عملية ” بواسير ” لنائب عراقي تكلف 59 مليون دينار عراقي !!

 بالرغم من الواقع المؤسف الذي يعيشه العراقيون بسبب الرعب من العمليات الارهابية التي تضرب البلاد، الا أنهم وجدوا فسحة للتهكم والسخرية مما كشف عنه حول عملية بواسير جراحية أجريت للشيخ خالد العطية، رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، والتي كلفت خزينة الدولة 59 مليون دينار عراقي، أي نحو 55 الف دولار، وذلك من خلال برنامج تلفزيوني جمع النائبين جواد الشهيلي وحنان الفتلاوي من ائتلاف دولة القانون. كشفت الفتلاوي عن قيام الشهيلي بإجراء عملية جراحية كلفت المال العام نحو 16 مليون دينار، ففتحت فضيحة الشهيلي الباب امام الشعب ليطلع على طرق جديدة يسلكها النواب لنهب المال العام تحت عنوان العلاج الصحي، منها تخصيص 77 مليون دينار لتجميل وجه النائب كمال الساعدي، وأكثر من عشرة ملايين دينار لتصليح ضروس النائب أحمد العلواني، و59 مليون دينار لعملية بواسير الشيخ خالد العطية. فألهبت هذه المبالغ الطائلة حماسة العراقيين في التهكم والسخرية والاحتجاج، خصوصًا أن هذه الفضائح تحدث في وقت يموت فيه يوميًا المئات من الأطفال العراقيين بسبب غياب الرعاية الصحية وبسبب انتشار الأوبئة.
 
 بواسير في غينيس
اصبحت بواسير النائب مادة تندر انتشرت على نطاق واسع على ارض الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وراح الكثيرون يتحدثون بشكل واضح عن مؤخرة النائب، فهناك من اكد أنها تدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية تحت باب أغلى بواسير في العالم، وهناك من قارن بينها وبين مؤخرات نجمات مثل هياتم وسهير رمزي وهيلاري كلنتون، فيما راح البعض يهنىء الحكومة العراقية على هذا الانجاز التاريخي العظيم، وطالب البعض بتغيير كلمات اغنية عراقية بعنوان مراسيل إلى بواسير، فيما تساءل البعض إن كانت هذه البواسير من بلاستيك أو شيلمان، أي حديد. واعرب احمد حسن عباس، الموظف في وزارة التربية، عن ألمه واستغرابه لتصرفات النواب، وقال: “بدأوا يكشفون فضائحهم امام الناس، وهم الذين يدعون خدمة الشعب، ولا اعرف هل اضحك أم ابكي وانا اسمع أن عملية استئصال بواسير تكلف الدولة مبلغًا كبيرًا جدًا، وانا لديّ ناسور ولا املك مالًا لإجراء عملية”. أضاف: “كان الاولى بالنائب أن يكون مواطنًا عاديًا، ويذهب لإجراء العملية في مستشفى حكومي، لكن يبدو أنه لا يثق بالاطباء العراقيين، أو لا يريد لطبيب عراقي أن يطلع على اشيائه الخاصة”.
 
علامة فارقة 
وقالت سميرة عبدالله، ربة بيت: “كل يوم تصدمنا حكايات اعضاء لمجلس النواب، ولا نعرف كيف نصدقها، لأنها تدخل ضمن قائمة الغرائب، وإلا بربك كيف لنائب أن يقوم بإجراء عملية بواسير بسيطة بملايين الدنانير، في وقت هناك مواطنون لا يجدون دواءً لعلاج ابنائهم أو ابائهم، فشر البلية ما يضحك، وهل بواسير السيد النائب متجذرة في الاعماق أم أن المبلغ يشمل تذاكر السفر والاقامة في لندن؟”. وقال جواد محمد، وهو طالب جامعي: “الجلوس على الكراسي والتمسك بها وعدم مغادرتها تؤدي إلى الاصابة بمرض البواسير، ولأن النواب يعشقون الكراسي والمناصب فكلهم ستحدث لهم بواسير، والشعب سيدفع الضريبة، بالعافية على النواب  فالظاهر أن مؤخراتهم على مستوى عالٍ”.
اما الحاج ابراهيم عبدلي، فقد اعترض على من يعترض على نفقات النواب، وقال ساخرًا: “لماذا تستكثرون المبلغ، فهل تعتقدون أن بواسير الدايحين من الشعب العراقي مثل بواسير نائب برلماني، فبواسير النائب في البرلمان العراقي ماركة مسجلة وعلامتها فارقة، الله يكثر بواسير النواب حتى يصرفوا عليها الملايين ويستفيد اطباء لندن”.
من جانبه، سأل الكاتب شوقي كريم حسن: “هل تعلم أن مؤخرة نائب واحد تستطيع أن تعيد الحياة إلى بناية اتحاد الادباء والكتاب؟” واضاف متهكمًا: “عن دار النائب في لندن، صدر كتاب بواسير الاحباب في محاضر مجلس النواب، ويتضمن ثمانية فصول تتحدث عن اسباب ظهور البواسير في الزمن الانتهازي، وكيفية معالجتها من خلال نهب اموال الفقراء والمساكين والارامل، اما الباب الثاني فيتحدث عن الكيفية الديمقراطية التي ظهرت فيها البواسير نتيجة الحوارات والمناقشات حول موضوع (اسكت والا اقول)، ويحقق المؤلف وهو العلامة ابو فخر الباسوري مجموعة من الكتب الجديدة التي يهديها حال الانتهاء منها إلى مكتبة البرلمان”.
 
على فايسبوك 
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي علق قاسم الكناني قائلًا: “اقترح تسميه شارع الزيتون بشارع بواسير النائب، لانها سوف تخلد بالتاريخ لأنها أغلى بواسير فى العالم بسعر ٥٩ مليون دينار عراقي”. اما مهدي القريشي فقال: “تستحق أن تكتب عنها رواية باسم بواسير النائب”. واضاف احمد شاكر: “هناك اشكالية في فهم ازالة البواسير على الطريق الاسلامية، وانا فهمتها كالآتي ارجو التصحيح اذا كنت مخطئًا ،وهي أن يوجهوا نحو القبلة ويبتروها على غرار ذبح الذبائح وفق الشرع”. اما الشاعر ربيع الشمري فقال: “عملية البواسير ببلاش في مدينة الطب أو مستشفى الكندي، ويمكن المطهّرجي يسويها مقابل اكرامية بسيطة، بعد لويش هالملايين؟؟ لعد اشكد اكو فلوس بالعراق؟؟ واحنه بالخارج حتى ما يقطعون المساعدات مرة انسوي ارواحنا مخابيل مرة معوقين مرة”. وقال احمد محمد امين التميمي: “افضل شيء هو أن يسن قانون للبواسير، نطلب من البرلمانيين الاعزاز ذلك، سنوا ماذا تنتظرون يا من نهبتم مال العام من الله ينتقم منكم انشاء الله”.
 
لوبيز أو العطية؟
وقال محمد ساهي: “أمّنت المغنية جينيفير لوبيز على مؤخرتها بمبلغ 27 مليون دولار، عدًا ونقدًا، وتعادل 104800000 ريال سعودي، ويمثل هذا الرقم ميزانية دولة فقيرة من دول العالم المتأخر، وفي الحقيقة هي مؤخرة تستحق ذلك وأكثر حيث أختيرت أجمل مؤخرة في العالم، ولكن ما الذي يشفع للنائب البرلماني العراقي الذي قدم وصولات للبرلمان بمبلغ 59 مليون دينار عراقي عن إجرائه عملية جراحية لإستئصال “بواسير”، وقد صرفت تلك الأموال من خزينة الشعب العراقي المغلوب على أمره؟” وتابع ساهي: “سابقة خالد العطية ستشجع نواباً آخرين على سلوك نفس الطريق وستصبح تقليداً وسيسرع الاخرون في إجراء عمليات تجميل للخشوم والوجوه وشفط الشحوم، وكل ذلك يصب أولًا وأخيرًا في مصلحة الشعب العراقي، وبذلك تلعب المؤخرات دورًا ستراتيجيًا وخطيرًا في حياة الشعوب، وتقرر مصيرهم في كل زمان ومكان، كيف لا والمؤخرات تنفق عليها بالعملة الصعبة من أجل ترفيه الشعوب، هذا بالنسبة للفنانات، وكذلك من أجل خدمة الناس، هذا بالنسبه للنواب والنائبات، إذ كيف يستطيع النائب خدمة الناس وهو يعاني مشكلة بواسير أو غيره من الأمراض؟” اما سمير الشكرجي فكتب: “اهنىء نفسي واهنىء الاعلام العراقي الذي دفعته الظروف للانشغال بمؤخرات النواب والبرلمانيين في الوقت الذي تنشغل فيه اقلام اعلام الكويت والاردن والجيك والهندوس بكل ما له علاقة بمقدمات الامور في مجتمعاتهم”.
  
التناقضات تؤذي العراقيين 
ولفت عبد الواحد عبد السلام، المختص في علم الاجتماع، إلى قدرة العراقي على التهكم والتندر حتى إن كان موجوعًا، وقال: “لا استغرب قدرة العراقي على التنكيت والسخرية وهو في قمة الالم، فهو مجبول على تلك القدرة لأن ارثه الحضاري يمكنه من ذلك، واعتقد أن الامر الذي يتحدث عنه العراقيون الآن موجع للغاية، كونه يأتي في زمن مليء بالاحزان والمآسي، من تفجيرات تحصد كل يوم منهم الكثير وغياب للامن وانعدام في الخدمات وقرارات تثير الجدل، ومن ثم يسمع عن حكايات تؤكد البطر الذي يعيشه النواب، فهناك من لا يجد لقمة العيش وهناك من ينفق الملايين من اجل اشياء كمالية، أو يترفع عن العلاج في بلده ليسافر إلى بلد آخر من اجل العلاج على نفقة الدولة، ومنها ما يتندر به العراقيون وهو موضوع استئصال بواسير نائب بستين مليون دينار”.
واضاف: “التناقضات في الموضوع تؤذي العراقيين وتجعلهم ينظرون إلى ممثليهم في البرلمان على أنهم في وادٍ آخر، ويفكرون بمصالحهم الشخصية فقط، لذلك تراهم يصبون جام غضبهم اذا ما وجدوا أي غلط يرتكب ويسخرون منه”.

 

 

المصدر: ايلاف