قصة أشهر “آكل لحوم بشر أمريكي”: اعترف بإلتهام أصدقائه بدافع الجوع

256

“البقاء للأقوى”، قد لا تكون التعبير الذي يعبر عن قصة ألفريد باكر أول آكلي لحوم البشر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يمكن أن يكون التعبير الأمثل هو “البقاء للأقسى”، فرغبة ألفريد في البقاء على قيد الحياة أجبره على أكل جثث زملائه الذين كانوا معه في أحد رحلات البحث عن الذهب حسبما أوردت القضية التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وفقال لموقع «creepybasement».

تم استدعاء ألفريد وهو في التاسعة عشر من عمره للتجنيد في الحرب الأهلية الأمريكية وهو الأمر الذي سبب له نوبات صرع بسبب الجثث والدمار البشع الذي كان يراه يوميا على مدار 5 سنوات حيث تم تسريحه بسبب هذه النوبات، فانخرط في البحث عن الذهب الذي كان أشبه بالعدوى حينها، فسافر إلى كولورادو بصحبة 5 من المغامرين الأمريكيين الذين شكلوا فريقا واختاروا عبور الجبال اختصارا للمسافة غير مبالين بتحذيرات أحد خبراء المسالك والطرق من الهنود الحمر، الذي حذرهم من العواصف الثلجية العنيفة التي تضرب الجبال والمرتفعات في مثل هذا الفصل من السنة، وفقا لموقع history.com.

وصدقت تحذيرات الخبراء حيث واجهوا أعنف وأخطر العواصف الثلجية على الإطلاق، مما أدى إلى اختفائهم وانقطاع أخبارهم نهائيا عن أقاربهم وعن العالم لعدة شهور، وساد اعتقاد شبه مؤكد بأنهم راحوا ضحية العواصف الثلجية الهوجاء، وفجأة ظهر «ألفريد باكر» بمفرده، حيث استقبله الناس وهم غير مصدقين نجاته من تلك العواصف التي لم يحدث أن نجا منها كائن بشري قط، ثم سارعوا للاحتفاء به في إحدى حانات البلدة حيث انخرط «ألفريد» يحكي بفخر عن مغامرته وصراعه المرير والمستميت لطرد شبح الموت الذي كان يحوم حوله.

وفي يوم وبعد شربه لكمية كبيرة من الخمر اعترف «ألفريد» أمام الجميع متفاخرا بأن التهامه لرفاقه الخمسة هو سبب نجاته، ألقي القبض فورا على «ألفريد» الذي صرح بعد مواجهته بالتهم المنسوبة إليه بكونه اضطر إلى قتل رفاقه دفاعا عن نفسه بعد محاولتهم التخلص منه، وهي القصة التي لم تنطل على أحد، خصوصا بعد رحلة المحققين للبحث عن الجثث والتي انتهت نتائجها بمفاجأة رهيبة بعد أن تم العثور على بقايا جثث الرجال الخمسة مأكولة بعد تقطيع أجزاء من لحمها بانتقاء وعناية بالغة بواسطة آلة حادة والتي لم تكن سوى سكين ألفريد، هذا الأخير وجهت إليه تهمتي القتل العمد وأكل لحوم البشر، وعند محاكمته لم ينكر «ألفريد» أكله لجثث رفاقه إنقاذا لحياته من الجوع، لكنه أصر على كونه لم يقتلهم إلا دفاعا عن نفسه.

وهي المبررات التي لم يأخذ بها القضاء الذي حكم على آكل لحوم البشر «ألفريد باكر» بالإعدام عام 1874 وتم سجنه إلى حين تنفيذ الحكم، لكن هذا الأخير استطاع الهروب من سجنه والاختفاء عن الأنظار قبل أن يتم العثور عليه وإعادته إلى زنزانته التي قضى فيها مدة سجنه في انضباط والتزام بعد إسقاط حكم الإعدام عنه، ليستقر بعد إطلاق سراحه المشروط بإحدى بلدات كولورادو متمتعا بسمعة طيبة بين أهلها، وأصبح شخص نباتي يتناول الخضروات فقط، قبل أن يتوفاه الأجل سنة 1907 ويدفن بمقبرة المدينة ومعه دفن ملف من أغرب الملفات المدونة في سجلات القضاء بالولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن وبعد مرور 115 سنة على صدور حكم الإعدام الذي تحول إلى المؤبد على «ألفريد باكر»، قام الطبيب الشرعي الأمريكي «جيمس ستارز» سنة 1989 بإعادة فحص الجثث والأدلة التي ظلت محفوظة منذ تاريخ الجريمة، ليخلص إلى أن «ألفريد باكر» أكل فعلا جثث رفاقه بدافع الخوف من الموت جوعا، لكنه لم يقم بقتلهم، هذه الخلاصة التي توصل إليها هذا الطبيب الشرعي الأمريكي لم تدعم بقرائن دامغة إلا بعد مرور 15 سنة أخرى، حين قام «دفيد بيلي» سنة 1994 أحد أوصياء متحف التاريخ بكولورادو بإجراء تحقيق علمي موسع حول هذه القضية المثيرة، ليؤكد بالحجج والبراهين العلمية بأن أحد رفاق «ألفريد» ويدعى شانون بيل هو الذي قتل 4 من رفاقه بواسطة فأس قبل أن يتناول لحمهم مع ألفريد، وبعد نفاذ مخزون الجثث التي ساعد تهاطل الثلج على صيانتها، حاول «شانون بيل» قتل ألفريد، لكن هذا الأخير عاجله برصاصة من بندقيته، ليقتله دفاعا عن نفسه كما سبق أن صرح أمام المحكمة، مؤكدا بأن ألفريد لم يكن كاذبا عندما كان يردد دائما بأنه أكل لحوم رفاقه خوفا من الهلاك جوعا لكنه لم يرتكب جرائم قتل عمدا.

أسطورة «ألفريد باكر» وشهرته المتفردة دفعت أحد المغامرين إلى السعي للحصول على جمجمته بوسائله «الخاصة»، والاحتفاظ بها لسنوات عديدة قبل أن يبيعها إلى متحف في ولاية «نيوأورليانز»، حيث لا تزال تعرض إلى يومنا هذا جمجمة «ألفريد باكر» أحد أشهر آكلي لحوم البشر في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ألهمت قصته العديد من صناع السينما في هوليود.

ويوجد مطعم للحوم المشوية في مدينة كولورادو باسمه، تحمل ديكوراته صورا له وتحولت حياته لقصة فيلم شهير أنتج في 1993 باسم أسطورة ألفريد باكر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: المصري اليوم