علي الراشد ـ الحكم عنوان الحقيقة

أن الحمد لله سبحانه وتعالى الذي انعم على وطننا بنعمة الأمن والأمان في بلداً يقع في بقعةجغرافية بالغة الحساسية والأهمية للعالم أجمع ، ورغم ما مرت به الكويت من ظروف دقيقة على مدار السنوات إلا أنها بفضل الله تعالى أولاً وبحكمة حكامها وطيبة أهلها ثانياً استطاعت أن تعبر بجميع الأزمات إلى بر الأمان .
أنني اليوم وبعد تقديم استقالتي من مجلس الأمة الحالي وما أوردته من أسباب في تلك الاستقالة أصبحت أطرح أرائي وأفكاري السياسية من خلال تجمع سياسي أو من خلال الوسائل الإعلامية ، وحين ظهرت على السطح قضية الأشرطة أو ما سمي ببلاغ الكويت ، وقد تضمن ذلك البلاغ معلومات واتهامات خطيرة تهز أمن البلد وتستبيح أمواله ، فقد أعلنت ومنذ البداية في مقابلة تلفزيونية أنه يجب التأكد من هذا الموضوع ويجب محاسبة أحد الطرفين .
فإن كان ما جاء بالبلاغ والأشرطة صحيح فليحاسب المتهم فيها ، وأن كانت المزاعم باطلة فيجب محاسبة من أدعى ذلك ، وترك الموضوع للنيابة العامة الممثلة عن الشعب الكويتي في هذا الجانب ، وبعد التحقيق والتحريات أصدرت النيابة العامة قرارها بحفظ البلاغ لعدم ثبوت ما فيه من اتهامات ، ورغم ما جاء في بيان مقدم البلاغ بعد صدور قرار النيابة بالحفظ إلا أنه تراجع وأعتذر وقبل بذلك الحفظ .
أنني هنا أثني بالدرجة الأولى على حكمة صاحب السمو حفظهُ الله بترك الموضوع بيد النيابة العامة للتحقيق والبحث حول الموضوع دون تدخل من أحد ، وهذا أن دل على شيء فإنه يدل على مدى احترام سموه للجهات القضائية وسعيها في إحقاق الحق ، وهذه نعمة عظيمة ننعم بها في هذا البلد إضافة إلى النعم الكثيرة التي انعم الله بها علينا ، فكل الشكر والتقدير لصاحب السمو على هذا الموقف الذي عزز من قيمة القضاء في بلدنا .
فالقضاء هو الملاذ الأخير لنا ويحتاج منا جميعاً إلى الدعم باحترام أحكامه ، ومهما كانت الأحكام القضائية سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا إلا أنه واجب علينا احترامها .
فالقضاء بالنسبة لي كالعرض ، فإذا مس عرض الإنسان أي مساس فالواجب عليه ستره لا فضحه والعلاج يكون من داخل الجسم القضائي ، ولا مصلحة لأحد أن يمس سمعة القضاء فهذا كمن يمس بعرضه .
والآن بعد إسدال الستار على قضية البلاغ لحكمة صاحب السمو وبعدالة الخصم الشريف وهى النيابة العامة لا يسعنا إلا أن نبتهل إلى الله عز وجل أن يحفظ هذا البلد وأهله وأميره وولي عهده من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وعلينا جميعاً أن نركز على قضايا الوطن وتنميته خصوصاً ونحن في هذا الوقت الحرج وبلدنا يشارك في الحرب باليمن ، فلا صوت يعلو على صوت المعركة وندعوا الله عز وجل أن يمن على أسرة الحكم بالوحدة والترابط ونبذ الخلافات من أجل استقرارها ، لأن استقرار أسرة الحكم هو استقرارا لنا جميعاً ، ويحزننا أي خلاف يحصل بين أبناءها فنتمنى عليهم أن يتساموا على جميع الخلافات وأن يتجاوز الأطراف الأخرى الاسائه والتجريح الذين تعرضوا لها وذلك في سبيل الوحدة الوطنية وأن يكون رأي صاحب السمو لهم بمثابة الطريق الذي يسلكونه بعيد عن الأهواء الشخصية .
كما لا يفوتني أن أطلب من أخواني وأخواتي أهل الكويت بان نستذكر نعم الله علينا في هذا البلد وأن ننظر دائماً إلى نصف الكأس المملوء مع احتفاظنا بحق الطموح ليكون بلدنا أفضل .
كما أطلب من الحكومة أن تحقق تعليمات صاحب السمو ومطالبات أهل الكويت بأعمار البلد وتنميته ، فلا عذر لها الآن ، فجميع الإمكانيات والدعم متوفر لها فلا تزيدون من سخط الناس عليكم بسبب قصوركم في العمل ، ويعلم الله أنها نصيحة محب وليس تصيداً عليكم .
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل مكروه .