غنيم الزعبي ـ التقاليد تقتل النساء في المناطق الخارجية

ظاهرة غريبة بدأت تنتشر في المناطق الخارجية حدثني عنها أكثر من طبيب في مستشفيات الفروانية والجهراء، هي انتشار أمراض السكر والضغط والقلب والجهاز الهضمي بين النساء في الفئة العمرية من بداية العشرينيات إلى منتصف الثلاثينيات وهي الأمراض التي كانت مرتبطة بالنساء في منتصف الأربعينيات، والجواب كان نفسه عند سؤالي لهؤلاء الأطباء عن أسباب هذه الظاهرة الجديدة، وهو قلة الحركة وعدم المشي أو ممارسة أي نوع من الرياضة بانتظام وأضافوا لذلك كله النظام الغذائي السيئ.

ويشير هؤلاء الأطباء إلى معلومة بديهية أنه للوقاية من تلك الأمراض يجب على المرأة من بداية العشرينيات ممارسة النشاط البدني بأي شكل من الأشكال سواء كان مشيا أو ركضا أو حتى تمارين سويدية، لكن المعضلة التي تواجه النساء في مناطقنا الخارجية وتقف حاجزا بينهن وبين ممارسة أي نوع من الرياضية هي التقاليد.

نعم التقاليد هي التي تجعل الكثير من السيدات يشعرن بحرج وخجل كبير من ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، خاصة في بعض أماكن المشي التي تكون مفتوحة ويوجد فيها الكثير من الشباب والرجال وهي في غالب الأحيان غير ممهدة ولا تصلح أساسا لممارسة رياضة المشي، كما أن استخدامها ينحصر في ساعات قليلة قبل غياب الشمس بساعة وبعدها بساعتين أو ثلاث بسبب أحوال الجو الحارة وأيضا بسبب توافر شروط الأمن فيها ولنا في حادثة اختطاف إحدى الفتيات من الممشى في إحدى المناطق الخارجية، إذا المكان الوحيد الذي يتيح للنساء ممارسة نوع بسيط من الرياضة وهي رياضة المشي هو مكان غير صالح وغير آمن بل وغير صحي نظرا لبدائية تصميم بعضها..طيب ما هو الحل؟..أين تستطيع النساء في المناطق الخارجية ممارسة الرياضة للحفاظ على صحتهن ولاتقاء تلك الأمراض الفتاكة التي مع الأسف بدأت تخطف أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا بل وأيضا بناتنا؟

الحل برأيي هو بيد وزير التربية.. ففي الكثير من مدارسنا صالات كبيرة تصلح كمكان تمارس تلك النسوة فيها الرياضة بكامل الخصوصية.. لذلك أتمنى أن تبادر ثلاث جهات حكومية هي التربية والصحة والهيئة العامة للشباب بتحويل تلك الصالات الكبيرة إلى أماكن رياضة مسائية تتيح للنساء ممارسة رياضة صحية تحت إشراف مدربات مؤهلات وتتوافر فيها أجهزة رياضة تساعد على الحصول على جسم صحي نشيط يكافح كل تلك الآفات والأمراض.

فلتنظر الحكومة لهذا الموضوع من ناحية اقتصادية..فالمواطنة التي تمارس نشاطا رياضيا منتظما هي التي تقي نفسها من الكثير من الأمراض (بإذن الله طبعا).. تلك الأمراض التي تدفع الدولة ثمنها إجازات مرضية أو عناية طبية أو سريرية تكلف الدولة مئات الملايين سنويا.

نقطة أخيرة: ليكن الاشتراك في تلك الصالات برسوم رمزية شهرية تذهب لدعم صندوق المدرسة التي بها الصالة الرياضية.