مبارك الدويلة ـ غفوة في زمن الصحوة

رأيت فيما يرى النائم أنني أدخل في بستان كبير لا ترى نهاية لأشجاره الخضراء وبحيراته الزرقاء، فاستقبلني شاب فيه ملامح أهل الأرض، فسألته عن هذا المكان الساحر، فأجابني إنه من أراضي الله الواسعة.
فأخذ بيدي إلى قاعة واسعة تبين لي لاحقاً أنها قاعة للاجتماعات، فإذا بها عدد من الحضور لا يزيدون على أصابع اليدين، ووجدت فيهم رغبة لمعرفة كيف نتعامل مع قضايا الشرق الأوسط: الواجبات والحقوق! وأذكر أنني فهمت مما قيل أن حل أزمات المنطقة، مثل: سوريا واليمن والعراق وغيرها، لابد أن يكون بالعمل السياسي والوسائل السلمية! ووضح من وجوه الحضور ان لديهم قناعة بجدوى الحلول العسكرية بعد أن فقدوا الثقة في الحلول السلمية! إلا أن المسار العام للحوار كان واضحاً!، وهو أن الأولويات في المنطقة لها اعتباراتها، وضرب مثلاً باليمن، حيث ذكر أن القاعدة هي العدو الحقيقي الذي يجب مواجهته وقتاله، وليس الحوثي أو علي عبدالله صالح،
وبادر أحد الحضور واستفسر عن الاتفاق النووي في المنطقة، فأجاب بأنه لمصلحة دول المنطقة ولا يهدد مصالحها، وأن عليهم التأييد المطلق لهذا الاتفاق والاعتماد على تطميناته! وأثناء ذلك توقعت منه أن يعطيهم توجيهات في اتجاه احترام حقوق الانسان والحريات العامة، التي تفتقر اليها منطقة الشرق الاوسط، الا ان ذلك لم يحدث! فاستغربت من هذا التجاهل لهذه القضايا الرئيسية، والحقيقة زال عني هذا الشعور بعد يومين من هذه الزيارة، وبالتحديد عندما زرت مدينة مضطربة في بلاده، حيث تذكرت مقولة «فاقد الشيء لايعطيه»!
رن جرس الساعة فانتبهت من غفوتي، حيث تبين لي أنني كنت احلم في كابوس مرعب، فبادرت الى الصحيفة فاذا بي أقرأ من بين أخبارها ان الحل السلمي سيفرض في سوريا واليمن قبل السقوط الكامل للحوثيين ولنظام بشار الاسد، كل ذلك كي لا تكون هناك فرصة للاخوان المسلمين للوصول الى الحكم في هذه الدول اذا ما قررت الثورة إجراء انتخابات رئاسية أو تشريعية!
تذكروا جيداً عندما تكلم أوباما عن الشباب والتغيير والحريات في دول الخليج، وذلك ليشكل ضغطاً نفسياً على هذه الدول، وعندما التقى بهم لم يفتح معهم الموضوع!
***
مما أعجبني:
الفلول رجعوا إلى الحكم، والإخوان رجعوا إلى السجون، والثوار رجعوا على القهاوي وعلى النت، والإعلام رجع لعاش الرئيس، ومرتضى منصور رجع لرئاسة الزمالك، والبرادعي رجع للنمسا، وخناقات الكورة رجعت تاني، وكل حاجة رجعت زي ما كانت! طب رجعولنا الشهداء ونلعب من الأول!