مجاهدي خلق: نتهيأ لإطلاق الربيع الإيراني

قال مسؤول في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن رفع اسم منظمة “مجاهدي خلق” من قائمة الإرهاب «من شأنه أن يفتح باب التحرك واسعا» أمام المنظمة، و«سيقوي نشاطها في الولايات المتحدة نفسها، وفي كل مكان توجد فيه جالية إيرانية، فضلا عن الداخل الإيراني».
وتريد «مجاهدي خلق»، حسب موسى أفشار، الذي تحدث لصحيفة “الشرق الأوسط”، ركوب الموجة الجديدة «لإطلاق الربيع الإيراني»، من خلال إعادة تنظيم صفوفها في الداخل، حيث تتعرض منذ سنوات للملاحقة والقمع من قبل السلطات الإيرانية. وفي عام 2009، كان أفراد المنظمة من بين الأوائل الذين نزلوا إلى الشارع، وأعدم منهم الكثيرون.
ووصف موسى أفشار ما يسميه «الانتصار» الذي حققته «مجاهدي خلق» بأنه، من جهة، «نتيجة معركة قضائية» في الولايات المتحدة، حيث إن المحكمة العليا أمهلت الإدارة أربعة أشهر لاتخاذ قرارها، وانصاعت وزارة الخارجية لقرار المحكمة، ومن جهة ثانية، ترى المنظمة المذكورة، التي تعارض النظام القائم في إيران منذ انطلاقه، أن رفع اسمها من اللائحة الأمريكية له مسببات سياسية، على خلفية توتر العلاقة بين الغرب وإيران بسبب الملف النووي الإيراني والدعم الذي تقدمه طهران للنظام السوري.
وبحسب أفشار، فإن الغرب الأمريكي والأوروبي أراد في عام 1997 توجيه رسالة تقارب إلى الرئيس الإيراني «الليبرالي» وقتها محمد خاتمي، الذي اشترط على الغرب تصنيف «مجاهدي خلق» كمنظمة إرهابية، والغرب نفسه يوجه اليوم رسالة معاكسة عبر شطب «مجاهدي خلق» من اللائحة الأمريكية.
وترى «مجاهدي خلق» أن التطور الجديد سيمنح المنظمة «دينامية جديدة»، كما أنه سيقوي نشاطها، ويساعدها على التحرك بشكل أفضل.
وبحسب المسؤول المذكور، فإن الهدف المباشر الذي سيسعون إليه هو «توفير المتطلبات الدنيا لإخوتنا في مخيم ليبرتي (في العراق) البالغ عددهم 3300 شخص؛ كحرية التحرك والعمل، وتوفير التواصل مع الخارج، وإيجاد بلدان تقبل استقبالهم».
وجدير بالذكر أن 200 إيراني من المنظمة لا يزالون موجدين في «معسكر أشرف»، بمحافظة ديالى العراقية قرب الحدود الإيرانية، للمحافظة على الممتلكات وتدبير بيعها بالتعاون مع الأمم المتحدة.
واكتسبت المنظمة عطف الغرب بفضل الدور الذي لعبته في الكشف عن تفاصيل البرنامج النووي الإيراني وتوفير الصور والمعلومات من الداخل، الأمر الذي سمح بنقل الملف إلى الوكالة الدولية للطاقة النووية وبعدها إلى مجلس الأمن الدولي.

احتفال بالانتصار

واحتفلت منظمة “مجاهدي خلق”، السبت، بـ«الانتصار» الجديد، وذلك في مقرها في محلة أوفير ـ سير – واز الواقعة شمال مدينة باريس. ووصفت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، القرار الأمريكي بأنه «عادل وشجاع وصعب».
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أنها «تأمل، بفضل القرار الأمريكي، التعريف بشكل أفضل بكيانها وأهدافها» لدى الأسرة الدولية ولدى الشعب الأمريكي.
وقالت المنظمة إن القرار الأمريكي «صعب واحتاج لشجاعة سياسية»، معربة عن آمالها أن يساهم القرار الأمريكي في تسهيل إيجاد بلدان لاستقبال أعضاء المنظمة الراغبين في الخروج من العراق.
وقال موسى أفشار إن تهمة الإرهاب «كبلت عمل المقاومة الإيرانية في أمريكا وأوروبا»، ولذا فإن نزعها عنها «ستكون له فوائد كثيرة»، كما «سيسهل تحركها ونشاطها».
وترفض «مجاهدي خلق» ولاية الفقيه التي أرساها الراحل الإمام الخميني في إيران، وتريد إعادة السيادة للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة، وفق ما تؤكده وثائقهم ودعايتهم السياسية.
والقرار الأمريكي كان منتظرا، كون المنظمة تخلت منذ فترة طويلة عن العنف، وتعاونت في شكل كبير مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتزويدها بالمعلومات عن الأحداث في إيران.
لكن الخارجية الأمريكية أكدت في بيانها أنها «لن تغفر ولن تنسى الأعمال الإرهابية الماضية لـ”مجاهدي خلق”، وبينها ضلوع المنظمة في قتل مواطنين أمريكيين في إيران خلال السبعينات وفي اعتداء على الأراضي الأمريكية عام 1992».
وربطت واشنطن قرارها بإخلاء «معسكر أشرف» والانتقال إلى معسكر ليبرتي – القاعدة الأمريكية السابقة قرب العاصمة العراقية. وكانت «مجاهدي خلق» انتقلت إلى العراق خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980 – 1988) بدعم من نظام صدام حسين بهدف تنفيذ عمليات مسلحة ضد إيران.