غارات عنيفة على معرة النعمان.. و«الحر» يهاجم وادي الضيف

واشنطن تطلب من «جوار سورية» مراقبة مجالها الجوي.. وقصف واشتباكات في دمشق وحلب وحمص

غارات عنيفة على معرة النعمان.. و«الحر» يهاجم وادي الضيف

جانب من أثار الدمار الواسع في حي البياضة بحمص جراء تعرضه للقصف من قبل القوات السورية النظامية
جانب من أثار الدمار الواسع في حي البياضة بحمص جراء تعرضه للقصف من قبل القوات السورية النظامية

 

شن الطيران الحربي السوري، أمس، غارات تعد الأعنف على محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب البلاد منذ سيطرة المقاتلين المعارضين عليها الأسبوع الماضي، بينما وقعت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في محيط معسكر وادي الضيف الأكبر للقوات النظامية في المنطقة، كما قصفت القوات السورية أحياء في حمص وحلب وريف دمشق بالتزامن مع وقوع اشتباكات مع المقاتلين المعارضين. في حين دعت الولايات المتحدة الدول المجاورة لسورية الى مراقبة مجالها الجوي بعد تكرار الاتهامات لدمشق، باستخدام الطيران المدني في نقل معدات عسكرية، فيما بحث مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الأزمة السورية في القاهرة بعد جولة شملت السعودية وتركيا وايران والعراق.

وتفصيلاً، تعرضت قرى وبلدات في محيط معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) لقصف بالطيران الحربي هو الاعنف منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على المدينة الثلاثاء الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن قرى وبلدات حيش ومعرشمشة ومعرشمارين وتلمنس والدير الغربي وبسيدة بريف معرة النعمان» تتعرض للقصف من قبل الطائرات الحربية السورية، التي تواجه «بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، أن الغارات الجوية «هي الاعنف منذ السيطرة على معرة النعمان» التي مكنت المقاتلين المعارضين من الاستحواذ على مدينة تشكل معبراً الزامياً لامدادات القوات النظامية المتجهة الى حلب (شمال).

وأشار إلى أن الجيش النظامي «يحاول حشد قواته لاستعادة معرة النعمان، لكنه يواجه مشكلة في ايصال الامدادات الغذائية لعناصره الموجودين في المنطقة». وكان المقاتلون المعارضون تمكنوا بنتيجة السيطرة على المدينة وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان، من اعاقة امدادات القوات النظامية.

من جهتها، افادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «دوي انفجارات ضخمة نتيجة القصف المدفعي والصاروخي من الطيران الحربي على مدينة المعرة وريفها الشرقي». كما افاد المرصد باشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الاكبر للقوات النظامية في المنطقة، الذي حاول المقاتلون اقتحامه أخيراً، كما استهدفوا أمس، معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان «بصواريخ محلية الصنع»، وحاجز الغربال (جنوب) حيث قتل اربعة جنود نظاميين، بحسب المرصد.

تزامناً، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة. ففي حلب التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة اشهر، دارت اشتباكات صباح أمس، في حيي الحمدانية والميدان (وسط)، بحسب المرصد.

من جهته، افاد مصدر عسكري لمراسل «فرانس برس» عن اندلاع اشتباكات ليلية بعد قيام المقاتلين المعارضين بمحاولات تسلل على محاور عدة، لا سيما في ساحة عبدالله الجابري وباب الجنين في المدينة القديمة (وسط)، مشيراً الى ان القوات النظامية «تمكنت من صدهم»، وتحدث المصدر نفسه عن سقوط قذائف هاون مساء أول من أمس، على مناطق خاضعة لسيطرة القوات النظامية في وسط حلب، اصابت احداها مبنى الاوقاف في حي العزيزية.

وفي دمشق، تعرض حي جوبر (غرب) للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي افاد باشتباكات في عين ترما وزملكا بريف العاصمة، حيث تتعرض مدينة الزبداني للقصف من القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على المدينة».

من ناحية أخرى، قال عبدالرحمن إن الجثث التي عثر عليها الاحد الماضي في مشرحة مستشفى في جنوب غرب دمشق «بلغت 28 جثة وتعود غالبيتها الى جنود نظاميين، والبقية لمقاتلين معارضين»، قتلوا «في اشتباكات في محيط العاصمة خلال الاسابيع الماضية».

وكان المرصد افاد بالعثور على الجثث في مستشفى بين معضمية الشام وداريا، إلا ان ظروف مقتل اصحابها كانت غير واضحة.

وفي مدينة حمص (وسط) التي يعتبرها المقاتلون المعارضون «عاصمة الثورة»، تدور اشتباكات في محيط حي الخالدية الخاضع لسيطرتهم الذي يتعرض للقصف. من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن «وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة قضت على مجموعة ارهابية مسلحة قرب حديقة بيت علو بحي الخالدية بمدينة حمص ودمرت قاعدة اطلاق قذائف صاروخية ورشاش دوشكا»، اضافة الى قتل «عدد من القناصين في حي جورة الشياح بين جامع الفتح والمستشفى الوطني».

وتحاول القوات النظامية اقتحام الخالدية وعدد من الاحياء المحيطة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، لا سيما في وسط حمص.

وفي ريف إدلب، قتل طفل وطفلة يبلغان من العمر ست سنوات و10 سنين، جراء قصف تعرضت له بلدة كفرنبل، بحسب المرصد.

وأدت اعمال العنف، أمس، الى مقتل 16 شخصا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 33 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهراً.

إلى ذلك، طلبت الولايات المتحدة من الدول المجاورة لسورية مراقبة مجالها الجوي، بعد اعتراض تركيا طائرة سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وعلى متنها عتاد عسكري.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «نشجع كل جيران سورية على توخي الحيطة في استخدام مجالهم الجوي، خصوصاً أن لدينا حاليا حالة ملموسة».

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كرر قوله ان الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط في أحد المطارات التركية الأربعاء الماضي كانت تنقل «عتادا حربيا»، فيما قالت روسيا انها معدات رادار وإنها قانونية. وكذلك اجرت السلطات التركية أول من أمس، تفتيشاً روتينياً لطائرة شحن ارمنية متجهة الى حلب كانت تنقل مساعدات انسانية.

وفي القاهرة التقى الإبراهيمي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في ختام جولة اقليمية تستهدف انهاء اراقة الدماء في سورية.

وناشد الابراهيمي أول من أمس، إيران المساعدة في ترتيب وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى مع مواصلة قوات المعارضة والحكومة القتال دون هوادة.