عبداللطيف الدعيج ـ ما فائدة الحقوق في ظل الكبت والغم؟

فعلا لا يبدو ان السادة الاصدقاء الاميركان قد وفقوا في ثنائهم ومدحهم لأوضاع حقوق الانسان في الكويت. فعندنا نحن الكويتيين الانسان مضطهد حتى العظم. ولكن يبدو ان مفهوم الحقوق الانسانية يختلف عند الاميركاني عن الكويتي، او ان الاميركي «شبع» حقوقاً، لدرجة انها لم تعد تثير اهتماما حقيقيا عنده.

نحن مضطهدون هنا، ومحرومون من الحقوق. ليس الاضطهاد سجنا وتعذيبا وزيارات في الفجر. فنحن ننعم هنا بالامن والامان، وجزى الله الف خير من وفر الامن وحافظ، وسوف يحافظ، بالتأكيد على هذا الامان، ولكنه الانتقاص من الحقوق والحرمان من الخيارات الانسانية في السلوك ومن الحقوق الجماعية والفردية في تحديد المصير وفي التخطيط للمستقبل.

ان الديموقراطية والحريات تتراجع هنا بشكل علني وباجماع يثير الريبة. فلا القوى السياسية المزعومة تعترض ولا السلطات المندفعة تكبح اندفاعها المتواصل في «قصقصة» الحقوق والسلطات العامة. والان يدخل السادة الاصدقاء الاميركان طرفا مساهما عبر المديح والثناء والحرص على «تثبيت» الاوضاع.

لندع الحريات السياسية والسلطات الشعبية جانبا، فأمامنا درب طويل وطويل لتحقيق ذلك، بل اكثرنا يؤمن بان التروي هنا ضرورة وامان. ولننظر الى الحقوق الاجتماعية والمعيشية. معيشيا نحن نتنعم برفاه زائل، بل نحن اكثر الشعوب عرضة للضياع والمعاناة بسبب عدم ضمان مستقبل الاجيال القادمة، وفقر الاهتمام بتوفير فرص العيش الكريم والمقبول لها، بل ان جيلنا الحالي يبدو مهددا، وأحد سفرائكم هو مع الاسف من بشر بذلك. سنة الفين وعشرين، حسب تنبؤكم انتم وليس أحدا آخر، لن يجد الكويتي وطنا لائقا يستضيفه..، فأي فائدة ترجى من ضمان الحقوق السياسية لبضع سنوات.. يأتي بعدها الضياع والذل العام؟.

اجتماعيا نحن محرومون من كل شيء، بل مفروض علينا ومن اموالنا العيش والاستماع والتصرف وفق تقاليد وموروث من زال من بشر، وتقمص عقليات وثقافة مجتمعات لم يكن لائقا العيش او القبول بها حتى في القرون الوسطى.

دعوا حرية التعبير وحق الكلام، فنحن لا نتجرأ اصلا على الحلم بها. لكن دعونا نخبركم ان كنتم جاهلين، ونحن نشك في ذلك، بان الكويتي ممنوع من الفرح، ممنوع من ان يصفق.. ممنوع من ان يتمايل.. ناهيك ان يرقص حتى في عرسه هو او في زواج ابنته.