مبارك الدويلة ـ الناس هذي استخفت ..!

حتى الآن لم اتمكن من فهم سبب خروج خصوم التيار الاسلامي عن المألوف عند الحديث عن التيار، وبالذات عن الاخوان المسلمين! ولم اتوقع ان الخلاف يؤدي الى هذه الدرجة من الخصومة، وان الخصومة تؤدي الى هذا الحقد الذي يأكل قلب صاحبه حتى يخرجه عن طوره ويفقده اتزانه!

معظم قيادات الاخوان المسلمين بالسجون في مصر والبقية الباقية مطاردة محليا واقليميا ودوليا، وتم تصنيف جماعتهم بالارهابية، وأصبح المنتمون اليها في بعض الدول مطلوبين بالانتربول! واصبحنا نسمع كل يوم عن ترحيل احد القيادات الاخوانية وتسليمه الى السلطات في مصر لمحاكمته محاكمة صورية واحالة اوراقه الى المفتي! واختفت شعارات الاخوان من التويتر والفيسبوك، وأصبح التعاطف مع الاخوان تهمة يعاقب عليها القانون، وتسابقت بعض دول الخليج في التشديد عليهم ومراقبتهم ومطاردتهم، وما زلنا نتذكر المحاكمة الهزلية التي تمت لبعض الشباب المحسوبين على هذه الجماعة والاحكام الجائرة التي صدرت ضد بعضهم ووصلت الى خمس عشرة سنة!

ومع هذا ما زلنا نسمع الى اليوم من يتحدث عن الاخوان ومؤامراتهم وانقلاباتهم ومخططاتهم، وكأنهم جماعة غير تلك الجماعة التي عانت وما زالت تعاني الامرين من الحكومات العربية والخليجية والغربية وغيرها!

اننا نعتقد ان الحملة الاعلامية المسعورة ضد الاخوان وصلت الى اوجها، ولم يعد لديهم اتهام لم يتهموا به الاخوان، حتى قال احد الطارئين على السياسة ان من بين المؤسسين لجماعة الاخوان المسلمين من كان يهوديا ونصرانيا وشيعيا وليبراليا وعلمانيا! لذلك نتوقع ان تكون ردة فعل الناس على هذه الحملة عكسية باذن الله، فالاخوان ومن يحسب عليهم هم بشر ويعيشون بين الناس والناس يعرفونهم ولا يؤثر فيهم كل هذا الكم والزخم الاعلامي لتشويه صورتهم، بل ان الكثير تعاطف معهم عندما سمعوا وقرأوا ما يقوله خصومهم عنهم من اتهامات لا يصدقها عاقل، كتهمة ممارستهم العنف والقتل، لانهم يعرفون ان من لديه الاستعداد لممارسة العنف لن يقبل ان يتم القبض على قياداته واحدا تلو الآخر من دون ان يطلقوا رصاصة واحدة، وقد شاهد الجميع ان القيادات تم القبض عليها وهي بلا حراسة! وما زالت مسيراتهم سلمية، ولعل هذا ما احرج خصومهم لدرجة انهم اصبحوا هم الذين يفجرون القنابل في الجامعات ومراكز الشرطة ثم يتهمون الاخوان قبل اجراء اي تحقيق!

اذا نظرت الى من يكره الاخوان وينتقدهم بالحق والباطل ويحرص على تشويه تاريخهم وعطائهم تجده احد ثلاثة: اما مسؤول حكومي خليجي او عربي وينفذ سياسة حكومته، او احد الذين يقتاتون على موائد هذه الحكومات، وبقدر ما تملأ فاه بقدر ما تقطر انامله افتراء وكذبا! والثالث هو الخصم السياسي لكنه لم يراع آداب الخصومة السياسية، واهمها احترام خصمك وتقبل رأيه وعدم التبلي عليه! لدرجة ان بعض هؤلاء اصبح مؤيدا لنظام الطاغية بشار لان بعض الرموز المحسوبين على الاخوان يعارضونه! وينشر اعلانات دعم الثورة السورية ليثبت مقولة الاميركان ان الاسلاميين ارهابيون! بينما تقوم اميركا في الوقت نفسه بتوقيع اتفاق نووي مع ايران تكون نتيجته رفعا جزئيا للحصار المفروض على ايران! وهي تعلم ان ايران ترسل جيشها للقتال مع نظام بشار!

قولوا ما شئتم في الاخوان وفي كل التيارات المحسوبة عليهم والمتعاطفة معهم، فنحن نعلم ان العاقبة للمتقين، وان حزب الله هم الغالبون، وان النصر مع الصبر، وان مع العسر يسرا، وانه سيهزم الجمع ويولون الدبر، وان الله غالب على امره ولكن المنافقين لا يعلمون، لقد استعملتم كل ما لديكم من اموال وابواق وقوة واستعملتم كل وسائل البطش والتنكيل والترغيب والترهيب، لكنكم ما زلتم مرعوبين من هذا المارد الجبار الذي يأتيكم كل ليلة في منامكم ليقض مضاجعكم حتى اصبحتم تهذون بما لا تعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!