شركات تعرض حلولاً لمواجهة تسريب البيانات في المصارف

تتيح للموظفين استخدام أجهزتهم المحمولة في بيئة العمل وتركز على «التشارك المرئي»

شركات تعرض حلولاً لمواجهة تسريب البيانات في المصارف

بيانات بطاقة الائتمان تباع في الــــــــــــــــــــــــــــــسوق السوداء بسعر يصل إلى 200 دولار.
بيانات بطاقة الائتمان تباع في الــــــــــــــــــــــــــــــسوق السوداء بسعر يصل إلى 200 دولار.

ركزت شركات مشاركة في «أسبوع جيتكس للتقنية 2012»، الذي اختتمت فعالياته أمس، على توفير برامج وحلول خاصة بالمصارف، لحماية البيانات ومعلومات المتعاملين، خصوصاً في ظل تطور وسائل سرقة البيانات من قبل قراصنة الإنترنت الذين يبيعون البيانات الشخصية والمالية لضحاياهم في السوق السوداء على الشبكة.

ووفقاً لمسؤولين في شركات التقتهم «الإمارات اليوم»، فإن البيانات المسروقة الخاصة بالبطاقة الائتمانية الواحدة أصبحت تباع في السوق السوداء بسعر يصل إلى 200 دولار، فيما يقدر حجم الأموال من سرقة البيانات عالمياً بنحو مليار دولار سنوياً.

وتتضمن الحلول الأمنية التي توفرها الشركات: برامج حماية من تسريب المعلومات، وتوفير الخدمات السحابية مع ضمان حماية المعلومات خلال المراحل المختلفة للعمل.

كما طرحت شركات أخرى حلولاً خاصة بمراكز الاتصال في المصارف مع توفير حلول تمكن الموظفين من استخدام أجهزتهم المحمولة في بيئة العمل.

سرقة البيانات

تفصيلاً، قال مدير مبيعات منطقة الخليج وباكستان في شركة «سيمانتك»، كنان أبولطيف، إن «الشركة ركزت خلال المعرض على تسويق برنامجها المتخصص لحماية المصارف والمؤسسات المالية من تسريب المعلومات، خصوصاً أن المصارف مطالبة بتنفيذ شروط ومواصفات معينة من قبل المؤسسات العالمية المصدرة للبطاقات الائتمانية مثل (فيزا)، و(ماستر كارد)».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «لدى المصارف عموماً تحدياً رئيساً يتمثل في الحفاظ على المعلومات، وعدم تسريبها»، لافتاً إلى أن التسريب يتم بطريقتين رئيستين الأولى داخلية من قبل موظفي البنك بطريقة مقصودة أو عن طريق الخطأ، والثانية عن طريق اختراق شبكة معلومات للمصرف.

وأوضح أن «البرنامج الذي طرحته الشركة في (جيتكس) يراقب حركة المعلومات وتنقلها داخل المصرف، ومن ثم يوقف تسريب المعلومات إلى خارج الشبكة فور اكتشافه، مع إخطار الجهة المتخصصة في الإدارة بالشخص الذي تسربت المعلومات من جهازه».

وأكد أن «خسارة المصرف من تسريب المعلومات، لاسيما الخاصة بكبار المتعاملين، لا تقتصر على خسارة المتعامل ذاته، وللمحيطين به، وإنما تمتد إلى فقدان الثقة بالمصرف وهي خسارة لا تقدر بثمن وتتطلب سنوات لإعادتها».

وشدد أبولطيف على أهمية أن «تطور المصارف من وسائل وبرامج حماية البيانات والمعلومات، مع تطور وسائل سرقة البيانات من قبل قراصنة الانترنت الذين يبيعون البيانات الشخصية والمالية لضحاياهم في السوق السوداء على الإنترنت»، مشيراً إلى أن «البيانات المسروقة الخاصة بالبطاقة الائتمانية الواحدة تباع في السوق السوداء بسعر يراوح بين 150 و200 دولار».

الخدمات السحابية

من جهته، قال المدير الإقليمي لمنطقة الخليج والشرق الأوسط لدى شركة «مكافي» حامد دياب، إن «حجم الأموال المنهوبة من خلال سرقة البيانات تقدر بنحو مليار دولار سنوياً، فيما تعد المصارف من أكثر الجهات المستهدفة للسرقة، خصوصاً أن بيانات المتعاملين يمكن أن تتحول الى مبالغ نقدية بعكس بيانات شركات أخرى».

وأضاف أن «شركة (مكافي) متخصصة في حلول وتقنيات أمن وحماية الأنظمة والشبكات والهواتف المحمولة، وتركز على حماية أمن المعلومات عبر طرق عدة أهمها توفير الخدمات السحابية للمصارف»، موضحاً أن «الشركة تخزن المعلومات الخاصة بالمصرف، ورسائل البريد الإلكتروني بين الموظفين، فضلاً عن الموقع الإلكتروني عبر سحابة خاصة، ما يوفر على البنك البنية الأساسية اللازمة لهذه العمليات، وإدارتها، مع ضمان حماية المعلومات خلال المراحل المختلفة».

وأشار إلى أن «الخدمات السحابية تمثل 25٪ من النمو السنوي لقطاع تكنولوجيا المعلومات، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية فستولّد نحو ثلث النمو الصافي لقطاع تكنولوجيا المعلومات مع حلول عام 2013».

وذكر أن «توفير شركات متخصصة للخدمات السحابية، يضمن للمصارف مواجهة محاولات سرقة بيانات البطاقات الائتمانية، لاسيما أنها تعد دافعاً مميزاً للسرقة من قبل قراصنة الإنترنت»، لافتاً إلى أن «الشركة توفر أيضاً الحماية لهوية ومعلومات المتعاملين الشخصية مع المصرف، في ظل تنفيذ أغلبية المتعاملين عمليات شراء أو سداد الفواتير عن طريق الإنترنت».

ووفقاً لتقرير «التهديدات» للربع الثاني من عام 2012 الذي أطلقته «مكافي»، فإنه توجد زيادة ضخمة عالمياً في البرامج الضارة التي تستهدف مستخدمي أجهزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت وأجهزة الهاتف المحمول، تعد الأعلى خلال السنوات الأربع الماضية بمعدل 1.5 مليون برنامج منذ الربع الأول لعام .2012

حلول موحدة

إلى ذلك، قال نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا لدى شركة «أفايا» المتخصصة في البرامج والخدمات والأنظمة التشاركية الخاصة بالأعمال، نضال أبولطيف، إنه «مع الاعتماد على حلول الاتصالات الموحدة من (أفايا)، فإنه يمكن للمصارف ربط التحويلات الهاتفية في فروعها المنتشرة في أنحاء الإمارات كافة، وتزويدها بأدوات الإنتاجية والتشارك في العمل، ما يؤدي إلى الارتقاء بجودة وتناسق الاتصالات، وتقليل الكلفة الإجمالية للبنية التحتية لشبكة البنك»، مشدداً على أهمية تبسيط وتعزيز جوانب التواصل كافة مع المتعاملين في عالم الخدمات المالية الذي يشهد منافسة محمومة، لتلبية متطلباتهم التي تتغير بشكل مستمر، من خلال توفير خيارات أكثر ومرونة أكبر أمامهم للتواصل مع المصرف.

وأوضح أن «الشركة عرفت أيضاً خلال المعرض حلول الحوْسبة السحابية والافتراضية، وحلول تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم المحمولة في بيئة العمل، والوسائط الاجتماعية، ومراكز الاتصال، والحلول الجوّالة، مع التركيز على حلول التشارك المرئي، ودورها همزة وصل بين الشركة والمتعاملين معها وشركائها وموظفيها عبر الأجهزة المفضلة المختلفة».

ولفت إلى أن «حلول الشركة مصممة لتمكين الشركات والمؤسسات المالية من توفير تجربة تشاركية لموظفيها على امتداد أجهزتهم المفضلة، دون المسّ بالمعايير الأمنية الصارمة».