علي الفضالة ـ هذا الرجل المناسب

خلال تواجدي بإحدى الديوانيات جرى نقاش بين الموجودين عن أوضاع البلد وعن توقف أغلب المشاريع الحكومية وعن قلة الإنجاز بالبلد، فمنذ زمن طويل لم تبدأ الحكومة مشروعا وتنجزه، فجال في خاطري تساؤل: لم لا توجد الحكومة أشخاصا يتابعون المشاريع ويعملون على معرفة أسباب الفشل والتوقف؟ فقمت بمناقشة الفكرة مع الموجودين وأغلبهم أيّد هذا الكلام، فقام أحد الموجودين بإخبارنا بأن هناك جهازا حكوميا جديدا مهمته قريبة لما نتكلمعنه واسمه جهاز متابعة الأداء الحكومي برئاسة الشيخ أحمد مشعل الأحمد، أغلبنا لم يسمع عن هذا الجهاز ولا مدى صلاحيته وعمله بحكم أن حكومتنا لا تعرف كيف تسوق لنفسها ولا تطلع المواطنين على عملها.

خرجت من الديوانية وأنا أريد أن أعلم المزيد عن هذا الجهاز الحكومي وقررت أن أقوم بالاتصال بأحد معارفي ليحصل لي على رقم رئيس الجهاز الشيخ أحمد مشعل الأحمد، حصلت على الرقم بعد عدة أيام وقمت بالاتصال، وعرفته عن نفسي وبأنني صحافي وأود معرفة المزيد عن عمل الجهاز وعن آلية عمله، لكن الشيخ أبلغني أسفه وأنه لم يقم بمقابلة أي صحافي منذ تسلمه عمله بالجهاز وأنه يحب العمل في صمت، فاستوقفته قليلا وأخبرته عن مدى حاجة المواطنين للسماع عن هكذا مبادرات طيبة تنهض بالبلد وتعيد روح التفاؤل للمواطن الذي لم يعد يسمع إلا عن الإخفاقات بالمشاريع الحكومية أو توقفها لأجل غير مسمى.

فصمت الشيخ قليلا وكأن الكلام قد راق له فوافق من مبدأ أن يوصل هذه المبادرة الطيبة للمواطنين ويشحن نفوسهم بالأمل، وحدد لي مشكورا موعدا لمقابلته، ذهبت لمقابلته حسب الموعد فرأيت روحا شبابية متحفزة للعمل والعطاء رجلا كفؤا قد كرّس جل وقته للعمل، وعلمت أنه منذ تسلمه رئاسة الجهاز لم يأخذ إجازة، بدأ بشرح آلية عمل الجهاز وما حققه بالفترة الماضية من إنجازات، فالجهاز مسؤول عن متابعة مشاريع الدولة المتوقفة والبحث في أسباب تأخر الإنجاز والعمل على تحريك العمل المتوقف، ومن المشاريع التي يتابعها الجهاز مشروع مدينة صباح الأحمد، ومشروع سعد العبدالله للصالات ومشروع الوقود البيئي، وغيرها كثير، فهم يقومون بعمل الاجتماعات اللازمة ووضع الخطط الكفيلة بتحريك المشاريع ومن أمثلة ذلك مشروع المستودعات الجمركية والمنافذ الحدودية المتوقف من عام 2008 فقد قام الجهاز بالاجتماع بوكلاء الوزارة المعنين بتاريخ 12/3/2014 وفي 20/3/2014 عقد الاجتماع الثاني وكان المشروع قد تمت الموافقة على إنجازه، وهذا ما تحتاجه الكويت لكل المشاريع المتوقفة منذ سنوات.

انتهى اللقاء وخرجت وأنا أحيي إصرار وعزيمة الشيخ أحمد مشعل الأحمد، فهو مثال الشباب الطموح المجتهد الساعي لخدمة بلده وأتمنى أن يحتذي به كل شبابنا في الكويت، ولا أنسى ذكر باقي العاملين جميعهم فهم كخلية النحل التي تعمل بلا توقف تحاول أن تختصر الوقت وتنجز ومنهم د.رنا الفارس وغيرها، وكلي أمل أن هذا الجهاز سيسير عجلة المشاريع الواقفة بقيادة رئيسه الشيخ أحمد مشعل الأحمد وأنه الرجل المناسب بالمكان المناسب وفقكم الله وسدد خطاكم ونحن كلنا نؤازركم وننتظر أن نسمع عن إنجازاتكم.

تحية حب واحترام نرفعها لكل العاملين بصمت الذين تهمهم مصلحة الوطن أولا وأخيرا قبل مصلحة أنفسهم.