنك أبوظبي الوطني سداد الجزء المتبقي من أموال الدعم الحكومي العام الجاري، وإعلان شركة «الواحة كابيتال» عن توزيعات نقدية تعد الأعلى منذ خمس سنوات، متوقعين أن تفضل الاستثمارات الأجنبية في الفترة المقبلة التوجه نحو أسواق ناشئة ومن بينها أسواق الإمارات، خصوصاً بعد أن سجلت الأسهم الأوروبية والأميركية مستويات سعرية قياسية وعادت إلى مستوياتها قبل الأزمة، ما يتوقع معه أن تشهد البورصات العالمية مرحلة تصحيح قوية.

ارتفاع المؤشرات

أخبار إيجابية

رصدت رئيسة قسم البحوث والدراسات المالية في شركة الفجر للأوراق المالية، مها كنز، عدداً من الأخبار الإيجابية في الأسبوع الماضي، التي يتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي في الأداء، فذكرت أن «بنك أبوظبي الوطني أعلن عزمه على سداد الجزء المتبقي من أموال الدعم الحكومي هذا العام والبالغ ثلاثة مليارات درهم لوزارة المالية».

وقالت إن «البنك بهذا السداد يكون قد استكمل سداد كامل أموال الدعم الحكومي التي تلقاها في عام ‬2009 والبالغة قيمتها ‬5.6 مليارات درهم»، لافتة إلى أن «البنك سدد فعلياً ‬2.6 مليار درهم في عام ‬2012، وأصبح يرى أن كلفة تلك الأموال المقترضة أعلى من كلفة الاقتراض من الأسواق العالمية حاليا». وأكدت كنز أن من الأخبار الإيجابية كذلك إعلان شركة «الواحة كابيتال» عن توزيعات نقدية تعد الأعلى منذ خمس سنوات، إذ اقترح مجلس إداراتها توزيعاً نقدياً بقيمة ستة فلسات للسهم (بقيمة إجمالية ‬113.8 مليون درهم)، مقارنة بتوزيع خمس فلسات للسهم في العام الماضي، وبقيمة إجمالية تبلغ ‬94.8 مليون درهم. وأضافت أن «ريع التوزيعات للشركة سيصل إلى نسبة ‬7.9٪ محسوباً على أساس إغلاق السهم عند مستوى ‬76 فلساً». وأشارت إلى أن شركة «إشراق» العقارية أعلنت أيضاً عن مخاطبتها هيئة السوق المالية السعودية بخصوص إدراج أسهمها في السوق السعودية، ما يتحقق معه مزايا الإدراج المزدوج الذي ينعكس إيجاباً على توسيع قاعدة المستثمرين في أسهم الشركة».

وتفصيلاً، قالت رئيسة قسم البحوث والدراسات المالية في شركة «الفجر» للأوراق المالية، مها كنز، إن «مؤشر سوق الإمارات أنهى الأسبوع مرتفعاً بنسبة ‬1.5٪ ليبلغ ‬2972 نقطة كما سجلت قيم التداولات الأسبوعية ارتفاعاً لتبلغ ‬2.46 مليار درهم، مقارنة بـ‬2.28 مليار درهم في الأسبوع السابق»، مرجعة ذلك إلى ارتفاع مؤشر «سوق أبوظبي للأوراق المالية» بنسبة ‬2٪ ليصل إلى ‬3030.37 نقطة، وارتفاع مؤشر «سوق دبي المالي» بنسبة ‬1.8٪ ليبلغ ‬1916.2 نقطة في نهاية الأسبوع.

وأوضحت أن «قطاع البنوك دعم صعود مؤشر سوق أبوظبي، بعد أن سجل ارتفاعاً بنسبة ‬3.6٪، نتيجة لارتفاع سهم (بنك الخليج الأول) بنسبة ‬7.5٪،بعد انتهاء استحقاق توزيعاته للعام الجاري، إضافة إلى سهم (أبوظبي الإسلامي)،و(بنك أم القيوين) بنسبة تزيد على ‬5٪، وارتفاع سهم بنك الشارقة بنسبة ‬4٪».

وأشارت إلى أنه «في ما يتعلق بسوق دبي المالي، فقد جاءت الارتفاعات بدعم من سهمي شركتي (إعمار) العقارية، و(الإمارات للاتصالات المتكاملة ــ دو)، إذ واصل سهم (إعمار) صعوده في الجلسات الثلاث الأولى من الأسبوع حتى وصل إلى ‬5.70 دراهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة ‬5.6٪، ثم بدأ يقلص مكاسبه وأغلق في نهاية الأسبوع عند ‬5.56 دراهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة ‬2.9٪»، لافتة إلى أن سهم «دو» استمر أيضاً في حالة صعود منذ بداية الأسبوع، حتى بلغ مستوى ‬4.69 دراهم ليسجل ارتفاعاً بنسبة ‬6.3٪ عن مستوياته السعرية بالأسبوع قبل الماضي.

سهم «أرابتك»

وذكرت كنز أن «سهم (أرابتك) حلّ في الترتيب الثاني في قائمة الشركات الأكثر نشاطاً بقيمة تداولات أسبوعية بلغت ‬241.7 مليون درهم، إذ أفصحت الشركة عن موافقة هيئة الأوراق المالية والسلع على زيادة رأسمالها بمقدار ‬3.180 مليارات درهم على شريحتين متساويتين تكون المرحلة الأولى خلال العام الجاري، والثانية خلال عام ‬2014، إذا دعت الحاجة لذلك».

وأضافت أن «الهيئة وافقت لـ(أرابتك) على إصدارها سندات غير قابلة للتحول إلى أسهم في نهاية عام ‬2013، أو العام المقبل، إذا وجدت الشركة حاجة إلى ذلك، لتؤكد الهيئة حرصها على حماية السيولة الموجودة في الأسواق المالية من أن تتأثر سلباً بحاجة المستثمرين إلى تسييل جزء من استثماراتهم، لتدبير ما يلزم للدخول في الإصدار الجديد، خصوصاً أن حجم الإصدار كبير».

وأكدت أن «من الأمور الإيجابية أيضاً ما جاء بصيغة الإعلان الخاص بالجمعية العمومية الذي أوضح أن الإصدار الجديد من السندات غير قابل للتحول إلى أسهم، ليحسم مخاوف المستثمرين من أن يكون هذا الإصدار موجهاً إلى شركة (آبار) العقارية، التي تعتبر أكبر مساهمي الشركة، بهدف الاستحواذ على حصة أكبر من رأس المال في المستقبل حال إصدار سندات قابلة للتحول إلى أسهم»، مشيرة إلى أنه «عقب اطلاع المساهمين على الخبر، قفز سهم (أرابتك) مع افتتاح جلسة الأربعاء بنسبة ‬7.7٪ ليبلغ ‬2.24 درهم، ثم بدأ يقلص مكاسبه وأغلق عند ‬2.13 درهم، واستقر حول المستوى نفسه في جلسة الخميس الماضي».

وأفادت كنز بأن «موافقة الهيئة على زيادة (أرابتك) رأسمالها على شريحتين خلال عامين هو تكرار لما حدث مع شركة دبي للاستثمار، عندما وافقت الجمعية العمومية للشركة في نوفمبر ‬2005 على زيادة رأس المال بنسبة ‬200٪ من ‬858 مليون درهم إلى ‬2.574 مليار درهم، بإصدار أسهم جديدة بمعدل سهمين اثنين لكل سهم ومن دون علاوة إصدار»، مذكرة أن «وزارة الاقتصاد وافقت على تلك الزيادة، شريطة أن تكون على دفعتين متباعدتين بفاصل زمني يـبلغ سـنتين ومن دون علاوة إصدار، حرصاً منها على عدم سحب السيولة من الأسواق المالية للدولة، التي كانت تشهد حينها انخفاضاً متتالياً».

واختتمت كنز بالتأكيد على أن «قرار هيئة الأوراق المالية والسلع بشأن (أرابتك) يصب في مصلحة سيولة الأسواق، ويجنبها التعرض لعمليات تسييل جماعي بهدف الدخول في الإصدار الجديد، وفي الوقت ذاته، يخدم جمهور المستثمرين في تلمس تأثير ما يتم ضخه من أموال جديدة على إنجازات الشركة في مشروعاتها المستقبلية، وبالتبعية معدلات النمو في ربحية السهم ونصيبه من التوزيعات».

أخبار إيجابية

من جهته، رصد المدير الإداري، رئيس قسم البحوث في شركة «مباشر» للخدمات المالية، عمرو حسين الألفي، عدداً من الأخبار الإيجابية التي تم الإفصاح عنها خلال الأسبوع الماضي، فقال إن «(معهد التمويل الدولي) أعلن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للإمارات خلال عام ‬2012 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق»، مضيفاً أن «الناتج المحلي للإمارات أصبح يمثل نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات دول الخليج مجتمعة، مسجلاً نحو ‬375 مليار دولار، مقارنة بـ‬352 مليار دولار خلال عام، ما أدى إلى احتـفاظ الإمـارات بمـركزها ثاني أكبر اقتصاد عربي، بعد السعودية».

وأشار إلى أن «أبوظبي تصدرت اقتصادات المنطقة في الجدارة الائتمانية، وفقاً لـ(وكالة ستاندرد آند بورز) بعد منحها تصنيفاً يعد من بين أعلى التصنيفات السيادية التي تمنحها الوكالة»، لافتاً إلى أن «هناك توقعات بأن يجتذب القطاع السياحي في أبوظبي في عام ‬2013 نحو ‬2.5 مليون سائح مقارنة بنحو ‬2.3 مليون سائح في عام ‬2012، فيما يتوقع أن يصل عدد السياح في دبي إلى ‬15 مليون زائر خلال عام ‬2015، كما سجلت الإمارة قفزة في عدد الزائرين والليالي الفندقية والعائدات السياحية خلال العام الماضي، وتخطت للمرة الأولى حاجز ‬10 ملايين زائر». وأفاد بأن «من أهم الأخبار الإيجابية التي شهدها سوق دبي المالي خلال الأسبوع الماضي، القرار المتعلق بزيادة رأسمال شركة (أرابتك) على شريحتين متساويتين»، مؤكداً أن القرار أكد حرص هيئة الأوراق المالية على الحفاظ على السيولة الموجودة لدى المستثمرين، كما بدد مخاوف المستثمرين بعد التأكيد على إصدار سندات لن تكون قابلة للتحويل إلى أسهم.

ولفت إلى أن «سهم شركة موانئ دبي العالمية المدرج ضمن قائمة أسهم (بورصة ناسداك دبي) حقق اختراقاً سعرياً يعد الأعلى منذ أكثر من عام ليصل إلى مستوى ‬14.4 دولاراً في نهاية جلسات الأسبوع وسط تداولات نشطة»، مرجعاً ذلك إلى «إعلان الشركة عن عقد صفقتين لتسييل ‬75٪ من أصولها في هونغ كونغ، وتوقع الشركة أن يصل العائد الصافي من الصفقتين إلى ‬555 مليون درهم».

وذكر أن سهم شركة (ديار) العقارية قفز بنسبة ‬6.7٪ خلال الأسبوع ليغلق على مستوى ‬0.35 درهم، في وقت طرحت فيه الشركة وحدات سكنية للبيع في مشروعها «فيرفيو ريزيدنسي».

انتهاء التصحيح

بدوره، قال المحلل المالي، علاء الدين علي، إن «استقرار أسعار الأسهم حالياً يؤشر إلى انتهاء موجة التصحيح في الأسعار التي كانت ضرورة بعد الارتفاعات السريعة التي تحققت منذ بداية العام»، مضيفاً أن «الأسهم ستصبح قادرة على الارتداد صعوداً، لاسيما بعد دخول سيولة ناتجة عن توزيعات الأرباح النقدية إلى الأسواق مجدداً، ما سيوجد نوعاً من الطلب على الأسهم».

وأضاف أن «المؤشرات المحلية التي تظهر قوة الاقتصاد الإماراتي الذي يسجل نمواً جيداً يتفوق على نمو اقتصادات عالمية عدة، ستزيد من حالة النشاط الذي ستشهده الأسواق، إلا أنه قد يحد من هذا النشاط، ويؤثر سلباً في أسواق الأسهم الإماراتية، عوامل خارجية أهمها احتمالية أن تتعرض منطقة اليورو لأحداث غير متوقعة، ما يمكن أن يؤثر في البورصات العالمية ومن ثم الأسواق المحلية بالتبعية».

وتوقع علي أن تسهم تعاملات الأجانب في تنشيط أسواق الأسهم المحلية، ودفع مؤشراتها للصعود مجدداً، لاسيما أن تعاملاتهم في الفترة الماضية أظهرت أنهم يستهدفون الاستثمار خلال فترة زمنية متوسطة إلى طويلة المدى، وليس المضاربة، إذ إن صافي شراء الأجانب منذ بداية العام تجاوز ‬800 مليون درهم».

ورجح أن «تفضل الاستثمارات الأجنبية في الفترة، المقبلة التوجه نحو الأسواق الناشئة، ومن بينها أسواق الإمارات، خصوصاً بعد أن سجلت الأسهم الأوروبية والأميركية مستويات سعرية قياسية، وعادت إلى مستوياتها قبل الأزمة، ما يتوقع معه أن تشهد البورصات العالمية مرحلة تصحيح قوية».