عبداللطيف الدعيج ـ نبيها مولعة

الوضع السياسي في البلد، إن جازت التسمية، فاتر. او هو اقرب الى البارد والممل منه الى اي شيء آخر. فليس لدينا شيء يثير الانتباه او يحيي الركود المخيم على كل شيء. طبعا مجلس الامة في إجازة. وعادة يرتبط النشاط السياسي في الكويت بعمل مجلس الامة. فقد عودتنا الحركة الوطنية الديموقراطية مع الاسف على ذلك، حيث حصرت النشاط السياسي في مجلس الامة وداخل قبته.

لكن حتى اثناء انعقاد مجلس الامة قبل شهور. كان الوضع الى حد ما مشابها للوضع الحالي. فقد كان اعضاء مجلس الامة «مسالمين». وكانت الحكومة تجتهد لارضاء رغباتهم او ربما لانجاح تجربة الانتخاب على الصوت الواحد. ويبدو اننا لم نتعود على ذلك. او اصبح هذا من غير المألوف بعد ان عشنا سنوات على صراخ وضجيج المعارضة.

اليوم يبدو اننا، وغصبا عنا، نفتقد الضجيج ونحنّ الى الاشاعات والاكاذيب. بالمناسبة الجو بارد لان الادعاءات والاتهامات اختفت، والاشاعات تراجعت. نواطير المال العام نائمون. فلا حس ولا خبر منذ زمن. اختفت السرقات وتلاشت عمليات نهب المال العام التي تعيش عليها الكثير من الساسة في الكثير من الوقت. ولا اخبار عن تعديات او تحالفات سياسية حكومية لضرب هذا او الحد من نشاط ذاك. حتى المتطرفين الدينيين اختفت اعتراضاتهم او اقتراحاتهم السخيفة التي كانت في السابق تثير الجو وتشحن النفوس ضدهم. فقد كنا في السابق نقلق، وفي احيان كثيرة نتسلى باقتراحات مجاميع التطرف الديني، غير الواقعية وغير العصرية. اليوم ليس هناك شيء من هذا القبيل على الاطلاق. ربما الدينيون «دشوا الدخن» بعد التصدي الرسمي والشعبي لـ«داعش» والحملة الشرسة على الاخوان. وربما ان حالهم حال الكثير من بقية المتعاطين بالسياسة هذه الايام، فقدوا الاهتمام والارتباط بالاوضاع.

المعارضة الجديدة اختفى صوتها. ربما افلست كما يدعي المختلفون معها. وربما تعد العدة لامر جديد. لكن الواقع انها فقدت بريقها واختفت من الساحة. حتى المؤتمر الاخير الذي طبلت له لم يتعد اعتراض السيد احمد السعدون على سحب الجناسي. ليس لانه عمل باطل من الاساس.. ولكن لانه به شبهة قانونية..!

المهم ملينا.. نريد عودة الضجيج، الازمة والمؤزمين. سرقات المال الوهمية ومشاريع التنفيع. فهذه نسمع عنها الكثير بينما لا احد يذكر بالسوء او بالخير اي انجاز. نريد جوا حيا ولو بالاكاذيب والاشاعات.. نريد البلد حيا لاي سبب.. فكل شيء مقبول الا هذا الهدوء الرتيب.