مبارك الدويلة ـ الحوار بين السنة والشيعة

عندما نختصر الحراك السياسي في علاقة مسلم البراك بعبيد الوسمي فاننا نكون قد ظلمنا العمل السياسي للمعارضة، والشيء نفسه يقال فيمن يعتقد ان رأي اطراف في هذا الحراك في وليد الطبطبائي يحدد قوة الحراك وتماسكه فانه اعتقاد فاسد وجائر! التحرك الشعبي اكبر من مسلم وعبيد، وعمل المعارضة السياسية أشمل من علاقة وليد بجمعان او فيصل! لذلك من كان يحصر الحراك في تلك العلاقات فانه يتحدث عن فشل الحراك وضعف تأثيره، ومن ير ان العمل السياسي أشمل وأعم من الافراد وعلاقاتهم فانه يرى ان الحراك ما زال يتنفس وما زال مؤثرا في هذا المجتمع الصغير، ولعل بيانات الاغلبية الاخيرة تؤكد هذه الحقيقة، حيث الاجماع على الاولويات والاتفاق على رؤية موحدة مع اختلاف التشكيلات التي يتحركون من خلالها مما يعطي الامل لكل المحبين للحراك والمتابعين له بتجاوز الخلافات الفردية وضعف تأثيرها على المسيرة.

•••

• التقيت في احد دواوين مشرف بنخبة من شباب الشيعة المثقف، ودار بيننا حديث لا تنقصه الصراحة، وخرجت من الديوان بعدة انطباعات لا يسعني المجال الا لتسجيل القليل منها لعل في تعميمها للقارئ ما يفيد:

ــــ تبين لي ان بعض الشيعة يؤمن بان بعض السنة او غالبيتهم يعتقدون بان قتل الشيعي يدخل السني الجنة ويجمعه مع الحور العين!! ولذلك يفسرون ما يحدث في تفجيرات كربلاء وبغداد وغيرهما من المزارات الشيعية! وهذا طبعا خطأ وغير صحيح، فعقيدة اهل السنة والجماعة تحرم قتل المسلم «لا يحل دم امرئ مسلم الا في ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والخارج عن الدين المفارق للجماعة» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى قتل هؤلاء لا يجوز الا بأمر من ولي الامر وهو الحاكم المسلم الذي يطبق شرع الله في الدولة الاسلامية، ولو ترك تنفيذ الحدود لمن هب ودب لاصبحت شوارعنا هذه الايام أنهرا من الدماء!

ــــ يعتقد بعض هذه النخبة المثقفة ان الذي يدعم الجيش السوري الحر هو الذي يتسبب في زيادة معاناة الشعب السوري، لان ذلك يطيل من امد المعركة ويقلل من فرص الحل السلمي!!

(لا تعليق)

ــــ اعتقد ان المطلوب في موضوع العلاقة بين السنة والشيعة ليس الحوار من اجل التقارب، لا… فالمذاهب التي عاشت مختلفة مئات السنين لن ينفع الحوار في تقاربها ولو طال امده، لكننا محتاجون الى الحوار بصراحة وشفافية كي يفهم بعضنا بعضا على حقيقته، فإما نزيل اللبس والمفاهيم الخاطئة ان وجدت، وما ينتج عنها من خوف تجاه الطرف الاخر، او نؤكد الانطباعات العالقة! وهذا بحد ذاته يساهم في ترشيد العلاقة بين الطرفين، بمعنى اخر لا نريد حوار جمعية الاخاء التي تسعى الى تقارب المذاهب، فهذا جهد كالسراب لا مجال للحصول عليه، بل نريد حوارا اولا لمعرفة كل منا الاخر بشكل صحيح من دون رتوش، وثانيا لازالة الخوف الموجود في النفوس من نوايا كل طرف تجاه الطرف الاخر، وهنا فقط نقول مرحبا بالحوار.