عباس يهدد بتسليم مفــاتيح الضفة لإسرائيل حال استمر جمـــود المفاوضات

ليبرمان يستبعد استئنافها في ظل رئاسته للسلطة الفلسطينية

عباس يهدد بتسليم مفــاتيح الضفة لإسرائيل حال استمر جمـــود المفاوضات

 

 

عباس يهدد بحل السلطة إذا لم يحصل أي تقدم في المفاوضات مع إسرائيل.
عباس يهدد بحل السلطة إذا لم يحصل أي تقدم في المفاوضات مع إسرائيل.

هدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بتفكيك السلطة الفلسطينية وتسليم مفاتيح الضفة الغربية للدولة العبرية، إذا استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية برفضه الاستجابة لمطالب فلسطينية تسمح باستئناف المفاوضات، وكشف أن إسرائيل خفضت مستوى التنسيق الأمني مع الأجهزة الفلسطينية، فيما استبعد وزير الخارجية الاسرائيلي المستقيل افيغدور ليبرمان استئناف المفاوضات في ظل رئاسة عباس للسلطة الفلسطينية.

وتفصيلاً، قال عباس في مقابلة مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية «اذا لم يحصل تقدم بعد الانتخابات، سأمسك هاتفي واتصل بـ(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو» وأقول له «صديقي العزيز السيد نتنياهو، أدعوك إلى المقاطعة (أي مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله) وتفضل واجلس في هذا الكرسي مكاني وخذ المفاتيح وستكون مسؤولاً عن السلطة الفلسطينية».

وأضاف الرئيس الفلسطيني في هذه المقابلة التي نشرها موقع الصحيفة «حالما تتسلم الحكومة الاسرائيلية الجديدة مهامها، على نتنياهو ان يقرر: نعم او لا».

وقال الرئيس الفلسطيني إنه يقدر، وفقاً لاستطلاعات الرأي، أن نتنياهو هو الذي سيشكل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات العامة في ‬22 يناير المقبل.

واعتبر أن المطالب الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات تتعلق بوقف الاستيطان خلال المحادثات بين الجانبين، واستئناف تحويل أموال الضرائب الفلسطينية التي أعلنت إسرائيل عن تجميدها عقب الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة وإطلاق سراح ‬120 أسيراً فلسطينياً تقريباً مسجونين منذ الفترة التي سبقت التوقيع على اتفاقات أوسلو في عام ‬1993.

وشدد عباس على أن هذه ليست شروطاً مسبقة، وإنما التزامات تعهدت بها إسرائيل في الماضي، وإذا نفذ نتنياهو هذه الأمور فإن هذا سيساعد على استئناف المفاوضات، وأنا أطلب منه ألا يبني (في المستوطنات) خلال المحادثات.

وعارضت إسرائيل قبول فلسطين دولة بصفة مراقب غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة بدعوى تخوفها من انضمام السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الدولية في لاهاي ورفع دعاوى ضد شخصيات إسرائيلية.

لكن عباس قال للصحيفة، إنه لا يعتزم في هذه الاثناء فعل شيء بهذا الشأن، وقال «لن افعل شيئاً طالما تجري مفاوضات سياسية»، لكنه ألمح إلى أن السلطة ستتوجه إلى المحكمة الدولية في حال لم يوافق نتنياهو على المطالب الفلسطينية.

وتطرق عباس إلى حالة التوتر الأمني في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، وقال إن إسرائيل خفضت مستوى التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية وعادت قوات الأمن الإسرائيلية إلى اقتحام المدن الفلسطينية من دون التنسيق مع الأجهزة الفلسطينية.

وتعهد عباس بأنه «لن نسمح بانتفاضة ثالثة مسلحة وإنما فقط بمقاومة غير عنيفة».

وقال إن حركة حماس هي واقع، وأن إسرائيل نفسها تدرك هذا الأمر عندما تتحدث مع حماس في غزة.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية تسمح لنشطاء حماس في غزة بالتظاهر، ولكنها تمنع نقل أسلحة وأموال إلى نشطاء هذه الحركة، وأنه «ضبطنا أسلحة تم تهريبها إلى حماس وكانت قادمة من إسرائيل حصراً».

من جهته، قال ليبرمان ان استقالة عباس هى السبيل الوحيد لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأضاف انه اذا ظل عباس في السلطة، فإن حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى سوف تسيطر في نهاية المطاف على الضفة الغربية وأن عودة الى المفاوضات الدبلوماسية لن تكون امراً ممكناً الا بعد تنحيه، بحسب صحيفة هآرتس الاسرائيلية في موقعها الالكتروني.

وجاءت تصريحات ليبرمان رداً على تصريحات عباس في مقابلة مع الصحيفة.

وأضاف وزير الخارجية السابق «اننا نهنئ عباس على توصله الى النتيجة الصحيحة وأنه بعد تنحيه عن قيادة السلطة الفلسطينية ، فإنه سوف يكون من

الممكن استئناف العملية الدبلوماسية».

وتابع «نتوقع بشغف صدور بيان رسمي من مكتب عباس بشأن تقاعده» مشيراً الى ان هناك الكثير من البدلاء للرئيس الفلسطيني.

يشار الى انه لطالما دعا ليبرمان – الذي استقال على خلفية قضايا فساد وخيانة الامانة في وقت سابق الشهر الجاري – الى استقالة عباس ويصفه بأنه

عقبة امام احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وكانت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد توقفت منذ مطلع اكتوبر عام ‬2010 على خلفية الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.

كما أقرت إسرائيل بناء أكثر من ‬6000 وحدة استيطانية منذ بداية الشهر الجاري رداً على قرار الأمم المتحدة في ‬29 من الشهر الماضي بترقية مكانة فلسطين لديها إلى صفة دولة مراقب غير عضو بتأييد دولي واسع.