مجزرة بقصف مقاتلات النظام مخــبزاً في حماة

الإبراهيمي في دمشق للقاء الأسد

مجزرة بقصف مقاتلات النظام مخــبزاً في حماة

 

دمار كبير خلفته المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد بقصفها مخبزاً في بلدة حلفايا بريف حماة.
دمار كبير خلفته المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد بقصفها مخبزاً في بلدة حلفايا بريف حماة.

قتل العشرات في غارة شنتها مقاتلات سورية قرب مخبز في بلدة حلفايا في ريف حماة، وتزامنت المجزرة الجديدة مع وصول مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الإبراهيمي الى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، في حين تواصلت أعمال العنف في مناطق سورية عدة.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون «استشهد عشرات المواطنين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية في القصف»، فيما أكد ناشطون لـ«فرانس برس»، أن القصف استهدف مخبزاً. وتحدثت شبكة لجان التنسيق المحلية عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام أسفرت عن مقتل العشرات من بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى بعد سقوط قذائف على مخبز المدينة.

وأوضحت لجان التنسيق ان حلفايا تشهد أزمة انسانية، حيث ينقص الخبز بسبب حصار القوات الحكومية، ما أدى الى تدفق عشرات السكان الى المخبز بعد حرمانهم منه طوال ايام.

وأظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على الانترنت عشرات الجثث وسط الانقاض قرب مبنى مدمر. وبدت حفرة كبيرة في الطريق المجاورة، ورجل يحمل امرأة جريحة على ظهره. وقال المصور «قصف بطائرات ميغ. انظروا يا عالم، مجزرة في حلفايا».

وإضافة الى هؤلاء قتل ‬41 شخصاً على الاقل في اعمال عنف في مناطق سورية اخرى، بحسب حصيلة غير نهائية نشرها المرصد الذي يتخذ مقراً له في بريطانيا، ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية داخل سورية لاستقاء معلوماته. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت أمس في انحاء مختلفة من سورية رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرضت للقصف خصوصاً مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماة. كما شهدت محافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وقتل ‬111 شخصاً في أعمال عنف شهدتها مناطق عدة من سورية، أول من أمس، بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد.

وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة الليلة قبل الماضية في المنطقة الغربية من مدينة داريا في حين

وتعرضت مدينة عربين للقصف من قبل القوات النظامية، ولقي طفل حتفه متأثرا بجراح أصيب بها إثر سقوط قذيفتي هاون على حي القصور بمدينة دمشق، فيما أصيب عدد من المدنيين بجروح.

وفي شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقع يوتيوب، توجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم «قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابوالفداء»، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين الواقعتين الى الشمال الغربي من مدينة حماة، بالقول «نوجه اليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الأسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا وأهلنا وإلا فإننا سنوجه بواسلنا فوراً باقتحام اوكار العصابات الاسدية وشبيحته».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان البلدتين تضمان عشرات الآلاف من السكان، وأن عدداً من سكان محردة سبق أن غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية.

من جهة أخرى، قال الحلف الاطلسي في بيان إن عملية نشر الصواريخ التي ستتم في الاسابيع المقبلة ستكون دفاعية بحتة. وأضاف «لن يدعم (نشر الصواريخ) اي منطقة حظر جوي او عملية هجومية، فهدفه منع أي تهديد لتركيا والدفاع عن شعبها واراضيها، وإتاحة خفض حدة التوتر في الازمة القائمة عند الحدود الجنوبية الشرقية للحلف الاطلسي».

وكان الحلف قال انه رصد مجدداً إطلاق النظام السوري صواريخ سكود في قتاله ضد المعارضين، معتبراً أن الامر يشكل خطرا ممكنا ضد تركيا. ومن موسكو، قال لافروف «لا أحد يريد تدخلا في سورية، يبدو احيانا انهم يصلون كي تواصل الصين وروسيا عرقلة اي تدخل، لانه ما ان يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا أحد مستعد للتحرك»، على ما نقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية.

في الأثناء عبر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي، أمس، الحدود اللبنانية-السورية متجها الى دمشق، كما أفاد لوكالة فرانس برس مسؤول في الجمارك اللبنانية.

وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن موكب المبعوث الدولي عبر الحدود اللبنانية السورية، وذلك بعيد إعلان مسؤول امني آخر لـ«فرانس برس» أن الابراهيمي وصل امس الى مطار بيروت الدولي.

وكانت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام أن الإبراهيمي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من القاهرة على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط في رحلة عادية. وأضافت أن الممثل المقيم للامين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي استقبله في قاعة الشرف وسط تدابير أمنية مشددة داخل المطار، فلم يسمح للمصورين والإعلاميين بممارسة مهامهم. وأشارت الوكالة إلى أن موكب الإبراهيمي غادر المطار وسط تدابير أمنية مشددة، من دون الإدلاء بأي تصريح. وذكرت قناة المنار اللبنانية أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سورية سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم. ونقلت القناة التابعة لحزب الله عن مراسلها أن الإبراهيمي سيصل إلى دمشق عبر الحدود اللبنانية ويلتقي الأسد. وكانت تقارير إعلامية تحدثت سابقاً عن زيارة قريبة للإبراهيمي إلى سورية، ووصفتها بأنها ستكون زيارة «الإنذار الأخير».

وتسربت أنباء في الأمم المتحدة مفادها أن الإبراهيمي أبلغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلّف الملف السوري وليام بيرنز، بأنه يعتزم الاستقالة في حال إخفاقه في مهمته، وتوفير الدعم العالمي لها، خصوصاً من قبل موسكو. وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قال إن المبعوث العربي والأممي إلى سورية قد يزور روسيا قبل نهاية العام الجاري.