فلكيون ودعاة: نبوءة نهاية العالم الجـــمعة المقبلة «أكذوبة»

 

دعوا الجمهور إلى عدم تصديق الشائعات أو الهلع منها

فلكيون ودعاة: نبوءة نهاية العالم الجـــمعة المقبلة «أكذوبة»

فلكيّون أكدوا أن هذه الشائعة ليـست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة وأنها تتكرر كل عام.
فلكيّون أكدوا أن هذه الشائعة ليـست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة وأنها تتكرر كل عام.

 

وصفت مصادر فلكية ودينية تنبؤات تروجها بعض التقارير الإعلامية الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، حول النهاية المنتظرة للعالم في يوم الجمعة المقبل ‬21 ديسمبر، بأنها «أكذوبة»، داعية الجمهور إلى عدم تصديق مثل هذه الشائعات أو الهلع منها، إذ إنها تخالف الشرع وحقيقة أن الساعة لا تأتي بغتة، وتأتي فيها علامات كبيرة، فيما قال مركز الأرصاد الجوية والزلازل، إن الدولة ستشهد خلال هذا الشهر منخفضات جوية تؤدي إلى حدوث حالات من عدم الاستقرار الجوي.

وتداولت وسائل إعلام أجنبية ومواقع إلكترونية عدة، أخيراً، تقارير علمية تدعي أن بداية نهاية العالم ستكون ‬21 ديسمبر الجاري، إذ ذكرت أن هذا اليوم يتوافق مع تاريخ نهاية العالم بناء على تقويم طائفة «المايا»، ويتزامن مع بدء ظاهرة الانقلاب الشمسي في شتاء هذا العام، التي تظهر فيها الشمس ظهراً عند أدنى مستويات ارتفاعها في الأفق.

لا أساس علمياً

بداية الشتاء

ذكر مركز الأرصاد الجوية والزلازل أن يوم ‬21 ديسمبر المقبل هو بداية فصل الشتاء جغرافياً، مشيراً إلى أن البلاد ستتأثر بامتداد منطقة الضغط المرتفع فوق منطقة شمال آسيا (سيبيريا)، إذ يصل إلى الدولة هواء بارد في صورة رياح شمالية الاتجاه ماراً بمنطقة إيران ومياه الخليج، يصاحبها انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، خصوصاً ليلاً، وأيضاً على المناطق الداخلية والجبلية.  وأشار المركز إلى أن البلاد تشهد خلال هذا الشهر منخفضات جوية قادمة من البحر المتوسط، تؤدي إلى حدوث حالات من عدم الاستقرار الجوي، وتتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة الممطرة والمصحوبة بعواصف رعدية أحياناً، لافتاً إلى أن معدلات الحرارة العظمي والصغرى ستنخفض بمقدارمن ‬3-‬6 درجات عن معدلاتها خلال هذا الشهر، ويراوح متوسط درجة الحرارة ما بين ‬18.2 و‬22.6 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة العظمى ما بين ‬22.2 و‬27.1 درجة مئوية، بينما يراوح متوسط درجة الحرارة الصغرى ما بين ‬7.9 و‬18.9 درجة.

وتفصيلاً، أكد مدير مركز الفلك الدولي، محمد عودة، أن هذا الكلام لا أساس علمياً له، وأن جميع منظمات الفلك وعلوم الفضاء الخارجي، نفت هذه الشائعة، مشيراً إلى أن «هناك نوعين للاصطدام بالأرض، الأول خاص بـ(مُ)، وهي الاجرام السماوية القريبة من الأرض، وهذه الأجرام مراقبة من جانب المنظمات الدولية مراقبة تامة، ويتم رصد أي شيء منها يقترب من الأرض، خصوصاً أن مدارات هذه الأجرام معلومة وتقع تحت المتابعة الدورية، ومحسوب بدقة متى يمكن أن تصطدم بالأرض.

وأوضح عودة أن «النوع الثاني من الاصطدام هو الفجائي الذي لا يعلم عنه أحد ولا يظهر على أي ردارات أو تلسكوبات، وتالياً لا يمكن التنبؤ به، مشيراً إلى أن وكالة ناسا للفضاء نفت بنفسها ما تردد عن نهاية العالم هذا الشهر».

وأشار إلى أن هذه الشائعة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وانها تتكرر كل عام، لافتاً إلى أن المراكز العالمية نفت جميعها هذه الشائعة، واصفاً التنبؤات التي تروجها بعض التقارير الإعلامية الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، حول النهاية المنتظرة للعالم في يوم الجمعة المقبل ‬21 ديسمبر بأنها «أكذوبة».

آيات كبرى

وأكدت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، رداً على سؤال حول موقف الشرع من هذه الادعاءات وموقف الإنسان المسلم حيالها، كذب هذه التنبؤات داعية الأفراد إلى «عدم تصديقها»، مبينة أن «الساعة لا تأتي بغتة، وتأتي فيها علامات كبيرة ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم، ولم يظهر منها شيء حتى الآن».

وقال مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، إن هذه الادعاءات الكاذبة لا يجوز ترويجها وتداولها، مؤكداً أن القيامة أو نهاية العالم لا تأتي بغتة، ولا يعلم ميعادها إلا الله، وهي من الأمور الخمس التي لا يعلمها إلا الله.

وذكر أنه قبل قيام القيامة ونهاية العالم آيات صغرى وكبرى، لم يحدث شيء منها، لاسيما الكبرى، داعياً الناس إلى الحرص على عدم نشر الباطل والشائعات، معتبراً ذلك إثماً كبيراً، مطالباً الجمهور بعدم تصديق مثل هذه الشائعـات أو الهـلـع منهـا.

وأكد أحد المفتين في دار الإفتاء في دبي، «فضل عدم ذكر اسمه»، أن هذه التنبؤات مجرد هرطقة من أشخاص لا علم لهم، وتمثل أوهاماً توصل أصحابها إليها نتيجة لجهلهم، مشيراً إلى أن تصديق الناس مثل هذه الشائعات مرفوض، لأن موعد قيام الساعة لا يعلمه إلا الله، والحديث عن نهاية العالم لا يزيد على تنبؤات كاذبة.

أساطير وخرافات

قال عضو جمعية الإمارات للفلك، وأحد المهتمين بعلوم الفلك، صخر عبدالله، إن ما يروج حول نهاية العالم ‬21 من الشهر الجاري، مجرد أكاذيب لا تحمل أي سند علمي أو شرعي يؤيدها، ووصفها بـ«الأساطير والخرافات» التي يهدف مروجوها إلى الكسب المالي، محذراً الناس من تصديقها ونشرها، لمناقضتها الأدلة العلمية والشرعية.

وأكد أن «المجموعة الشمسية يحكمها ميزان دقيق من الحركة، بحيث من السهل رصد أي جسم سواء كان صغيراً أو كبيراً، مثلما حدث قبل نحو سبع سنوات حينما رصد العلماء وجود مذنب صغير يضرب كوكب المشتري، وكان من السهل جداً تحديد مكان اصطدامه قبل أكثر من عام من ارتطامه بالكوكب».

وحمل صخر أفلام هوليود مسؤولية اهتمام أعداد كبيرة من سكان العالم بهذه الخرافات، حينما أنتجت أفلاماً ترسخ هذه المفاهيم بإتقان سينمائي دقيق، بهدف الإثارة وتحقيق أرباح مالية خيالية، لافتاً إلى أن معظم من يروجون هذه المعلومات يسعون من ورائها إلى تحقيق مكاسب اقتصادية لا أكثر.

وأشار إلى أن التغيرات المناخية وأثرها في الكرة الأرضية لا تحدث بين يوم وليلة، وإنما تحتاج لملايين السنين، لتبدأ في الظهور والتأثير، مضيفاً أنه وفقاً للمعلومات الفلكية الموثقة، فإنه قبل ملايين السنين هبطت نيازك وأجسام صلبة على الأرض كانت سبباً في القضاء على الديناصورات، مؤكداً أن الظواهر الفلكية نادرة الحدوث. ودعا صخر الناس إلى عدم الالتفات إلى تلك الأخبار وإعطائها الأهمية، حتى لا يسهموا في إشاعة الخوف والفوضى بين السكان، على أساس غير صحيح، وتحري المعلومات الفلكية الصحيحة من الجهات المختصة، العالمية مثل وكالة ناسا، وغيرها من المؤسسات الدقيقة.

كوكب غامض

ونقلت التقارير العلمية معلومات غير مؤكدة تفيد بأن أحد التلسكوبات التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» اكتشف في الفضاء ظهور كوكب شبيه بالكرة الأرضية ويعادل حجم الشمس تقريباً، وأطلق عليه اسم «َىقىِّْ»، وقد درست الوكالة ذلك الكوكب الغامض فوجدت أنه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس، وتالياً وجدوا أن هناك مخاطر كثيرة لو اقترب من مسار الأرض، وأنه بمرور هذا الكوكب بالقرب من الأرض سيفقدها قوتها المغناطيسية، وتالياً سيكون هناك خلل في التوازن الأرضي ما سينتج عنه زلازل هائلة وفيضانات وتغيرات مناخية مفاجئة، تقضي على ‬70٪ من سكان العالم.

ونقلت التقارير عن علماء فرنسيين ويابانيين وصينين تنبؤات بأن بداية نهاية العالم ستكون في هذا اليوم، إذ يكون الكوكب المجهول في أقرب نقطة له من الأرض، وأن كواكب المجموعة الشمسية ستنتظم في خط واحد خلف الشمس، وأن هذه الظاهرة ستصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض، وتسببت هذه التقارير الإعلامية في إثارة الفزع بين بعض الروس والأوكرانيين، وفق ما نقلته بعض وكالات الأنبـاء العالمـية أخيراً.