مبارك الدويلة ـ هل هذا وقت القمع؟

في الوقت الذي يتمدد الوجود العسكري الايراني داخل الأراضي العراقية، ويساهم مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقية في تهجير أهالي المحافظات السنية، كما تردد، وفي الوقت الذي يعلن قائد الحرس الثوري الايراني ان الدور القادم جاي على الاردن! مما يؤكد صحة مقولتهم السابقة من ان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية! وفي الوقت الذي نشاهد بوادر الاتفاق النووي الاميركي ــ الايراني، والمتمثل في هذا الصمت المريب للبيت الأبيض تجاه ما يجري في المنطقة من تهديد ايراني لدول الخليج، وفي الوقت الذي تصمت فيه بعض الأقلام المحلية عن الاستفزازات الفارسية لدول المنطقة، في هذا الوقت الذي نحن في الكويت في أمسّ الحاجة فيه للحمة الوطنية والتكاتف، نجد القوات الخاصة تمارس القمع ضد المواطنين العزل في ساحة الارادة!
مهما تحفظنا على الخروج بمسيرة غير متفق عليها، ومهما رفضنا أساليب بعض الشباب المتحمس وغير المنضبط، الا ان ما جرى من المبالغة في استعمال القوة مع المتظاهرين لم يكن له ما يبرره، فالجميع شاهد الخروج السلمي والعفوي لبعض المشاركين في ساحة الارادة، والجميع شاهد كذلك العنف المستخدم مع النساء والمعوقين الذين جاءوا للتعبير عن رأيهم في ما يجري في البلد من بلاوٍ سمع عنها القاصي والداني، ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي دخول القوات لساحة الارادة وضرب الناس فيها، في صورة استفزازية ليس فيها من الحكمة والانسانية شيء!
الناس أيها السادة يسمعون ويقرأون ويشاهدون ما يجري حولنا من تهديد لأمن واستقرار المنطقة، وفي الوقت نفسه يسمعون ويقرأون ويشاهدون ما يمارسه بعض من يفترض فيه حفظ البلد من انتهاك لقوانينه، وتطاول على الأموال العامة! حتى انتشر شعور عند الناس من أن هذه الديرة مؤقتة، وأن مصيرها الى زوال والعياذ بالله! وكيف نلوم الناس على هذه المشاعر، وهم يرون البعض يصفون حساباتهم بينهم ربما على حساب الوطن وأمنه واستقراره؟! بل كيف تستكثرون على الغيورين على الوطن ومستقبله من الخروج للتعبير السلمي عن رفض هذه الممارسات الخطيرة، بعد ان أدرك أن البعض من مجلس الأمة لا يمثله بل يمثل عليه! كل يوم تظهر لنا فضيحة من العيار الثقيل، ولم نشعر كمواطنين ان هناك معالجة جذرية لهذه المشاكل، بل كلما رأينا مشكلة تبعتها أكبر منها، ومع هذا يستكثرون على الغيورين على البلد من التعبير عن رفضهم لهذا الواقع المزري، والخروج الى ساحة الارادة لتفريغ شحنات القهر التي تختلج في صدورهم!
***
اللهم لا شماتة:
الكاتب احمد الصراف، الذي اشتهر بوصف الشعب الكويتي في مقابلته التلفزيونية بأنه «شعب متخلف»، كتب مقالة يتشمت فيها بإحالتي للنيابة بعد شكوى رفعتها عليّ سفارة احدى الدول الشقيقة. ولن أعلق على مقالته، بل سأنتظر حتى يعود للبلاد لأرى كيفية خروجه من المطار الى أمن الدولة، بعد أن رفعت سفارة احدى الدول عليه شكوى قضائية!