علي البغلي ـ لا تخلونا نترحم على المؤزمين !

أحد نواب المجلس الحالي أحدث ضجة في المجتمع السياسي الاقتصادي، كادت أن تغطي على فضيحة «التعويض الاتفاقي» الفلكي الذي قبضته شركة داو كيميكال من أموال أجيالنا القادمة.

نائب مجلس «بو صوت» من دون خجل أو وجل وجه اسئلة نيابية لوزير المواصلات، يلمح فيها إلى وجود شبهة عمولات وتنفيع في صفقة تأجير وشراء طائرات جديدة للخطوط الجوية الكويتية الكسيحة.. وقد تعودنا من بعض وزراء «الكوبه» التراجع والخوف من أي هجوم أو تشكيك أو اتهام نيابي.. وذلك بإقفال أو إيقاف الصفقة تيمناً بالقول السائد «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح».. ولكن هذه المرة حصل أمر جديد ومحمود في حياتنا السياسية.

فالوزير ترك أمر الرد على النائب للمختصين، وكانوا هذه المرة ممثلين برئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، زميلنا الكابتن سامي النصف. ليرد رداً «برّد جبود» كل أبناء الشعب الكويتي.. واضعاً النقاط على الحروف، في أن عرض شركة النائب، الذي قد يكون عرضاً صورياً.. خلا من الأرقام المتسلسلة للطائرات المنوي تأجيرها، حتى يتم فحص تاريخها والتأكد من وجودها، بالإضافة إلى أن طائرات شركة النائب من النوع الذي يستهلك وقوداً أكثر، ويزيد ثمن تأجيرها على الثمن الذي تلقته «الكويتية» من المصنع مباشرة بمليار، أي الف مليون دولار.. نائب مجلس «بو صوت» لم يذكر ضلوع شركته في التعامل التجاري مع مؤسسات وشركات حكومية، بل افتخر بامتلاكه 12شركة للمسالخ والمقاولات وايجار واستئجار.. ونحن نقول للسيد النائب: الله يزيد ويبارك لك في أموالك ورزقك.. ولكن عملك الخاص وتنمية ثروتك يجب ألا تستغل فيهما نيابتك، أي صفتك النيابية وهذا شيء مرفوض ولا يجوز، وتحرمه صراحة المادة 121 من الدستور.. ولو كنت في برلمان دولة متحضرة تحترم نفسها وتحترم كل سلطة السلطات الاخرى، لكنت الآن في منزلك أو مكاتب شركتك لإنهاء عضويتك!

* * *

النائب المذكور لربما في حراك ما يسمى بــ«الهروب الى الأمام» أو «تضييع الصقله»، تقدم باقتراحات أول هذا الاسبوع اعادتنا للاقتراحات الحلمنتيشية لأعضاء المجلس المبطل والتي اعتاد تقديمها كبار المؤزمين فيه.

فالنائب، لا فض فوه، إمعاناً منه في اظهار حرصه على الاخلاق العامة اقترح منع لبس أي لباس غير محتشم في السباحة للجنسين! ولا ندري ما هو اللبس المحتشم للرجل في عرف نائب المناقصات الحكومية من الإبرة للطيارة هل يلبس الرجل الوزار مثلاً؟! أو يكتفي بالفانيلة والمكسر للسباحة؟ أو يبحث له عن مايوه اسلامي تحت الركبة من محلات ذلك النائب أو غيره؟! أما النساء فمعضلتهن أكبر، فالمرأة من رأسها حتى أخمص قدميها هي عورة بعرف النائب ومن لف لفه، فهل تستحم بعباية الجامعة السوداء، التي ستلتصق على جسمها بعد خروجها من الماء؟ وقد يحدث من منظر العباءة السوداء الملتصقة على الجسم فتنة أكبر! اقتراح النائب جرم وحرم أي اختلاط بين الجنسين في المسابح والشواطئ العامة!

اخونا نائب مجلس «بو صوت»، حركت فينا المواجع، وخليتنا نكاد أن نترحم على مؤزمي المجلس المبطل!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.