غضب في غزة من الحملة المصرية لإغلاق الأنفاق

غضب في غزة من الحملة المصرية لإغلاق الأنفاق

الأنفاق مخرج من سياسات الحصار والخنق الإسرائيلية
الأنفاق مخرج من سياسات الحصار والخنق الإسرائيلية

 

تثير عملية هدم الأنفاق المتواصلة من قبل أجهزة الأمن المصرية على الشريط الحدودي لقطاع غزة، غضب ومخاوف ابناء غزة الذين يعتبرها الكثيرون منهم شريان الحياة لسكان القطاع الذي تطبق اسرائيل حصارها عليه منذ اعوام.

ويتساءل رياض العريان، وهو صاحب احد الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية، بغضب «لمصلحة من يهدم الأمن المصري الأنفاق؟ عندما تم انتخاب (الاخوان المسلمين) والرئيس مرسي فرحنا واطلقنا النار في الهواء وأملنا ان تنفرج الأمور واستبشرنا خيراً». وبحسرة يقول الرجل ذو اللحية البيضاء الذي يرتدي جلابية بيضاء وهو واقف امام نفقه المعطل «لكن الآن بعدما رأيناهم نبكي على النظام السابق وعلى مبارك الذي لم يغلق الأنفاق».

وعلى الجهة المقابلة في الجانب المصري للشريط الحدودي، الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً، تظهر جرافة يحرسها جنود مصريون وهي تقوم بردم ما يبدو انه بوابة نفق.

ويقول عبدالرؤوف (36 عاماً) وهو فلسطيني يقيم في رفح المصرية ويقوم بتوريد مواد البناء الى غزة، ان «قوات الجيش والأمن بدأت حملة اغلاق وهدم الانفاق من المنطقة القريبة للسيطرة الإسرائيلية شرقاً باتجاه الغرب». ويضيف ان الأمن المصري «يقوم بإجراءات تضييق شديدة تصعب العمل بشكل كبير، فقد قاموا بهدم واغلاق قرابة 120 نفقاً حتى الآن». وهو يرى ان الأمن المصري «يدمر الأنفاق ببطء وتدريجياً كي لا يثير الانتباه».

اما خالد فرع (50 عاماً) وهو شريك في نفق مخصص لنقل الوقود تكلف انشاؤه 300 الف دولار، فيروي «كان لدينا 40 عاملاً والأمور تسير جيداً، وفجأة بعد هجوم سيناء الإرهابي توقفنا عن العمل تماماً، اعتقدت ان التوقف سيكون لفترة مؤقتة، لكنهم صبوا كل غلهم وغضبهم علينا وانهار المشروع».

وقد اطلق الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء بعد يومين من مقتل 16 من حرس الحدود المصري في هجوم مسلح استهدف، في الخامس من اغسطس الماضي، نقطة تفتيش قرب الحدود المصرية مع كل من قطاع غزة واسرائيل.

ويضيف الرجل وهو يقف بجانب خراطيم مهترئة امام بوابة حديدية لنفقه الذي تم اغلاقه من الجانب المصري «هم يعرفون اننا ندين الإرهاب ونحب السلام، ولولا الحصار الاسرائيلي لما وجدت الأنفاق والآن لا حول لنا ولا قوة بعد تدمير الكثير من الأنفاق والتضييق علينا».

ولا تتجاوز حالياً نسبة العمل بالتهريب في مئات الأنفاق الـ40٪ بسبب الحملة الامنية، على ما ذكر عدد من اصحاب الأنفاق.

وفي الجهة الفلسطينية كان ثلاثة صبية على عربة يجرها حمار يبحثون عن الحصى المخصص للبناء المهرب من مصر لبيعه.

وبغضب يقول محمد (15 عاماً) وهو يدخن سيجارة «تعطل شغلنا بسبب حملة الأمن واغلاق الأنفاق، انا اعمل في اخراج الحصمة (حصى البناء).. وأنفاق الحصمة مغلقة بعدما دمروا ماكينات السحب في مصر».

ويتساءل الفتى الذي يساعد في اعالة اسرته المكونة من 10 افراد بينهم والده العاطل عن العمل «كيف سنعيش اذا اغلقوا الانفاق؟ نرى الموت يومياً في الانفاق لكن لا يوجد عمل في غزة ولا استطيع الدراسة في الجامعة».

وفي منتصف النهار كانت ناقلة صهريج تنتظر شحنها بالوقود بينما يراقب جنود مصريون يعتلون بناية في رفح المصرية بمناظيرهم الحدود.

ويشكو اصحاب انفاق الوقود شحاً في توريد السولار، حيث تقف ست شاحنات تحمل صهاريج فارغة بجانب خزان وقود غير ممتلئ.

ويؤكد أبوأنس أبويونس (44 عاماً)، وهو مورد وقود، ان «العمل عطل من قبل المصريين، هذا تشديد للحصار»، مطالباً بـ«رفع الحصار عن قطاع غزة حتى نستغني عن الأنفاق».

ولا يشاهد سوى عدد قليل من عمال الأنفاق في المنطقة التي كانت تعج بالمئات منهم، وكان عاملان يسحبان صناديق بلاستيكية فارغة زرقاء اللون مربوطة ببعضها ومخصصة لنقل حصى البناء.

ونظمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تظاهرات عدة الأسبوع الجاري احتجاجاً على اغلاق الأنفاق.