اما الحراك السياسي تنطلق فيه الافكار والتوجهات والآراء والاساليب وتحلق في فضاء عالم السياسة ، وكل حزب او مجموعة لها فكرها وتوجهها واسلوبها لتحقيق اهدافها المنشودة ، الآن ما نمر به بالكويت هو حراك سياسي ، هناك من يريد الحكومة المنتخبة والاخر حكومة برلمانية ومن يريد اشهار الاحزاب والاخر يرفضها ، والبعض يريد تحقيق اهدافة باسلوب المواجهة الميدانيه من مسيرات واعتصامات والاخر يرفض المسيرات ويريد الندوات والحلقات النقاشية ، ومن يريد المسيرات تكون داخل المناطق السكنية والاخر يرفض داخل المناطق ويريدها بالطريق العام ، من يريد الحوار الوطني بين التوجهات السياسية والاخر يرفضها !
هذا هو الحراك السياسي التي يكون الاصل فيه الاختلاف في الطرح والفكر والاسلوب ، والقاعدة الساسية تقول ” الاختلاف الحقيقي هو عدم وجود الاختلاف ” لان لا يمكن ان تجمع جميع الاطراف والنسيج السياسي والاجتماعي معك لتحقيق اهدافك المنشودة ، بالطبع يظهر من يخالفك اما تماما او في بعض اهدافك ، اذا الاصل بالحراك السياسي هو انك تسوق لمنتجك الفكري باسلوبك الترويجي له والشعب العام يختار ، في الحراك السياسي لا تتعب نفسه محاولا جمع كل الاطراف ! ستهلك لانه لا يمكن تحقيقه ” عكس الحراك الاحتجاجي ”
الحراك السياسي كقلب الانسان فاذا كان تخطيط القلب على خط واحد فهذا يعني ان القلب ميت وان كان يصعد و ينزل فهذا يعني ان القلب حي ، كذلك الحراك السياسي مره يتقدم ثم يتاخر ليراجع نفسه وينظم ذاته ثم يرجع الميدان ” وانحسار الماء لا يعني تراجعه بل ياتي مره اخرى متماسكا وقد يكون مد عالي ” ، الانسحاب التكتيكي مطلوب ، والمواجهة الحكيمة مطلوبه ، الاختلاف لا يعني خلاف ” وقد يكون هناك خلاف جزئي بين الاطراف وهذا طبيعي بحكم القواعد البشرية ”
وفي الحراك السياسي يجب تعدد الجبهات لمواجهة السلطة مثلا ” ائتلاف المعارضة، وتنسيقية الحراك ، وكتلة الاغلبية وغيرها ” وهذا طبيعة العمل السياسي السليم ، فان صار ان هناك فقط جبهة واحدة هنا تسعد السلطة وتكيف معداتها وعتادها وقوتها نحو هذه الجبهة لاعدامها ، لكن اذا كانت هناك جبهات متعدده كما ذكرت ستهلك السلطة وتتشتت قواها ” ما تعرف منو طقاقها ”
كارثة من يريد ان يجعل العمل السياسي عمل عسكري !!! ان تكون هناك قيادة واحدة فيها قائد يعطي الاوامر للعمدة والعمدة يعطون الاوامر للعقده والعقده يعطون الاوامر للجنود فينفذون ذلك وكلهم باسلوب واحد وفكر واحد وهدف واحد !! هذه مصيبة كبرى!!
متى ما تم ذلك فابشروا بالخسران المبين ، العمل السياسي الاصل فيه التعدد والتنوع والاختلاف .
كتبت هذا المقال لان لا فرصة لدي للتحدث في منبر اعلامي ، فالنشخص العمل السياسي وفق القواعد السياسية والبشرية السليمة حتى نتقدم وننقذ الحراك السياسي من موت الرجل !