لأول مرة منذ عزل مرسي .. السيسي يجتمع مع تيارات إسلامية

أكدت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على موقع “فيسبوك”، الأحد 4 أغسطس/آب، أن وزير الدفاع المصري الفريق أول، عبد الفتاح السيسي، التقى ممثلين عن التيارات الإسلامية لبحث مخرج من الأزمة، وهو ما يمثل تحولا مهما في مسار الأحداث.

وذكرت الصفحة أن السيسي أكد خلال الاجتماع “على أن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء هم الضالعون بمهام إدارة شئون الدولة، وأن القوات المسلحة تقدر جميع الجهود المبذولة من قبل كافة الأطراف والتى تؤدى إلى فض الإعتصامات بالطرق السلمية”.

 وأوضح وزير الدفاع المصري لممثلي التيارات الإسلامية أن “الفرص متاحة لحل الأزمة سلمياً شريطة إلتزام كافة الأطراف بنبذ العنف، وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشأت العامة أو التأثير على مصالح المواطنين، ودون الرجوع إلى الوراء، والإلتزام بخارطة المستقبل التى أرتضاها الشعب المصرى كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو المجيدة”.

محمد حسان يكشف تفاصيل الاجتماع

ومن جانبه، كشف الداعية محمد حسان عن تفاصيل اجتماع السيسي مع قيادات إسلامية، وقال إنه تحرك مع عدد من الدعاة، من بينهم، جمال المراكبي ومحمد عبد السلام، والتقوا بممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية، ومنهم عبد الرحمن البر، عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وأيمن عبد الغني، أمين الشباب في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وصفوت عبد الغني القيادي بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.

وقال حسان، أمام جمهور في أحد المساجد، كما اتضح في فيديو على موقع “يوتيوب”، إن التحالف الوطني لدعم الشرعية كلفه بنقل 3 مطالب أساسية لوزير الدفاع المصري، وهي: حقن الدماء وعدم فض الاعتصام بالقوة، وتهيئة الأجواء للمصالحة ( أي أن يتوقف خطاب الكراهية)، والإفراج عن المعتقلين بعد 30 يونيو، بحسب ما ذكر الداعية.

وأكد الشيخ حسان أنه ذهب بهذه المطالب إلى السيسي، وأن الاجتماع كان يضم مجموعة من علماء الدين.

وزير الدفاع ينتقد الإدارة الأميركية

ومن جهة أخرى، انتقد السيسى، الرد الأميركي على الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي الشهر الماضي بشدة، متهماً إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم احترام الإرادة الشعبية المصرية وبتقديم دعم غير كاف وسط التهديدات بوقوع حرب أهلية.

وقال السيسي، فى مقابلة نادرة أجرتها معه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ونشرتها على موقعها الإلكترونى، مخاطبا الأميركيين، “لقد تركتم المصريين وأدرتم ظهركم للمصريين ولن ينسوا لكم ذلك”، متسائلا “أتريدون الآن مواصلة إدارة ظهركم للمصريين؟”.

وأعرب السيسي أيضاً عن الإحباط الشديد من أن الولايات المتحدة لم تكن متحمسة لتبني أسباب إطاحته بمرسي، وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي ككثير من المصريين الموالين للجيش، بدا غاضبا من عدم تأييد الولايات المتحدة بشكل كامل لما وصفه بـ”شعب حر ثار ضد حكم سياسي غير عادل”.

وكشف وزير الدفاع المصري، أن نظيره الأميركي تشاك هاجل يتصل به يومياً تقريباً، لكن أوباما لم يتصل منذ الإطاحة بمرسي.

وأضاف “أن الولايات المتحدة تمتلك الكثير من النفوذ والتأثير على جماعة الإخوان المسلمين، وأود بالفعل من الإدارة الأميركية أن تستخدم هذا النفوذ فى حل النزاع”.

وتابع: “واجهت مشاكل مع مرسي من اليوم الذي تولى فيه مقاليد الحكم، ولم يكن مرسي رئيساً لكل المصريين، بل كان رئيسا يمثل أتباعه وأنصاره”.

وأشار السيسي إلى أن الفكرة التي تجمع الإخوان ليست الوطنية ولا القومية، وهذا لا يعد إحساسا بالبلاد، وأكد أنه قام بفعل كل شيء يمكنه عمله خلال العام الذي قضاه مرسي في الحكم لمساعدته على النجاح، لكن الأخير لم يبال بشكل متكرر بنصيحته.

 

 

المصدر: العربية