صحيفة الراي” تروي الحكاية الكاملة لجريمة «الصادق»: الحزام الناسف دخل في «آيس بوكس» وسُلّم في الزور

وراء كل جريمة «شياطينها»، ومن هؤلاء الشياطين منفذو عملية تفجير مسجد الإمام الصادق مع سابق الترصد والإصرار، وبتعليمات من تنظيم «داعش».

كيف وقعت الجريمة المستنكرة؟ الجميع يعلم ماذا حدث بعد «كبسة الزر» على الحزام الناسف. أبرياء سقطوا شهداء أو جرحى، الدم غطى المكان، تنظيم «داعش» تبنى العملية، وانتصرت الكويت على مستبيحي الأرواح والدماء، بدمعة من رمزها، وبعبارة «هذولا عيالي» وتجسدت الوحدة الوطنية في أبهى صورها.

لكن ماذا حدث قبل الجريمة، وكيف تم الإعداد لها ؟

في التفاصيل التالية التي ترويها لـ «الراي» مصادر أمنية، كثير من الحقائق تتكشف، منذ لحظة وصول الارهابي فهد القباع، وانتقاله من المطار الى أحد فنادق الفروانية بواسطة تاكسي، وتعرفه على ناقله الى مسرح الجريمة السائق عبدالرحمن صباح، وأيضا كيف دخل الحزام الناسف عن طريق شخصين أتيا به، وسلماه لعبدالرحمن في منطقة الزور.

فقبل أربعة أيام من حادثة التفجير كان للسائق عبدالرحمن اتصال مع «داعش» عن طريق برنامج الكتروني، حيث أبلغته القيادة الداعشية المتواصلة معه أن يذهب الى منطقة الزور، حيث من المقرر وصول شخصين عن طريق النويصيب، مهمتهما الالتقاء به وتسليمه «ايس بوكس» يحتوي على الحزام الناسف، وتدريبه على عملية التفجير وابلاغه أن المسجد مرصود من قبلهم ولا داعي لأي توجس أو خوف.

وقالت المصادر إن المتواصلين مع عبدالرحمن من القيادة الداعشية أحيطوا علماً بأنه استعار السيارة من المتهم جراح نمر، لانه لايملك سيارة، وعلى ذلك تم وضع «الايس بوكس» الحاوي للحزام الناسف في السيارة قبل أربعة أيام على التفجير.

وفي يوم الخميس السابق ليوم التفجير، تواصل عبدالرحمن مع «داعش» عبر البرنامج الالكتروني، فأبلغوه بأن شخصاً سينتظره في أحد فنادق محافظة الفروانية في السابعة من صباح يوم الجمعة المحدد لتنفيذ العملية الارهابية، وأنه سيتعرف عليه من ارتدائه غتره حمراء ودشداشة لونها بني فاتح، وبالفعل التقى معه صبيحة الجمعة وأركبه معه السيارة وتعارفا في لقائهما الاول، ومن ثم ذهبا الى منزل عبدالرحمن ومنه الى جمعية الصليبية واشتريا «أمواسا» للحلاقة قبل أن يعودا أدراجهما الى منزل عبدالرحمن، وانزلا الحزام الناسف من السياره الى البيت، ونزع فهد القباع دشداشته والغترة الحمراء، وتحزّم بالحزام الناسف، ولبس دشداشة فضفاضة لكي لا يظهر الحزام من تحت ملابسه أو يثير الشكوك، ومن ثم ارتدى غترة بيضاء وعقالاً أحضرهما له عبدالرحمن.

وأشارت المصادر إلى أن عبدالرحمن وفهد ذهبا بعد أن أعد الأخير نفسه للتفجير الى مسجد الإمام الصادق، حيث الهدف، وأبلغ عبدالرحمن الانتحاري فهد بأنه على دراية وخبرة بكيفية «كبس زر» الحزام الناسف، وأحاطه بالخطوات التي تدرب عليها وتلقاها من «داعش» وقال له بالحرف «ان شاء الله أنت من اهل الجنة».

وأوضحت المصادر أن سيارة الجانيين وقفت بهما على بعد 150 متراً تقريباً من المسجد، حيث ترجل منها الانتحاري فهد متوجهاً الى المسجد، حيث لم يشعر به رجال الامن، ودخل المسجد وحصل الانفجار وتمت المهمة، فهرب عبدالرحمن الى منطقة الصليبية، حيث أبلغ من يتواصل معه من قيادة «داعش» بأن العملية تمت بنجاح، وكان خائفاً جداً وأبلغ أخاه أنه ستكون هناك «عمليات قمع ومداهمات للاشخاص المتدينين»، طالباً منه أن يساعد على تخفيه، لا سيما وان لدى شقيقه شقة أنس في منطقة السالمية، وبالفعل نقله أخوه الى هناك بسيارته، حيث ترك السيارة التي نقل بها الانتحاري فهد متوقفة في منطقة الصليبية، وتحتوي على ملابس فهد القباع التي أتى بها الى البلاد قبل أن يستبدلها إضافة الى «الايس بوكس» الذي احتوى الحزام الناسف، وبات ليلته في السالمية مع اخيه واصحاب اخيه وعددهم 4، وفي اليوم التالي ذهب الى منطقة الرقة حيث انه كان يستأجر جزءا من منزل المتهم فهد شخير، ولديه زوجة هناك، وعند دخوله المنزل أطبق عليه رجال أمن الدولة هو وزوجته واقتادوهما الى التحقيق، حيث اعترف بالواقعة تفصيلاً، وكشف عن تورط مالك السيارة جراح نمر، وكذلك فهد شخير وعلاقتهما بتنظيم «داعش».

 رابط الخبر:

http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=604589

 

المصدر: صحيفة الراي