شركات تعتزم زيادة إنتاج الأغذية الصــحية في الشرق الأوسط

طالبت بتغيير نمط التغذية لدى المستهلك

شركات تعتزم زيادة إنتاج الأغذية الصــحية في الشرق الأوسط

 

شركات تعتزم زيادة إنتاج الأغذية الصــحية في الشرق الأوسط
شركات تعتزم زيادة إنتاج الأغذية الصــحية في الشرق الأوسط

أكدت شركات في معرض الخليج للأغذية «غلفود ‬2013» الذي اختتمت فعاليات دورته الـ‬18 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، نهاية الأسبوع الماضي، أنها تعتزم زيادة حصة انتاجها من الأغذية الصحية في منطقة الشرق الأوسط والخليـج، لافتـة إلى أن السوق في المرحلة الراهنة تستوعب الزيادة في انتاج الأغذية الصحيـة التي أصبحت جزءاً من متطلبات المستهلكين مع زيادة الوعي بأهميتها.

وقال مسؤولون في تلك الشركات إن كلفة انتاج الأغذية الصحية لا تزيد كثيراً عن كلفة انتاج الغذاء نفسه، خصوصاً في صناعات منتجات الحليب والألبان التي ينزع الدسم منها بمعدلات معيـنة، لتصـبح أكثر ملاءمة لمرضى القلب والسكري والسمنة، لافتين إلى أنه على الرغم من الزيادة الملحوظة في مستوى استهلاك الأغذية منخفضة السعرات الحرارية، أو التي تعتـمد على القـمح مكوناً رئيساً لها، فإن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والحكومات تتحمل عبء زيادة الوعي بأهمية التقليل من الأغـذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة، التي تسبب زيادة مستوى الكوليسترول في الدم، وتؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب. ورأوا أن المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط يحتاجون إلى تغيير نمط التغذية لتصبح أكثر اتساقاً مع متطلبات العصر الحديث، داعين الشركات للعمل على ابتكار منتجات جديدة ذات مذاق لا يختلف كثيراً عن المنتج نفسه قبل خفض نسب الدهون فيها.

غذاء صحي

وتفصيلاً، قال مدير تطوير الأعمال في شركة «شاي شون فوودز» في سنغافورة، آلان تاي، إن «هناك فرصاً لزيادة تسويق منتجات غذائية صحية وبدائل الغذاء المسبب للأمراض في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في منطقة الخليج والإمارات، مع زيادة مستوى التعليم فيها».

وأكد وجود فرصة كبيرة لتسويق المنتجات الغذائية المنتجة من الأرز، بديلاً عن القمح، إذ إنها تخلو من مادة الكوليسترول المسببة لأمراض القلب، ومادة الجلوتين، او استخدام مواد جينية في عملية التصنيع.

وأوضح أن «الأطعمة الآسيوية تستخدم الأرز في العديد من منتجاتها الغذائية، إذ يمكن تصنيع المعكرونة من طحين الأرز، بديلاً عن طحين القمح»، لافتاً إلى أن «دول الخليج والإمارات ربما تكون أكثر تقبلاً لتلك المنتجات، نظراً لتجريبها عبر المطاعم الآسيوية، وزيادة أعداد العمالة الوافدة من دول آسيا».

وذكر أن «الشركة أجرت تجارب عدة لتسويق منتجاتها الصحية في عدد من منافذ البيع الكبرى في الإمارات، ولاقت قبولاً ملحوظاً»، مضيـفاً أن «أسـعار الأغـذية الصحية لا تزيد كثيراً على التقـليدية، لكن بعض المستهلكين ربما لا يزالون معتادين النمط التقليدي في الغذاء، أو حتى في الحمية، فلا ينتبهون الى تلك البدائل».

وأشار إلى أن «الأطعمة الآسيوية التي تستخدم المنتجات الزراعيـة بصـورة رئيسـة في انتاجها، بديلاً عن المصادر الحيوانية، ربما تعد أكثر مناسبة لبعض الأمراض المزمنة».

ثقافة المستهلك

من جانبها، قالت شريكة الأغذيـة في شركـة «بريدج هيد» البريطانية، لورين بيتون، إن «الغـذاء الصحـي يحتاج إلى مزيد من جهود التوعية»، لافتة إلى أن «الأغذية الصحيـة في أوروبا ربما تكون أكثر انتشاراً من أسواق الشرق الأوسط عموماً، بعدما أصبحت جزاً من ثقافة المستهلكين في أوروبا».

وأضافت أن «المستهلك الأوروبي أكثر حرصاً على استخدام منتجات غذائية تتبع الحمية الغذائية، ما يدفع الشركات الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لسد احتياجات السوق»، مشيرة إلى أن «أكثر من ‬56٪ من منتجات الشركة من الأجبان ومنتجات الألبان، منزوعة أو قليلة الدسم، وتناسب احتياجات المستهلكين الذين يعانون ارتفاعاً في مستوى الكوليسترول في الدم، أو يعانون مرض السكري».

مسؤولية حكومية

وتابعت بيتون: «ربما يحتاج المستهلكون في أسواق الشرق الأوسط إلى زيادة الوعي بأهمية الاعتماد على الأغذية الصحية»، لافتة إلى أن هذا الأمر ربما يقع على عاتق الحكومات، والشركات التي يجب أن تبذل مزيداً من الجهد لتسويق منتجاتها في سوق متنامية.

وأكدت أن «المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط يحتاجون الى تغيير نمط التغذية لتصبح أكثر اتساقاً مع متطلبات العصر الحديث»، مشيرة إلى أن «الشركات تتحمل جزءاً كبيراً من عاتق ابتكار منتجات جديدة ذات مذاق لا يختلف كثيراً عن المنتج نفسه قبل خفض نسب الدهون فيها».

في السياق نفسه، قال مدير التسويق في الشركة الوطنية للتنمية الزراعية السعودية (نادك)، منير انديجاني، إن «المنتجات الصحية استراتيجية لبعض الشركات»، مؤكداً أن «المنتجات الخالية من الدسم لا تزيد كلفة الانتاج،ولا تحتاج خطوط انتاج خاصة بها، ولذلك، فإنك تجد في الأسواق الروب الخالي من الدسم، ومنتجات الحليب منخفضة الدسم».

وأشار إلى أن «اختفاء المنتجات الصحية من أسواق الشرق الأوسط مرتبط بالثقافة الغذائية لدول المنطقة التي يفرق مستهلكوها بين مذاق الطعام الصحي، والطعام مرتفع السعرات الحرارية»، مؤكداً أن هناك فرصة لتسويق المنتجات الصحية من خلال تغيير الثقافة وتوجيه المستهلكين إلى المنتجات الصحية. وأوضح أن «المستهلك لا رغبة لديه في استهلاك المنتج الصحي، رغم معرفته بأضرار الاستهلاك الزائد لمنتجات تحتوي على معدلات عالية من الدهون».

وذكر أن «سوق الشرق الأوسط واعدة في استهلاك المنتجات الصحية مع قدرة الشركات على تسويقها»، لافتاً إلى أن «ما يصل إلى نحو ‬40٪ من انتاج الشركة من منتجات الألبان مراعية للاستهلاك الصحي، إذ تنخفض فيها نسبة الدهون».